nindex.php?page=treesubj&link=28975_19037_28723_29786_30428_30437_30532_30539_30563_30564_32627_34207_34319nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم [ ص: 165 ] حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا nindex.php?page=treesubj&link=28975_28802_29677_30563_30569_34089_34190nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140أن إذا سمعتم : هي أن المخففة من الثقيلة ، والمعنى أنه إذا سمعتم ، أي : نزل عليكم أن الشأن كذا والشأن ما أفادته الجملة بشرطها وجزائها ، و “ أن" مع ما في حيزها في موضع الرفع بـ “ نزل" ، أو في موضع النصب بـ “ نزل" ، فيمن قرأ به ، والمنزل عليهم في الكتاب : هو ما نزل عليهم ب
مكة من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره [الأنعام : 68] وذلك أن المشركين كانوا يخوضون في ذكر القرآن في مجالسهم فيستهزئون به ، فنهى المسلمون عن القعود معهم ما داموا خائضين فيه ، وكان أحبار اليهود
بالمدينة يفعلون نحو فعل المشركين ، فنهوا أن يقعدوا معهم كما نهوا عن مجالسة المشركين
بمكة ، وكان الذين يقاعدون الخائضين في القرآن من الأحبار هم المنافقون ، فقيل لهم : إنكم إذا مثل الأحبار في الكفر
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140إن الله جامع المنافقين والكافرين يعني القاعدون والمقعود معهم . فإن قلت : الضمير في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140فلا تقعدوا معهم إلى من يرجع؟ قلت : إلى من دل عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140يكفر بها ويستهزأ بها كأنه قيل : فلا تقعدوا مع الكافرين بها والمستهزئين بها . فإن قلت : لم يكونوا مثلهم بالمجالسة إليهم في وقت الخوض؟ قلت : لأنهم إذا لم ينكروا عليهم كانوا راضين ، والراضي بالكفر كافر . فإن قلت : فهلا كان المسلمون
بمكة - حين كانوا يجالسون الخائضين من المشركين منافقين؟ قلت : لأنهم كانوا لا ينكرون لعجزهم وهؤلاء لم ينكروا مع قدرتهم ، فكان ترك الإنكار لرضاهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141الذين يتربصون إما بدل من الذين يتخذون وإما صفة للمنافقين أو نصب على الذم منهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141يتربصون بكم أي : ينتظرون بكم ما يتجدد لكم من ظفر أو إخفاق
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141ألم نكن معكم : مظاهرين فأسهموا لنا في الغنيمة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141ألم نستحوذ عليكم : ألم نغلبكم ونتمكن من قتلكم وأسركم فأبقينا عليكم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141ونمنعكم من المؤمنين بأن ثبطناهم عنكم ، وخيلنا لهم ما ضعفت به قلوبكم ومرضوا في قتالكم ، وتوانينا في مظاهرتهم عليكم ، فهاتوا نصيبا لنا بما أصبتم ، وقرئ "ونمنعكم" بالنصب بإضمار أن ، قال
الحطيئة [من الوافر] :
ألم أك جاركم ويكون بيني وبينكم المودة والإخاء؟
[ ص: 166 ] فإن قلت : لم سمى ظفر المسلمين فتحا ، وظفر الكافرين نصيبا؟ قلت : تعظيما لشأن المسلمين ، وتخسيسا لحظ الكافرين; لأن ظفر المسلمين أمر عظيم ، تفتح لهم أبواب السماء حتى ينزل على أوليائه ، وأما ظفر الكافرين ، فما هو إلا حظ دني ولمظة من الدنيا يصيبونها .
