قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=31909_31922_32516_28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19فلما أن أراد إلخ لأن تذكر تسببه لما ذكر باعث الإحجام لا الإقدام. ورد بأن التذكر أمر محقق لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=18خائفا يترقب والباعث له على ما ذكر شفقته على من ظلم من قومه وغيرته لنصرة الحق، وقيل: إن الضمير في له والخطاب في إنك للقبطي، ودل عليه قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=18يستصرخه وهو خلاف الظاهر، ويبعده الإظهار في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما فإن الظاهر على ذاك به بدل الذي والبطش الأخذ بصولة وسطوة، والتنوين في "عدو" للتفخيم أي عدو عظيم العداوة ولإرادة ذلك لم يضفه، والمراد بالذي هو عدو لهما القبطي، وقد كان القبط أعظم الناس عداوة لبني إسرائيل وقيل: عداوته لهما لأنه لم يكن على دينهما، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=11962وأبو جعفر «يبطش» بضم الطاء.
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس قاله الإسرائيلي الذي يستصرخه على ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وأكثر المفسرين وكأنه توهم إرادة البطش به دون القبطي من تسمية
موسى عليه السلام إياه غويا، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : قاله القبطي الذي هو عدو لهما كأنه توهم من قوله للإسرائيلي إنك لغوي أنه الذي قتل القبطي بالأمس له ولا بعد فيه لأن ما ذكر إما إجمال لكلام يفهم منه ذلك أو لأن قوله ذلك لمظلوم انتصر به خلاف الظاهر فلا بعد للانتقال منه لذلك، والذي في التوراة التي بأيدي اليهود اليوم ما هو صريح في أن هذين
[ ص: 58 ] الرجلين كانا من بني إسرائيل، وأما الرجلان اللذان رآهما بالأمس فأحدهما إسرائيلي والآخر مصري، ووجه أمر العداوة على ذلك بأن هذا الذي أراد عليه السلام أن يبطش به كان ظالما لمن استصرخه فيكون عدوا له وعاصيا لله تعالى فيكون عدوا
لموسى عليه السلام، ويحتمل أن تكون عداوته لهما لكونه مخالفا لما هما عليه من الدين وإن كان إسرائيليا وفيها أيضا ما هو صريح في أن الظالم هو قائل ذلك.
وأنت تعلم أن هذه التوراة لا يلتفت إليها فيما يكذب القرآن أو السنة الصحيحة وهي فيما عدا ذلك كسائر أخبار بني إسرائيل لا تصدق ولا تكذب. نعم قد يستأنس بها لبعض الأمور ثم إن ما فيها من قصة
موسى عليه السلام مخالف لما قصه الله تعالى منها هنا، وفي سائر المواضع زيادة ونقصا وهو ظاهر لمن وقف عليها، ولا يخفى الحكم في ذلك، وقد خلت هنا عن ذكر مجيء مؤمن آل
فرعون ونصحه
لموسى عليه السلام وكذا عن ذكر ما يدل على قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19إن تريد أي ما تريد
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19إلا أن تكون جبارا في الأرض وهو الذي يفعل كل ما يريد من الضرب والقتل ولا ينظر في العواقب، وقيل: المتعظم الذي لا يتواضع لأمر الله تعالى وأصله على ما قيل: النخلة الطويلة فاستعير لما ذكر إما باعتبار تعاليه المعنوي أو تعظمه.
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي أنه قال: من قتل رجلين أي بغير حق فهو جبار، ثم تلا هذه الآية، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم نحوه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19وما تريد أن تكون من المصلحين بين الناس فتدفع التخاصم بالتي هي أحسن، ولما قال هذا انتشر الحديث وارتقى إلى
فرعون وملئه فهموا بقتل
موسى عليه السلام فخرج مؤمن من آل
فرعون هو ابن عم
فرعون ليخبره بذلك وينصحه
قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=31909_31922_32516_28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ إِلَخْ لِأَنَّ تَذَكُّرَ تَسَبُّبِهِ لِمَا ذَكَرَ بَاعِثُ الْإِحْجَامِ لَا الْإِقْدَامِ. وَرَدَّ بِأَنَّ التَّذَكُّرَ أَمْرٌ مُحَقِّقٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=18خَائِفًا يَتَرَقَّبُ وَالْبَاعِثُ لَهُ عَلَى مَا ذُكِرَ شَفَقَتُهُ عَلَى مَنْ ظَلَمَ مِنْ قَوْمِهِ وَغَيْرَتُهُ لِنُصْرَةِ الْحَقِّ، وَقِيلَ: إِنَّ الضَّمِيرَ فِي لَهُ وَالْخِطَابَ فِي إِنَّكَ لِلْقِبْطِيِّ، وَدَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=18يَسْتَصْرِخُهُ وَهُوَ خِلَافُ الظَّاهِرِ، وَيُبْعِدُهُ الْإِظْهَارُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا فَإِنَّ الظَّاهِرَ عَلَى ذَاكَ بِهِ بَدَلُ الَّذِي وَالْبَطْشُ الْأَخْذُ بِصَوْلَةٍ وَسَطْوَةٍ، وَالتَّنْوِينُ فِي "عَدُوٌّ" لِلتَّفْخِيمِ أَيْ عَدُوٌّ عَظِيمُ الْعَدَاوَةِ وَلِإِرَادَةِ ذَلِكَ لَمْ يُضِفْهُ، وَالْمُرَادُ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا الْقِبْطِيُّ، وَقَدْ كَانَ الْقِبْطُ أَعْظَمَ النَّاسِ عَدَاوَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَقِيلَ: عَدَاوَتُهُ لَهُمَا لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَلَى دِينِهِمَا، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=11962وَأَبُو جَعْفَرٍ «يَبْطُشُ» بِضَمِّ الطَّاءِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ قَالَهُ الْإِسْرَائِيلِيُّ الَّذِي يَسْتَصْرِخُهُ عَلَى مَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ وَكَأَنَّهُ تَوَهَّمَ إِرَادَةَ الْبَطْشِ بِهِ دُونَ الْقِبْطِيِّ مِنْ تَسْمِيَةِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِيَّاهُ غَوِيًّا، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : قَالَهُ الْقِبْطِيُّ الَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا كَأَنَّهُ تَوَهَّمَ مِنْ قَوْلِهِ لِلْإِسْرَائِيلِيِّ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ أَنَّهُ الَّذِي قَتَلَ الْقِبْطِيَّ بِالْأَمْسِ لَهُ وَلَا بُعْدَ فِيهِ لِأَنَّ مَا ذَكَرَ إِمَّا إِجْمَالٌ لِكَلَامٍ يُفْهَمُ مِنْهُ ذَلِكَ أَوْ لِأَنَّ قَوْلَهُ ذَلِكَ لِمَظْلُومٍ انْتَصَرَ بِهِ خِلَافُ الظَّاهِرِ فَلَا بُعْدَ لِلِانْتِقَالِ مِنْهُ لِذَلِكَ، وَالَّذِي فِي التَّوْرَاةِ الَّتِي بِأَيْدِي الْيَهُودِ الْيَوْمَ مَا هُوَ صَرِيحٌ فِي أَنَّ هَذَيْنِ
[ ص: 58 ] الرَّجُلَيْنِ كَانَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَمَّا الرَّجُلَانِ اللَّذَانِ رَآهُمَا بِالْأَمْسِ فَأَحَدُهُمَا إِسْرَائِيلِيٌّ وَالْآخَرُ مِصْرِيٌّ، وَوُجِّهَ أَمْرُ الْعَدَاوَةِ عَلَى ذَلِكَ بِأَنَّ هَذَا الَّذِي أَرَادَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَبْطِشَ بِهِ كَانَ ظَالِمًا لِمَنِ اسْتَصْرَخَهُ فَيَكُونُ عَدُوًّا لَهُ وَعَاصِيًا لِلَّهِ تَعَالَى فَيَكُونُ عَدُوًّا
لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ عَدَاوَتُهُ لَهُمَا لِكَوْنِهِ مُخَالِفًا لِمَا هُمَا عَلَيْهِ مِنَ الدِّينِ وَإِنْ كَانَ إِسْرَائِيلِيًّا وَفِيهَا أَيْضًا مَا هُوَ صَرِيحٌ فِي أَنَّ الظَّالِمَ هُوَ قَائِلُ ذَلِكَ.
وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذِهِ التَّوْرَاةَ لَا يُلْتَفَتُ إِلَيْهَا فِيمَا يُكَذِّبُ الْقُرْآنَ أَوِ السُّنَّةَ الصَّحِيحَةَ وَهِيَ فِيمَا عَدَا ذَلِكَ كَسَائِرِ أَخْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تُصَدَّقُ وَلَا تُكَذَّبُ. نَعَمْ قَدْ يُسْتَأْنَسُ بِهَا لِبَعْضِ الْأُمُورِ ثُمَّ إِنَّ مَا فِيهَا مِنْ قِصَّةِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مُخَالِفٌ لِمَا قَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهَا هُنَا، وَفِي سَائِرِ الْمَوَاضِعِ زِيَادَةً وَنَقْصًا وَهُوَ ظَاهِرٌ لِمَنْ وَقَفَ عَلَيْهَا، وَلَا يَخْفَى الْحُكْمُ فِي ذَلِكَ، وَقَدْ خَلَتْ هُنَا عَنْ ذِكْرِ مَجِيءِ مُؤْمِنِ آلِ
فِرْعَوْنَ وَنُصْحِهِ
لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَكَذَا عَنْ ذِكْرِ مَا يَدُلُّ عَلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19إِنْ تُرِيدُ أَيْ مَا تُرِيدُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الَّذِي يَفْعَلُ كُلَّ مَا يُرِيدُ مِنَ الضَّرْبِ وَالْقَتْلِ وَلَا يَنْظُرُ فِي الْعَوَاقِبِ، وَقِيلَ: الْمُتَعَظِّمُ الَّذِي لَا يَتَوَاضَعُ لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَصْلُهُ عَلَى مَا قِيلَ: النَّخْلَةُ الطَّوِيلَةُ فَاسْتُعِيرَ لِمَا ذُكِرَ إِمَّا بِاعْتِبَارِ تَعَالِيهِ الْمَعْنَوِيِّ أَوْ تَعَظُّمِهِ.
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَتَلَ رَجُلَيْنِ أَيْ بِغَيْرِ حَقٍّ فَهُوَ جَبَّارٌ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ نَحْوَهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ بَيْنَ النَّاسِ فَتَدْفَعُ التَّخَاصُمَ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، وَلَمَّا قَالَ هَذَا انْتَشَرَ الْحَدِيثُ وَارْتَقَى إِلَى
فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَهَمُّوا بِقَتْلِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَخَرَجَ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ
فِرْعَوْنَ هُوَ ابْنُ عَمِّ
فِرْعَوْنَ لِيُخْبِرَهُ بِذَلِكَ وَيَنْصَحَهُ