nindex.php?page=treesubj&link=19087_28723_29717_32491_34092_34106_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان [النور: 21. 28] أي لا تسلكوا مسالكه في كل ما تأتون وما تذرون
[ ص: 124 ] والكلام كناية عن اتباع الشيطان وامتثال وساوسه فكأنه قيل: لا تتبعوا الشيطان في شيء من الأفاعيل التي من جملتها إشاعة الفاحشة وحبها.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع والبزي في رواية
ابن ربيعة عنه
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة «خطوات» بسكون الطاء وقرئ بفتحها وهو في جميع ذلك جمع خطوة بضم الخاء وسكون الطاء اسم لما بين القدمين، وأما الخطوة بفتح الخاء فهو مصدر خطا، والأصل في الاسم إذا جمع أن تحرك عينه فرقا بينه وبين الصفة فيضم اتباعا للفاء أو بفتح تخفيفا وقد يسكن
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21ومن يتبع خطوات الشيطان وضع الظاهران موضع ضميري الخطوات والشيطان حيث لم يقل ومن يتبعها أو من يتبع خطواته لزيادة التقرير والمبالغة
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21فإنه يأمر بالفحشاء هو ما أفرط قبحه كالفاحشة
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21والمنكر هو ما ينكره الشرع، وضمير إنه للشيطان وقيل للشأن وجواب الشرط مقدر سد ما بعد الفاء مسده وهو في الأصل تعليل للجملة الشرطية وبيان لعلة النهي كأنه قيل: من يتبع الشيطان ارتكب الفحشاء والمنكر فإنه لا يأمر إلا بهما ومن كان كذلك لا يجوز اتباعه وطاعته، وقد قرر ذلك
النسفي وابن هشام في الباب الخامس من المغني. وتعقب بأنه يأباه ما نص عليه النحاة من أن الجواب لا يحذف إلا إذا كان الشرط ماضيا حتى عدوا من الضرورة قوله:
لئن تك قد ضاقت علي بيوتكم ليعلم ربي أن بيتي أوسع
وأجيب بأن الآية ليست من قبيل ما ذكروه في البيت فإنه مما حذف فيه الجواب رأسا وهذا مما أقيم مقامه ما يصح جعله جوابا بحسب الظاهر، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان : الضمير عائد على من الشرطية ولم يعتبر في الكلام حذفا أصلا، والمعنى على ذلك من يتبع الشيطان فإنه يصير رأسا في الضلال بحيث يكون آمرا بالفحشاء والمنكر وهو مبني على اشتراط ضمير في جواب الشرط الاسمي يعود إليه وسيأتي إن شاء الله تعالى ما فيه.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21ولولا فضل الله عليكم ورحمته بما من جملته إنزال هاتيك الآيات البينات والتوفيق للتوبة الممحصة من الذنوب وكذا شرع الحدود المكفر لما عدا الردة منها على ما ذهب إليه جمع وأجابوا عن حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة السابق آنفا بأنه كان قبل أن يوحى إليه صلى الله عليه وسلم بذلك ( ما زكى ) أي ما طهر من دنس الذنوب.
وقرأ
روح nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش «ما زكى» بالتشديد والإمالة، وكتب «زكي» المخفف بالياء مع أنه من ذوات الواو وحقها أن تكتب بالألف، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان : لأنه قد يمال أو حملا على المشدد، ومن في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21منكم بيانية، وفي قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21من أحد سيف خطيب ( وأحد ) في حيز الرفع على الفاعلية على القراءة الأولى وفي محل النصب على المفعولية على القراءة الثانية والفاعل عليها ضميره تعالى أي ما زكى الله تعالى منكم أحدا
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21أبدا لا إلى غاية
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21ولكن الله يزكي يطهر
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21من يشاء من عباده بإفاضة آثار فضله ورحمته عليه وحمله على التوبة وقبولها منه كما فعل سبحانه بمن سلم عن داء النفاق ممن وقع في شرك الإفك منكم.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21والله سميع مبالغ في سمعه الأقوال التي من جملتها ما أظهروه من التوبة
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21عليم بجميع المعلومات التي من جملتها نياتهم، وفيه حث لهم على الإخلاص في التوبة، وإظهار الاسم الجليل للإيذان باستدعاء
[ ص: 125 ] الألوهية للسمع والعلم مع ما فيه من تأكيد الاستقلال التذييلي.
