هذا، ومن باب الإشارة في الآيات (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167إن الذين كفروا ) ستروا ما اقتضاه استعدادهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167وصدوا ) ومنعوا غيرهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167عن ) سلوك (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167سبيل الله ) أي الطريق الموصلة إليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167قد ضلوا ضلالا بعيدا ) لحرمانهم أنفسهم وغيرهم عما فيه النجاة (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168إن الذين كفروا وظلموا ) منعوا استعدادهم عن حقوقها من الكمال بارتكاب الرذائل (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168لم يكن الله ليغفر لهم ) لبطلان استعدادهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168ولا ليهديهم طريقا ) لجهلهم المركب واعتقادهم الفاسد (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=169إلا طريق جهنم ) وهي نيران أشواق نفوسهم الخبيثة (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=169وكان ذلك على الله يسيرا ) لانجذابهم إليها بالطبيعة (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ) نهي لليهود والنصارى عند الكثيرين من ساداتنا، وقد غلا الفريقان في دينهم.
أما اليهود فتعمقوا في الظاهر ونفي البواطن، فحطوا
عيسى - عليه السلام - عن درجة النبوة والتخلق بأخلاق الله تعالى، وأما النصارى فتعمقوا في البواطن ونفي الظواهر فرفعوا
عيسى - عليه السلام - إلى درجة الألوهية.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171ولا تقولوا على الله إلا الحق ) بالجمع بين الظواهر والبواطن والجمع والتفضيل، كما هو التوحيد المحمدي (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ) الداعي إليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171وكلمته ألقاها إلى مريم ) أي: حقيقة من حقائقه الدالة عليه ( وروح منه ) أي: أمر قدسي منزه عن سائر النقائص.
وذكر
الشيخ الأكبر - قدس سره - أن سبب تخصيص
عيسى - عليه السلام - بهذا الوصف أن النافخ له من حيث الصورة الجبريلية هو الحق تعالى لا غيره، فكان بذلك روحا كاملا مظهرا لاسم الله تعالى، صادرا من اسم ذاتي، ولم يكن صادرا من الأسماء الفرعية كغيره، وما كان بينه وبين الله تعالى وسائط كما في أرواح الأنبياء غيره - عليهم الصلاة والسلام - فإن أرواحهم - وإن كانت من حضرة اسم الله تعالى - لكنها بتوسط تجليات كثيرة من سائر الحضرات الأسمائية، فما سمي
عيسى - عليه السلام - روح الله تعالى وكلمته إلا لكونه وجد من باطن أحدية جمع الحضرة الإلهية، ولذلك صدرت منه الأفعال الخاصة بالله تعالى؛ من إحياء الموتى، وخلق الطير، وتأثيره في الجنس العالي والجنس الدون، وكانت دعوته - عليه السلام - إلى الباطن والعالم القدسي، فإن الكلمة إنما هي من باطن اسم الله تعالى وهويته الغيبية، ولذلك طهر الله تعالى جسمه من الأقذار الطبيعية؛ لأنه روح متجسدة في بدن مثالي روحاني إلى آخر ما ذكره الإمام الشعراني في الجواهر والدرر.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171فآمنوا بالله ورسله ) بالجمع والتفصيل (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171ولا تقولوا ثلاثة ) لأن ذلك ينافي التوحيد الحقيقي،
وعيسى - عليه السلام - في الحقيقة، فإن وجوده بوجود الله تعالى، وحياته - عليه السلام - بحياته - جل شأنه - وعلمه - عليه السلام - بعلمه سبحانه (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إنما الله إله واحد ) وهو الوجود المطلق حتى عن قيد الإطلاق (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171سبحانه أن يكون له ولد ) أي أنزهه عن أن يكون موجود غيره، متولد منه، مجالس له في الوجود (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171له ما في السماوات وما في الأرض ) أي: ما في سماوات الأرواح وأرض الأجساد؛ لأنها مظاهر أسمائه وصفاته عز شأنه.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=172لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ) في مقام التفصيل، إذ كل ما ظهر فهو ممكن، والممكن لا وجود له بنفسه فيكون عبدا محتاجا ذليلا مفتقرا غير مستنكف عن ذلة العبودية (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=172ولا الملائكة المقربون ) الذين هم أرواح مجردة، وأنوار قدسية محضة، وأما في مقام الجمع فلا
عيسى ، ولا ملك، ولا قرب، ولا بعد، ولا ولا ....
