لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز
لقد أرسلنا رسلنا يعني: الملائكة إلى الأنبياء بالبينات بالحجج والمعجزات وأنزلنا معهم الكتاب أي: الوحي "والميزان". روي أن جبريل - عليه السلام - نزل بالميزان فدفعه إلى نوح وقال: مر قومك يزنوا به وأنزلنا الحديد قيل: نزل آدم من الجنة ومعه خمسة أشياء من حديد: السندان، والكلبتان، والميقعة والمطرقة، والإبرة. وروي: ومعه المسن والمسحاة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض: أنزل الحديد، والنار، والماء، والملح ". وعن "وأنزلنا [ ص: 52 ] الحديد: خلقناه، كقوله تعالى: الحسن وأنزل لكم من الأنعام وذلك أن أوامره تنزل من السماء وقضاياه وأحكامه.
فيه بأس شديد وهو القتال به. "ومنافع للناس" في مصالحهم ومعايشهم وصنائعهم، فما من صناعة إلا والحديد آلة فيها; أو ما يعمل بالحديد. وليعلم الله من ينصره ورسله باستعمال السيوف والرماح وسائر السلاح في مجاهدة أعداء الدين. "بالغيب" غائبا عنهم، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: ينصرونه ولا يبصرونه. إن الله قوي عزيز غني بقدرته وعزته في إهلاك من يريد هلاكه عنهم، وإنما كلفهم الجهاد لينتفعوا به ويصلوا بامتثال الأمر فيه إلى الثواب.