nindex.php?page=treesubj&link=19087_28723_29717_32491_34092_34106_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ [النُّورُ: 21. 28] أَيْ لَا تَسْلُكُوا مَسَالِكَهُ فِي كُلِّ مَا تَأْتُونَ وَمَا تَذْرُوَنَ
[ ص: 124 ] وَالْكَلَامُ كِنَايَةٌ عَنِ اتِّبَاعِ الشَّيْطَانِ وَامْتِثَالِ وَسَاوِسِهِ فَكَأَنَّهُ قِيلَ: لَا تَتْبَعُوا الشَّيْطَانَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَفَاعِيلِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا إِشَاعَةُ الْفَاحِشَةِ وَحُبُّهَا.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ وَالْبَزِيُّ فِي رِوَايَةِ
ابْنِ رَبِيعَةَ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبُو عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=11948وَأَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ «خُطْوَاتٌ» بِسُكُونِ الطَّاءِ وَقُرِئَ بِفَتْحِهَا وَهُوَ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ جَمْعُ خُطْوَةٍ بِضَمِ الْخَاءِ وَسُكُونِ الطَّاءِ اسْمٌ لِمَا بَيْنَ الْقَدَمَيْنِ، وَأَمَّا الْخُطْوَةُ بِفَتْحِ الْخَاءِ فَهُوَ مَصْدَرُ خَطَا، وَالْأَصْلُ فِي الِاسْمِ إِذَا جَمَعَ أَنَّ تَحَرُّكَ عَيْنِهِ فَرِقًّا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصِّفَةِ فَيَضُمُّ اتِّبَاعًا لِلْفَاءِ أَوْ بِفَتْحٍ تَخْفِيفًا وَقَدْ يَسْكُنُ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وُضِعَ الظَّاهِرَانِ مَوْضِعَ ضَمِيرِي الْخُطُوَاتِ وَالشَّيْطَانِ حَيْثُ لَمْ يَقُلْ وَمَنْ يَتْبَعُهَا أَوْ مَنْ يَتَّبِعُ خُطُوَاتِهِ لِزِيَادَةِ التَّقْرِيرِ وَالْمُبَالَغَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ هُوَ مَا أَفْرَطَ قُبْحَهُ كَالْفَاحِشَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21وَالْمُنْكَرِ هُوَ مَا يُنْكِرُهُ الشَّرْعُ، وَضَمِيرُ إِنَّهُ لِلشَّيْطَانِ وَقِيلَ لِلشَّأْنِ وَجَوَابُ الشَّرْطِ مُقَدَّرٌ سَدَّ مَا بَعْدَ الْفَاءِ مَسَدَّهُ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ تَعْلِيلٌ لِلْجُمْلَةِ الشَّرْطِيَّةِ وَبَيَانٌ لِعِلَّةِ النَّهْيِ كَأَنَّهُ قِيلَ: مَنْ يَتَّبِعُ الشَّيْطَانَ ارْتَكَبَ الْفَحْشَاءَ وَالْمُنْكَرَ فَإِنَّهُ لَا يَأْمُرُ إِلَّا بِهِمَا وَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ لَا يَجُوزُ اتِّبَاعَهُ وَطَاعَتَهُ، وَقَدْ قَرَّرَ ذَلِكَ
النَّسْفِيُّ وَابْنُ هِشَامٍ فِي الْبَابِ الْخَامِسِ مِنَ الْمُغْنِي. وَتَعَقَّبَ بِأَنَّهُ يَأْبَاهُ مَا نَصَّ عَلَيْهِ النُّحَاةُ مِنْ أَنَّ الْجَوَابَ لَا يُحْذَفُ إِلَّا إِذَا كَانَ الشَّرْطُ مَاضِيًا حَتَّى عَدُّوا مِنَ الضَّرُورَةِ قَوْلَهُ:
لَئِنْ تَكُ قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ بُيُوتُكُمْ لِيَعْلَمَ رَبِّي أَنَّ بَيْتِي أَوْسَعُ
