أولو العزم نوح والخليل الممجد وموسى وعيسى والحبيب محمد
مبني على أنهم كذلك بعد نزول الآية وتأسي نبينا عليه الصلاة والسلام بمن أمر بالتأسي به ولم يرد أن أصح الأقوال أن المراد بهم في الآية أولئك الخمسة صلى الله تعالى عليهم وسلم إذ يلزم عليه أمره عليه الصلاة والسلام أن يصبر كصبره نفسه ولا يكاد يصح ذلك، وعلى هذا قول فيما أخرجه أبي العالية عبد بن حميد ، وأبو الشيخ في شعب الإيمان والبيهقي عنه أنهم ثلاثة وابن عساكر نوح وإبراهيم وهود ورسول الله صلى الله عليه وسلم رابع لهم، ولعل الأولى في الآية القول الأول وإن صار أولو العزم بعد مختصا بأولئك الخمسة عليهم الصلاة والسلام عند الإطلاق لاشتهارهم بذلك كما في الأعلام الغالبة فكأنه قيل: فاصبر على الدعوة إلى الحق ومكابدة الشدائد مطلقا كما صبر إخوانك الرسل قبلك ولا تستعجل لهم أي لكفار مكة بالعذاب أي لا تدع بتعجيله فإنه على شرف النزول بهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون من العذاب لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة يسيرة من نهار لما يشاهدون من شدة العذاب وطول مدته. وقرأ (من النهار) وقوله تعالى: أبي بلاغ خبر مبتدأ محذوف أي هذا الذي وعظتم به كفاية في الموعظة أو تبليغ من الرسول، وجعل بعضهم الإشارة إلى القرآن أو ما ذكر من السورة. وأيد تفسير بلاغ بتبليغ بقراءة أبي مجلز وأبي سراج الهذلي (بلغ) بصيغة الأمر له صلى الله تعالى عليه وسلم، وبقراءة أبي مجلز أيضا في رواية (بلغ) بصيغة الماضي من التفعيل، واستظهر كون الإشارة إلى ما ذكر من المدة التي لبثوا فيها كأنه قيل: تلك الساعة بلاغهم كما قال تعالى: أبو حيان متاع قليل وقال أبو مجلز: ( بلاغ ) مبتدأ خبره قوله تعالى: ( لهم ) السابق فيوقف على ولا تستعجل ويبتدأ بقوله تعالى: ( لهم ) وتكون الجملة التشبيهية معترضة بين المبتدأ والخبر والمعنى لهم انتهاء وبلوغ إلى وقت فينزل بهم العذاب وهو ضعيف جدا لما فيه من الفصل ومخالفة الظاهر إذ الظاهر تعلق ( لهم ) بتستعجل. وقرأ الحسن وزيد بن علي (بلاغا) بالنصب بتقدير بلغ بلاغا أو بلغنا بلاغا أو نحو ذلك. وقرأ وعيسى أيضا (بلاغ) بالجر على أنه نعت لنهار. الحسن
فهل يهلك إلا القوم الفاسقون الخارجون عن الاتعاظ أو عن الطاعة، وفي الآية من الوعيد والإنذار [ ص: 36 ] ما فيها. وقرأ ابن محيصن فيما حكى عنه ابن خالويه ( يهلك ) بفتح الياء وكسر اللام. وعنه أيضا ( يهلك ) بفتح الياء واللام وماضيه هلك بكسر اللام وهي لغة، وقال أبو الفتح: هي مرغوب عنها. وقرأ (نهلك) بنون العظمة من الإهلاك ( القوم الفاسقين ) بالنصب، وهذه الآية أعني قوله تعالى: زيد بن ثابت كأنهم إلى الآخر جاء في بعض الآثار ما يشعر بأن لها خاصية من بين آي هذه السورة.
أخرج في الدعاء عن الطبراني عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: أنس (إذا طلبت حاجة وأحببت أن تنجح فقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحليم الكريم بسم الله الذي لا إله إلا هو الحي الحليم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها. كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين).