ثم ختم جل وعلا بمكنون ضمائرهم ومخزون ما أعد لهم عنده تعالى بقوله سبحانه:
nindex.php?page=treesubj&link=18791_30563_33050_34216_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12بل ظننتم إلى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12بورا وفي الانتصاف أن في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11فمن يملك إلخ لفا ونشرا والأصل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو من يحرمكم النفع إن أراد بكم نفعا لأن من يملك يستعمل في الضر كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=8فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه . ومنه قوله عليه الصلاة والسلام في بعض الحديث:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664602 (إني لا أملك لكم شيئا). يخاطب عشيرته وأمثاله كثير، وسر اختصاصه بدفع المضرة أن الملك مضاف في هذه المواضع باللام، ودفع المضرة نفع يضاف للمدفوع عنه وليس كذلك حرمان المنفعة فإنه ضرر عائد عليه لا له فإذا ظهر ذلك فإنما انتظمت الآية على هذا الوجه كذلك لأن القسمين يشتركان في أن كل واحد منهما نفي لدفع المقدور من خير وشر فلما تقاربا أدرجا في عبارة واحدة، وخص عبارة دفع الضر لأنه هو المتوقع لهؤلاء إذ الآية في سياق التهديد والوعيد الشديد وهي نظير قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=17قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة فإن العصمة إنما تكون من السوء لا من الرحمة، فهاتان الآيتان توأمتان في التقرير المذكور انتهى، والوجه ما ذكرناه أولا في الآية، وفي تسمية مثل هذا لفا ونشرا نظر، ثم إن الظاهر عموم الضر والنفع، وقال شيخ الإسلام
أبو السعود: المراد بالضر ما يضر من هلاك الأهل والمال وضياعهما وبالنفع ما ينفع من حفظ المال والأهل وتعميمهما يرده قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11بل كان الله بما تعملون خبيرا فإنه إضراب عما قالوه وبيان لكذبه بعد بيان فساده على تقدير صدقه انتهى، وهو كلام أوهى من بيت العنكبوت لأن في التعميم إفادة لما ذكر وزيادة تفيد قوة وبلاغة، والظاهر أن كلا من الإضرابات الثلاثة مقصود، وقال شيخ الإسلام: إن قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12بل ظننتم إلخ بدل من ( كان الله ) إلخ مفسر لما فيه من الإبهام. وفي البحر أنه بيان للعلة في تخلفهم أي بل ظننتم
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12أن لن ينقلب أي لن يرجع من ذلك السفر
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أي عشائرهم وذوي قرباهم
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12أبدا بأن يستأصلهم المشركون بالمرة فحسبتم إن كنتم معهم أن يصيبكم ما يصيبهم فلأجل ذلك تخلفتم لا لما ذكرتم من المعاذير الباطلة. والأهلون جمع أهل وجمعه جمع السلامة على خلاف القياس لأنه ليس بعلم ولا صفة من صفات من يعقل ويجمع على إهلات بملاحظة تاء التأنيث في مفرده تقديرا فيجمع كتمرة وتمرات ونحوه أرض وأرضات، وقد جاء على ما في الكشاف أهلة بالتاء ويجوز تحريك عينه أيضا فيقال: إهلات بفتح الهاء، وكذا يجمع على أهال كليال، وأطلق عليه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري اسم الجمع وقيل: وهو إطلاق منه في الجمع الوارد على خلاف القياس وإلا فاسم الجمع شرطه عند النحاة أن يكون على وزن المفردات سواء كان له مفرد أم لا. وقرأ
عبد الله (إلى أهلهم) بغير ياء، والآية ظاهرة في أن ( لن ) ليست للتأبيد ومن زعم إفادتها إياه جعل
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12أبدا للتأكيد
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12وزين أي حسن
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12ذلك أي الظن المفهوم من ظننتم
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12في قلوبكم فلم تسعوا في إزالته فتمكن فيكم فاشتغلتم بشأن أنفسكم غير مبالين بالرسول صلى الله تعالى
[ ص: 100 ] عليه وسلم والمؤمنين وقيل: الإشارة إلى المظنون وهو عدم انقلاب الرسول عليه الصلاة والسلام والمؤمنين إلى أهليهم أبدا أي حسن ذلك في قلوبكم فأحببتموه والمراد من ذلك تقريعهم ببغضهم الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم والمؤمنين، والمناسب للسياق ما تقدم. وقرئ: ( زين ) بالبناء للفاعل بإسناده إلى الله تعالى أو إلى الشيطان
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12وظننتم ظن السوء وهو ظنهم السابق فتعريفه للعهد الذكرى وأعيد لتشديد التوبيخ والتسجيل عليه بالسوء أو هو عام فيشمل ذلك الظن وسائر ظنونهم الفاسدة التي من جملتها الظن بعدم رسالته عليه الصلاة والسلام، فإن الجازم بصحتها لا يحوم فكره حول ما ذكر من الاستئصال فذكر ذلك للتعميم بعد التخصيص.
