nindex.php?page=treesubj&link=28983_28752_31893_32109nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون nindex.php?page=treesubj&link=28983_19721_20009_31895nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=97قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين nindex.php?page=treesubj&link=28983_20009_28723_29694_34513nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=98قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم
قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96فلما أن جاء البشير وفيه قولان: أحدهما:
شمعون ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
الثاني:
يهوذا. سمي بذلك لأنه أتاه ببشارة.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96ألقاه على وجهه يعني ألقى قميص
يوسف على وجه
يعقوب. nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96فارتد بصيرا أي رجع بصيرا ، وفيه وجهان: أحدهما: بصيرا بخبر
يوسف.
الثاني: بصيرا من العمى.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: إني أعلم من صحة رؤيا
يوسف ما لا تعلمون.
[ ص: 79 ] الثاني: إني أعلم من قول
ملك الموت أنه لم يقبض روح
يوسف ما لا تعلمون.
الثالث: إني أعلم من بلوى الأنبياء بالمحن ونزول العراج ونيل الثواب ما لا تعلمون. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=97قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا وإنما سألوه ذلك لأمرين: أحدهما: أنهم أدخلوا عليه من آلام الحزن ما لا يسقط المأثم عنه إلا بإجلاله.
الثاني: أنه نبي تجاب دعوته ويعطى مسألته ، فروى
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عن
nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد أن
يعقوب وإخوة
يوسف قاموا عشرين سنة يطلبون التوبة فيما فعل إخوة
يوسف بيوسف لا يقبل ذلك منهم حتى لقي
جبريل يعقوب فعلمه هذا الدعاء: يا رجاء المؤمنين لا تخيب رجائي ، ويا غوث المؤمنين أغثني ، ويا عون المؤمنين أعني ، ويا مجيب التوابين تب علي فاستجيب لهم. فإن قيل قد تقدمت المغفرة لهم بقول
يوسف من قبل
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=92لا تثريب عليكم الآية ، فلم سألوا أباهم أن يستغفر لهم؟ فعن ذلك ثلاثة أجوبة: أحدها: لأن لفظ
يوسف عن مستقبل صار وعدا ، ولم يكن عن ماض فيكون خبرا.
الثاني: أن ما تقدم من
يوسف كان مغفرة في حقه ، ثم سألوا أباهم أن يستغفر لهم في حق نفسه.
الثالث: أنهم علموا نبوة أبيهم فوثقوا بإجابته ، ولم يعلموا نبوة أخيهم فلم يثقوا بإجابته. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=98قال سوف أستغفر لكم ربي وفي تأخيره الاستغفار لهم وجهان: أحدهما: أنه أخره دفعا عن التعجيل ووعدا من بعد ، فلذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء: طلب
[ ص: 80 ] الحوائج إلى الشباب أسهل منها عند الشيوخ ، ألا ترى إلى قول
يوسف: nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=92لا تثريب عليكم اليوم وإلى قول
يعقوب: nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=98سوف أستغفر لكم ربي الثاني: أنه أخره انتظارا لوقت الإجابة وتوقعا لزمان الطلب. وفيه ثلاثة أقاويل: أحدها: عند صلاة الليل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16717عمرو بن قيس.
الثاني: إلى السحر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر. روى
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(أخرهم إلى السحر لأن دعاء السحر مستجاب) .
الثالث: إلى ليلة الجمعة قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا. وإنما سألوه عن الاستغفار لهم وإن كان المستحق في ذنوبهم التوبة منها دون الاستغفار لهم ثلاثة أمور: أحدها: للتبرك بدعائه واستغفاره.
الثاني: طلبا لاستعطافه ورضاه.
الثالث: لحذرهم من البلوى والامتحان في الدنيا.
[ ص: 81 ]
nindex.php?page=treesubj&link=28983_28752_31893_32109nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28983_19721_20009_31895nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=97قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28983_20009_28723_29694_34513nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=98قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ وَفِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا:
شَمْعُونُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ .
الثَّانِي:
يَهُوذَا. سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ أَتَاهُ بِبِشَارَةٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ يَعْنِي أَلْقَى قَمِيصَ
يُوسُفَ عَلَى وَجْهِ
يَعْقُوبَ. nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96فَارْتَدَّ بَصِيرًا أَيْ رَجَعَ بَصِيرًا ، وَفِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: بَصِيرًا بِخَبَرِ
يُوسُفَ.
الثَّانِي: بَصِيرًا مِنَ الْعَمَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ فِيهِ ثَلَاثَةُ تَأْوِيلَاتٍ: أَحَدُهَا: إِنِّي أَعْلَمُ مِنْ صِحَّةِ رُؤْيَا
يُوسُفَ مَا لَا تَعْلَمُونَ.
[ ص: 79 ] الثَّانِي: إِنِّي أَعْلَمُ مِنْ قَوْلِ
مَلَكِ الْمَوْتِ أَنَّهُ لَمْ يَقْبِضْ رُوحَ
يُوسُفَ مَا لَا تَعْلَمُونَ.
