nindex.php?page=treesubj&link=32016_33679_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128أفلم يهد لهم كلام مستأنف مسوق لتقرير ما قبله من قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=127وكذلك نجزي الآية والهمزة للإنكار التوبيخي والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام . واستعمال الهداية باللام إما لتنزيلها منزلة اللازم فلا حاجة إلى المفعول أو لأنها بمعنى التبيين والمفعول الثاني محذوف . وأيا ما كان فالفاعل ضميره تعالى وضمير (لهم) للمشركين المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم . والمعنى أغفلوا فلم يفعل الله تعالى لهم الهداية أو فلم يبين عز وجل لهم العبر .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128كم أهلكنا قبلهم من القرون إما بيان بطريق الالتفات لتلك الهداية أو كالتفسير للمفعول المحذوف ، وقيل : فاعل (يهد) ضميره صلى الله عليه وسلم ، وقيل : ضمير الإهلاك المفهوم من قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128كم أهلكنا والجملة مفسرة له ، وقيل : الفاعل محذوف أي النظر والاعتبار ونسب ذلك إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد ، وفيه حذف الفاعل وهو لا يجوز عند البصريين ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : الفاعل جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128كم أهلكنا إلخ ووقوع الجملة فاعلا مذهب كوفي ، والجمهور على خلافه لكن رجح ذلك هنا بأن التعليل فيما بعد يقتضيه . ورجح كون الفاعل ضميره تعالى شأنه بأنه قد قرأ فرقة منهم
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والسلمي ( أفلم نهد ) بالنون واختار بعضهم عليه كون الفعل منزلا منزلة اللازم وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128كم أهلكنا بيانا لتلك الهداية ، وبعض آخر كونه متعديا والمفعول مضمون الجملة أي: أفلم يبين الله تعالى لهم مضمون هذا الكلام ، وقيل : الجملة سادة مسد المفعول والفعل معلق عنها ، وتعقب بأن (كم) هنا خبرية وهي لا تعلق عن العمل وإنما التي تعلق عنه كم الاستفهامية على ما نص عليه
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان في البحر لكن أنت تعلم أنه إذا كان مدار التعليق الصدارة كما هو الظاهر فقد صرح
ابن هشام بأن لكل من كم الاستفهامية وكم الخبرية ما ذكر، ورد في المغني قول
ابن عصفور : أن (كم) في الآية فاعل يهد بأن لها الصدر ثم قال : وقوله إن ذلك جاء على لغة رديئة حكاها
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش عن بعضهم أنه يقول: ملكت كم عبيد فيخرجها عن الصدرية خطأ عظيم إذ خرج كلام الله تعالى شأنه على هذه اللغة انتهى . وهو ظاهر في أنه قائل بأن كم هنا خبرية ولها الصدر . نعم نقل
nindex.php?page=showalam&ids=14183الحوفي عن بعضهم أنه رد القائل بالفاعلية بأنها استفهامية لا يعمل ما قبلها فيها والظاهر خبريتها وهي مفعول مقدم لأهلكنا و
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128من القرون متعلق بمحذوف وقع صفة لمميزها أي كم قرن كائن من القرون
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128يمشون في مساكنهم حال
[ ص: 280 ] من (القرون) أو من مفعول (أهلكنا) أي أهلكناهم وهم في حال أمن وتقلب في ديارهم . واختار في البحر كونه حالا من الضمير في (لهم) مؤكدا للإنكار، والعامل فيه (يهد) أي أفلم يهد للمشركين حال كونهم ماشين في مساكن من أهلكنا من القرون السالفة من أصحاب الحجر
وثمود وقوم
لوط مشاهدين لآثار هلاكهم إذا سافروا إلى
الشام وغيره ، وتوهم بعضهم أن الجملة في موضع الصفة للقرون وليس كذلك ، وقرأ
ابن السميفع (يمشون) بالتشديد والبناء للمفعول أي يمكنون في المشي
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128إن في ذلك تعليل للإنكار وتقرير للهداية مع عدم اهتدائهم . و (ذلك) إشارة إلى مضمون قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128كم أهلكنا إلخ ، وما فيه من معنى البعد للإشعار ببعد منزلته وعلو شأنه في بابه .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128لآيات كثيرة عظيمة ظاهرات الدلالة على الحق ، وجوز أن تكون كلمة في تجريدية كما قيل في قوله عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ،
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128لأولي النهى أي لذوي العقول النهاية عن القبائح التي من أقبحها ما يتعاطاه هؤلاء المنكر عليهم من الكفر بآيات الله تعالى والتعامي عنها وغير ذلك من فنون المعاصي .
