نعم; قال تعالى في فحوى الآية:
nindex.php?page=treesubj&link=17185_18800_24406_27521_27972_30469_34106_34110_34264_17196_28798_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=91إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء .
[ ص: 102 ] فهذا إشارة إلى سبب التحريم، وأنه كان إرادة قطع الشيطان، إنما يريد حالة ابتداء الشرب والاحتواء على قدح الخمر، ولا يريد ذلك حالة وقوع السكر، فبالسكر تقع العداوة والبغضاء، وبه وصل الشيطان إلى مراده، لا بالسكر بل قبل السكر.
فإن قلت: إن الشيطان يريد أن يشرب ليدعوه الشرب إلى السكر، فليس في ذلك دليل على أن ذلك يجب أن يكون محرما. مع أن الذي به تقع العداوة غير نفس الشرب. وحرم الميسر أيضا لأن الرجل منهم كان يقامر في ماله وأهله فيقمر، فيبقى حزينا سليبا، فيكسبه ذلك العداوة والبغضاء، مثل ما يوجب ذلك السكر من الخمر من العربدة والعداوة، وهذا موجود فيما يوجب السكر منه.
فأما
nindex.php?page=treesubj&link=17190القليل من الخمر; فليست هذه العلة موجودة فيه، فهو محرم لعينه عند
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة، ومحرم عند
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، لأن قليلها يدعو إلى الكثير، وهذا المعنى وما يرد عليه من الاعتراض شرحناه في مسائل الفقه وأصول الفقه .
نَعَمْ; قَالَ تَعَالَى فِي فَحْوَى الْآيَةِ:
nindex.php?page=treesubj&link=17185_18800_24406_27521_27972_30469_34106_34110_34264_17196_28798_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=91إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ .
[ ص: 102 ] فَهَذَا إِشَارَةٌ إِلَى سَبَبِ التَّحْرِيمِ، وَأَنَّهُ كَانَ إِرَادَةَ قَطْعِ الشَّيْطَانِ، إِنَّمَا يُرِيدُ حَالَةَ ابْتِدَاءِ الشُّرْبِ وَالِاحْتِوَاءِ عَلَى قَدَحِ الْخَمْرِ، وَلَا يُرِيدُ ذَلِكَ حَالَةَ وُقُوعِ السُّكْرِ، فَبِالسُّكْرِ تَقَعُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ، وَبِهِ وَصَلَ الشَّيْطَانُ إِلَى مُرَادِهِ، لَا بِالسُّكْرِ بَلْ قَبْلَ السُّكْرِ.
فَإِنْ قُلْتَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يُرِيدُ أَنْ يَشْرَبَ لِيَدْعُوَهُ الشُّرْبُ إِلَى السُّكُرِ، فَلَيْسَ فِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُحَرَّمًا. مَعَ أَنَّ الَّذِي بِهِ تَقَعُ الْعَدَاوَةُ غَيْرُ نَفْسِ الشُّرْبِ. وَحَرَّمَ الْمَيْسِرَ أَيْضًا لِأَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يُقَامِرُ فِي مَالِهِ وَأَهْلِهِ فَيَقْمُرُ، فَيَبْقَى حَزِينًا سَلِيبًا، فَيُكْسِبُهُ ذَلِكَ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ، مِثْلَ مَا يُوجِبُ ذَلِكَ السُّكْرُ مِنَ الْخَمْرِ مِنَ الْعَرْبَدَةِ وَالْعَدَاوَةِ، وَهَذَا مَوْجُودٌ فِيمَا يُوجِبُ السُّكْرُ مِنْهُ.
فَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=17190الْقَلِيلُ مِنَ الْخَمْرِ; فَلَيْسَتْ هَذِهِ الْعِلَّةُ مَوْجُودَةً فِيهِ، فَهُوَ مُحَرَّمٌ لِعَيْنِهِ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبِي حَنِيفَةَ، وَمُحَرَّمٌ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ، لِأَنَّ قَلِيلَهَا يَدْعُو إِلَى الْكَثِيرِ، وَهَذَا الْمَعْنَى وَمَا يَرُدُّ عَلَيْهِ مِنْ الِاعْتِرَاضِ شَرَحْنَاهُ فِي مَسَائِلِ الْفِقْهِ وَأُصُولِ الْفِقْهِ .