nindex.php?page=treesubj&link=28983_31899_34426nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=30وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين nindex.php?page=treesubj&link=28983_31897_32533nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم nindex.php?page=treesubj&link=28983_31780_31788_31899_31900_32024nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=32قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل [ ص: 30 ] ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين nindex.php?page=treesubj&link=28983_31780_31788_31900_32024_33177nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=33قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين nindex.php?page=treesubj&link=28983_28723_33177_34513nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=34فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=30وقال نسوة في المدينة قال
جويبر: كن أربعا: امرأة الحاجب وامرأة الساقي وامرأة الخباز وامرأة القهرمان. قال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل: وامرأة صاحب السجن . وفي هذه المدينة قولان: أحدهما:
مصر.
الثاني:
عين شمس. nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=30امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قلن ذلك ذما لها وطعنا فيها وتحقيقا لبراءة
يوسف وإنكارا لذنبه. والعزيز اسم الملك مأخوذ من عزته ، ومنه قول
أبي دؤاد :
درة غاص عليها تاجر جلبت عند عزيز يوم طل
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=30قد شغفها حبا أي قد دخل حبه من شغاف قلبها. وفي شغاف القلب خمسة أقاويل: أحدها: أنه حجاب القلب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني: أنه غلاف القلب وهو جلدة رقيقة بيضاء تكون على القلب وربما سميت لباس القلب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي وسفيان.
الثالث: أنه باطن القلب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، وقيل هو حبة القلب.
الرابع: أنه ما يكون في الجوف ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي.
الخامس: هو الذعر والفزع الحادث عن شدة الحب ، قاله
إبراهيم. وقد قرئ في الشواذ عن
ابن محيصن: قد شعفها حبا (بالعين غير معجمة) . واختلف في الفرق بينهما على قولين:
[ ص: 31 ] أحدهما: أن الشغف بالغين معجمة هو الجنون وبالعين غير معجمة هو الحب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي. والثاني: أن الشغف بالإعجام الحب القاتل ، والشعف بغير إعجام دونه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وقال
أبو ذؤيب :
فلا وجد إلا دون وجد وجدته أصاب شغاف القلب والقلب يشغف
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=30إنا لنراها في ضلال مبين فيه وجهان: أحدهما: في ضلال عن الرشد وعدول عن الحق.
الثاني: معناه في محبة شديدة. ولما اقترن شدة حبها بالشهوة طلبت دفع الضرر عن نفسها بالكذب عليه ، ولو خلص من الشهوة طلبت دفع الضرر عنه بالصدق على نفسها. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31فلما سمعت بمكرهن فيه وجهان: أحدهما: أنه ذمهن لها وإنكارهن عليها.
الثاني: أنها أسرت إليهن بحبها له فأشعن ذلك عنها.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وفي "أعتدت" وجهان: أحدهما: أنه من الإعداد.
الثاني: أنه من العدوان. وفي (المتكأ) ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه المجلس ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن. والثاني: أنه النمارق والوسائد يتكأ عليها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي.
الثالث: أنه الطعام مأخوذ من قول
العرب اتكأنا عند فلان أي طعمنا عنده ، وأصله أن من دعي إلى طعام أعد له متكأ فسمي الطعام بذلك متكأ على الاستعارة. فعلى هذا أي الطعام هو؟ فيه أربعة أقاويل: أحدها: أنه الزماورد ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد. [ ص: 32 ] الثاني: أنه الأترج ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد وهو وتأويل من قرأها مخففة غير مهموزة ، والمتك في كلامهم الأترج ، قال الشاعر :
نشرب الإثم بالصواع جهارا وترى المتك بيننا مستعارا
والإثم: الخمر ، والمتك: الأترج.
الثالث: أنه كل ما يجز بالسكين وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة لأنه في الغالب يؤكل على متكأ.
الرابع: أنه كل الطعام والشراب على عمومه ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة. nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن وإنما دفعت ذلك إليهن في الظاهر معونة على الأكل ، وفي الباطن ليظهر من دهشتهن ما يكون شاهدا عليهن. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: كان كالعبد لها فلم تمكنه أن يخرج إلا بأمرها.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31فلما رأينه أكبرنه وفيه ثلاثة تأويلات: أحدها: معناه أعظمنه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني: معناه وجدن شأنه في الحسن والجمال كبيرا ، قال
ابن بحر.
الثالث: معناه: حضن عند رؤيته ، وهو قول رواه
عبد الصمد بن علي الهاشمي عن أبيه عن جده
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس. وقيل: إن المرأة إذا جزعت أو خافت حاضت ، وقد يسمى الحيض إكبارا ، قال الشاعر :
نأتي النساء على أطهارهن ولا نأتي النساء إذا أكبرن إكبارا
[ ص: 33 ] nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31وقطعن أيديهن دهشا ليكون شاهدا عليهن على ما أضمرته
امرأة العزيز فيهن. وفي قطع أيديهن وجهان: أحدهما: أنهن قطعن أيديهن حتى بانت.
الثاني: أنهن جرحن أيديهن حتى دميت ، من قولهم قطع فلان يده إذا جرحها.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31وقلن حاش لله بالألف في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=14303أبي عمرو nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي وقرأ الباقون حاش لله بإسقاط الألف ، ومعناهما واحد. وفي تأويل ذلك وجهان: أحدهما: معاذ الله ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
الثاني: معناه سبحان الله ، قاله
ابن شجرة. وفي أصله وجهان: أحدهما: أنه مأخوذ من قولهم كنت في حشا فلان أي في ناحيته. والثاني: أنه مأخوذ من قولهم حاش فلانا أي اعزله في حشا يعني في ناحية.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31ما هذا بشرا فيه وجهان: أحدهما: ما هذا أهلا للمباشرة.
الثاني: ما هذا من جملة البشر. وفيه وجهان: أحدهما: لما علمن من عفته وأنه لو كان من البشر لأطاعها.
الثاني: لما شاهدن من حسنه البارع وجماله البديع
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31إن هذا إلا ملك كريم وقرئ : ما هذا بشرا (بكسر الباء والشين) أي ما هذا عبدا مشترى إن هذا إلا ملك كريم ، مبالغة في تفضيله في جنس الملائكة تعظيما لشأنه. قوله عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=33قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وهذا يدل على أنها دعته إلى نفسها ثانية بعد ظهور حالهما ، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=33رب السجن أحب إلي يعني :
[ ص: 34 ] الحبس في السجن أحب إلي مما يدعونني إليه. ويحتمل وجهين: أحدهما: أنه أراد
امرأة العزيز فيما دعته إليه من الفاحشة وكنى عنها بخطاب الجمع إما تعظيما لشأنها في الخطاب وإما ليعدل عن التصريح إلى التعريض.
الثاني: أنه أراد بذلك جماعة النسوة اللاتي قطعن أيديهن حين شاهدنه لاستحسانهن له واستمالتهن لقلبه.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=33وإلا تصرف عني كيدهن يحتمل وجهين: أحدهما: ما دعي إليه من الفاحشة إذا أضيف ذلك إلى
امرأة العزيز.
الثاني: استمالة قلبه إذا أضيف ذلك إلى النسوة.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=33أصب إليهن فيه وجهان: أحدهما: أتابعهن ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
الثاني: أمل إليهن ، ومنه قول الشاعر :
إلى هند صبا قلبي وهند مثلها يصبي
nindex.php?page=treesubj&link=28983_31899_34426nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=30وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ nindex.php?page=treesubj&link=28983_31897_32533nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=28983_31780_31788_31899_31900_32024nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=32قَالَتْ فَذُلّكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدَتْهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمَّ يَفْعَلُ [ ص: 30 ] مَا آمِرِهِ لِيَسْجُنُنَّ وَلِيَكُونُنَّ مِنَ الصَّاغِرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28983_31780_31788_31900_32024_33177nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=33قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28983_28723_33177_34513nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=34فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=30وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ قَالَ
جُوَيْبِرٌ: كُنَّ أَرْبَعًا: امْرَأَةُ الْحَاجِبِ وَامْرَأَةُ السَّاقِي وَامْرَأَةُ الْخَبَّازِ وَامْرَأَةُ الْقَهْرَمَانِ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٌ: وَامْرَأَةُ صَاحِبِ السِّجْنِ . وَفِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا:
مِصْرُ.
