قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=19881_28723_31907_33677_34189_34274_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=50قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى nindex.php?page=treesubj&link=31907_31913_32408_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=51قال فما بال القرون الأولى nindex.php?page=treesubj&link=29683_30497_31749_34091_34513_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى
استبد
موسى عليه السلام بجوابه من حيث خصه في السؤال، ثم أعلمه من صفات الله بالتي لا تشريك
لفرعون فيه ولا بوجه مجاز. واختلف المفسرون في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=50الذي أعطى كل شيء خلقه فقالت فرقة: أعطى الله الذكر من كل الحيوان - نوعه وخلقته - أنثى، ثم هدى للإتيان، وقالت فرقة: أعطى الله كل موجود من مخلوقاته خلقته وصورته، أي أكمل ذلك له وأتقنه، ثم هدى أي: يسر كل شيء لمنافعه ومرافقه.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله :
وهذا القول أشرف معنى وأعم في الموجودات.
وقرأت فرقة: "خلقه" بفتح اللام، ويكون المفعول الثاني بـ "أعطى" مقدرا، تقديره: كماله أو مصلحته.
وقول
فرعون :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=51فما بال القرون الأولى يحتمل أن يريد محاجته بحسب ما تقدم من القول ومناقضته فيه، فليس يتجه على هذا أن يريد إلا: ما بال القرون الأولى لم تبعث ولم يوجد أمرك عندها؟ فرد
موسى عليه السلام علم ذلك إلى الله تعالى. ويحتمل أن يريد
فرعون قطع الكلام الأول والرجوع إلى سؤال
موسى عمن سلف من الناس روغانا في الحجة وحيدة، وقيل: "البال": الحال، فكأنه سأله عن حالهم، كما جاء في الحديث:
nindex.php?page=hadith&LINKID=655756يهديكم الله ويصلح بالكم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش : إنما قال
فرعون :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=51فما بال القرون الأولى لما سمع مؤمن آله يقول:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=30يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب [ ص: 100 ] nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31مثل دأب قوم نوح وعاد الآية، ورد
موسى العلم إلى الله لأنه لم تأته التوراة بعد. وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52في كتاب يريد اللوح المحفوظ، أو فيما كتبه الملائكة من أحوال البشر.
وقرأت فرقة: "لا يضل" بفتح الياء وكسر الضاد، واختلف في معنى هذه القراءة فقالت فرقة: هو ابتداء كلام، تنزيه لله تبارك وتعالى عن هاتين الصفتين، وقد كان الكلام تم في قوله: "في كتاب"، و "يضل" معناه: يتلف، وقالت فرقة: بل قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52لا يضل ربي ولا ينسى من صفة الكتاب، أي أن الكتاب لا يغيب عن الله تعالى، تقول
العرب : "ضلني الشيء" إذا لم أجده، و "أضللته أنا"، ومنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=700006قول النبي صلى الله عليه وسلم حكاية عن الإسرائيلي الذي طلب أن يحرق بعد موته: لعلي أضل الله الحديث،
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52ولا ينسى أظهر ما فيه أن يعود ضميره إلى الله تعالى، ويحتمل أن يعود إلى الكتاب في بعض
[ ص: 101 ] التأويلات، يصفه بأنه لا ينسى، أي: لا يدع شيئا، فالنسيان هنا استعارة، كما قال في موضع آخر:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49إلا أحصاها ، فوصفه بالإحصاء من حيث حصرت فيه الحوادث.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=19881_28723_31907_33677_34189_34274_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=50قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى nindex.php?page=treesubj&link=31907_31913_32408_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=51قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى nindex.php?page=treesubj&link=29683_30497_31749_34091_34513_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى
اسْتَبَدَّ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِجَوَابِهِ مِنْ حَيْثُ خَصَّهُ فِي السُّؤَالِ، ثُمْ أَعْلَمَهُ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ بِالَّتِي لَا تَشْرِيكَ
لِفِرْعَوْنَ فِيهِ وَلَا بِوَجْهِ مَجَازٍ. وَاخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=50الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ فَقَالَتْ فِرْقَةٌ: أَعْطَى اللَّهُ الذَّكْرَ مِنْ كُلِّ الْحَيَوَانِ - نَوْعَهُ وَخِلْقَتُهُ - أُنْثَى، ثُمْ هَدَى لِلْإِتْيَانِ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: أَعْطَى اللَّهُ كُلَّ مَوْجُودٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ خِلْقَتَهُ وَصُورَتَهُ، أَيْ أَكْمَلَ ذَلِكَ لَهُ وَأَتْقَنَهُ، ثُمْ هَدَى أَيْ: يَسَّرَّ كُلَّ شَيْءٍ لِمَنَافِعِهِ وَمَرَافِقِهِ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ :
وَهَذَا الْقَوْلُ أَشْرَفُ مَعْنًى وَأَعَمُّ فِي الْمَوْجُودَاتِ.
وَقَرَأَتْ فِرْقَةٌ: "خَلَقَهُ" بِفَتْحِ اللَّامِ، وَيَكُونُ الْمَفْعُولُ الثَّانِي بِـ "أَعْطَى" مُقَدَّرًا، تَقْدِيرُهُ: كَمَالُهُ أَوْ مَصْلَحَتُهُ.
وَقَوْلُ
فِرْعَوْنَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=51فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ مُحَاجَّتَهُ بِحَسْبِ مَا تُقَدَّمَ مِنَ الْقَوْلِ وَمُنَاقَضَتَهُ فِيهِ، فَلَيْسَ يَتَّجِهُ عَلَى هَذَا أَنْ يُرِيدَ إِلَّا: مَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى لَمْ تُبْعَثْ وَلَمْ يُوجَدْ أَمْرُكَ عِنْدَهَا؟ فَرَدَّ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عِلْمُ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى. وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ
فِرْعَوْنُ قَطْعَ الْكَلَامِ الْأَوَّلِ وَالرُّجُوعَ إِلَى سُؤَالِ
مُوسَى عَمَّنْ سَلَفَ مِنَ النَّاسِ رَوَغَانًا فِي الْحُجَّةِ وَحِيدَةً، وَقِيلَ: "الْبَالُ": الْحَالُ، فَكَأَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ حَالِهِمْ، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=655756يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15426النِّقَاشُ : إِنَّمَا قَالَ
فِرْعَوْنُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=51فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى لِمَا سَمِعَ مُؤْمِنُ آلَهِ يَقُولُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=30يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ [ ص: 100 ] nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ الْآيَةُ، وَرَدَّ
مُوسَى الْعَلَمَ إِلَى اللَّهِ لَأَنَّهُ لَمْ تَأْتِهِ التَّوْرَاةُ بَعْدُ. وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52فِي كِتَابٍ يُرِيدُ اللَّوْحَ الْمَحْفُوظَ، أَوْ فِيمَا كَتَبَهُ الْمَلَائِكَةُ مِنْ أَحْوَالِ الْبَشَرِ.
وَقَرَأَتْ فِرْقَةٌ: "لَا يَضِلُّ" بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الضَّادِ، وَاخْتُلِفَ فِي مَعْنَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ فَقَالَتْ فِرْقَةٌ: هُوَ ابْتِدَاءُ كَلَامٍ، تَنْزِيهٌ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْ هَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ، وَقَدْ كَانَ الْكَلَامُ تَمَّ فِي قَوْلِهِ: "فِي كِتَابٍ"، وَ "يَضِلُّ" مَعْنَاهُ: يُتْلَفُ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: بَلْ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى مِنْ صِفَةِ الْكِتَابِ، أَيْ أَنَّ الْكِتَابَ لَا يَغِيبُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، تَقُولُ
الْعَرَبُ : "ضَلَّنِي الشَّيْءُ" إِذَا لَمْ أَجِدْهُ، وَ "أَضْلَلْتُهُ أَنَا"، وَمِنْهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=700006قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِكَايَةً عَنِ الْإِسْرَائِيلِيِّ الَّذِي طَلَبَ أَنْ يَحْرُقَ بَعْدَ مَوْتِهِ: لَعَلِّي أَضِلُّ اللَّهَ الْحَدِيثُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52وَلا يَنْسَى أَظْهَرَ مَا فِيهِ أَنْ يَعُودَ ضَمِيرُهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَعُودَ إِلَى الْكِتَابِ فِي بَعْضِ
[ ص: 101 ] التَّأْوِيلَاتِ، يَصِفُهُ بِأَنَّهُ لَا يَنْسَى، أَيْ: لَا يَدَعُ شَيْئًا، فَالنِّسْيَانُ هُنَا اسْتِعَارَةٌ، كَمَا قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49إِلا أَحْصَاهَا ، فَوَصَفَهُ بِالْإِحْصَاءِ مِنْ حَيْثُ حُصِرَتْ فِيهِ الْحَوَادِثُ.