nindex.php?page=treesubj&link=30337_32405_34099_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها أي : من الأرض .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55خلقناكم أي في ضمن خلق أبيكم
آدم عليه السلام منها فإن كل فرد من أفراد البشر له حظ من خلقه عليه السلام إذ لم تكن فطرته البديعة مقصورة على نفسه عليه السلام بل كانت أنموذجا منطويا على فطرة سائر أفراد الجنس انطواء جماليا مستتبعا لجريان آثارها على الكل، فكان خلقه عليه السلام منها خلقا للكل منها ، وقيل :
[ ص: 208 ] المعنى خلقنا أبدانكم من النطفة المتولدة من الأغذية المتولدة من الأرض بوسائط .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر عن
عطاء الخراساني قال : إن الملك ينطلق فيأخذ من تراب المكان الذي يدفن فيه الشخص فيذره على النطفة فيخلق من التراب والنطفة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55وفيها نعيدكم بالإماتة وتفريق الأجزاء ، وهذا وكذا ما بعد مبني على الغالب بناء على أن من الناس من لا يبلى جسده كالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وإيثار كلمة في على كلمة إلى للدلالة على الاستقرار المديد فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55ومنها نخرجكم تارة أخرى بتأليف أجزائكم المتفتتة المختلطة بالتراب على الهيئة السابقة ورد الأرواح من مقرها إليها ، وكون هذا الإخراج تارة أخرى باعتبار أن خلقهم من الأرض إخراج لهم منها وإن لم يكن على نهج التارة الثانية أو التارة في الأصل اسم للتور الواحد وهو الجريان ، ثم أطلق على كل فعلة واحد من الفعلات المتجددة كما مر في المرة ، وما ألطف ذكر قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم إلخ بعد ذكر النبات وإخراجه من الأرض فقد تضمن كل إخراج أجساما لطيفة من الترباء الكثيفة، وخروج الأموات أشبه شيء بخروج النبات هذا .
nindex.php?page=treesubj&link=30337_32405_34099_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55مِنْهَا أَيْ : مِنَ الْأَرْضِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55خَلَقْنَاكُمْ أَيْ فِي ضِمْنِ خَلْقِ أَبِيكُمْ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْهَا فَإِنَّ كُلَّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ الْبَشَرِ لَهُ حَظٌّ مِنْ خَلْقِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذْ لَمْ تَكُنْ فِطْرَتُهُ الْبَدِيعَةُ مَقْصُورَةً عَلَى نَفْسِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَلْ كَانَتْ أَنْمُوذَجًا مُنْطَوِيًا عَلَى فِطْرَةِ سَائِرِ أَفْرَادِ الْجِنْسِ انْطِوَاءً جَمَالِيًّا مُسْتَتْبَعًا لِجَرَيَانِ آثَارِهَا عَلَى الْكُلِّ، فَكَانَ خَلْقُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْهَا خَلْقًا لِلْكُلِّ مِنْهَا ، وَقِيلَ :
[ ص: 208 ] الْمَعْنَى خَلَقْنَا أَبْدَانَكُمْ مِنَ النُّطْفَةِ الْمُتَوَلِّدَةِ مِنَ الْأَغْذِيَةِ الْمُتَوَلِّدَةِ مِنَ الْأَرْضِ بِوَسَائِطَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ : إِنَّ الْمَلَكَ يَنْطَلِقُ فَيَأْخُذُ مِنْ تُرَابِ الْمَكَانِ الَّذِي يُدْفَنُ فِيهِ الشَّخْصُ فَيَذْرُهُ عَلَى النُّطْفَةِ فَيُخْلَقُ مِنَ التُّرَابِ وَالنُّطْفَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ بِالْإِمَاتَةِ وَتَفْرِيقِ الْأَجْزَاءِ ، وَهَذَا وَكَذَا مَا بَعْدُ مَبْنِيٌّ عَلَى الْغَالِبِ بِنَاءً عَلَى أَنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَبْلَى جَسَدُهُ كَالْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَإِيثَارُ كَلِمَةِ فِي عَلَى كَلِمَةِ إِلَى لِلدَّلَالَةِ عَلَى الِاسْتِقْرَارِ الْمَدِيدِ فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى بِتَأْلِيفِ أَجْزَائِكُمْ الْمُتَفَتِّتَةِ الْمُخْتَلِطَةِ بِالتُّرَابِ عَلَى الْهَيْئَةِ السَّابِقَةِ وَرَدِّ الْأَرْوَاحِ مِنْ مَقَرِّهَا إِلَيْهَا ، وَكَوْنُ هَذَا الْإِخْرَاجِ تَارَةً أُخْرَى بِاعْتِبَارِ أَنَّ خَلْقَهُمْ مِنَ الْأَرْضِ إِخْرَاجٌ لَهُمْ مِنْهَا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى نَهْجِ التَّارَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ التَّارَةُ فِي الْأَصْلِ اسْمٌ لِلتَّوْرِ الْوَاحِدِ وَهُوَ الْجَرَيَانُ ، ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى كُلِّ فِعْلَةٍ وَاحِدٌ مِنَ الْفِعْلَاتِ الْمُتَجَدِّدَةِ كَمَا مَرَّ فِي الْمَرَّةِ ، وَمَا أَلْطَفَ ذِكْرَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ إِلَخْ بَعْدَ ذِكْرِ النَّبَاتِ وَإِخْرَاجِهِ مِنَ الْأَرْضِ فَقَدْ تَضَمَّنَ كُلُّ إِخْرَاجٍ أَجْسَامًا لَطِيفَةً مِنَ التَّرْبَاءِ الْكَثِيفَةِ، وَخُرُوجُ الْأَمْوَاتِ أَشْبَهُ شَيْءٍ بِخُرُوجِ النَّبَاتِ هَذَا .