nindex.php?page=treesubj&link=30290_30292_30337_30347_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وأن الساعة آتية أي فيما سيأتي ، والتعبير بذلك دون الفعل للدلالة على تحقق إتيانها وتقرر البتة لاقتضاء الحكمة إياه لا محالة ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7لا ريب فيها إما خبر ثان لأن أو حال من ضمير ( الساعة ) في الخبر ، ومعنى نفي الريب عنها أنها في ظهور أمرها ووضوح دلائلها بحيث ليس فيها مظنة أن يرتاب في إتيانها .
وأن وما بعدها في تأويل مصدر عطف على المصدر المجرور بياء السببية داخل معه في حيزها كالمصدرين الحاصلين من قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وأنه يحيي الموتى وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وأنه على كل شيء قدير وكذا قوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وأن الله يبعث من في القبور لكن لا من حيث إن إتيان الساعة وبعث من في القبور مؤثر أن فيما ذكر من أفاعيله تعالى تأثير القدرة فيها بل من حيث إن كلا منهما بسبب داع له عز وجل بموجب رأفته بالعباد المبنية على الحكم البالغة إلى ما ذكر من خلقهم ومن إحياء الأرض الميتة على نمط بديع صالح للاستشهاد به على إمكانهما ليتأملوا في ذلك ويستدلوا به عليه أو على وقوعهما ويصدقوا بذلك لينالوا السعادة الأبدية ولولا ذلك لما فعل بل لما خلق العالم رأسا ، وهذا كما ترى من أحكام حقيته تعالى في أفعاله وابتنائها على الحكم الباهرة كما أن ما قبله من أحكام حقيته تعالى في صفاته وكونها في غاية الكمال هذا ما اختاره
العلامة أبو السعود في تفسير ذلك وهو مما يميل إليه الطبع السليم ، وجعل صاحب الكشاف الإشارة إلى ما ذكر أيضا إلا أنه بحسب الظاهر جعل إتيان الساعة وبعث من في القبور حيث إن ذلك من روادف الحكمة كناية عنها فكأن الأصل ذلك حاصل بسبب أن الله تعالى هو الحق الثابت الموجود وأنه قادر على إحياء الموتى وعلى كل مقدور وأنه حكيم فاكتفى بمقتضى الحكمة عن الوصف بالحكمة لما في الكناية من النكتة خصوصا والكلام مع منكري البعث للدفع في نحورهم ولا يخلو عن بعد ، ونقل
nindex.php?page=showalam&ids=12099النيسابوري عبارة الكشاف واعترضها بما لا يخفى رده وأبدى وجها في الآية ذكر أنه مما لم يخطر لغيره ورجا أن يكون صوابا وهو مع اقتضائه حمل الباء على ما يعم السببية الفاعلية والسببية الغائية مما لا يخفى ما فيه ، وقيل : ذلك إشارة إلى ما ذكر إلا أن قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وأن الساعة آتية إلخ ليس معطوفا على المجرور بالياء ولا داخلا في حيز السببية بل هو خبر والمبتدأ محذوف لفهم المعنى والتقدير والأمر أن الساعة آتية إلخ ، وعليه اقتصر
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان وفيه قطع للكلام عن الانتظام ، وقيل : ذلك إشارة إلى ما ذكر إلا أن الباء صلة لكون خاص وليست سببية مشعر بأن الله هو الحق إلخ ، وفيه أنه لا قرينة على هذا الكون الخاص
[ ص: 121 ] وقيل : المعنى ذلك ليعلموا أن الله هو الحق إلخ ، وفيه تلويح ما إلى معنى الحديث القدسي المشهور على الألسنة وفي كتب الصوفية وإن لم يثبت عند المحدثين وهو
«كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لأعرف » وهو كما ترى ، وقيل : الإشارة إلى البعث المستدل عليه بما سبق واستظهره بعضهم ، ولا يخفى عليك ما يحتاج إليه من التكلف ، ونقل في البحر أن ذلك منصوب بفعل مضمر أي فعلنا ذلك بأن إلخ .
