قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=30549_32213_32408_34106_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد nindex.php?page=treesubj&link=30539_34106_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير nindex.php?page=treesubj&link=28902_30340_32405_32446_32688_34092_34103_34252_34255_34263_34509_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3ومن الناس الآية. قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : نزلت في
النضر بن الحارث ،
وأبي بن خلف ، وقيل: في
أبي جهل بن هشام ، ثم هي بعد تتناول كل من يتصف بهذه الصفة. و "المجادلة": المحاجة، والمادة مأخوذة من "الجدل" وهو الفتل، والمعنى: "يجادل" في قدرة الله وصفاته. وكان سبب الآية كلام من ذكر في أن الله تبارك وتعالى لا يبعث الموتى، ولا يقيم الأجساد من القبور. و"الشيطان" هنا هو مغويهم من الجن، ويحتمل أن يكون الشيطان من الإنس، والإنحاء على متبعيه. و "المريد": المتجرد من الخير إلى الشر، ومنه الأمرد، وشجرة مرداء أي عارية من الورق، وصرح
[ ص: 215 ] ممرد أي مملس من زجاج، وصخرة مرداء أي ملساء. والضمير في "عليه" عائد على "الشيطان"، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، ويحتمل أن يعود على "المجادل". و "أنه" في موضع رفع على المفعول الذي لم يسم فاعله، و "أنه" الثانية عطف على الأولى مؤكدة مثلها، وقيل: هي مكررة للتأكيد فقط، وهو معترض بأن الشيء لا يؤكد إلا بعد تمامه وتمام "أنه" الأولى إنما هو بصلتها في قوله: "السعير"، وكذلك لا يعطف عليه،
nindex.php?page=showalam&ids=16076ولسيبويه في مثل هذا أنه بدل، وقيل "أنه" الثانية خبر ابتداء محذوف تقديره: فشأنه أنه يضله، وقدره
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي : فله أن يضله.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله :
ويظهر لي أن الضمير في "أنه" الأولى للشيطان، وفي الثانية لـ "من" الذي هو المتولي. وقوله: "ويهديه" بمعنى: يدله على طريق ذلك، وليست بمعنى الإرشاد على الإطلاق. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو : "إنه من تولاه فإنه يضله" بالكسر فيهما.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث الآية. هذا احتجاج على العالم بالبدأة الأولى، وضرب الله تعالى في هذه الآية مثلين إذا اعتبرهما الناظر جوز في العقل
nindex.php?page=treesubj&link=30337البعثة من القبور، ثم ورد خبر الشرع بوجوب ذلك ووقوعه. و "الريب": الشك، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5إن كنتم شرط مضمنه التوفيق، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن بن أبي الحسن : "البعث" بفتح العين، وهي لغة في "البعث" عند البصريين ، وهي عند الكوفيين تخفيف "بعث".
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5خلقناكم من تراب يريد
آدم ، ثم سلط الفعل عليهم من حيث هم من ذريته، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثم من نطفة يريد المني الذي يكون من البشر، و "النطفة" تقع على قليل الماء وكثيره، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش : المراد نطفة
آدم ، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثم من علقة يريد من الدم تعود النطفة إليه في الرحم، أو المقارن للنطفة، و "العلق": الدم العبيط، وقيل: "العلق": الشديد الحمرة، فسمي الدم لذلك، وقوله: "ثم من مضغة" يريد بضعة لحم على قدر ما يمضغ، وقوله: "مخلقة" معناه: متممة البنية "وغير مخلقة" غير متممة، أي التي تسقط، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية ، فاللفظة بناء مبالغة من "خلق"، ولما كان الإنسان فيه أعضاء متباينة وكل منها مختص بخلق حسن، في جملته تضعيف الفعل؛ لأن فيه خلقا كثيرة، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة : "مخلقة" بالنصب "وغير" بالنصب في الراء.