الثَّانِي:
عَيْنُ شَمْسَ. nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=30امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ ذَلِكَ ذَمًّا لَهَا وَطَعْنًا فِيهَا وَتَحْقِيقًا لِبَرَاءَةِ
يُوسُفَ وَإِنْكَارًا لِذَنْبِهِ. وَالْعَزِيزُ اسْمُ الْمَلِكِ مَأْخُوذٌ مِنْ عِزَّتِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
أَبِي دُؤَادٍ :
دُرَّةٌ غَاصَ عَلَيْهَا تَاجِرٌ جُلِبَتْ عِنْدَ عَزِيزٍ يَوْمَ طَلٍّ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=30قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا أَيْ قَدْ دَخَلَ حُبُّهُ مِنْ شَغَافِ قَلْبِهَا. وَفِي شَغَافِ الْقَلْبِ خَمْسَةُ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ حِجَابُ الْقَلْبِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الثَّانِي: أَنَّهُ غِلَافُ الْقَلْبِ وَهُوَ جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ بَيْضَاءُ تَكُونُ عَلَى الْقَلْبِ وَرُبَّمَا سُمِّيَتْ لِبَاسُ الْقَلْبِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ وَسُفْيَانُ.
الثَّالِثُ: أَنَّهُ بَاطِنُ الْقَلْبِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ، وَقِيلَ هُوَ حَبَّةُ الْقَلْبِ.
الرَّابِعُ: أَنَّهُ مَا يَكُونُ فِي الْجَوْفِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ.
الْخَامِسُ: هُوَ الذُّعْرُ وَالْفَزَعُ الْحَادِثُ عَنْ شِدَّةِ الْحُبِّ ، قَالَهُ
إِبْرَاهِيمُ. وَقَدْ قُرِئَ فِي الشَّوَاذِّ عَنِ
ابْنِ مُحَيْصِنٍ: قَدْ شَعَفَهَا حُبًّا (بِالْعَيْنِ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ) . وَاخْتُلِفَ فِي الْفَرْقِ بَيْنَهُمَا عَلَى قَوْلَيْنِ:
[ ص: 31 ] أَحَدُهُمَا: أَنَّ الشَّغَفَ بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةً هُوَ الْجُنُونُ وَبِالْعَيْنِ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ هُوَ الْحُبُّ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ. وَالثَّانِي: أَنَّ الشَّغَفَ بِالْإِعْجَامِ الْحُبُّ الْقَاتِلُ ، وَالشَّعَفُ بِغَيْرِ إِعْجَامٍ دُونَهُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَالَ
أَبُو ذُؤَيْبٍ :
فَلَا وَجْدَ إِلَّا دُونَ وَجْدٍ وَجَدْتُهُ أَصَابَ شَغَافَ الْقَلْبِ وَالْقَلْبُ يُشْغَفُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=30إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: فِي ضَلَالٍ عَنِ الرُّشْدِ وَعُدُولٍ عَنِ الْحَقِّ.
الثَّانِي: مَعْنَاهُ فِي مَحَبَّةٍ شَدِيدَةٍ. وَلَمَّا اقْتَرَنَ شِدَّةُ حُبِّهَا بِالشَّهْوَةِ طَلَبَتْ دَفْعَ الضَّرَرِ عَنْ نَفْسِهَا بِالْكَذِبِ عَلَيْهِ ، وَلَوْ خَلَصَ مِنَ الشَّهْوَةِ طَلَبَتْ دَفْعَ الضَّرَرِ عَنْهُ بِالصِّدْقِ عَلَى نَفْسِهَا. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ ذَمُّهُنَّ لَهَا وَإِنْكَارُهُنَّ عَلَيْهَا.