nindex.php?page=treesubj&link=32016_33679_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ مَسُوقٌ لِتَقْرِيرِ مَا قَبْلَهُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=127وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْآيَةَ وَالْهَمْزَةُ لِلْإِنْكَارِ التَّوْبِيخِيِّ وَالْفَاءُ لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّرٍ يَقْتَضِيهِ الْمَقَامُ . وَاسْتِعْمَالُ الْهِدَايَةِ بِاللَّامِ إِمَّا لِتَنْزِيلِهَا مَنْزِلَةَ اللَّازِمِ فَلَا حَاجَةَ إِلَى الْمَفْعُولِ أَوْ لِأَنَّهَا بِمَعْنَى التَّبْيِينِ وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي مَحْذُوفٌ . وَأَيًّا مَا كَانَ فَالْفَاعِلُ ضَمِيرُهُ تَعَالَى وَضَمِيرُ (لَهُمْ) لِلْمُشْرِكِينَ الْمُعَاصِرِينَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَالْمَعْنَى أَغْفَلُوا فَلَمْ يَفْعَلِ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمُ الْهِدَايَةَ أَوْ فَلَمْ يُبَيِّنْ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمُ الْعِبَرَ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ إِمَّا بَيَانٌ بِطَرِيقِ الِالْتِفَاتِ لِتِلْكَ الْهِدَايَةِ أَوْ كَالتَّفْسِيرِ لِلْمَفْعُولِ الْمَحْذُوفِ ، وَقِيلَ : فَاعِلُ (يَهْدِ) ضَمِيرُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقِيلَ : ضَمِيرُ الْإِهْلَاكِ الْمَفْهُومُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128كَمْ أَهْلَكْنَا وَالْجُمْلَةُ مُفَسِّرَةٌ لَهُ ، وَقِيلَ : الْفَاعِلُ مَحْذُوفٌ أَيِ النَّظَرُ وَالِاعْتِبَارُ وَنُسِبَ ذَلِكَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمِبْرَدِ ، وَفِيهِ حَذْفُ الْفَاعِلِ وَهُوَ لَا يَجُوزُ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : الْفَاعِلُ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128كَمْ أَهْلَكْنَا إِلَخْ وَوُقُوعُ الْجُمْلَةِ فَاعِلًا مَذْهَبٌ كُوفِيٌّ ، وَالْجُمْهُورُ عَلَى خِلَافِهِ لَكِنْ رُجِّحَ ذَلِكَ هُنَا بِأَنَّ التَّعْلِيلَ فِيمَا بَعْدُ يَقْتَضِيهِ . وَرُجِّحَ كَوْنُ الْفَاعِلِ ضَمِيرَهُ تَعَالَى شَأْنُهُ بِأَنَّهُ قَدْ قَرَأَ فِرْقَّةٌ مِنْهُمُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَالسُّلَمِيُّ ( أَفَلَمْ نَهْدِ ) بِالنُّونِ وَاخْتَارَ بَعْضُهُمْ عَلَيْهِ كَوْنَ الْفِعْلِ مُنَزَّلًا مَنْزِلَةَ اللَّازِمِ وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128كَمْ أَهْلَكْنَا بَيَانًا لِتِلْكَ الْهِدَايَةِ ، وَبَعْضٌ آخَرُ كَوْنُهُ مُتَعَدِّيًا وَالْمَفْعُولُ مَضْمُونُ الْجُمْلَةِ أَيْ: أَفَلَمْ يُبَيِّنِ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ مَضْمُونَ هَذَا الْكَلَامِ ، وَقِيلَ : الْجُمْلَةُ سَادَّةٌ مَسَدَّ الْمَفْعُولِ وَالْفِعْلُ مُعَلَّقٌ عَنْهَا ، وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ (كَمْ) هُنَا خَبَرِيَّةٌ وَهِيَ لَا تُعَلِّقُ عَنِ الْعَمَلِ وَإِنَّمَا الَّتِي تُعَلِّقُ عَنْهُ كَمِ الِاسْتِفْهَامِيَّةُ عَلَى مَا نَصَّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ فِي الْبَحْرِ لَكِنْ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا كَانَ مَدَارُ التَّعْلِيقِ الصَّدَارَةَ كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ فَقَدْ صَرَّحَ
ابْنُ هِشَامٍ بِأَنَّ لِكُلٍّ مِنْ كَمِ الِاسْتِفْهَامِيَّةِ وَكَمِ الْخَبَرِيَّةِ مَا ذُكِرَ، وَرَدَ فِي الْمُغْنِي قَوْلُ