[ ص: 216 ] ويتصل بهذا الموضع من الفقه أن العلماء اختلفوا في
nindex.php?page=treesubj&link=7541أم الولد إذا أسقطت بضعة لم تصور، هل تكون أم ولد بذلك؟ فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ،
nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ، وغيرهما: هي أم ولد بالمضغة إذا علم أنها مضغة الولد، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة : حتى يتبين فيه خلق ولو عضو واحد.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لنبين لكم ، قالت فرقة: معناه: لنبين أمر البعث، فهو اعتراض بين الكلامين، وقرأت هذه الفرقة بالرفع في "نقر"، المعنى: ونحن نقر، وهي قراءة الجمهور. وقالت فرقة: "لنبين لكم" معناه: تكون المضغة غير مخلقة وطرح النساء إياها، كذلك نبين للناس أن المناقل في الرحم هي هكذا، وقرأت هذه الفرقة: "ونقر" بالنصب، وكذلك قرأت: "نخرجكم" بالنصب، وهي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=12053المفضل عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=12111أبو عمرو الداني أن رواية
nindex.php?page=showalam&ids=12053المفضل هذه هي بالياء في "يقر" "ويخرجكم"، والرفع على هذا التأويل شائع، ولا يجوز النصب على التأويل الأول. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابن وثاب : "ما نشاء" بكسر النون. و "الأجل المسمى" هو مختلف بحسب جنين جنين، فثم من يسقط، وثم من يكمل أمره ويخرج حيا.
واختلف الناس في "الأشد" من ثمانية عشر، إلى ثلاثين، إلى اثنين وثلاثين، إلى ستة وثلاثين، إلى أربعين، إلى خمسة وأربعين، واللفظ تقال باشتراك، فأشد الإنسان على العموم غير أشد اليتيم الذي هو الاحتلام. و "الأشد" في الآية يحتمل المعنيين، والرد إلى أرذل العمر هو حصول الإنسان في زمانه واختلال قوته حتى لا يقدر على إقامة الطاعات، واختلال عقله حتى لا يقدر على إقامة ما يلزمه من المعتقدات، وهذا أبدا يلحق مع الكبر، وقد يكون أرذل العمر في قليل من السن بحسب شخص ما لحقته زمانة، وقد ذكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن أرذل العمر خمسة وسبعون سنة، وهذا فيه نظر، وإن صح عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه فلا يتوجه إلا أن يريد: على الأكثر، فقد نرى كثيرا أبناء ثمانين سنة ليسوا في أرذل العمر، وقرأ الجمهور : "العمر"
[ ص: 217 ] مشبعة، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع : "العمر" مخففة الميم، واختلف عنه.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لكيلا يعلم أي: لينسى معارفه وعلمه الذي كان معه فلا يعلم من ذلك شيئا، فهذا مثال واحد يقضي للمعتد به أن القادر على هذه المناقل المتقن لها قادر على إعادة تلك الأجساد التي أوجدها بهذه المناقل إلى حالها الأولى.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=30549_32213_32408_34106_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ nindex.php?page=treesubj&link=30539_34106_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ nindex.php?page=treesubj&link=28902_30340_32405_32446_32688_34092_34103_34252_34255_34263_34509_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنَ تُرَابٍ ثُمَّ مِنَ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنَ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنَ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مِنَ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مِنَ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنَ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3وَمِنَ النَّاسِ الْآيَةُ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : نَزَلَتْ فِي
النَّضِرِ بْنِ الْحَارِثِ ،
وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ ، وَقِيلَ: فِي
أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ ، ثُمْ هِيَ بَعْدُ تَتَنَاوَلُ كُلَّ مَنْ يَتَّصِفُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ. و "الْمُجَادَلَةُ": الْمُحَاجَّةُ، وَالْمَادَّةُ مَأْخُوذَةٌ مِنَ "الْجَدَلِ" وَهُوَ الْفَتْلُ، وَالْمَعْنَى: "يُجَادِلُ" فِي قُدْرَةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ. وَكَانَ سَبَبُ الْآيَةِ كَلَامَ مَنْ ذَكَرَ فِي أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يَبْعَثُ الْمَوْتَى، وَلَا يُقِيمُ الْأَجْسَادَ مِنَ الْقُبُورِ. و"الشَّيْطَانُ" هُنَا هُوَ مُغْوِيهِمْ مِنَ الْجِنِّ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الشَّيْطَانُ مِنَ الْإِنْسِ، وَالْإِنْحَاءُ عَلَى مُتَّبِعِيهِ. و "الْمُرِيدُ": الْمُتَجَرِّدُ مِنَ الْخَيْرِ إِلَى الشَّرِّ، وَمِنْهُ الْأَمْرَدُ، وَشَجَرَةٌ مَرْدَاءٌ أَيْ عَارِيَةٌ مِنَ الْوَرَقِ، وَصَرْحٌ
[ ص: 215 ] مُمَرَّدٌ أَيْ مُمَلَّسٌ مِنْ زُجَاجٍ، وَصَخْرَةٌ مَرْدَاءُ أَيْ مَلْسَاءُ. وَالضَّمِيرُ فِي "عَلَيْهِ" عَائِدٌ عَلَى "الشَّيْطَانِ"، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قُتَادَةُ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَعُودَ عَلَى "الْمُجَادِلِ". و "أَنَّهُ" فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ عَلَى الْمَفْعُولِ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، و "أَنَّهُ" الثَّانِيَةُ عَطْفٌ عَلَى الْأُولَى مُؤَكَّدَةٌ مِثْلُهَا، وَقِيلَ: هِيَ مُكَرِّرَةٌ لِلتَّأْكِيدِ فَقَطْ، وَهُوَ مُعْتَرِضٌ بِأَنَّ الشَّيْءَ لَا يُؤَكِّدُ إِلَّا بَعْدَ تَمَامِهِ وَتَمَامُ "أَنَّهُ" الْأَوْلَى إِنَّمَا هُوَ بِصِلَتِهَا فِي قَوْلِهِ: "السَّعِيرِ"، وَكَذَلِكَ لَا يُعْطَفُ عَلَيْهِ،
nindex.php?page=showalam&ids=16076وَلِسِيبَوَيْهِ فِي مِثْلِ هَذَا أَنَّهُ بَدَلٌ، وَقِيلَ "أَنَّهُ" الثَّانِيَةُ خَبَرُ ابْتِدَاءٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ: فَشَأْنُهُ أَنَّهُ يُضِلُّهُ، وَقَدَّرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12095أَبُو عَلِيٍّ : فَلَهُ أَنْ يُضِلَّهُ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ :
وَيُظْهِرُ لِي أَنَّ الضَّمِيرَ فِي "أَنَّهُ" الْأَوْلَى لِلشَّيْطَانِ، وَفِي الثَّانِيَةِ لـ "مَنِ" الَّذِي هُوَ الْمُتَوَلِّي. وَقَوْلُهُ: "وَيَهْدِيهِ" بِمَعْنَى: يَدُلُّهُ عَلَى طَرِيقِ ذَلِكَ، وَلَيْسَتْ بِمَعْنَى الْإِرْشَادِ عَلَى الْإِطْلَاقِ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرُو : "إِنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَإِنَّهُ يُضِلُّهُ" بِالْكَسْرِ فِيهِمَا.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ الْآيَةُ. هَذَا احْتِجَاجٌ عَلَى الْعَالَمِ بِالْبَدْأَةِ الْأُولَى، وَضَرَبَ اللَّهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ مَثَلَيْنِ إِذَا اعْتَبَرَهُمَا النَّاظِرُ جَوَّزَ فِي الْعَقْلِ
nindex.php?page=treesubj&link=30337الْبِعْثَةَ مِنَ الْقُبُورِ، ثُمْ وَرَدَ خَبَرُ الشَّرْعِ بِوُجُوبِ ذَلِكَ وَوُقُوعِهِ. و "الرَّيْبُ": الشَّكُّ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5إِنْ كُنْتُمْ شَرْطٌ مُضَمِّنُهُ التَّوْفِيقَ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ : "الْبَعْثَ" بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَهِيَ لُغَةٌ فِي "الْبَعْثِ" عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ ، وَهِيَ عِنْدُ الْكُوفِيِّينَ تَخْفِيفُ "بَعَثَ".