الثَّالِثُ: إِنِّي أَعْلَمُ مِنْ بَلْوَى الْأَنْبِيَاءِ بِالْمِحَنِ وَنُزُولِ الْعِرَاجِ وَنَيْلِ الثَّوَابِ مَا لَا تَعْلَمُونَ. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=97قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِنَّمَا سَأَلُوهُ ذَلِكَ لِأَمْرَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُمْ أَدْخَلُوا عَلَيْهِ مِنْ آلَامِ الْحُزْنِ مَا لَا يَسْقُطُ الْمَأْثَمُ عَنْهُ إِلَّا بِإِجْلَالِهِ.
الثَّانِي: أَنَّهُ نَبِيٌّ تُجَابُ دَعْوَتُهُ وَيُعْطَى مَسْأَلَتَهُ ، فَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابْنُ وَهْبٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15124اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ
يَعْقُوبَ وَإِخْوَةَ
يُوسُفَ قَامُوا عِشْرِينَ سَنَةً يَطْلُبُونَ التَّوْبَةَ فِيمَا فَعَلَ إِخْوَةُ
يُوسُفَ بِيُوسُفَ لَا يُقْبَلُ ذَلِكَ مِنْهُمْ حَتَّى لَقِيَ
جِبْرِيلُ يَعْقُوبَ فَعَلَّمَهُ هَذَا الدُّعَاءَ: يَا رَجَاءَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تُخَيِّبْ رَجَائِي ، وَيَا غَوْثَ الْمُؤْمِنِينَ أَغِثْنِي ، وَيَا عَوْنَ الْمُؤْمِنِينَ أَعِنِّي ، وَيَا مُجِيبَ التَّوَّابِينَ تُبْ عَلَيَّ فَاسْتُجِيبَ لَهُمْ. فَإِنْ قِيلَ قَدْ تَقَدَّمَتِ الْمَغْفِرَةُ لَهُمْ بِقَوْلِ
يُوسُفَ مِنْ قَبْلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=92لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْآيَةِ ، فَلِمَ سَأَلُوا أَبَاهُمْ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُمْ؟ فَعَنْ ذَلِكَ ثَلَاثَةُ أَجْوِبَةٍ: أَحَدُهَا: لِأَنَّ لَفْظَ
يُوسُفَ عَنْ مُسْتَقْبَلٍ صَارَ وَعْدًا ، وَلَمْ يَكُنْ عَنْ مَاضٍ فَيَكُونَ خَبَرًا.
الثَّانِي: أَنَّ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
يُوسُفَ كَانَ مَغْفِرَةً فِي حَقِّهِ ، ثُمَّ سَأَلُوا أَبَاهُمْ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُمْ فِي حَقِّ نَفْسِهِ.
الثَّالِثُ: أَنَّهُمْ عَلِمُوا نُبُوَّةَ أَبِيهِمْ فَوَثِقُوا بِإِجَابَتِهِ ، وَلَمْ يَعْلَمُوا نُبُوَّةَ أَخِيهِمْ فَلَمْ يَثِقُوا بِإِجَابَتِهِ. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=98قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي وَفِي تَأْخِيرِهِ الِاسْتِغْفَارَ لَهُمْ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ أَخَّرَهُ دَفْعًا عَنِ التَّعْجِيلِ وَوَعْدًا مِنْ بَعْدُ ، فَلِذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٌ: طَلَبُ
[ ص: 80 ] الْحَوَائِجِ إِلَى الشَّبَابِ أَسْهَلُ مِنْهَا عِنْدَ الشُّيُوخِ ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِ
يُوسُفَ: nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=92لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَإِلَى قَوْلِ
يَعْقُوبَ: nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=98سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي الثَّانِي: أَنَّهُ أَخَّرَهُ انْتِظَارًا لِوَقْتِ الْإِجَابَةِ وَتَوَقُّعًا لِزَمَانِ الطَّلَبِ. وَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: عِنْدَ صَلَاةِ اللَّيْلِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16717عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ.
الثَّانِي: إِلَى السَّحَرِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنُ عُمَرَ. رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
(أَخَّرَهُمْ إِلَى السَّحَرِ لِأَنَّ دُعَاءَ السَّحَرِ مُسْتَجَابٌ) .
الثَّالِثُ: إِلَى لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَرَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْفُوعًا. وَإِنَّمَا سَأَلُوهُ عَنِ الِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ وَإِنْ كَانَ الْمُسْتَحَقُّ فِي ذُنُوبِهِمُ التَّوْبَةَ مِنْهَا دُونَ الِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ ثَلَاثَةُ أُمُورٍ: أَحَدُهَا: لِلتَّبَرُّكِ بِدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ.
الثَّانِي: طَلَبًا لِاسْتِعْطَافِهِ وَرِضَاهُ.
الثَّالِثُ: لِحَذَرِهِمْ مِنَ الْبَلْوَى وَالِامْتِحَانِ فِي الدُّنْيَا.
[ ص: 81 ]