nindex.php?page=treesubj&link=18896_2646_27962_30437_30532_30539_34292_34359_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل فيه أوجه من الإعراب:
الأول: أن يكون بدلا من (من) بدل كل من كل.
الثاني: أن يكون صفة لها بناء على رأي من يجوز وقوع الموصول موصوفا،
nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج يقول به.
الثالث: أن يكون نصبا على الذم.
الرابع: أن يكون رفعا عليه.
الخامس: أن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي هم الذين.
السادس: أن يكون مبتدأ خبره محذوف، أي مبغوضون، أو أحقاء بكل ملامة، ونحو ذلك مما يؤخذ من السياق، وإنما حذف لتذهب نفس السامع كل مذهب، وتقديره بعد تمام الصلة أولى.
السابع: أن يكون - كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء – مبتدأ، (والذين) الآتي معطوفا عليه، والخبر (إن الله لا يظلم) على معنى: لا يظلمهم، وهو بعيد جدا.
وفرق
الطيبي بين كونه خبرا ومبتدأ بأنه على الأول متصل بما قبله؛ لأن هذا من جنس أوصافهم التي عرفوا بها، وعلى الثاني منقطع جيء به لبيان أحوالهم، وذكر أن الوجه الاتصال وأطال الكلام عليه.
وفي البخل أربع لغات:
فتح الخاء والباء، وبها قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي.
وضمهما، وبها قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وعيسى بن عمر. [ ص: 30 ] وفتح الباء وسكون الخاء، وبها قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة.
وضم الباء وسكون الخاء، وبها قرأ الجمهور.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37ويكتمون ما آتاهم الله من فضله أي: من المال والغنى، أو من نعوته، صلى الله تعالى عليه وسلم.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا أي: أعددنا لهم ذلك، ووضع المظهر موضع المضمر؛ إشعارا بأن من هذا شأنه فهو كافر لنعم الله تعالى، ومن كان كافرا لنعمه فله عذاب يهينه، كما أهان النعم بالبخل والإخفاء، ويجوز حمل الكفر على ظاهره، وذكر ضمير التعظيم للتهويل؛ لأن عذاب العظيم عظيم، وغضب الحليم وخيم، والجملة اعتراض تذييلي، مقرر لما قبلها.
وسبب نزول الآية ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير، nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر، بسند صحيح، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: «كان
كردم بن زيد حليف
كعب بن الأشرف، وأسامة بن حبيب، ونافع بن أبي نافع، وبحري بن عمرو، وحيي بن أخطب، ورفاعة بن زيد بن التابوت يأتون رجالا من
الأنصار يتنصحون لهم فيقولون لهم: لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر في ذهابها، ولا تسارعوا في النفقة؛ فإنكم لا تدركون ما يكون، فأنزل الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37الذين يبخلون إلى قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=39وكان الله بهم عليما .
وقيل: نزلت في الذين كتموا صفة
محمد - صلى الله عليه وسلم - وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير وغيره، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد وآخرون، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة أنه قال في الآية: «هم أعداء الله تعالى أهل الكتاب، بخلوا بحق الله تعالى عليهم، وكتموا الإسلام
ومحمدا - صلى الله تعالى عليه وسلم - وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل».
والبخل على هذه الرواية ظاهر في البخل بالمال، وبه صرح
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابن جبير في إحدى الروايتين عنه، وفي الرواية الأخرى أنه البخل بالعلم، وأمرهم الناس أي: أتباعهم به يحتمل أن يكون حقيقة، ويحتمل أن يكون مجازا، تنزيلا لهم منزلة الآمرين بذلك؛ لعلمهم باتباعهم لهم.
nindex.php?page=treesubj&link=18896_2646_27962_30437_30532_30539_34292_34359_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ فِيهِ أَوْجُهٌ مِنَ الْإِعْرَابِ:
الْأَوَّلُ: أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنْ (مَنْ) بَدَلُ كُلٍّ مِنْ كُلٍّ.
الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ صِفَةً لَهَا بِنَاءً عَلَى رَأْيِ مَنْ يُجَوِّزُ وُقُوعَ الْمَوْصُولِ مَوْصُوفًا،
nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ يَقُولُ بِهِ.
الثَّالِثُ: أَنْ يَكُونَ نَصْبًا عَلَى الذَّمِّ.
الرَّابِعُ: أَنْ يَكُونَ رَفْعًا عَلَيْهِ.
الْخَامِسُ: أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، أَيْ هُمُ الَّذِينَ.
السَّادِسُ: أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً خَبَرُهُ مَحْذُوفٌ، أَيْ مَبْغُوضُونَ، أَوْ أَحِقَّاءُ بِكُلِّ مَلَامَةٍ، وَنَحْوُ ذَلِكَ مِمَّا يُؤْخَذُ مِنَ السِّيَاقِ، وَإِنَّمَا حُذِفَ لَتَذْهَبَ نَفْسُ السَّامِعِ كُلَّ مَذْهَبٍ، وَتَقْدِيرُهُ بَعْدَ تَمَامِ الصِّلَةِ أُولَى.