nindex.php?page=showalam&ids=12095وأبو علي اقتصر على القول بأنه مرفوع على الابتداء والجار والمجرور خبره وقال : لا يجوز غير ذلك وكأنه عنى بالغير ما ذكر ، وما نقله
العكبري من أنه خبر لمبتدأ محذوف أي الأمر ذلك والحق الجواز إلا أنه خلاف الظاهر جدا ، ثم إن المراد من الساعة قيل يوم القيامة المشتمل على النشر والحشر وغيرهما ، وقال
سعدي جلبي : المراد بها هنا فناء العالم بالكلية لئلا تتكرر مع البعث ، وقول
الطيبي : إن سبيل قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وأن الساعة آتية من قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وأن الله يبعث من في القبور سبيل قوله جل وعلا :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وأنه الله على كل شيء قدير من قوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وأنه يحيي الموتى لكن قدم وأخر لرعاية الفواصل ظاهر في الأول ، هذا وفي الإتقان
للجلال السيوطي أن الإسلاميين من أهل المنطق ذكروا أن في أول سورة الحج إلى قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وأن الله يبعث من في القبور خمس نتائج تستنتج من عشر مقدمات ثم بين ذلك بما يقضي منه العجب ويدل على قصور باعه في ذلك العلم ، وقد يقال في بيان ذلك : إن النتائج الخمس هي الجمل المتعاطفة الداخلة في حيز الباء ، واستنتاج الأولى بأنه لو لم يكن الله سبحانه هو الحق أي الواجب الوجود لذاته لما شوهد بعض الممكنات من الإنسان والنبات وغيرها والتالي باطل ضرورة فالله تعالى هو الحق ، ودليل الملازمة برهان التمانع ، واستنتاج الثانية بأنه لو لم يكن سبحانه قادرا على إحياء الموتى لما طور الإنسان في أطوار مختلفة حتى جعله حيا وأنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها والتالي باطل ضرورة أن الخصم لا ينكر أنه تعالى أحيا الإنسان وأحيا الأرض فالله تعالى قادر على إحياء الموتى ووجه الملازمة ظاهر . واستنتاج الثالثة بأنه إذا كان الله تعالى قادرا على إحياء الموتى فهو سبحانه على كل شيء قدير لكنه تعالى قادر على إحياء الموتى فهو على كل شيء قدير ، ووجه الملازمة أن المراد من الشيء الممكن وإحياء الموتى ممكن والقدرة على بعض الممكنات دون بعض تنافي وجوب وجوده تعالى الذاتي وأيضا إحياء الموتى أصعب الأمور عند الخصم المجادل حتى زعم أنه من الممتنعات فإذا ثبت أنه سبحانه قادر عليه بما سبق ثبت أنه تعالى قادر على سائر الممكنات بالطريق الأولى . واستنتاج الرابعة بأن الساعة أمر ممكن وعد الصادق بإتيانه وكل أمر ممكن وعد الصادق بإتيانه فهو آت فالساعة آتية إما أن الساعة أمر ممكن فلأنه لا يلزم من فرض وقوعها محال وإما أنها وعد الصادق بإتيانها فللآيات القرآنية المتحدى بها وإما أن كل أمر ممكن وعد الصادق بإتيانه فهو آت فلاستحالة الكذب واستنتاج الخامسة بنحو ذلك ولا يتعين استنتاج كل بما ذكر بل يمكن بغير ذلك واختياره لتسارعه إلى الذهن ، وربما يقتصر على ثلاث من هذه الخمس بناء على ما علمت بين قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وأنه يحيي الموتى وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وأنه على كل شيء قدير وكذا بين قوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وأن الساعة آتية وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وأن الله يبعث من في القبور ويعد من الخمس قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1إن زلزلة الساعة شيء عظيم واستنتاجها بأن يقال : زلزلة الساعة تذهل كل مرضعة عما أرضعت وكل ما هذا شأنه فهو شيء عظيم فزلزلة الساعة شيء عظيم ، والتقوى واجبة عليكم المدلول عليه بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1اتقوا ربكم واستنتاجه بأن يقال : التقوى يندفع بها ضرر الساعة وكل ما يندفع به الضرر واجب عليكم فالتقوى واجبة عليكم ، ولا يخفى أن ما ذكر
[ ص: 122 ] أولا أولى إلا أنه لو كان مرادهم لكان الظاهر أن يقولوا : إن في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6ذلك بأن الله هو الحق إلى قوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وأن الله يبعث من في القبور خمس نتائج دون أن يقولوا : إن في أول سورة الحج إلى آخره ويناسب هذا القول ما ذكر ثانيا إلا أنه يرد عليه أن المتبادر من كلامهم كون كل من النتائج مذكورا صريحا ، ولا شك أن التقوى واجبة عليكم ليس مذكورا كذلك وإنما المذكور ما يدل عليه في الجملة وهو أيضا ليس بقضية كما لا يخفى ، وقد تكلف بعض الناس لبيان ذلك غير ما ذكرنا رأينا ترك ذكره أولى فتأمل .
nindex.php?page=treesubj&link=30290_30292_30337_30347_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَيْ فِيمَا سَيَأْتِي ، وَالتَّعْبِيرُ بِذَلِكَ دُونَ الْفِعْلِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى تَحَقُّقِ إِتْيَانِهَا وَتَقَرُّرِ الْبَتَّةَ لِاقْتِضَاءِ الْحِكْمَةِ إِيَّاهُ لَا مَحَالَةَ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7لا رَيْبَ فِيهَا إِمَّا خَبَرٌ ثَانٍ لِأَنَّ أَوْ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ ( السَّاعَةَ ) فِي الْخَبَرِ ، وَمَعْنَى نَفْيِ الرَّيْبِ عَنْهَا أَنَّهَا فِي ظُهُورِ أَمْرِهَا وَوُضُوحِ دَلَائِلِهَا بِحَيْثُ لَيْسَ فِيهَا مَظِنَّةٌ أَنْ يُرْتَابَ فِي إِتْيَانِهَا .
وَأَنَّ وَمَا بَعْدَهَا فِي تَأْوِيلِ مَصْدَرٍ عُطِفَ عَلَى الْمَصْدَرِ الْمَجْرُورِ بِيَاءِ السَّبَبِيَّةِ دَاخِلٌ مَعَهُ فِي حَيِّزِهَا كَالْمَصْدَرَيْنِ الْحَاصِلَيْنِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَكَذَا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ لَكِنْ لَا مِنْ حَيْثُ إِنَّ إِتْيَانَ السَّاعَةِ وَبَعْثَ مَنْ فِي الْقُبُورِ مُؤْثَرٌ أَنَّ فِيمَا ذُكِرَ مِنْ أَفَاعِيلِهِ تَعَالَى تَأْثِيرَ الْقُدْرَةِ فِيهَا بَلْ مِنْ حَيْثُ إِنَّ كُلًّا مِنْهُمَا بِسَبَبٍ دَاعٍ لَهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمُوجِبِ رَأْفَتِهِ بِالْعِبَادِ الْمَبْنِيَّةِ عَلَى الْحِكَمِ الْبَالِغَةِ إِلَى مَا ذُكِرَ مِنْ خَلْقِهِمْ وَمِنْ إِحْيَاءِ الْأَرْضِ الْمَيْتَةِ عَلَى نَمَطٍ بَدِيعٍ صَالِحٍ لِلِاسْتِشْهَادِ بِهِ عَلَى إِمْكَانِهِمَا لِيَتَأَمَّلُوا فِي ذَلِكَ وَيَسْتَدِلُّوا بِهِ عَلَيْهِ أَوْ عَلَى وُقُوعِهِمَا وَيُصَدِّقُوا بِذَلِكَ لِيَنَالُوا السَّعَادَةَ الْأَبَدِيَّةَ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمَا فَعَلَ بَلْ لَمَا خَلَقَ الْعَالَمَ رَأْسًا ، وَهَذَا كَمَا تَرَى مِنْ أَحْكَامِ حَقِّيَّتِهِ تَعَالَى فِي أَفْعَالِهِ وَابْتِنَائِهَا عَلَى الْحِكَمِ الْبَاهِرَةِ كَمَا أَنَّ مَا قَبْلَهُ مِنْ أَحْكَامِ حَقِّيَّتِهِ تَعَالَى فِي صِفَاتِهِ وَكَوْنِهَا فِي غَايَةِ الْكَمَالِ هَذَا مَا اخْتَارَهُ
الْعَلَّامَةُ أَبُو السُّعُودِ فِي تَفْسِيرِ ذَلِكَ وَهُوَ مِمَّا يَمِيلُ إِلَيْهِ الطَّبْعُ السَّلِيمُ ، وَجَعَلَ صَاحِبُ الْكَشَّافِ الْإِشَارَةَ إِلَى مَا ذُكِرَ أَيْضًا إِلَّا أَنَّهُ بِحَسَبِ الظَّاهِرِ جَعَلَ إِتْيَانَ السَّاعَةِ وَبَعْثَ مَنْ فِي الْقُبُورِ حَيْثُ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ رَوَادِفِ الْحِكْمَةِ كِنَايَةً عَنْهَا فَكَأَنَّ الْأَصْلَ ذَلِكَ حَاصِلٌ بِسَبَبِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الْحَقُّ الثَّابِتُ الْمَوْجُودُ وَأَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى إِحْيَاءِ الْمَوْتَى وَعَلَى كُلِّ مَقْدُورٍ وَأَنَّهُ حَكِيمٌ فَاكْتَفَى بِمُقْتَضَى الْحِكْمَةِ عَنِ الْوَصْفِ بِالْحِكْمَةِ لِمَا فِي الْكِنَايَةِ مِنَ النُّكْتَةِ خُصُوصًا وَالْكَلَامُ مَعَ مُنْكِرِي الْبَعْثِ لِلدَّفْعِ فِي نُحُورِهِمْ وَلَا يَخْلُو عَنْ بُعْدٍ ، وَنَقَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=12099النَّيْسَابُورِيُّ عِبَارَةَ الْكَشَّافِ وَاعْتَرَضَهَا بِمَا لَا يَخْفَى رَدُّهُ وَأَبْدَى وَجْهًا فِي الْآيَةِ ذَكَرَ أَنَّهُ مِمَّا لَمْ يَخْطُرْ لِغَيْرِهِ وَرَجَا أَنْ يَكُونَ صَوَابًا وَهُوَ مَعَ اقْتِضَائِهِ حَمْلَ الْبَاءِ عَلَى مَا يَعُمُّ السَّبَبِيَّةَ الْفَاعِلِيَّةَ وَالسَّبَبِيَّةَ الْغَائِيَّةَ مِمَّا لَا يَخْفَى مَا فِيهِ ، وَقِيلَ : ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى مَا ذُكِرَ إِلَّا أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ إِلَخْ لَيْسَ مَعْطُوفًا عَلَى الْمَجْرُورِ بِالْيَاءِ وَلَا دَاخِلًا فِي حَيِّزِ السَّبَبِيَّةِ بَلْ هُوَ خَبَرٌ وَالْمُبْتَدَأُ مَحْذُوفٌ لِفَهْمِ الْمَعْنَى وَالتَّقْدِيرُ وَالْأَمْرُ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ إِلَخْ ، وَعَلَيْهِ اقْتَصَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ وَفِيهِ قَطْعٌ لِلْكَلَامِ عَنِ الِانْتِظَامِ ، وَقِيلَ : ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى مَا ذُكِرَ إِلَّا أَنَّ الْبَاءَ صِلَةٌ لِكَوْنٍ خَاصٍّ وَلَيْسَتْ سَبَبِيَّةً مُشْعِرٌ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ إِلَخْ ، وَفِيهِ أَنَّهُ لَا قَرِينَةَ عَلَى هَذَا الْكَوْنِ الْخَاصِّ
[ ص: 121 ] وَقِيلَ : الْمَعْنَى ذَلِكَ لِيَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ إِلَخْ ، وَفِيهِ تَلْوِيحٌ مَا إِلَى مَعْنَى الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ الْمَشْهُورِ عَلَى الْأَلْسِنَةِ وَفِي كُتُبِ الصُّوفِيَّةِ وَإِنْ لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَ الْمُحُدِّثِينَ وَهُوَ
«كُنْتُ كَنْزًا مَخْفِيًّا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُعْرَفَ فَخَلَقْتُ الْخَلْقَ لِأُعْرَفَ » وَهُوَ كَمَا تَرَى ، وَقِيلَ : الْإِشَارَةُ إِلَى الْبَعْثِ الْمُسْتَدَلِّ عَلَيْهِ بِمَا سَبَقَ وَاسْتَظْهَرَهُ بَعْضُهُمْ ، وَلَا يَخْفَى عَلَيْكَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ التَّكَلُّفِ ، وَنُقِلَ فِي الْبَحْرِ أَنَّ ذَلِكَ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ أَيْ فَعَلْنَا ذَلِكَ بِأَنَّ إِلَخْ .
