ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب
أنزل من السماء ماء هو المطر. وقيل: كل ماء في الأرض فهو من السماء ينزل منها إلى الصخرة، ثم يقسمه الله، "فسلكه" فأدخله ونظمه ينابيع في الأرض عيونا ومسالك ومجاري كالعروق في الأجساد. مختلفا ألوانه هيئاته من خضرة وحمرة وصفرة وبياض وغير ذلك، وأصنافه من بر وشعير وسمسم وغيرها، "يهيج" يتم جفافه، عن ; لأنه إذا تم جفافه حان له أن يثور عن منابته ويذهب "حطاما" فتاتا ودرينا. الأصمعي إن في [ ص: 299 ] ذلك لذكرى لتذكيرا وتنبيها، على أنه لا بد من صانع حكيم، وأن ذلك كائن عن تقدير وتدبير، لا عن تعطيل وإهمال. ويجوز أن يكون مثلا للدنيا، كقوله تعالى: إنما مثل الحياة الدنيا [يونس: 24]، واضرب لهم مثل الحياة الدنيا [الكهف: 45]. وقرئ: (مصفارا).