الثَّانِي: أَنَّهَا أَسَرَّتْ إِلَيْهِنَّ بِحُبِّهَا لَهُ فَأَشَعْنَ ذَلِكَ عَنْهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَفِي "أَعْتَدَتْ" وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ مِنَ الْإِعْدَادِ.
الثَّانِي: أَنَّهُ مِنَ الْعُدْوَانِ. وَفِي (الْمُتْكَأِ) ثَلَاثَةُ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ الْمَجْلِسُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ النَّمَارِقُ وَالْوَسَائِدُ يُتَّكَأُ عَلَيْهَا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ.
الثَّالِثُ: أَنَّهُ الطَّعَامُ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِ
الْعَرَبِ اتَّكَأْنَا عِنْدَ فُلَانٍ أَيْ طَعِمْنَا عِنْدَهُ ، وَأَصْلُهُ أَنَّ مَنْ دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ أُعِدَّ لَهُ مُتَّكَأً فَسُمِّيَ الطَّعَامُ بِذَلِكَ مُتَّكَأً عَلَى الِاسْتِعَارَةِ. فَعَلَى هَذَا أَيُّ الطَّعَامِ هُوَ؟ فِيهِ أَرْبَعَةُ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ الزُّمَاوَرْدُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنُ زَيْدٍ. [ ص: 32 ] الثَّانِي: أَنَّهُ الْأُتْرُجُّ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ وَهُوَ وَتَأْوِيلُ مَنْ قَرَأَهَا مُخَفَّفَةً غَيْرَ مَهْمُوزَةٍ ، وَالْمَتْكُ فِي كَلَامِهِمُ الْأُتْرُجُّ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
نَشْرَبُ الْإِثْمَ بِالصُّوَاعِ جِهَارًا وَتَرَى الْمَتْكَ بَيْنَنَا مُسْتَعَارَا
وَالْإِثْمُ: الْخَمْرُ ، وَالْمَتْكُ: الْأُتْرُجُّ.
الثَّالِثُ: أَنَّهُ كُلُّ مَا يُجَزُّ بِالسِّكِّينِ وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ لِأَنَّهُ فِي الْغَالِبِ يُؤْكَلُ عَلَى مُتَّكَأٍ.
الرَّابِعُ: أَنَّهُ كُلُّ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ عَلَى عُمُومِهِ ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ. nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ وَإِنَّمَا دَفَعَتْ ذَلِكَ إِلَيْهِنَّ فِي الظَّاهِرِ مَعُونَةً عَلَى الْأَكْلِ ، وَفِي الْبَاطِنِ لِيَظْهَرَ مِنْ دَهْشَتِهِنَّ مَا يَكُونُ شَاهِدًا عَلَيْهِنَّ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: كَانَ كَالْعَبْدِ لَهَا فَلَمْ تُمَكِّنْهُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَّا بِأَمْرِهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَفِيهِ ثَلَاثَةُ تَأْوِيلَاتٍ: أَحَدُهَا: مَعْنَاهُ أَعْظَمْنَهُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الثَّانِي: مَعْنَاهُ وَجَدْنَ شَأْنَهُ فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ كَبِيرًا ، قَالَ
ابْنُ بَحْرٍ.
الثَّالِثُ: مَعْنَاهُ: حِضْنَ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ ، وَهُوَ قَوْلٌ رَوَاهُ
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ
nindex.php?page=showalam&ids=11عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. وَقِيلَ: إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا جَزِعَتْ أَوْ خَافَتْ حَاضَتْ ، وَقَدْ يُسَمَّى الْحَيْضُ إِكْبَارًا ، قَالَ الشَّاعِرُ :
نَأْتِي النِّسَاءَ عَلَى أَطْهَارِهِنَّ وَلَا نَأْتِي النِّسَاءَ إِذَا أَكْبَرْنَ إِكْبَارًا
[ ص: 33 ] nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ دَهَشًا لِيَكُونَ شَاهِدًا عَلَيْهِنَّ عَلَى مَا أَضْمَرَتْهُ
امْرَأَةُ الْعَزِيزِ فِيهِنَّ. وَفِي قَطْعِ أَيْدِيهِنَّ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُنَّ قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ حَتَّى بَانَتْ.