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12وكنتم في علم الله تعالى الأزلي
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12قوما بورا أي هالكين لفساد عقيدتكم وسوء نيتكم مستوجبين سخطه تعالى وعقابه جل شأنه، وقيل: أي فاسدين في أنفسكم وقلوبكم ونياتكم لا خير فيكم، والظاهر على ما في البحر أن بورا في الأصل مصدر كالهلك ولذا وصف به المفرد المذكر في قول
ابن الزبعرى: يا رسول الله المليك إن لساني راتق ما فتقت إذ أنا بور
والمؤنث حكى
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة امرأة بور والمثنى والمجموع، وجوز أن يكون جمع بائر كحائل وحول وعائذ وعوذ وبازل وبزل، وعلى المصدرية هو مؤول باسم الفاعل، وجوز أن تكون كان بمعنى صار أي وصرتم بذلك الظن قوما هالكين مستوجبين السخط والعقاب والظاهر إبقاؤها على بابها والمضي باعتبار العلم كما أشرنا إليه، وقيل: أي كنتم قبل الظن فاسدين،
ثُمَّ خَتَمَ جَلَّ وَعَلَا بِمَكْنُونِ ضَمَائِرِهِمْ وَمَخْزُونِ مَا أُعِدَّ لَهُمْ عِنْدَهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=18791_30563_33050_34216_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12بَلْ ظَنَنْتُمْ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12بُورًا وَفِي الِانْتِصَافِ أَنَّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11فَمَنْ يَمْلِكُ إِلَخْ لَفًّا وَنَشْرًا وَالْأَصْلُ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضُرًّا أَوْ مَنْ يَحْرِمُكُمُ النَّفْعَ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا لِأَنَّ مَنْ يَمْلِكُ يُسْتَعْمَلُ فِي الضُّرِّ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهُ شَيْئًا nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=8فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ . وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي بَعْضِ الْحَدِيثِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664602 (إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ شَيْئًا). يُخَاطِبُ عَشِيرَتَهُ وَأَمْثَالُهُ كَثِيرٌ، وَسِرُّ اخْتِصَاصِهِ بِدَفْعِ الْمَضَرَّةِ أَنَّ الْمِلْكَ مُضَافٌ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ بِاللَّامِ، وَدَفْعُ الْمَضَرَّةِ نَفْعٌ يُضَافُ لِلْمَدْفُوعِ عَنْهُ وَلَيْسَ كَذَلِكَ حِرْمَانُ الْمَنْفَعَةِ فَإِنَّهُ ضَرَرٌ عَائِدٌ عَلَيْهِ لَا لَهُ فَإِذَا ظَهَرَ ذَلِكَ فَإِنَّمَا انْتَظَمَتِ الْآيَةُ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ كَذَلِكَ لِأَنَّ الْقِسْمَيْنِ يَشْتَرِكَانِ فِي أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَفْيٌ لِدَفْعِ الْمَقْدُورِ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ فَلَمَّا تَقَارَبَا أُدْرِجَا فِي عِبَارَةٍ وَاحِدَةٍ، وَخُصَّ عِبَارَةُ دَفْعِ الضُّرِّ لِأَنَّهُ هُوَ الْمُتَوَقَّعُ لِهَؤُلَاءِ إِذِ الْآيَةُ فِي سِيَاقِ التَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ الشَّدِيدِ وَهِيَ نَظِيرُ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=17قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مَنْ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً فَإِنَّ الْعِصْمَةَ إِنَّمَا تَكُونُ مِنَ السُّوءِ لَا مِنَ الرَّحْمَةِ، فَهَاتَانِ الْآيَتَانِ تَوْأَمَتَانِ فِي التَّقْرِيرِ الْمَذْكُورِ انْتَهَى، وَالْوَجْهُ مَا ذَكَرْنَاهُ أَوَّلًا فِي الْآيَةِ، وَفِي تَسْمِيَةِ مِثْلِ هَذَا لَفًّا وَنَشْرًا نَظَرٌ، ثُمَّ إِنَّ الظَّاهِرَ عُمُومُ الضُّرِّ وَالنَّفْعِ، وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ
أَبُو السُّعُودِ: الْمُرَادُ بِالضُّرِّ مَا يَضُرُّ مِنْ هَلَاكِ الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَضَيَاعِهِمَا وَبِالنَّفْعِ مَا يَنْفَعُ مِنْ حِفْظِ الْمَالِ وَالْأَهْلِ وَتَعْمِيمِهِمَا يَرُدُّهُ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا فَإِنَّهُ إِضْرَابٌ عَمَّا قَالُوهُ وَبَيَانٌ لِكَذِبِهِ بَعْدَ بَيَانِ فَسَادِهِ عَلَى تَقْدِيرِ صِدْقِهِ انْتَهَى، وَهُوَ كَلَامٌ أَوْهَى مِنْ بَيْتِ الْعَنْكَبُوتِ لِأَنَّ فِي التَّعْمِيمِ إِفَادَةً لِمَا ذُكِرَ وَزِيَادَةً تُفِيدُ قُوَّةً وَبَلَاغَةً، وَالظَّاهِرُ أَنَّ كُلًّا مِنَ الْإِضْرَابَاتِ الثَّلَاثَةِ مَقْصُودٌ، وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: إِنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12بَلْ ظَنَنْتُمْ إِلَخْ بَدَلٌ مِنْ ( كَانَ اللَّهُ ) إِلَخْ مُفَسِّرٌ لِمَا فِيهِ مِنَ الْإِبْهَامِ. وَفِي الْبَحْرِ أَنَّهُ بَيَانٌ لِلْعِلَّةِ فِي تَخَلُّفِهِمْ أَيْ بَلْ ظَنَنْتُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ أَيْ لَنْ يَرْجِعَ مِنْ ذَلِكَ السَّفَرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَيْ عَشَائِرِهِمْ وَذَوِي قُرْبَاهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12أَبَدًا بِأَنْ يَسْتَأْصِلَهُمُ الْمُشْرِكُونَ بِالْمَرَّةِ فَحَسِبْتُمْ إِنْ كُنْتُمْ مَعَهُمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا يُصِيبُهُمْ فَلِأَجْلِ ذَلِكَ تَخَلَّفْتُمْ لَا لِمَا ذَكَرْتُمْ مِنَ الْمَعَاذِيرِ الْبَاطِلَةِ. وَالْأَهْلُونَ جَمْعُ أَهْلٍ وَجَمْعُهُ جَمْعُ السَّلَامَةِ عَلَى خِلَافِ الْقِيَاسِ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِعَلَمٍ وَلَا صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِ مَنْ يَعْقِلُ وَيُجْمَعُ عَلَى إِهَلَاتٍ بِمُلَاحَظَةِ تَاءِ التَّأْنِيثِ فِي مُفْرَدِهِ تَقْدِيرًا فَيُجْمَعُ كَتَمْرَةٍ وَتَمَرَاتٍ وَنَحْوَهُ أَرْضٌ وَأَرْضَاتٌ، وَقَدْ جَاءَ عَلَى مَا فِي الْكَشَّافِ أَهِلَّةٌ بِالتَّاءِ وَيَجُوزُ تَحْرِيكُ عَيْنِهِ أَيْضًا فَيُقَالُ: إِهَلَاتٌ بِفَتْحِ الْهَاءِ، وَكَذَا يُجْمَعُ عَلَى أَهَالٍ كَلَيَالٍ، وَأَطْلَقَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ اسْمَ الْجَمْعِ وَقِيلَ: وَهُوَ إِطْلَاقٌ مِنْهُ فِي الْجَمْعِ الْوَارِدِ عَلَى خِلَافِ الْقِيَاسِ وَإِلَّا فَاسْمُ الْجَمْعِ شَرْطُهُ عِنْدَ النُّحَاةِ أَنْ يَكُونَ عَلَى وَزْنِ الْمُفْرَدَاتِ سَوَاءٌ كَانَ لَهُ مُفْرَدٌ أَمْ لَا. وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ (إِلَى أَهْلِهِمْ) بِغَيْرِ يَاءِ، وَالْآيَةُ ظَاهِرَةٌ فِي أَنَّ ( لَنْ ) لَيْسَتْ لِلتَّأْبِيدِ وَمَنْ زَعَمَ إِفَادَتَهَا إِيَّاهُ جَعَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12أَبَدًا لِلتَّأْكِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12وَزُيِّنَ أَيْ حَسَّنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12ذَلِكَ أَيِ الظَّنُّ الْمَفْهُومُ مِنْ ظَنَنْتُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12فِي قُلُوبِكُمْ فَلَمْ تَسْعَوْا فِي إِزَالَتِهِ فَتَمَكَّنَ فِيكُمْ فَاشْتَغَلْتُمْ بِشَأْنِ أَنْفُسِكُمْ غَيْرَ مُبَالِينَ بِالرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى
[ ص: 100 ] عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ وَقِيلَ: الْإِشَارَةُ إِلَى الْمَظْنُونِ وَهُوَ عَدَمُ انْقِلَابِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَالْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا أَيْ حُسِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ فَأَحْبَبْتُمُوهُ وَالْمُرَادُ مِنْ ذَلِكَ تَقْرِيعُهُمْ بِبُغْضِهِمُ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ، وَالْمُنَاسِبُ لِلسِّيَاقِ مَا تَقَدَّمَ. وَقُرِئَ: ( زَيَّنَ ) بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَوْ إِلَى الشَّيْطَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَهُوَ ظَنُّهُمُ السَّابِقُ فَتَعْرِيفُهُ لِلْعَهْدِ الذِّكْرَى وَأُعِيدَ لِتَشْدِيدِ التَّوْبِيخِ وَالتَّسْجِيلِ عَلَيْهِ بِالسَّوْءِ أَوْ هُوَ عَامٌّ فَيَشْمَلُ ذَلِكَ الظَّنَّ وَسَائِرَ ظُنُونِهِمُ الْفَاسِدَةِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا الظَّنُّ بِعَدَمِ رِسَالَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَإِنَّ الْجَازِمَ بِصِحَّتِهَا لَا يَحُومُ فِكْرُهُ حَوْلَ مَا ذُكِرَ مِنَ الِاسْتِئْصَالِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلتَّعْمِيمِ بَعْدَ التَّخْصِيصِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12وَكُنْتُمْ فِي عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى الْأَزَلِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12قَوْمًا بُورًا أَيْ هَالِكِينَ لِفَسَادِ عَقِيدَتِكُمْ وَسُوءِ نِيَّتِكُمْ مُسْتَوْجِبِينَ سَخَطَهُ تَعَالَى وَعِقَابَهُ جَلَّ شَأْنُهُ، وَقِيلَ: أَيْ فَاسِدِينَ فِي أَنْفُسِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ وَنِيَّاتِكُمْ لَا خَيْرَ فِيكُمْ، وَالظَّاهِرُ عَلَى مَا فِي الْبَحْرِ أَنَّ بُورًا فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ كَالْهَلَكِ وَلِذَا وُصِفَ بِهِ الْمُفْرَدُ الْمُذَكَّرُ فِي قَوْلِ
ابْنِ الزِّبَعْرَى: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَلِيكِ إِنَّ لِسَانِي رَاتِقٌ مَا فَتَقْتُ إِذْ أَنَا بُورُ
وَالْمُؤَنَّثُ حَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ امْرَأَةٌ بُورٌ وَالْمُثَنَّى وَالْمَجْمُوعُ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ بَائِرٍ كَحَائِلٍ وَحُولٍ وَعَائِذٍ وَعُوذٍ وَبَازِلٍ وَبُزْلٍ، وَعَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ هُوَ مُؤَوَّلٌ بِاسْمِ الْفَاعِلِ، وَجُوِّزَ أَنْ تَكُونَ كَانَ بِمَعْنَى صَارَ أَيْ وَصِرْتُمْ بِذَلِكَ الظَّنِّ قَوْمًا هَالِكِينَ مُسْتَوْجِبِينَ السَّخَطَ وَالْعِقَابَ وَالظَّاهِرُ إِبْقَاؤُهَا عَلَى بَابِهَا وَالْمُضِيُّ بِاعْتِبَارِ الْعِلْمِ كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ، وَقِيلَ: أَيْ كُنْتُمْ قَبْلَ الظَّنِّ فَاسِدِينَ،