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ يُرِيدُ
آدَمُ ، ثُمْ سَلَّطَ الْفِعْلَ عَلَيْهِمْ مِنْ حَيْثُ هُمْ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ يُرِيدُ الْمَنِيَّ الَّذِي يَكُونُ مِنَ الْبَشَرِ، و "النُّطْفَةُ" تَقَعُ عَلَى قَلِيلِ الْمَاءِ وَكَثِيرِهِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15426النَّقَاشُ : الْمُرَادُ نُطْفَةُ
آدَمَ ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ يُرِيدُ مِنَ الدَّمِ تَعُودُ النُّطْفَةُ إِلَيْهِ فِي الرَّحِمْ، أَوِ الْمُقَارِنُ لِلنُّطْفَةِ، و "الْعَلَقُ": الدَّمُ الْعَبِيطُ، وَقِيلَ: "الْعَلَقُ": الشَّدِيدُ الْحُمْرَةُ، فَسُمِّيَ الدَّمُ لِذَلِكَ، وَقَوْلُهُ: "ثُمْ مِنْ مُضْغَةٍ" يُرِيدُ بِضْعَةَ لَحْمٍ عَلَى قَدْرِ مَا يُمْضَغُ، وَقَوْلُهُ: "مُخَلَّقَةٍ" مَعْنَاهُ: مُتَمَّمَةُ الْبِنْيَةِ "وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ" غَيْرِ مُتَمَّمَةِ، أَيِ الَّتِي تَسْقُطُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيٌّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ ، فَاللَّفْظَةُ بِنَاءُ مُبَالِغَةٍ مِنْ "خَلَقَ"، وَلَمَّا كَانَ الْإِنْسَانُ فِيهِ أَعْضَاءٌ مُتَبَايِنَةٌ وَكُلٌّ مِنْهَا مُخْتَصٌّ بِخُلُقٍ حَسَنٍ، فِي جُمْلَتِهِ تَضْعِيفُ الْفِعْلِ؛ لِأَنَّ فِيهِ خُلُقًا كَثِيرَةً، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ : "مُخَلَّقَةً" بِالنَّصْبِ "وَغَيْرَ" بِالنَّصْبِ فِي الرَّاءِ.
[ ص: 216 ] وَيَتَّصِلُ بِهَذَا الْمَوْضِعِ مِنَ الْفِقْهِ أَنَّ الْعُلَمَاءَ اخْتَلَفُوا فِي
nindex.php?page=treesubj&link=7541أُمُ الْوَلَدِ إِذَا أَسْقَطَتْ بِضْعَةً لَمْ تُصَوَّرْ، هَلْ تَكُونُ أَمَّ وَلَدٍ بِذَلِكَ؟ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13760وَالْأَوْزَاعِيُّ ، وَغَيْرُهُمَا: هِيَ أَمُّ وَلَدٍ بِالْمُضْغَةِ إِذَا عُلِمْ أَنَّهَا مُضْغَةُ الْوَلَدِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11990وَأَبُو حَنِيفَةَ : حَتَّى يَتَبَيَّنَ فِيهِ خَلْقٌ وَلَوْ عُضْوٌ وَاحِدٌ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ، قَالَتْ فِرْقَةٌ: مَعْنَاهُ: لِنُبَيِّنَ أَمْرَ الْبَعْثِ، فَهُوَ اعْتِرَاضٌ بَيْنَ الْكَلَامَيْنِ، وَقَرَأَتْ هَذِهِ الْفِرْقَةُ بِالرَّفْعِ فِي "نُقِرُّ"، الْمَعْنَى: وَنَحْنُ نُقِرُّ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ. وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: "لِنُبَيِّنَ لَكُمْ" مَعْنَاهُ: تَكُونُ الْمُضْغَةُ غَيْرَ مُخَلَّقَةٍ وَطَرَحَ النِّسَاءُ إِيَّاهَا، كَذَلِكَ نُبَيِّنُ لِلنَّاسِ أَنَّ الْمَنَاقِلَ فِي الرَّحِمْ هِيَ هَكَذَا، وَقَرَأَتْ هَذِهِ الْفِرْقَةُ: "وَنُقِرَّ" بِالنَّصْبِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَتْ: "نُخْرِجَكُمْ" بِالنَّصْبِ، وَهِيَ رِوَايَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=12053الْمُفَضَّلِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمْ ، وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=12111أَبُو عَمْرُو الدَّانِي أَنَّ رِوَايَةَ