nindex.php?page=treesubj&link=28975_19037_28723_29786_30428_30437_30532_30539_30563_30564_32627_34207_34319nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ [ ص: 165 ] حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذَا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهِ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا nindex.php?page=treesubj&link=28975_28802_29677_30563_30569_34089_34190nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهِ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ : هِيَ أَنِ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ إِذَا سَمِعْتُمْ ، أَيْ : نَزَلَ عَلَيْكُمْ أَنَّ الشَّأْنَ كَذَا وَالشَّأْنَ مَا أَفَادَتْهُ الْجُمْلَةُ بِشَرْطِهَا وَجَزَائِهَا ، وَ “ أَنْ" مَعَ مَا فِي حَيِّزِهَا فِي مَوْضِعِ الرَّفْعِ بِـ “ نَزَلَ" ، أَوْ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ بِـ “ نَزَّلَ" ، فِيمَنْ قَرَأَ بِهِ ، وَالْمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ فِي الْكِتَابِ : هُوَ مَا نَزَلَ عَلَيْهِمْ بِ
مَكَّةَ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ [الْأَنْعَامِ : 68] وَذَلِكَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا يَخُوضُونَ فِي ذِكْرِ الْقُرْآنِ فِي مَجَالِسِهِمْ فَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ ، فَنَهَى الْمُسْلِمُونَ عَنِ الْقُعُودِ مَعَهُمْ مَا دَامُوا خَائِضِينَ فِيهِ ، وَكَانَ أَحْبَارُ الْيَهُودِ
بِالْمَدِينَةِ يَفْعَلُونَ نَحْوَ فِعْلِ الْمُشْرِكِينَ ، فَنُهُوا أَنْ يَقْعُدُوا مَعَهُمْ كَمَا نُهُوا عَنْ مُجَالَسَةِ الْمُشْرِكِينَ
بِمَكَّةَ ، وَكَانَ الَّذِينَ يُقَاعِدُونَ الْخَائِضِينَ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الْأَحْبَارِ هُمُ الْمُنَافِقُونَ ، فَقِيلَ لَهُمْ : إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُ الْأَحْبَارِ فِي الْكُفْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ يَعْنِي الْقَاعِدُونَ وَالْمَقْعُودُ مَعَهُمْ . فَإِنْ قُلْتَ : الضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ إِلَى مَنْ يَرْجِعُ؟ قُلْتُ : إِلَى مَنْ دَلَّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا كَأَنَّهُ قِيلَ : فَلا تَقْعُدُوا مَعَ الْكَافِرِينَ بِهَا وَالْمُسْتَهْزِئِينَ بِهَا . فَإِنْ قُلْتَ : لَمْ يَكُونُوا مَثَلَهُمْ بِالْمُجَالَسَةِ إِلَيْهِمْ فِي وَقْتِ الْخَوْضِ؟ قُلْتُ : لِأَنَّهُمْ إِذَا لَمْ يُنْكِرُوا عَلَيْهِمْ كَانُوا رَاضِينَ ، وَالرَّاضِي بِالْكُفْرِ كَافِرٌ . فَإِنْ قُلْتَ : فَهَلَّا كَانَ الْمُسْلِمُونَ
بِمَكَّةَ - حِينَ كَانُوا يُجَالِسُونَ الْخَائِضِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مُنَافِقِينَ؟ قُلْتُ : لِأَنَّهُمْ كَانُوا لا يُنْكِرُونَ لِعَجْزِهِمْ وَهَؤُلاءِ لَمْ يُنْكِرُوا مَعَ قُدْرَتِهِمْ ، فَكَانَ تَرْكُ الْإِنْكَارِ لِرِضَاهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ إِمَّا بَدَلٌ مِنَ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ وَإِمَّا صِفَةً لِلْمُنَافِقِينَ أَوْ نُصِبَ عَلَى الذَّمِّ مِنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ أَيْ : يَنْتَظِرُونَ بِكُمْ مَا يَتَجَدَّدُ لَكُمْ مِنْ ظَفَرٍ أَوْ إِخْفَاقٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ : مُظَاهِرِينَ فَأَسْهِمُوا لَنَا فِي الْغَنِيمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ : أَلَمْ نَغْلِبْكُمْ وَنَتَمَكَّنْ مِنْ قَتْلِكُمْ وَأَسْرِكُمْ فَأَبْقَيْنَا عَلَيْكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنْ ثَبَّطْنَاهُمْ عَنْكُمْ ، وَخَيَّلْنَا لَهُمْ مَا ضَعُفَتْ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَرِضُوا فِي قِتَالِكُمْ ، وَتَوَانَيْنَا فِي مُظَاهَرَتِهِمْ عَلَيْكُمْ ، فَهَاتُوا نَصِيبًا لَنَا بِمَا أَصَبْتُمْ ، وَقُرِئَ "وَنَمْنَعَكُمْ" بِالنَّصْبِ بِإِضْمَارِ أَنْ ، قَالَ
الْحُطَيْئَةُ [مِنَ الْوَافِرِ] :
أَلَمْ أَكُ جَارَكُمْ وَيَكُونُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمُ الْمَوَدَّةُ وَالْإِخَاءُ؟
[ ص: 166 ] فَإِنْ قُلْتَ : لِمَ سَمَّى ظَفَرَ الْمُسْلِمِينَ فَتْحًا ، وَظَفَرَ الْكَافِرِينَ نَصِيبًا؟ قُلْتُ : تَعْظِيمًا لِشَأْنِ الْمُسْلِمِينَ ، وَتَخْسِيسًا لِحَظِّ الْكَافِرِينَ; لِأَنَّ ظَفَرَ الْمُسْلِمِينَ أَمْرٌ عَظِيمٌ ، تُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ حَتَّى يَنْزِلَ عَلَى أَوْلِيَائِهِ ، وَأَمَّا ظَفَرُ الْكَافِرِينَ ، فَمَا هُوَ إِلَّا حَظٌّ دَنِيٌّ وَلُمْظَةٌ مِنَ الدُّنْيَا يُصِيبُونَهَا .