السَّابِعُ: أَنْ يَكُونَ - كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ – مُبْتَدَأً، (وَالَّذِينَ) الْآتِي مَعْطُوفًا عَلَيْهِ، وَالْخَبَرُ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ) عَلَى مَعْنَى: لَا يَظْلِمُهُمْ، وَهُوَ بَعِيدٌ جِدًّا.
وَفَرَّقَ
الطِّيبِيُّ بَيْنَ كَوْنِهِ خَبَرًا وَمُبْتَدَأً بِأَنَّهُ عَلَى الْأَوَّلِ مُتَّصِلٌ بِمَا قَبْلَهُ؛ لِأَنَّ هَذَا مِنْ جِنْسِ أَوْصَافِهِمُ الَّتِي عُرِفُوا بِهَا، وَعَلَى الثَّانِي مُنْقَطِعٌ جِيءَ بِهِ لِبَيَانِ أَحْوَالِهِمْ، وَذُكِرَ أَنَّ الْوَجْهَ الِاتِّصَالُ وَأَطَالَ الْكَلَامَ عَلَيْهِ.
وَفِي الْبُخْلِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ:
فَتْحُ الْخَاءِ وَالْبَاءِ، وَبِهَا قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ.
وَضَمُّهُمَا، وَبِهَا قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ. [ ص: 30 ] وَفَتْحُ الْبَاءِ وَسُكُونُ الْخَاءِ، وَبِهَا قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ.
وَضَمُّ الْبَاءِ وَسُكُونُ الْخَاءِ، وَبِهَا قَرَأَ الْجُمْهُورُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَيْ: مِنَ الْمَالِ وَالْغِنَى، أَوْ مِنْ نُعُوتِهِ، صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا أَيْ: أَعْدَدْنَا لَهُمْ ذَلِكَ، وَوُضِعَ الْمُظْهَرُ مَوْضِعَ الْمُضْمَرِ؛ إِشْعَارًا بِأَنَّ مَنْ هَذَا شَأْنُهُ فَهُوَ كَافِرٌ لِنِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَنْ كَانَ كَافِرًا لِنِعَمِهِ فَلَهُ عَذَابٌ يُهِينُهُ، كَمَا أَهَانَ النِّعَمَ بِالْبُخْلِ وَالْإِخْفَاءِ، وَيَجُوزُ حَمْلُ الْكُفْرِ عَلَى ظَاهِرِهِ، وَذُكِرَ ضَمِيرُ التَّعْظِيمِ لِلتَّهْوِيلِ؛ لِأَنَّ عَذَابَ الْعَظِيمِ عَظِيمٌ، وَغَضَبَ الْحَلِيمِ وَخِيمٌ، وَالْجُمْلَةُ اعْتِرَاضٌ تَذْيِيلِيٌّ، مُقَرِّرٌ لِمَا قَبْلَهَا.
وَسَبَبُ نُزُولِ الْآيَةِ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ، nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ، بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ
كَرَدْمُ بْنُ زَيْدٍ حَلِيفَ
كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ، وَأُسَامَةُ بْنُ حَبِيبٍ، وَنَافِعُ بْنُ أَبِي نَافِعٍ، وَبَحْرِيُّ بْنُ عَمْرٍو، وَحُيَيُّ بْنِ أَخْطَبَ، وَرِفَاعَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ التَّابُوتِ يَأْتُونَ رِجَالًا مِنَ
الْأَنْصَارِ يَتَنَصَّحُونَ لَهُمْ فَيَقُولُونَ لَهُمْ: لَا تُنْفِقُوا أَمْوَالَكُمْ فَإِنَّا نَخْشَى عَلَيْكُمُ الْفَقْرَ فِي ذَهَابِهَا، وَلَا تُسَارِعُوا فِي النَّفَقَةِ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تُدْرِكُونَ مَا يَكُونُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37الَّذِينَ يَبْخَلُونَ إِلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=39وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا .
وَقِيلَ: نَزَلَتْ فِي الَّذِينَ كَتَمُوا صِفَةَ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَغَيْرِهِ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَآخَرُونَ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْآيَةِ: «هُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ تَعَالَى أَهْلُ الْكِتَابِ، بَخِلُوا بِحَقِّ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، وَكَتَمُوا الْإِسْلَامَ
وَمُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُمْ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ».
وَالْبُخْلُ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ ظَاهِرٌ فِي الْبُخْلِ بِالْمَالِ، وَبِهِ صَرَّحَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابْنُ جُبَيْرٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ، وَفِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى أَنَّهُ الْبُخْلُ بِالْعِلْمِ، وَأَمْرُهُمُ النَّاسَ أَيْ: أَتْبَاعَهُمْ بِهِ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ حَقِيقَةً، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَجَازًا، تَنْزِيلًا لَهُمْ مَنْزِلَةَ الْآمِرِينَ بِذَلِكَ؛ لِعِلْمِهِمْ بِاتِّبَاعِهِمْ لَهُمْ.