أحدها: أن السعر الجنون، قاله ابن كامل.
الثاني: العناء، قاله . قتادة
الثالث: الافتراق، قاله . السدي
الرابع: التيه، قاله . الضحاك
الخامس: أنه جمع سعر وهو وقود النار، قاله ابن بحر . وعلى هذا التأويل في قولهم ذلك وجهان: وابن عيسى
أحدهما: أنهم قالوه لعظم ما نالهم أن يتبعوا رجلا واحدا منهم ، كما يقول الرجل إذا ناله خطب عظيم: أنا في النار.
الثاني: أنهم لما أوعدوا على تكذيبه ومخالفته بالنار ردوا مثل ما قيل لهم إنا لو اتبعنا رجلا مثلنا واحدا كنا إذا في النار. بل هو كذاب أشر فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أن الأشر هو العظيم الكذب ، قاله . السدي
الثاني: أنه البطر ، ومنه قول الشاعر
أشرتم بلبس الخز لما لبستم ومن قبل لا تدرون من فتح القرى
الثالث: أنه المتعدي إلى منزلة لا يستحقها. إنا مرسلو الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر أما الاصطبار فهو الافتعال من الصبر وأصل الطاء تاء أبدلت بطاء ليكون اللفظ أسهل مخرجا ويعذب مسمعا.وروى عن أبو الزبير قال: جابر تبوك ، قال: (أيها الناس لا تسألوا عن هذه الآيات [هؤلاء] قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث الله لهم آية، فبعث الله لهم ناقة فكانت ترد من ذلك الفج فتشرب ماءهم يوم ورودها ويحلبون منها مثل الذي كانوا يشربون منها يوم غبها ويصدرون عن ذلك ، وهو معنى قوله تعالى: لما نزلنا الحجر فغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبئهم أن الماء قسمة بينهم الآية. [ ص: 416 ] وفيه وجهان:
أحدهما: أن الناقة تحضر الماء يوم ورودهم ، وتغيب عنهم يوم ورودها ، قاله مقاتل.
الثاني: أن ثمود يحضرون الماء يوم غبها فيشربون ، ويحضرون اللبن يوم وردها فيحلبون. فنادوا صاحبهم فيه قولان:
أحدهما: أنه أحمر إرم وشقيها ، قاله ، وقد ذكره قتادة زهير في شعره فقال
فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم
الثاني: أنه قدار بن سالف ، قاله ، وقد ذكره محمد بن إسحاق الأفوه في شعره
أو بعده كقدار حين تابعه على الغاوية أقوام فقد بادوا
أحدهما: أن معناه بطش بيده ، قاله . ابن عباس
الثاني: معناه تناولها وأخذها ، ومنه قول حسان بن ثابت
كلتاهما حلب العصير فعاطني بزجاجة أرخاهما للمفصل
أحدهما: يعني العظام المحترقة ، قاله . [ ص: 417 ] الثاني: أنه التراب الذي يتناثر من الحائط وتصيبه الريح، فيحتظر مستديرا، قاله ابن عباس . سعيد بن جبير
الثالث: أنها الحظار البالية من الخشب إذا صار هشيما ، ومنه قول الشاعر
أثرت عجاجة كدخان نار تشب بغرقد بال هشيم
الرابع: أنه حشيش قد حظرته الغنم فأكلته، وهو مروي عن أيضا ابن عباس
الخامس: أن الهشيم اليابس من الشجر الذي فيه شوك والمحتظر الذي تحظر به العرب حول ماشيتها من السباع ، قاله ، وقال الشاعر ابن زيد
ترى جيف المطي بجانبيه كأن عظامها خشب الهشيم.