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=172ومن يستنكف عن عبادته ) بظهور أنانييه (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=172ويستكبر ) بطغيانه في الظهور بصفاته (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=172فسيحشرهم إليه جميعا )
[ ص: 47 ] بظهور نور وجهه وتجليه بصفة القهر، حتى يفنوا بالكلية في عين الجمع.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=173فأما الذين آمنوا ) الإيمان الحقيقي، بمحو الصفات وطمس الذات (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=173وعملوا الصالحات ) وراعوا تفاصيل الصفات وتجلياتها (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=173فيوفيهم أجورهم ) من جنات صفاته (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=173ويزيدهم من فضله ) بالوجود الموهب لهم بعد الفناء (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=173وأما الذين استنكفوا ) وأظهروا الأنانية (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=173واستكبروا ) وطغوا فقال قائلهم: أنا ربكم الأعلى مع رؤيته نفسه (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=173فيعذبهم عذابا أليما ) باحتجابهم وحرمانهم.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم ) وهو التوحيد الذاتي (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174وأنزلنا إليكم نورا مبينا ) وهو التفصيل في عين الجمع، فالأول إشارة إلى القرآن، والثاني إلى الفرقان (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به ) ولم يلتفتوا إلى الأغيار من حيث إنها أغيار (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175فسيدخلهم في رحمة منه ) وهي جنات الأفعال ( وفضل ) وهو جنات الصفات (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175ويهديهم إليه صراطا مستقيما ) وهو الفناء في الذات، أو الرحمة: جنات الصفات، والفضل: جنات الذات، والهداية إليه صراطا مستقيما الاستقامة على الوحدة في تفاصيل الكثرة، ولا حجر على أرباب الذوق، فكتاب الله تعالى بحر لا تنزفه الدلاء، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل، ونسأله التوفيق لفهم كلامه، وشرح صدورنا بعوائد إحسانه، وموائد إنعامه، لا رب غيره، ولا يرجى إلا خيره.
هَذَا، وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) سَتَرُوا مَا اقْتَضَاهُ اسْتِعْدَادُهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167وَصَدُّوا ) وَمَنَعُوا غَيْرَهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167عَنْ ) سُلُوكِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167سَبِيلِ اللَّهِ ) أَيِ الطَّرِيقِ الْمُوَصِّلَةِ إِلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167قَدْ ضَلُّوا ضَلالا بَعِيدًا ) لِحِرْمَانِهِمْ أَنْفُسَهُمْ وَغَيْرَهُمْ عَمَّا فِيهِ النَّجَاةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا ) مَنَعُوا اسْتِعْدَادَهُمْ عَنْ حُقُوقِهَا مِنَ الْكَمَالِ بِارْتِكَابِ الرَّذَائِلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ) لِبُطْلَانِ اسْتِعْدَادِهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ) لِجَهْلِهِمُ الْمُرَكَّبِ وَاعْتِقَادِهِمُ الْفَاسِدِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=169إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ ) وَهِيَ نِيرَانُ أَشْوَاقِ نُفُوسِهِمُ الْخَبِيثَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=169وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ) لِانْجِذَابِهِمْ إِلَيْهَا بِالطَّبِيعَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ) نَهْيٌ لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى عِنْدَ الْكَثِيرِينَ مِنْ سَادَاتِنَا، وَقَدْ غَلَا الْفَرِيقَانِ فِي دِينِهِمْ.
أَمَّا الْيَهُودُ فَتَعَمَّقُوا فِي الظَّاهِرِ وَنَفْيِ الْبَوَاطِنِ، فَحَطُّوا
عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَنْ دَرَجَةِ النُّبُوَّةِ وَالتَّخَلُّقِ بِأَخْلَاقِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَمَّا النَّصَارَى فَتَعَمَّقُوا فِي الْبَوَاطِنِ وَنَفْيِ الظَّوَاهِرِ فَرَفَعُوا
عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - إِلَى دَرَجَةِ الْأُلُوهِيَّةِ.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ ) بِالْجَمْعِ بَيْنَ الظَّوَاهِرِ وَالْبَوَاطِنِ وَالْجَمْعِ وَالتَّفْضِيلِ، كَمَا هُوَ التَّوْحِيدُ الْمُحَمَّدِيُّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ ) الدَّاعِي إِلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ) أَيْ: حَقِيقَةٌ مِنْ حَقَائِقِهِ الدَّالَّةِ عَلَيْهِ ( وَرُوحٌ مِنْهُ ) أَيْ: أَمْرٌ قُدْسِيٌّ مُنَزَّهٌ عَنْ سَائِرِ النَّقَائِصِ.
وَذَكَرَ
الشَّيْخُ الْأَكْبَرُ - قُدِّسَ سِرُّهُ - أَنَّ سَبَبَ تَخْصِيصِ
عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِهَذَا الْوَصْفِ أَنَّ النَّافِخَ لَهُ مِنْ حَيْثُ الصُّورَةُ الْجِبْرِيلِيَّةُ هُوَ الْحَقُّ تَعَالَى لَا غَيْرُهُ، فَكَانَ بِذَلِكَ رُوحًا كَامِلًا مُظْهِرًا لِاسْمِ اللَّهِ تَعَالَى، صَادِرًا مِنِ اسْمٍ ذَاتِيٍّ، وَلَمْ يَكُنْ صَادِرًا مِنَ الْأَسْمَاءِ الْفَرْعِيَّةِ كَغَيْرِهِ، وَمَا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى وَسَائِطُ كَمَا فِي أَرْوَاحِ الْأَنْبِيَاءِ غَيْرِهِ - عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فَإِنَّ أَرْوَاحَهُمْ - وَإِنْ كَانَتْ مِنْ حَضْرَةِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى - لَكِنَّهَا بِتَوَسُّطِ تَجَلِّيَاتٍ كَثِيرَةٍ مِنْ سَائِرِ الْحَضَرَاتِ الْأَسْمَائِيَّةِ، فَمَا سُمِّيَ
عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - رُوحَ اللَّهِ تَعَالَى وَكَلِمَتَهُ إِلَّا لِكَوْنِهِ وُجِدَ مِنْ بَاطِنِ أَحَدِيَّةِ جَمْعِ الْحَضْرَةِ الْإِلَهِيَّةِ، وَلِذَلِكَ صَدَرَتْ مِنْهُ الْأَفْعَالُ الْخَاصَّةُ بِاللَّهِ تَعَالَى؛ مِنْ إِحْيَاءِ الْمَوْتَى، وَخَلْقِ الطَّيْرِ، وَتَأْثِيرِهِ فِي الْجِنْسِ الْعَالِي وَالْجِنْسِ الدُّونِ، وَكَانَتْ دَعْوَتُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - إِلَى الْبَاطِنِ وَالْعَالَمِ الْقُدْسِيِّ، فَإِنَّ الْكَلِمَةَ إِنَّمَا هِيَ مِنْ بَاطِنِ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى وَهُوِيَّتِهِ الْغَيْبِيَّةِ، وَلِذَلِكَ طَهَّرَ اللَّهُ تَعَالَى جِسْمَهُ مِنَ الْأَقْذَارِ الطَّبِيعِيَّةِ؛ لِأَنَّهُ رُوحٌ مُتَجَسِّدَةٌ فِي بَدَنٍ مِثَالِيٍّ رُوحَانِيٍّ إِلَى آخِرِ مَا ذَكَرَهُ الْإِمَامُ الشَّعْرَانِيُّ فِي الْجَوَاهِرِ وَالدُّرَرِ.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ) بِالْجَمْعِ وَالتَّفْصِيلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ ) لِأَنَّ ذَلِكَ يُنَافِي التَّوْحِيدَ الْحَقِيقِيَّ،
وَعِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِي الْحَقِيقَةِ، فَإِنَّ وَجُودَهُ بِوُجُودِ اللَّهِ تَعَالَى، وَحَيَاتَهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِحَيَاتِهِ - جَلَّ شَأْنُهُ - وَعَلِمَهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِعِلْمِهِ سُبْحَانَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) وَهُوَ الْوُجُودُ الْمُطْلَقُ حَتَّى عَنْ قَيْدِ الْإِطْلَاقِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ) أَيْ أُنَزِّهُهُ عَنْ أَنْ يَكُونَ مَوْجُودٌ غَيْرُهُ، مُتَوَلِّدٌ مِنْهُ، مُجَالِسٌ لَهُ فِي الْوُجُودِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ) أَيْ: مَا فِي سَمَاوَاتِ الْأَرْوَاحِ وَأَرْضِ الْأَجْسَادِ؛ لِأَنَّهَا مَظَاهِرُ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ عَزَّ شَأْنُهُ.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=172لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ ) فِي مَقَامِ التَّفْصِيلِ، إِذْ كُلُّ مَا ظَهَرَ فَهُوَ مُمْكِنٌ، وَالْمُمْكِنُ لَا وُجُودَ لَهُ بِنَفْسِهِ فَيَكُونُ عَبْدًا مُحْتَاجًا ذَلِيلًا مُفْتَقِرًا غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ عَنْ ذِلَّةِ الْعُبُودِيَّةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=172وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ) الَّذِينَ هُمْ أَرْوَاحٌ مُجَرَّدَةٌ، وَأَنْوَارٌ قُدْسِيَّةٌ مَحْضَةٌ، وَأَمَّا فِي مَقَامِ الْجَمْعِ فَلَا
عِيسَى ، وَلَا مَلَكٌ، وَلَا قُرْبٌ، وَلَا بُعْدٌ، وَلَا وَلَا ....