nindex.php?page=showalam&ids=12095وَأَبُو عَلِيٍّ اقْتَصَرَ عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّهُ مَرْفُوعٌ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ خَبَرُهُ وَقَالَ : لَا يَجُوزُ غَيْرُ ذَلِكَ وَكَأَنَّهُ عَنَى بِالْغَيْرِ مَا ذُكِرَ ، وَمَا نَقَلَهُ
الْعُكْبُرِيُّ مِنْ أَنَّهُ خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيِ الْأَمْرُ ذَلِكَ وَالْحَقُّ الْجَوَازُ إِلَّا أَنَّهُ خِلَافُ الظَّاهِرِ جِدًّا ، ثُمَّ إِنَّ الْمُرَادَ مِنَ السَّاعَةِ قِيلَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ الْمُشْتَمِلُ عَلَى النَّشْرِ وَالْحَشْرِ وَغَيْرِهِمَا ، وَقَالَ
سَعْدِيٌّ جَلَبِيٌّ : الْمُرَادُ بِهَا هُنَا فَنَاءُ الْعَالَمِ بِالْكُلِّيَّةِ لِئَلَّا تَتَكَرَّرَ مَعَ الْبَعْثِ ، وَقَوْلُ
الطَّيِّبِيِّ : إِنَّ سَبِيلَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ مِنْ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ سَبِيلُ قَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وَأَنَّهُ اللَّهَ عَلَى كُلِ شَيْءٍ قَدِيرٌ مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى لَكِنْ قَدَّمَ وَأَخَّرَ لِرِعَايَةِ الْفَوَاصِلِ ظَاهِرٌ فِي الْأَوَّلِ ، هَذَا وَفِي الْإِتْقَانِ
لِلْجَلَالِ السُّيُوطِيِّ أَنَّ الْإِسْلَامِيِّينَ مِنْ أَهْلِ الْمَنْطِقِ ذَكَرُوا أَنَّ فِي أَوَّلِ سُورَةِ الْحَجِّ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ خَمْسَ نَتَائِجَ تُسْتَنْتَجُ مِنْ عَشْرِ مُقَدِّمَاتٍ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ بِمَا يَقْضِي مِنْهُ الْعَجَبَ وَيَدُلُّ عَلَى قُصُورِ بَاعِهِ فِي ذَلِكَ الْعِلْمِ ، وَقَدْ يُقَالُ فِي بَيَانِ ذَلِكَ : إِنَّ النَّتَائِجَ الْخَمْسَ هِيَ الْجُمَلُ الْمُتَعَاطِفَةُ الدَّاخِلَةُ فِي حَيِّزِ الْبَاءِ ، وَاسْتِنْتَاجُ الْأُولَى بِأَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الْحَقُّ أَيِ الْوَاجِبُ الْوُجُودِ لِذَاتِهِ لَمَا شُوهِدَ بَعْضُ الْمُمْكِنَاتِ مِنَ الْإِنْسَانِ وَالنَّبَاتِ وَغَيْرِهَا وَالتَّالِي بَاطِلٌ ضَرُورَةً فَاللَّهُ تَعَالَى هُوَ الْحَقُّ ، وَدَلِيلُ الْمُلَازَمَةِ بُرْهَانُ التَّمَانُعِ ، وَاسْتِنْتَاجُ الثَّانِيَةِ بِأَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ سُبْحَانَهُ قَادِرًا عَلَى إِحْيَاءِ الْمَوْتَى لَمَا طَوَّرَ الْإِنْسَانَ فِي أَطْوَارٍ مُخْتَلِفَةٍ حَتَّى جَعَلَهُ حَيًّا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَالتَّالِي بَاطِلٌ ضَرُورَةً أَنَّ الْخَصْمَ لَا يُنْكِرُ أَنَّهُ تَعَالَى أَحْيَا الْإِنْسَانَ وَأَحْيَا الْأَرْضَ فَاللَّهُ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى إِحْيَاءِ الْمَوْتَى وَوَجْهُ الْمُلَازَمَةِ ظَاهِرٌ . وَاسْتِنْتَاجُ الثَّالِثَةِ بِأَنَّهُ إِذَا كَانَ اللَّهُ تَعَالَى قَادِرًا عَلَى إِحْيَاءِ الْمَوْتَى فَهُوَ سُبْحَانَهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لَكِنَّهُ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى إِحْيَاءِ الْمَوْتَى فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَوَجْهُ الْمُلَازَمَةِ أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الشَّيْءِ الْمُمْكِنِ وَإِحْيَاءِ الْمَوْتَى مُمْكِنٌ وَالْقُدْرَةُ عَلَى بَعْضِ الْمُمْكِنَاتِ دُونَ بَعْضٍ تُنَافِي وُجُوبَ وَجُودِهِ تَعَالَى الذَّاتِيِّ وَأَيْضًا إِحْيَاءُ الْمَوْتَى أَصْعَبُ الْأُمُورِ عِنْدَ الْخَصْمِ الْمُجَادِلِ حَتَّى زَعَمَ أَنَّهُ مِنَ الْمُمْتَنَعَاتِ فَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَادِرٌ عَلَيْهِ بِمَا سَبَقَ ثَبَتَ أَنَّهُ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى سَائِرِ الْمُمْكِنَاتِ بِالطَّرِيقِ الْأَوْلَى . وَاسْتِنْتَاجُ الرَّابِعَةِ بِأَنَّ السَّاعَةَ أَمْرٌ مُمْكِنٌ وَعَدَ الصَّادِقُ بِإِتْيَانِهِ وَكُلُّ أَمْرٍ مُمْكِنٍ وَعَدَ الصَّادِقُ بِإِتْيَانِهِ فَهُوَ آتٍ فَالسَّاعَةُ آتِيَةٌ إِمَّا أَنَّ السَّاعَةَ أَمْرٌ مُمْكِنٌ فَلِأَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ فَرْضِ وُقُوعِهَا مُحَالٌ وَإِمَّا أَنَّهَا وَعَدَ الصَّادِقُ بِإِتْيَانِهَا فَلِلْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ الْمُتَحَدَّى بِهَا وَإِمَّا أَنَّ كُلَّ أَمْرٍ مُمْكِنٍ وَعَدَ الصَّادِقُ بِإِتْيَانِهِ فَهُوَ آتٍ فَلِاسْتِحَالَةِ الْكَذِبِ وَاسْتِنْتَاجُ الْخَامِسَةِ بِنَحْوِ ذَلِكَ وَلَا يَتَعَيَّنُ اسْتِنْتَاجُ كُلٍّ بِمَا ذُكِرَ بَلْ يُمْكِنُ بِغَيْرِ ذَلِكَ وَاخْتِيَارُهُ لِتَسَارُعِهِ إِلَى الذِّهْنِ ، وَرُبَّمَا يُقْتَصَرُ عَلَى ثَلَاثٍ مِنْ هَذِهِ الْخَمْسِ بِنَاءً عَلَى مَا عَلِمْتَ بَيْنَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَكَذَا بَيْنَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ وَيُعَدُّ مِنَ الْخَمْسِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ وَاسْتِنْتَاجُهَا بِأَنْ يُقَالَ : زَلْزَلَةُ السَّاعَةِ تُذْهِلُ كُلَّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَكُلُّ مَا هَذَا شَأْنُهُ فَهُوَ شَيْءٌ عَظِيمٌ فَزَلْزَلَةُ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ، وَالتَّقْوَى وَاجِبَةٌ عَلَيْكُمُ الْمَدْلُولُ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاسْتِنْتَاجُهُ بِأَنْ يُقَالَ : التَّقْوَى يَنْدَفِعُ بِهَا ضَرَرُ السَّاعَةِ وَكُلُّ مَا يَنْدَفِعُ بِهِ الضَّرَرُ وَاجِبٌ عَلَيْكُمْ فَالتَّقْوَى وَاجِبَةٌ عَلَيْكُمْ ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ مَا ذُكِرَ
[ ص: 122 ] أَوَّلًا أَوْلَى إِلَّا أَنَّهُ لَوْ كَانَ مُرَادَهُمْ لَكَانَ الظَّاهِرُ أَنْ يَقُولُوا : إِنَّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ إِلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ خَمْسُ نَتَائِجَ دُونَ أَنْ يَقُولُوا : إِنَّ فِي أَوَّلِ سُورَةِ الْحَجِّ إِلَى آخِرِهِ وَيُنَاسِبُ هَذَا الْقَوْلُ مَا ذُكِرَ ثَانِيًا إِلَّا أَنَّهُ يُرَدُّ عَلَيْهِ أَنَّ الْمُتَبَادَرَ مِنْ كَلَامِهِمْ كَوْنُ كُلٍّ مِنَ النَّتَائِجِ مَذْكُورًا صَرِيحًا ، وَلَا شَكَّ أَنَّ التَّقْوَى وَاجِبَةٌ عَلَيْكُمْ لَيْسَ مَذْكُورًا كَذَلِكَ وَإِنَّمَا الْمَذْكُورُ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ فِي الْجُمْلَةِ وَهُوَ أَيْضًا لَيْسَ بِقَضِيَّةٍ كَمَا لَا يَخْفَى ، وَقَدْ تَكَلَّفَ بَعْضُ النَّاسِ لِبَيَانِ ذَلِكَ غَيْرَ مَا ذَكَرْنَا رَأَيْنَا تَرْكَ ذِكْرِهِ أَوْلَى فَتَأَمَّلْ .