وقوله عز وجل :
nindex.php?page=treesubj&link=31791_32223_34149_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7وما أرسلنا قبلك إلا رجالا جواب لما زعموه من أن الرسول لا يكون إلا ملكا المشار إليه بقولهم هل هذا إلا بشر مثلكم الذي بنوا عليه ما بنوا فهو متعلق بذلك وقدم عليه جواب قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5فليأتنا لأنهم قالوا ذلك بطريق التعجيز فلا بد من المسارعة إلى رده وإبطاله ولأن في هذا الجواب نوع بسط يخل تقديمه بتجاوب النظم الكريم ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7نوحي إليهم استئناف مبين لكيفية الإرسال ، وصيغة المضارع لحكاية الحال الماضية المستمرة وحذف المفعول لعدم القصد إلى خصوصه ، والمعنى ما أرسلنا إلى الأمم قبل إرسالك إلى أمتك إلا رجالا لا ملائكة نوحي إليهم بواسطة الملك ما نوحي من الشرائع والأحكام وغيرهما من القصص والأخبار كما نوحي إليك من غير فرق بينهما في حقيقة الوحي وحقيقة مدلوله كما لا فرق بينك وبينهم في البشرية فما لهم لا يفهمون أنك لست بدعا من الرسل وإن ما أوحي إليك ليس مخالفا لما أوحي إليهم فيقولون ما يقولون ، وقال بعض الأفاضل : إن الجملة في محل النصب صفة مادحة لرجالا وهو الذي يقتضيه النظم الجليل ، وقرأ الجمهور (يوحى إليهم ) بالياء على صيغة المبني للمفعول جريا على سنن الكبرياء وإيذانا بتعين الفاعل ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون تلوين للخطاب وتوجيه له إلى الكفرة لتبكيتهم واستنزالهم عن رتبة الاستبعاد والنكير إثر تحقيق الحق على طريقة الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه الحقيق بالخطاب في أمثال تلك الحقائق الأنيقة ، وأما الوقوف عليها بالسؤال من الغير فهو من وظائف العوام وأمره صلى الله عليه وسلم بالسؤال في بعض
[ ص: 13 ] الآيات ليس للوقوف وتحصيل العلم بالمسؤول عنه لأمر آخر ، والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها ، وأهل الذكر أهل الكتاب كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة وغيرهما ، وجواب الشرط محذوف ثقة بدلالة المذكور عليه أي إن كنتم لا تعلمون ما ذكر فاسألوا أيها الجهلة أهل الكتاب الواقفين على أحوال الرسل السالفة عليهم الصلاة والسلام لتزول شبهتكم . أمروا بذلك لأن أخبار الجم الغفير يفيد العلم في مثل ذلك لا سيما وهم كانوا يشايعون المشركين في عداوته صلى الله عليه وسلم ويشاورونهم في أمره عليه الصلاة والسلام ففيه من الدلالة على كمال وضوح الأمر وقوة شأن النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يخفى ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد أن أهل الذكر هم أهل القرآن ، ورده
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية بأنهم كانوا خصومهم فكيف يؤمرون بسؤالهم ، ويرد ذلك على ما زعمته الإمامية من أنهم آله صلى الله عليه وسلم وقد تقدم الكلام في ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وما جعلناهم جسدا بيان لكون الرسل عليهم السلام أسوة لسائر أفراد الجنس في أحكام الطبيعة البشرية والجسد على ما في القاموس جسم الإنس والجن والملك ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب : هو كالجسم إلا أنه أخص منه ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل : لا يقال الجسد لغير الإنسان من خلق الأرض ونحوه ، وأيضا فإن الجسد يقال لما له لون والجسم لما لا يبين له لون كالهواء والماء ،
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=treesubj&link=31791_32223_34149_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلا رِجَالا جَوَابٌ لِمَا زَعَمُوهُ مِنْ أَنَّ الرَّسُولَ لَا يَكُونُ إِلَّا مَلِكًا الْمُشَارِ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِمْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمُ الَّذِي بَنَوْا عَلَيْهِ مَا بَنَوْا فَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِذَلِكَ وَقُدِّمَ عَلَيْهِ جَوَابُ قَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5فَلْيَأْتِنَا لِأَنَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ بِطَرِيقِ التَّعْجِيزِ فَلَا بُدَّ مِنَ الْمُسَارَعَةِ إِلَى رَدِّهِ وَإِبْطَالِهِ وَلِأَنَّ فِي هَذَا الْجَوَابِ نَوْعَ بَسْطٍ يُخِلُّ تَقْدِيمُهُ بِتَجَاوُبِ النَّظْمِ الْكَرِيمِ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7نُوحِي إِلَيْهِمْ اسْتِئْنَافٌ مُبَيِّنٌ لِكَيْفِيَّةِ الْإِرْسَالِ ، وَصِيغَةُ الْمُضَارِعِ لِحِكَايَةِ الْحَالِ الْمَاضِيَةِ الْمُسْتَمِرَّةِ وَحُذِفَ الْمَفْعُولُ لِعَدَمِ الْقَصْدِ إِلَى خُصُوصِهِ ، وَالْمَعْنَى مَا أَرْسَلَنَا إِلَى الْأُمَمِ قَبْلَ إِرْسَالِكَ إِلَى أُمَّتِكَ إِلَّا رِجَالًا لَا مَلَائِكَةً نُوحِي إِلَيْهِمْ بِوَاسِطَةِ الْمَلَكِ مَا نُوحِي مِنَ الشَّرَائِعِ وَالْأَحْكَامِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْقِصَصِ وَالْأَخْبَارِ كَمَا نُوحِي إِلَيْكَ مِنْ غَيْرِ فَرْقٍ بَيْنَهُمَا فِي حَقِيقَةِ الْوَحْيِ وَحَقِيقَةِ مَدْلُولِهِ كَمَا لَا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ فِي الْبَشَرِيَّةِ فَمَا لَهُمْ لَا يَفْهَمُونَ أَنَّكَ لَسْتَ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَإِنَّ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ لَيْسَ مُخَالِفًا لِمَا أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فَيَقُولُونَ مَا يَقُولُونَ ، وَقَالَ بَعْضُ الْأَفَاضِلِ : إِنَّ الْجُمْلَةَ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ صِفَةً مَادِحَةً لَرِجَالًا وَهُوَ الَّذِي يَقْتَضِيهِ النَّظْمُ الْجَلِيلُ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ (يُوحَى إِلَيْهِمْ ) بِالْيَاءِ عَلَى صِيغَةِ الْمَبْنِيِّ لِلْمَفْعُولِ جَرْيًا عَلَى سُنَنِ الْكِبْرِيَاءِ وَإِيذَانًا بِتَعَيُّنِ الْفَاعِلِ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ تَلْوِينٌ لِلْخِطَابِ وَتَوْجِيهٌ لَهُ إِلَى الْكَفَرَةِ لِتَبْكِيتِهِمْ وَاسْتِنْزَالِهِمْ عَنْ رُتْبَةِ الِاسْتِبْعَادِ وَالنَّكِيرِ إِثْرَ تَحْقِيقِ الْحَقِّ عَلَى طَرِيقَةِ الْخِطَابِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُ الْحَقِيقُ بِالْخِطَابِ فِي أَمْثَالِ تِلْكَ الْحَقَائِقِ الْأَنِيقَةِ ، وَأَمَّا الْوُقُوفُ عَلَيْهَا بِالسُّؤَالِ مِنَ الْغَيْرِ فَهُوَ مِنْ وَظَائِفِ الْعَوَامِّ وَأَمْرُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسُّؤَالِ فِي بَعْضِ
[ ص: 13 ] الْآيَاتِ لَيْسَ لِلْوُقُوفِ وَتَحْصِيلِ الْعِلْمِ بِالْمَسْؤُولِ عَنْهُ لِأَمْرٍ آخَرَ ، وَالْفَاءُ لِتَرْتِيبِ مَا بَعْدَهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا ، وَأَهْلُ الذِّكْرِ أَهْلُ الْكِتَابِ كَمَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ وَغَيْرِهِمَا ، وَجَوَابُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ ثِقَةً بِدَلَالَةِ الْمَذْكُورِ عَلَيْهِ أَيْ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ مَا ذُكِرَ فَاسْأَلُوا أَيُّهَا الْجَهَلَةُ أَهْلَ الْكِتَابِ الْوَاقِفِينَ عَلَى أَحْوَالِ الرُّسُلِ السَّالِفَةِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِتَزُولَ شُبْهَتُكُمْ . أُمِرُوا بِذَلِكَ لِأَنَّ أَخْبَارَ الْجَمِّ الْغَفِيرِ يُفِيدُ الْعِلْمَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ لَا سِيَّمَا وَهُمْ كَانُوا يُشَايِعُونَ الْمُشْرِكِينَ فِي عَدَاوَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُشَاوِرُونَهُمْ فِي أَمْرِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَفِيهِ مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى كَمَالِ وُضُوحِ الْأَمْرِ وَقُوَّةِ شَأْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَا يَخْفَى ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنِ زَيْدٍ أَنَّ أَهْلَ الذِّكْرِ هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، وَرَدَّهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا خُصُومَهُمْ فَكَيْفَ يُؤْمَرُونَ بِسُؤَالِهِمْ ، وَيَرُدُّ ذَلِكَ عَلَى مَا زَعَمَتْهُ الْإِمَامِيَّةُ مِنْ أَنَّهُمْ آلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي ذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا بَيَانٌ لِكَوْنِ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أُسْوَةً لِسَائِرِ أَفْرَادِ الْجِنْسِ فِي أَحْكَامِ الطَّبِيعَةِ الْبَشَرِيَّةِ وَالْجَسَدُ عَلَى مَا فِي الْقَامُوسِ جِسْمُ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ وَالْمَلَكِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14343الرَّاغِبُ : هُوَ كَالْجِسْمِ إِلَّا أَنَّهُ أَخَصُّ مِنْهُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14248الْخَلِيلُ : لَا يُقَالُ الْجَسَدُ لِغَيْرِ الْإِنْسَانِ مِنْ خَلْقِ الْأَرْضِ وَنَحْوِهِ ، وَأَيْضًا فَإِنَّ الْجَسَدَ يُقَالُ لِمَا لَهُ لَوْنٌ وَالْجِسْمُ لِمَا لَا يَبِينُ لَهُ لَوْنٌ كَالْهَوَاءِ وَالْمَاءِ ،