ابْنِ عُصْفُورٍ : أَنَّ (كَمْ) فِي الْآيَةِ فَاعِلُ يَهْدِ بِأَنَّ لَهَا الصَّدْرَ ثُمَّ قَالَ : وَقَوْلُهُ إِنَّ ذَلِكَ جَاءَ عَلَى لُغَةٍ رَدِيئَةٍ حَكَاهَا
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشُ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ يَقُولُ: مَلَكْتَ كَمْ عَبِيدٍ فَيُخْرِجُهَا عَنِ الصَّدْرِيَّةِ خَطَأٌ عَظِيمٌ إِذْ خَرَّجَ كَلَامَ اللَّهِ تَعَالَى شَأْنُهُ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ انْتَهَى . وَهُوَ ظَاهِرٌ فِي أَنَّهُ قَائِلٌ بِأَنَّ كَمْ هُنَا خَبَرِيَّةٌ وَلَهَا الصَّدْرُ . نَعَمْ نَقَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14183الْحُوفِيُّ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ رَدَّ الْقَائِلَ بِالْفَاعِلِيَّةِ بِأَنَّهَا اسْتِفْهَامِيَّةٌ لَا يَعْمَلُ مَا قَبْلَهَا فِيهَا وَالظَّاهِرُ خَبَرِيَّتُهَا وَهِيَ مَفْعُولٌ مُقَدَّمٌ لَأَهْلَكْنَا وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128مِنَ الْقُرُونِ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ صِفَةً لِمُمَيِّزِهَا أَيْ كَمْ قَرْنٍ كَائِنٌ مِنَ الْقُرُونِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ حَالٌ
[ ص: 280 ] مِنَ (الْقُرُونِ) أَوْ مِنْ مَفْعُولِ (أَهْلَكْنَا) أَيْ أَهْلَكْنَاهُمْ وَهُمْ فِي حَالِ أَمْنٍ وَتَقَلُّبٍ فِي دِيَارِهِمْ . وَاخْتَارَ فِي الْبَحْرِ كَوْنَهُ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي (لَهُمْ) مُؤَكِّدًا لِلْإِنْكَارِ، وَالْعَامِلُ فِيهِ (يَهْدِ) أَيْ أَفَلَمْ يَهْدِ لِلْمُشْرِكِينَ حَالَ كَوْنِهِمْ مَاشِينَ فِي مَسَاكِنِ مَنْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ السَّالِفَةِ مِنْ أَصْحَابِ الْحِجْرِ
وَثَمُودَ وَقَوْمِ
لُوطٍ مُشَاهِدِينَ لِآثَارِ هَلَاكِهِمْ إِذَا سَافَرُوا إِلَى
الشَّامِ وَغَيْرِهِ ، وَتَوَهَّمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْجُمْلَةَ فِي مَوْضِعِ الصِّفَةِ لِلْقُرُونِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، وَقَرَأَ
ابْنُ السَّمَيْفَعِ (يُمَشُّونَ) بِالتَّشْدِيدِ وَالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ أَيْ يُمَكَّنُونَ فِي الْمَشْيِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128إِنَّ فِي ذَلِكَ تَعْلِيلٌ لِلْإِنْكَارِ وَتَقْرِيرٌ لِلْهِدَايَةِ مَعَ عَدَمِ اهْتِدَائِهِمْ . وَ (ذَلِكَ) إِشَارَةٌ إِلَى مَضْمُونِ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128كَمْ أَهْلَكْنَا إِلَخْ ، وَمَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى الْبُعْدِ لِلْإِشْعَارِ بِبُعْدِ مَنْزِلَتِهِ وَعُلُوِّ شَأْنِهِ فِي بَابِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128لآيَاتٍ كَثِيرَةً عَظِيمَةً ظَاهِرَاتِ الدَّلَالَةِ عَلَى الْحَقِّ ، وَجُوِّزَ أَنْ تَكُونَ كَلِمَةُ فِي تَجْرِيدِيَّةً كَمَا قِيلَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=128لأُولِي النُّهَى أَيْ لِذَوِي الْعُقُولِ النِّهَايَةِ عَنِ الْقَبَائِحِ الَّتِي مِنْ أَقْبَحِهَا مَا يَتَعَاطَاهُ هَؤُلَاءِ الْمُنْكَرُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْكُفْرِ بِآيَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَالتَّعَامِي عَنْهَا وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ فُنُونِ الْمَعَاصِي .