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=172وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ ) بِظُهُورِ أَنَانِيِّيهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=172وَيَسْتَكْبِرْ ) بِطُغْيَانِهِ فِي الظُّهُورِ بِصِفَاتِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=172فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا )
[ ص: 47 ] بِظُهُورِ نُورِ وَجْهِهِ وَتَجَلِّيهِ بِصِفَةِ الْقَهْرِ، حَتَّى يَفْنَوْا بِالْكُلِّيَّةِ فِي عَيْنِ الْجَمْعِ.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=173فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا ) الْإِيمَانَ الْحَقِيقِيَّ، بِمَحْوِ الصِّفَاتِ وَطَمْسِ الذَّاتِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=173وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) وَرَاعَوْا تَفَاصِيلَ الصِّفَاتِ وَتَجَلِّيَاتِهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=173فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ) مِنْ جَنَّاتِ صِفَاتِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=173وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) بِالْوُجُودِ الْمُوهِبِ لَهُمْ بَعْدَ الْفَنَاءِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=173وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا ) وَأَظْهَرُوا الْأَنَانِيَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=173وَاسْتَكْبَرُوا ) وَطَغَوْا فَقَالَ قَائِلُهُمْ: أَنَا رَبُّكُمُ الأعلى مَعَ رُؤْيَتِهِ نَفْسَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=173فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) بِاحْتِجَابِهِمْ وَحِرْمَانِهِمْ.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ ) وَهُوَ التَّوْحِيدُ الذَّاتِيُّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ) وَهُوَ التَّفْصِيلُ فِي عَيْنِ الْجَمْعِ، فَالْأَوَّلُ إِشَارَةٌ إِلَى الْقُرْآنِ، وَالثَّانِي إِلَى الْفُرْقَانِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ ) وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى الْأَغْيَارِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا أَغْيَارٌ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ ) وَهِيَ جَنَّاتُ الْأَفْعَالِ ( وَفَضْلٍ ) وَهُوَ جَنَّاتُ الصِّفَاتِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ) وَهُوَ الْفَنَاءُ فِي الذَّاتِ، أَوِ الرَّحْمَةُ: جَنَّاتُ الصِّفَاتِ، وَالْفَضْلُ: جَنَّاتُ الذَّاتِ، وَالْهِدَايَةُ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا الِاسْتِقَامَةُ عَلَى الْوَحْدَةِ فِي تَفَاصِيلِ الْكَثْرَةِ، وَلَا حَجْرَ عَلَى أَرْبَابِ الذَّوْقِ، فَكِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى بَحْرٌ لَا تَنْزِفُهُ الدِّلَاءُ، وَاللَّهُ تَعَالَى الْهَادِي إِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ، وَنَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ لِفَهْمِ كَلَامِهِ، وَشَرْحَ صُدُورَنَا بِعَوَائِدِ إِحْسَانِهِ، وَمَوَائِدِ إِنْعَامِهِ، لَا رَبَّ غَيْرُهُ، وَلَا يُرْجَى إِلَّا خَيْرُهُ.