الثَّانِي: أَنَّهُنَّ جَرَحْنَ أَيْدِيَهُنَّ حَتَّى دَمِيَتْ ، مِنْ قَوْلِهِمْ قَطَعَ فُلَانٌ يَدَهُ إِذَا جَرَحَهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ بِالْأَلِفِ فِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=14303أَبِي عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=17192وَنَافِعٍ فِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيِّ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ حَاشَ لِلَّهِ بِإِسْقَاطِ الْأَلِفِ ، وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ. وَفِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: مَعَاذَ اللَّهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
الثَّانِي: مَعْنَاهُ سُبْحَانَ اللَّهِ ، قَالَهُ
ابْنُ شَجَرَةَ. وَفِي أَصْلِهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ كُنْتُ فِي حَشَا فُلَانٍ أَيْ فِي نَاحِيَتِهِ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ حَاشَ فُلَانًا أَيِ اعْزِلْهُ فِي حَشًا يَعْنِي فِي نَاحِيَةٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31مَا هَذَا بَشَرًا فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: مَا هَذَا أَهْلًا لِلْمُبَاشَرَةِ.
الثَّانِي: مَا هَذَا مِنْ جُمْلَةِ الْبَشَرِ. وَفِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: لِمَا عَلِمْنَ مِنْ عِفَّتِهِ وَأَنَّهُ لَوْ كَانَ مِنَ الْبَشَرِ لَأَطَاعَهَا.
الثَّانِي: لِمَا شَاهَدْنَ مِنْ حُسْنِهِ الْبَارِعِ وَجَمَالِهِ الْبَدِيعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ وَقُرِئَ : مَا هَذَا بِشِرًا (بِكَسْرِ الْبَاءِ وَالشِّينِ) أَيْ مَا هَذَا عَبْدًا مُشْتَرًى إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ، مُبَالَغَةً فِي تَفْضِيلِهِ فِي جِنْسِ الْمَلَائِكَةِ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=33قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا دَعَتْهُ إِلَى نَفْسِهَا ثَانِيَةً بَعْدَ ظُهُورِ حَالِهِمَا ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=33رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ يَعْنِي :
[ ص: 34 ] الْحَبْسُ فِي السِّجْنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ. وَيَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ أَرَادَ
امْرَأَةَ الْعَزِيزِ فِيمَا دَعَتْهُ إِلَيْهِ مِنَ الْفَاحِشَةِ وَكَنَّى عَنْهَا بِخِطَابِ الْجَمْعِ إِمَّا تَعْظِيمًا لِشَأْنِهَا فِي الْخِطَابِ وَإِمَّا لِيَعْدِلَ عَنِ التَّصْرِيحِ إِلَى التَّعْرِيضِ.
الثَّانِي: أَنَّهُ أَرَادَ بِذَلِكَ جَمَاعَةَ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ حِينَ شَاهَدْنَهُ لِاسْتِحْسَانِهِنَّ لَهُ وَاسْتِمَالَتِهِنَّ لِقَلْبِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=33وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: مَا دُعِيَ إِلَيْهِ مِنَ الْفَاحِشَةِ إِذَا أُضِيفَ ذَلِكَ إِلَى
امْرَأَةِ الْعَزِيزِ.
الثَّانِي: اسْتِمَالَةُ قَلْبِهِ إِذَا أُضِيفَ ذَلِكَ إِلَى النِّسْوَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=33أَصْبُ إِلَيْهِنَّ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أُتَابِعْهُنَّ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
الثَّانِي: أَمِلُ إِلَيْهِنَّ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
إِلَى هِنْدٍ صَبَا قَلْبِي وَهِنْدٌ مِثْلُهَا يُصْبِي