nindex.php?page=showalam&ids=12053الْمُفَضَّلِ هَذِهِ هِيَ بِالْيَاءِ فِي "يُقِرُّ" "وَيُخْرِجُكُمْ"، وَالرَّفْعُ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ شَائِعٌ، وَلَا يَجُوزُ النَّصْبُ عَلَى التَّأْوِيلِ الْأَوَّلِ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابْنُ وَثَّابٍ : "مَا نَشَاءُ" بِكَسْرِ النُّونِ. و "الْأَجَلُ الْمُسَمَّى" هُوَ مُخْتَلِفٌ بِحَسْبَ جَنِينٍ جَنِينٍ، فَثَمَّ مَنْ يَسْقُطُ، وَثَمَّ مَنْ يُكْمَلُ أَمْرُهُ وَيَخْرُجُ حَيًّا.
وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي "الْأَشَدِّ" مِنْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ، إِلَى ثَلَاثِينَ، إِلَى اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ، إِلَى سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ، إِلَى أَرْبَعِينَ، إِلَى خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ، وَاللَّفْظُ تُقَالُ بِاشْتِرَاكٍ، فَأَشَدُّ الْإِنْسَانِ عَلَى الْعُمُومِ غَيْرُ أَشَدِّ الْيَتِيمِ الَّذِي هُوَ الِاحْتِلَامُ. و "الْأَشَدُّ" فِي الْآيَةِ يَحْتَمِلُ الْمَعْنَيَيْنِ، وَالرَّدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمْرِ هُوَ حُصُولُ الْإِنْسَانِ فِي زَمَانَهِ وَاخْتِلَالُ قُوَّتِهِ حَتَّى لَا يَقْدِرَ عَلَى إِقَامَةِ الطَّاعَاتِ، وَاخْتِلَالُ عَقْلِهِ حَتَّى لَا يَقْدِرَ عَلَى إِقَامَةِ مَا يَلْزَمُهُ مِنَ الْمُعْتَقَدَاتِ، وَهَذَا أَبَدًا يُلْحَقُ مَعَ الْكِبَرِ، وَقَدْ يَكُونُ أَرْذَلِ الْعُمُرِ فِي قَلِيلٍ مِنَ السِّنِّ بِحَسَبِ شَخْصٍ مَا لَحِقَتُهُ زَمَانَةٌ، وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ أَرْذَلَ الْعُمُرِ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً، وَهَذَا فِيهِ نَظَرٌ، وَإِنْ صَحَّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَا يَتَوَجَّهُ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ: عَلَى الْأَكْثَرِ، فَقَدْ نَرَى كَثِيرًا أَبْنَاءَ ثَمَانِينَ سَنَةً لَيْسُوا فِي أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : "الْعُمُرَ"
[ ص: 217 ] مُشَبَّعَةً، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ : "الْعُمُرَ" مُخَفِّفَةَ الْمِيمِ، وَاخْتَلَفَ عَنْهُ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لِكَيْلا يَعْلَمَ أَيْ: لِيَنْسَى مَعَارِفَهُ وَعِلْمَهُ الَّذِي كَانَ مَعَهُ فَلَا يَعْلَمُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَهَذَا مِثَالٌ وَاحِدٌ يَقْضِي لِلْمُعْتَدِّ بِهِ أَنَّ الْقَادِرَ عَلَى هَذِهِ الْمَنَاقِلِ الْمُتْقِنَ لَهَا قَادِرٌ عَلَى إِعَادَةِ تِلْكَ الْأَجْسَادِ الَّتِي أَوْجَدَهَا بِهَذِهِ الْمَنَاقِلِ إِلَى حَالِهَا الْأُولَى.