قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=30428_30431_30437_30443_30539_31048_29069nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=6إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية nindex.php?page=treesubj&link=29680_30495_30503_34134_34135_29069nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=7إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية nindex.php?page=treesubj&link=19624_19995_29680_30384_30386_30387_34135_34513_29069nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=8جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه
حكم الله في هذه الآية بتخليد الكافرين من أهل الكتاب والمشركين -وهم عبدة الأوثان- في النار، وبأنهم شر البرية، و"البرية" جميع الخلق; لأن الله تعالى برأهم، أي أوجدهم بعد العدم. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج : "البريئة" بالهمز من "برأ"، وقرأ الباقون والجمهور: "البرية" بشد الياء بغير همز، على التسهيل، والقياس الهمز إلا أن هذا مما ترك همزه كالنبي والذرية، وقرأ بعض النحويين: البرية مأخوذ من البرى وهو التراب، وهذا الاشتقاق يجعل الهمز خطأ وغلطا، غير مرضى.
و
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=7الذين آمنوا وعملوا الصالحات شروط تعم جميع أمة
محمد صلى الله عليه وسلم، ومن آمن بنبيه من الأمم الماضية. وقرأ جمهور الناس "خير"، وقرأ بعض قراء
مكة: "خيار" بألف، وروي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قرأ هذه الآية: nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=7أولئك هم خير البريئة ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه "أنت يا nindex.php?page=showalam&ids=8علي وشيعتك"، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري ، وفى الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=855300أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا خير البرية ، فقال له: "ذلك إبراهيم عليه السلام. [ ص: 665 ] وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=8جزاؤهم عند ربهم جنات فيه حذف مضاف تقديره: سكنى جنات، أو دخول جنات، و"العدن" الإقامة والدوام، عدن بالموضع: أقام، ومنه المعدن لأنه رأس ثابت، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : جنات عدن: بطنان الجنة، أي وسطها.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=8رضي الله عنهم ورضوا عنه قيل: ذلك في الدنيا، فرضاه عنهم هو ما أظهر عليهم من أمارات رحمته وغفرانه، ورضاهم عنه هو رضاهم بجميع ما قسم لهم من جميع الأرزاق والأقدار، وقال بعض الصالحين: رضى العباد عن الله تعالى رضاهم بما يرد من أحكامه، ورضاه عنهم أن توفيقهم للرضا عنه، وقال
أبو بكر بن طاهر: الرضا عن الله تعالى خروج الكراهية من القلب حتى لا يكون إلا فرح وسرور، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14479سري السقطي : إذا كنت لا ترضى عن الله فكيف تطلب منه أن يرضى عنك؟ وقيل: ذلك في الآخرة، فرضاهم عنه هو رضاهم بما من عليهم به من النعم، ورضاه عنهم هو ما روي من
nindex.php?page=hadith&LINKID=656067أن الله تعالى يقول لأهل الجنة: "هل رضيتم بما أعطيتكم؟" فيقولون نعم ربنا، وكيف لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين؟ فيقول: "أفلا أعطيتكم أفضل من كل ما أعطيتكم؟ رضواني فلا أسخط عليكم أبدا"، وخص تعالى الله بالذكر أهل الخشية لأنها رأس كل بركة، الناهية عن المعاصي، الآمرة بالمعروف.
كمل تفسير سورة [لم يكن] والحمد لله رب العالمين.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=30428_30431_30437_30443_30539_31048_29069nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=6إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30495_30503_34134_34135_29069nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=7إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ nindex.php?page=treesubj&link=19624_19995_29680_30384_30386_30387_34135_34513_29069nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=8جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ
حُكْم اللَّهِ فِي هَذِهِ الْآيَةُ بِتَخْلِيدِ الْكَافِرِينَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ -وَهُمْ عَبَدَةُ الْأَوْثَانِ- فِي النَّارِ، وَبِأَنَّهُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ، وَ"الْبَريَّةُ" جَمِيعُ الْخَلْقِ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَرَّأَهُمْ، أَيْ أَوْجَدَهُمْ بَعْدَ الْعَدَمِ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ : "الْبَرِيئَةُ" بِالْهَمْزِ مَنْ "بَرَّأَ"، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ وَالْجُمْهُورُ: "الْبَرِّيَّةُ" بِشَدِّ الْيَاءِ بِغَيْرِ هَمْزٍ، عَلَى التَّسْهِيلِ، وَالْقِيَاسُ الْهَمْزُ إِلَّا أَنَّ هَذَا مِمَّا تَرَكَ هَمَزَهُ كَالنَّبِيِّ وَالذُّرِّيَّةِ، وَقَرَأَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: الْبَرِّيَّةُ مَأْخُوذٌ مِنَ الْبَرَى وَهُوَ التُّرَابُ، وَهَذَا الِاشْتِقَاقُ يَجْعَلُ الْهَمْزَ خَطَأً وَغَلَطًا، غَيْرَ مَرْضَى.
