مسسنا من الآباء شيئا وكلنا إلى نسب في قومه غير واضع
يقال: لمسه والتمسه، وتلمسه "كطلبه وأطلبه وتطلبه" ونحوه: الجس. في قولهم; جسوه بأعينهم وتجسسوه. والمعنى: طلبنا بلوغ السماء واستماع كلام أهلها. والحرس: اسم مفرد في معنى الحراس، كالخدم في معنى الخدام; ولذلك وصف بشديد، ولو ذهب إلى معناه لقيل: شدادا; ونحوه [من الرجز]: [ ص: 225 ]أخشى رجيلا أو ركيبا غاديا
لأن الرجل والركب مفردان في معنى الرجال والركاب. والرصد: مثل الحرس: اسم جمع للراصد، على معنى: ذوي شهاب راصدين بالرجم، وهم الملائكة الذين يرجمونهم بالشهب، ويمنعونهم من الاستماع. ويجوز أن يكون صفة للشهاب. بمعنى الراصد أو كقوله [من الوافر]:
.............. ومعى جياعا
يعني يجد شهابا راصدا له ولأجله. فإن قلت: كأن الرجم لم يكن في الجاهلية، وقد قال الله تعالى: ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين [الملك: 5]. فذكر فائدتين في خلق الكواكب: التزيين، ورجم الشياطين؟ قلت: قال بعضهم: حدث بعد مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو إحدى آياته، والصحيح أنه كان قبل المبعث; وقد جاء ذكره في شعر أهل الجاهلية. قال بشر بن أبي خازم [من الكامل]:
والعير يرهقها الغبار وجحشها ينقض خلفهما انقضاض الكوكب
وانقض كالدري يتبعه نقع يثور تخاله طنبا
يرد علينا العبر من دون إلفه أو الثور كالدري يتبعه الدم