وَأُجِيبُ بِأَنَّ الْآيَةَ لَيْسَتْ مِنْ قُبَيْلِ مَا ذَكَرُوهُ فِي الْبَيْتِ فَإِنَّهُ مِمَّا حُذِفَ فِيهِ الْجَوَابُ رَأْسًا وَهَذَا مِمَّا أُقِيمَ مَقَامَهُ مَا يَصِحُّ جَعَلَهُ جَوَابًا بِحَسَبِ الظَّاهِرِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ : الضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى مَنِ الشَّرْطِيَّةِ وَلَمْ يُعْتَبَرْ فِي الْكَلَامِ حَذْفًا أَصْلًا، وَالْمَعْنَى عَلَى ذَلِكَ مِنْ يَتَّبِعُ الشَّيْطَانَ فَإِنَّهُ يَصِيرُ رَأْسًا فِي الضَّلَالِ بِحَيْثُ يَكُونُ آمِرًا بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكِرِ وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى اشْتِرَاطِ ضَمِيرٍ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ الِاسْمِيِّ يَعُودُ إِلَيْهِ وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مَا فِيهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ بِمَا مَنْ جُمْلَتُهُ إِنْزَالُ هَاتَيْكِ الْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ وَالتَّوْفِيقُ لِلتَّوْبَةِ الْمُمَحِّصَةِ مِنَ الذُّنُوبِ وَكَذَا شَرْعُ الْحُدُودِ الْمُكَفِّرِ لِمَا عَدَا الرِّدَّةُ مِنْهَا عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ جَمْعٌ وَأَجَابُوا عَنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ السَّابِقِ آنِفًا بِأَنَّهُ كَانَ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ ( مَا زَكَّى ) أَيْ مَا طَهَّرَ مِنْ دَنَسِ الذُّنُوبِ.
وَقَرَأَ
رُوحٌ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ «مَا زَكَّى» بِالتَّشْدِيدِ وَالْإِمَالَةِ، وَكَتَبَ «زَكِيَ» الْمُخَفَّفِ بِالْيَاءِ مَعَ أَنَّهُ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ وَحَقُّهَا أَنْ تُكْتَبَ بِالْأَلْفِ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ : لِأَنَّهُ قَدْ يُمَالُ أَوْ حَمَلَا عَلَى الْمُشَدِّدِ، وَمِنْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21مِنْكُمْ بَيَانِيَّةٌ، وَفِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21مِنْ أَحَدٍ سَيْفُ خَطِيبٍ ( وَأَحَدٍ ) فِي حَيِّزِ الرَّفْعِ عَلَى الْفَاعِلِيَّةِ عَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى وَفِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ عَلَى الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ وَالْفَاعِلُ عَلَيْهَا ضَمِيرُهُ تَعَالَى أَيْ مَا زَكَّى اللَّهُ تَعَالَى مِنْكُمْ أَحَدًا
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21أَبَدًا لَا إِلَى غَايَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي يُطَهِّرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِإِفَاضَةِ آثَارِ فَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ عَلَيْهِ وَحَمْلِهِ عَلَى التَّوْبَةِ وَقَبُولِهَا مِنْهُ كَمَا فَعَلَ سُبْحَانَهُ بِمَنْ سَلِمَ عَنْ دَاءِ النِّفَاقِ مِمَّنْ وَقَعَ فِي شَرَكِ الْإِفْكِ مِنْكُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21وَاللَّهُ سَمِيعٌ مُبَالَغٌ فِي سَمْعِهِ الْأَقْوَالِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا مَا أَظْهَرُوهُ مِنَ التَّوْبَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21عَلِيمٌ بِجَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا نِيَّاتُهُمْ، وَفِيهِ حَثٌّ لَهُمْ عَلَى الْإِخْلَاصِ فِي التَّوْبَةِ، وَإِظْهَارُ الِاسْمِ الْجَلِيلِ لِلْإِيذَانِ بِاسْتِدْعَاءِ
[ ص: 125 ] الْأُلُوهِيَّةِ لِلسَّمْعِ وَالْعِلْمِ مَعَ مَا فِيهِ مِنْ تَأْكِيدِ الِاسْتِقْلَالِ التَّذْيِيلِيِّ.