nindex.php?page=treesubj&link=19037_30530_30539_30549_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=34فأصابهم سيئات ما عملوا أي أجزية أعمالهم السيئة على طريقة إطلاق اسم السبب على المسبب إيذانا بفظاعته، وقيل: الكلام على حذف المضاف.
وتعقب بأنه يوهم أن لهم أعمالا غير سيئة والتزم ومثل ذلك بنحو صلة الأرحام، ولا يخفى أن المعنى ليس على التخصيص، والداعي إلى ارتكاب أحد الأمرين أن الكلام بظاهره يدل على أن ما أصابهم سيئة، وليس بها. وقد يستغنى عن ارتكاب ذلك لما ذكر بأن ما يدل عليه الظاهر من باب المشاكلة كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وجزاء سيئة سيئة مثلها [الشورى: 4] كما في الكشاف
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=34وحاق بهم أي أحاط بهم، وأصل معنى الحيق الإحاطة مطلقا ثم خص في الاستعمال بإحاطة الشر، فلا يقال: أحاطت به النعمة بل النقمة. وهذا أبلغ وأفظع من أصابهم
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=34ما كانوا به يستهزئون أي من العذاب كما قيل على أن ما موصولة عبارة عن العذاب، وليس في الكلام حذف ولا ارتكاب مجاز على
[ ص: 135 ] نحو ما مر آنفا، وقيل: ما مصدرية وضمير (به) للرسول عليه الصلاة والسلام وإن لم يذكر، والمراد أحاط بهم جزاء استهزائهم بالرسول صلى الله عليه وسلم أو موصولة عامة للرسول عليه الصلاة والسلام وغيره وضمير (به) عائد عليها والمعنى على الجزاء أيضا، ولا يخفى ما فيه، وأيا ما كان فـ (به) متعلق- بـ يستهزئون- قدم للفاصلة، هذا ثم إن قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=33هل ينظرون إلخ على ما في الكشف رجوع إلى عد ما هم فيه من العناد والاستشراء في الفساد وأنهم لا يقلعون عن ذلك كأسلافهم الغابرين إلى يوم التناد، وما وقع من أحوال أضدادهم في البين كان لزيادة التحسير والتبكيت والتخسير، وفيه دلالة على أن الحجة قد تمت وأنه صلى الله عليه وسلم أدى ما عليه من البلاغ المبين، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=34فأصابهم عطف على ( فعل الذين من قبلهم ) مترتب إذ المعنى كذلك التكذيب والشرك فعل أسلافهم وأصابهم ما أصابهم، وفيه تحذير مما فعله هؤلاء وتذكير لقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=26قد مكر الذين من قبلهم [النحل: 26] ولا يخفى حسن الترتب على ذلك لأن التكذيب والشرك تسببا لإصابة السيئات لمن قبلهم، وقوله سبحانه: ( ما ظلمهم الله ) اعتراض واقع حاق موقعه، وجعل ذلك راجعا إلى المفهوم من قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=33هل ينظرون أي كذلك كان من قبلهم مكذبين لزمتهم الحجة منتظرين فأصابهم ما كانوا منتظرين سديد حسن إلا أن معتمد الكلام الأول وهو أقرب مأخذا، ودلالة (فعل) عليه أظهر، فهذه فذلكة ضمنت محصل ما قابلوا به تلك النعم والبصائر وأدمج فيها تسليته صلى الله عليه وسلم والبشرى بقلب الدائرة على من تربص به وبأصحابه عليه الصلاة والسلام الدوائر وختمت بما يدل على أنهم انقطعوا فاحتجوا بآخر ما يحتج به المحجوج يتقلب عليه فلا يبصر إلا وهو مثلوج مشجوج وهو ما تضمنه
nindex.php?page=treesubj&link=19037_30530_30539_30549_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=34فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا أَيْ أَجِزْيَةُ أَعْمَالِهِمُ السَّيِّئَةِ عَلَى طَرِيقَةِ إِطْلَاقِ اسْمِ السَّبَبِ عَلَى الْمُسَبِّبِ إِيذَانًا بِفَظَاعَتِهِ، وَقِيلَ: الْكَلَامُ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ.
وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ يُوهِمُ أَنَّ لَهُمْ أَعْمَالًا غَيْرَ سَيِّئَةٍ وَالْتَزَمَ وَمِثْلُ ذَلِكَ بِنَحْوِ صِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ الْمَعْنَى لَيْسَ عَلَى التَّخْصِيصِ، وَالدَّاعِي إِلَى ارْتِكَابِ أَحَدِ الْأَمْرَيْنِ أَنَّ الْكَلَامَ بِظَاهِرِهِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَا أَصَابَهُمْ سَيِّئَةٌ، وَلَيْسَ بِهَا. وَقَدْ يُسْتَغْنَى عَنِ ارْتِكَابِ ذَلِكَ لِمَا ذُكِرَ بِأَنَّ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الظَّاهِرُ مِنْ بَابِ الْمُشَاكَلَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٍ مِثْلُهَا [الشُّورَى: 4] كَمَا فِي الْكَشَّافِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=34وَحَاقَ بِهِمْ أَيْ أَحَاطَ بِهِمْ، وَأَصْلُ مَعْنَى الْحَيْقِ الْإِحَاطَةُ مُطْلَقًا ثُمَّ خُصَّ فِي الِاسْتِعْمَالِ بِإِحَاطَةِ الشَّرِّ، فَلَا يُقَالُ: أَحَاطَتْ بِهِ النِّعْمَةُ بَلِ النِّقْمَةُ. وَهَذَا أَبْلَغُ وَأَفْظَعُ مِنْ أَصَابَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=34مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ أَيْ مِنَ الْعَذَابِ كَمَا قِيلَ عَلَى أَنَّ مَا مَوْصُولَةٌ عِبَارَةٌ عَنِ الْعَذَابِ، وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ وَلَا ارْتِكَابُ مَجَازٍ عَلَى
[ ص: 135 ] نَحْوَ مَا مَرَّ آنِفًا، وَقِيلَ: مَا مَصْدَرِيَّةٌ وَضَمِيرُ (بِهِ) لِلرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَإِنْ لَمْ يُذْكَرْ، وَالْمُرَادُ أَحَاطَ بِهِمْ جَزَاءَ اسْتِهْزَائِهِمْ بِالرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مَوْصُولَةٌ عَامَّةٌ لِلرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَغَيْرِهِ وَضَمِيرُ (بِهِ) عَائِدٌ عَلَيْهَا وَالْمَعْنَى عَلَى الْجَزَاءِ أَيْضًا، وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ، وَأَيًّا مَا كَانَ فَـ (بِهِ) مُتَعَلِّقٌ- بِـ يَسْتَهْزِئُونَ- قُدِّمَ لِلْفَاصِلَةِ، هَذَا ثُمَّ إِنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=33هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَخْ عَلَى مَا فِي الْكَشْفِ رُجُوعٌ إِلَى عَدِّ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعِنَادِ وَالِاسْتِشْرَاءِ فِي الْفَسَادِ وَأَنَّهُمْ لَا يُقْلِعُونَ عَنْ ذَلِكَ كَأَسْلَافِهِمُ الْغَابِرِينَ إِلَى يَوْمِ التَّنَادِ، وَمَا وَقَعَ مِنْ أَحْوَالِ أَضْدَادِهِمْ فِي الْبَيْنِ كَانَ لِزِيَادَةِ التَّحْسِيرِ وَالتَّبْكِيتِ وَالتَّخْسِيرِ، وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الْحُجَّةَ قَدْ تَمَّتْ وَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدَّى مَا عَلَيْهِ مِنَ الْبَلَاغِ الْمُبِينِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=34فَأَصَابَهُمْ عَطْفٌ عَلَى ( فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) مُتَرَتِّبٌ إِذِ الْمَعْنَى كَذَلِكَ التَّكْذِيبِ وَالشِّرْكِ فَعَلَ أَسْلَافُهُمْ وَأَصَابَهُمْ مَا أَصَابَهُمْ، وَفِيهِ تَحْذِيرٌ مِمَّا فَعَلَهُ هَؤُلَاءِ وَتَذْكِيرٌ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=26قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [النَّحْلِ: 26] وَلَا يَخْفَى حُسْنُ التَّرَتُّبِ عَلَى ذَلِكَ لِأَنَّ التَّكْذِيبَ وَالشِّرْكَ تَسَبَّبَا لِإِصَابَةِ السَّيِّئَاتِ لِمَنْ قَبْلَهُمْ، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: ( مَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ ) اعْتِرَاضٌ وَاقِعٌ حَاقَ مَوْقِعَهُ، وَجَعَلَ ذَلِكَ رَاجِعًا إِلَى الْمَفْهُومِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=33هَلْ يَنْظُرُونَ أَيْ كَذَلِكَ كَانَ مَنْ قَبْلَهُمْ مُكَذِّبِينَ لَزِمَتْهُمُ الْحُجَّةُ مُنْتَظِرِينَ فَأَصَابَهُمْ مَا كَانُوا مُنْتَظَرِينَ سَدِيدٌ حَسَنٌ إِلَّا أَنَّ مُعْتَمَدَ الْكَلَامِ الْأَوَّلُ وَهُوَ أَقْرَبُ مَأْخَذًا، وَدَلَالَةُ (فَعَلَ) عَلَيْهِ أَظْهَرُ، فَهَذِهِ فَذْلَكَةٌ ضُمِّنَتْ مُحَصِّلَ مَا قَابَلُوا بِهِ تِلْكَ النِّعَمَ وَالْبَصَائِرَ وَأَدْمَجَ فِيهَا تَسْلِيَتَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْبُشْرَى بِقَلْبِ الدَّائِرَةِ عَلَى مَنْ تَرَبَّصَ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الدَّوَائِرَ وَخُتِمَتْ بِمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمُ انْقَطَعُوا فَاحْتَجُّوا بِآخِرِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ الْمَحْجُوجُ يَتَقَلَّبُ عَلَيْهِ فَلَا يُبْصَرُ إِلَّا وَهُوَ مَثْلُوجٌ مَشْجُوجٌ وَهُوَ مَا تَضَمَّنَهُ