nindex.php?page=treesubj&link=19246_34106_34325_34513_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=27إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين تعليل للنهي عن التبذير ببيان أنه يجعل صاحبه ملزوزا في قرن الشياطين، والإخوان جمع أخ والمراد به الممائل مجازا، أي: إنهم مماثلون لهم في صفات السوء التي من جملتها التبذير، أو الصديق والتابع مجازا أيضا أي: إنهم أصدقاؤهم وأتباعهم فيما ذكر من التبذير والصرف في المعاصي فإنهم كانوا ينحرون الإبل ويتياسرون عليها ويبذرون أموالهم في السمعة وسائر ما لا خير فيه من المناهي والملاهي، أو القرين كما سبق أيضا أي أنهم قرناؤهم في النار على سبيل الوعيد.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=27وكان الشيطان لربه كفورا من تتمة التعليل أي مبالغا في كفران نعمه تعالى لأن شأنه صرف جميع ما أعطاه الله تعالى من القوى والقدر إلى غير ما خلقت له من أنواع المعاصي والإفساد في الأرض وإضلال الناس وحملهم على الكفر بالله تعالى وكفران نعمه الفائضة عليهم وصرفها إلى غير ما أمر الله تعالى به.
وفي تخصيص هذا الوصف بالذكر من بين صفاته القبيحة إيذان بأن التبذير الذي هو عبارة عن صرف نعم الله تعالى إلى غير مصرفها من باب الكفران المقابل للشكر الذي هو صرفها إلى ما خلقت له، وفي التعرض لعنوان الربوبية إشعار بكمال عتوه كما لا يخفى. ويشعر كلام بعضهم بجواز حمل الكفر هنا على ما يقابل الإيمان وليس بذاك.
nindex.php?page=treesubj&link=19246_34106_34325_34513_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=27إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ تَعْلِيلٌ لِلنَّهْيِ عَنِ التَّبْذِيرِ بِبَيَانِ أَنَّهُ يَجْعَلُ صَاحِبَهُ مَلْزُوزًا فِي قَرْنِ الشَّيَاطِينِ، وَالْإِخْوَانُ جَمْعُ أَخٍ وَالْمُرَادُ بِهِ الْمُمَائِلُ مَجَازًا، أَيْ: إِنَّهُمْ مُمَاثِلُونَ لَهُمْ فِي صِفَاتِ السُّوءِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا التَّبْذِيرُ، أَوِ الصَّدِيقُ وَالتَّابِعُ مَجَازًا أَيْضًا أَيْ: إِنَّهُمْ أَصْدِقَاؤُهُمْ وَأَتْبَاعُهُمْ فِيمَا ذُكِرَ مِنَ التَّبْذِيرِ وَالصَّرْفِ فِي الْمَعَاصِي فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَنْحَرُونَ الْإِبِلَ وَيَتَيَاسَرُونَ عَلَيْهَا وَيُبَذِّرُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي السُّمْعَةِ وَسَائِرِ مَا لَا خَيْرَ فِيهِ مِنَ الْمَنَاهِي وَالْمَلَاهِي، أَوِ الْقَرِينُ كَمَا سَبَقَ أَيْضًا أَيْ أَنَّهُمْ قُرَنَاؤُهُمْ فِي النَّارِ عَلَى سَبِيلِ الْوَعِيدِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=27وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا مِنْ تَتِمَّةِ التَّعْلِيلِ أَيْ مُبَالِغًا فِي كُفْرَانِ نِعَمِهِ تَعَالَى لِأَنَّ شَأْنَهُ صَرْفُ جَمِيعِ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْقُوَى وَالْقَدَرِ إِلَى غَيْرِ مَا خُلِقَتْ لَهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَعَاصِي وَالْإِفْسَادِ فِي الْأَرْضِ وَإِضْلَالِ النَّاسِ وَحَمْلِهِمْ عَلَى الْكُفْرِ بِاللَّهِ تَعَالَى وَكُفْرَانِ نِعَمَهِ الْفَائِضَةِ عَلَيْهِمْ وَصَرْفِهَا إِلَى غَيْرِ مَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ.
وَفِي تَخْصِيصِ هَذَا الْوَصْفِ بِالذِّكْرِ مِنْ بَيْنِ صِفَاتِهِ الْقَبِيحَةِ إِيذَانٌ بِأَنَّ التَّبْذِيرَ الَّذِي هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ صَرْفِ نِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى غَيْرِ مَصْرِفِهَا مِنْ بَابِ الْكُفْرَانِ الْمُقَابِلِ لِلشُّكْرِ الَّذِي هُوَ صَرْفُهَا إِلَى مَا خُلِقَتْ لَهُ، وَفِي التَّعَرُّضِ لِعُنْوَانِ الرُّبُوبِيَّةِ إِشْعَارٌ بِكَمَالِ عُتُوِّهُ كَمَا لَا يَخْفَى. وَيُشْعِرُ كَلَامُ بَعْضِهِمْ بِجَوَازِ حَمْلِ الْكُفْرِ هُنَا عَلَى مَا يُقَابِلُ الْإِيمَانَ وَلَيْسَ بِذَاكَ.