"أكفاركم" يا أهل مكة خير من أولئكم الكفار المعدودين: قوم نوح وهود وصالح ولوط وآل فرعون، أي: أهم خير قوة وآلة ومكانة في الدنيا، أو أقل كفرا وعنادا يعني: أن كفاركم مثل أولئك بل شر منهم "أم" أنزلت عليكم يا أهل مكة "براءة" في الكتب المتقدمة. أن من كفر منكم وكذب الرسل كان آمنا من عذاب الله، فأمنتم بتلك البراءة نحن جميع جماعة أمرنا مجتمع "منتصر" ممتنع لا نرام ولا نضام. وعن أبي جهل أنه ضرب فرسه يوم بدر، فتقدم في الصف وقال: نحن ننتصر اليوم من محمد وأصحابه، فنزلت سيهزم الجمع : لما نزلت هذه الآية قال عكرمة : أي جمع يهزم، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع ويقول: "سيهزم الجمع" عرف تأولها عمر عن ويولون [ ص: 663 ] الدبر أي الأدبار كما قال [من الوافر]:
كلوا في بعض بطنكم تعفوا
وقرئ: (الأدبار) "أدهى" أشد وأفظع. والداهية: الأمر المنكر الذي لا يهتدى لدوائه "وأمر" من الهزيمة والقتل والأسر. وقرئ: (سنهزم الجمع).