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=7الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ شُرُوطٌ تَعُمُّ جَمِيعَ أُمَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ آمَنَ بِنَبِيِّهِ مِنَ الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ. وَقَرَأَ جُمْهُورُ النَّاسِ "خَيْرٌ"، وَقَرَأَ بَعْضُ قُرَّاءِ
مَكَّةَ: "خِيَارٌ" بِأَلِفٍ، وَرُوِيَ حَدِيثٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=7أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيئَةِ ثُمَّ قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "أَنْتَ يَا nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ وَشِيعَتُكَ"، ذَكَرُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ ، وَفَّى الْحَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=855300أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ ، فَقَالَ لَهُ: "ذَلِكَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ. [ ص: 665 ] وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=8جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ فِيهِ حَذْفُ مُضَافٍ تَقْدِيرُهُ: سُكْنَى جَنَّاتٍ، أَوْ دُخُولُ جَنَّاتٍ، وَ"الْعَدْنُ" الْإِقَامَةُ وَالدَّوَامُ، عَدَنَ بِالْمَوْضِعِ: أَقَامَ، وَمِنْهُ الْمَعْدِنُ لِأَنَّهُ رَأَسٌ ثَابِتٌ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : جَنَّاتُ عَدْنٍ: بُطْنَانُ الْجَنَّةِ، أَيْ وَسَطُهَا.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=8رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ قِيلَ: ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا، فَرِضَاهُ عَنْهُمْ هُوَ مَا أَظْهَرَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَمَارَاتِ رَحْمَتِهِ وَغُفْرَانِهِ، وَرِضَاهُمْ عَنْهُ هُوَ رِضَاهُمْ بِجَمِيعِ مَا قَسَّمَ لَهُمْ مِنْ جَمِيعِ الْأَرْزَاقِ وَالْأَقْدَارِ، وَقَالَ بَعْضُ الصَّالِحِينَ: رِضَى الْعِبَادِ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى رِضَاهُمْ بِمَا يَرُدُّ مِنْ أَحْكَامِهِ، وَرِضَاهُ عَنْهُمْ أَنَّ تَوْفِيقَهُمْ لِلرِّضَا عَنْهُ، وَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ بْنُ طَاهِرٍ: الرِّضَا عَنِ اللَّهِ تَعَالَى خُرُوجُ الْكَرَاهِيَةِ مِنَ الْقَلْبِ حَتَّى لَا يَكُونَ إِلَّا فَرَحٌ وَسُرُورٌ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14479سَرِيُّ السَّقَطِيُّ : إِذَا كُنْتَ لَا تَرْضَى عَنِ اللَّهِ فَكَيْفَ تَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يَرْضَى عَنْكَ؟ وَقِيلَ: ذَلِكَ فِي الْآخِرَةِ، فَرِضَاهُمْ عَنْهُ هُوَ رِضَاهُمْ بِمَا مَنَّ عَلَيْهِمْ بِهِ مِنَ النِّعَمِ، وَرِضَاهُ عَنْهُمْ هُوَ مَا رُوِيَ مِنْ
nindex.php?page=hadith&LINKID=656067أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: "هَلْ رَضِيتُمْ بِمَا أَعْطَيْتُكُمْ؟" فَيَقُولُونَ نَعَمْ رَبَّنَا، وَكَيْفَ لَا نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ؟ فَيَقُولُ: "أَفَلَا أَعْطَيْتُكُمْ أَفْضَلَ مِنْ كُلِّ مَا أَعْطَيْتُكُمْ؟ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ أَبَدًا"، وَخَصَّ تَعَالَى اللَّهَ بِالذِّكْرِ أَهْلَ الْخَشْيَةِ لِأَنَّهَا رَأْسُ كُلِّ بَرَكَةٍ، النَّاهِيَةُ عَنِ الْمَعَاصِي، الْآمِرَةُ بِالْمَعْرُوفِ.
كَمُلَ تَفْسِيرُ سُورَةِ [لَمْ يَكُنْ] وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.