nindex.php?page=treesubj&link=30351_30525_30530_30539_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25ليحملوا متعلق- بقالوا- كما هو الظاهر أي قالوا ذلك لأن يحملوا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25أوزارهم أي آثامهم الخاصة بهم وهي آثام ضلالهم، وهو جمع وزر ويقال للثقل تشبيها بوزر الجبل، ويعبر بكل منهما عن الإثم كما في هذه الآية، وقوله تعالى: ليحملوا أثقالهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25كاملة لم ينقص منها شيء ولم يكفر بنحو نكبة تصيبهم في الدنيا أو طاعة مقبولة فيها كما تكفر بذلك أوزار المؤمنين، وقال الإمام: معنى ذلك أنه لا يخفف من عذابهم شيء بل يوصل إليهم بكليته، وفيه دليل على أنه تعالى قد يسقط بعض العقاب عن المؤمنين إذ لو كان هذا المعنى حاصلا للكل لم يكن لتخصيص هؤلاء الكفار به فائدة، وحمل الأوزار مجاز عن العقاب عليها. وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن زيد بن أسلم أنه بلغه أن الكافر يتمثل عمله في صورة أقبح ما خلق الله تعالى وجها وأنتنه ريحا فيجلس إلى جنبه كلما أفزعه شيء زاده وكلما يخاف شيئا زاده خوفا فيقول: بئس الصاحب أنت ومن أنت؟ فيقول: وما تعرفني؟ فيقول: لا. فيقول: أنا عملك كان قبيحا فلذلك تراني قبيحا وكان منتنا فلذلك تراني منتنا طاطئ إلي أركبك فطالما ركبتني في الدنيا فيركبه وهو قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25ليحملوا أوزارهم كاملة) (يوم القيامة ظرف ليحملوا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25ومن أوزار الذين يضلونهم أي وبعض أوزار من ضل
[ ص: 124 ] بإضلالهم على معنى ومثل بعض أوزارهم- فمن- تبعيضية لأن مقابلته لقوله تعالى: ( كاملة ) يعين ذلك.
والمراد بهذا البعض حصة التسبب فالمضل والضال شريكان هذا يضله وهذا يطاوعه فيتحاملان الوزر وللضال أوزار غير ذلك وليست تلك محمولة، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش : إن ( من ) زائدة أي وأوزار الذين يضلونهم على معنى أنهم يعاقبون عقابا يكون مساويا لعقاب كل من اقتدى بهم، وإلى الزيادة ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء واعترض على التبعيض بأنه يقتضي أن المضل غير حامل كل أوزار الضال وهو مخالف للمأثور: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=668768من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص ذلك من أوزارهم شيئا »
وفيه أن المأثور يدل على التبعيض لا أن بينهما مخالفة كما لا يخفى، ولتوهم هذه المخالفة قال
nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي : إن من للجنس أي ليحملوا من جنس أوزار الاتباع، وتعقبه
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان بأن من التي لبيان الجنس لا تقدر بما ذكر وإنما تقدر بقولنا الأوزار التي هي أوزار الذين يضلونهم فيؤول من حيث المعنى إلى قول
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش وإن اختلفا في التقدير، ولام
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25ليحملوا للعاقبة لأن الحمل مترتب على فعلهم وليس باعثا ولا غرضا لهم، وعن ابن عطية أنها تحتمل أن تكون لام التعليل ومتعلقة بفعل مقدر لا بقالوا أي قدر صدور ذلك ليحملوا، ويجيء حديث تعليل أفعال الله تعالى بالأغراض وأنت تدري أن فيه خلافا.
وجوز في البحر كونها لام الأمر الجازمة على معنى أن ذلك الحمل متحتم عليهم فيتم الكلام عند قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=24أساطير الأولين والظاهر العاقبة، وصيغة الاستقبال في
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25يضلونهم للدلالة على استمرار الإضلال أو باعتبار حال قولهم لا حال الحمل.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25بغير علم حال من المفعول كأنه قيل: يضلون من لا يعلم أنهم ضلال على الباطل، وفيه تنبيه على أن كيدهم لا يروج على ذي لب وإنما يقلدهم الجهلة الأغبياء وفيه زيادة تعيير لهم وذم إذ كان عليهم إرشاد الجاهلين لا إضلالهم، وقيل: إنه حال من الفاعل أي يضلون غير عالمين بأن ما يدعون إليه طريق الضلال، وقيل: المعنى حينئذ يضلون جهلا منهم بما يستحقونه من العذاب الشديد على ذلك الإضلال، ونقل القول بالحالية عن الفاعل بنحو هذا المعنى عن الواحدي، وزعم بعضهم أنه الوجه لا الحالية من المفعول، وأيد بأن التذييل بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25ألا ساء ما يزرون وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=26من حيث لا يشعرون يقويه، وليس بذاك، وما ذكر ظن من هذا المؤيد أنه إذا جعل حالا من المفعول لم يكن له تعلق بما سيق له الكلام من حال المضلين وقد هديت إلى وجهه.
ورجحه
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان بأن المحدث عنه هو المسند إليه الإضلال على جهة الفاعلية فاعتباره ذا الحال أولى، ويرد عليه مع ما يعلم مما ذكر أن القرب يعارضه فلا يصلح مرجحا، وقيل: هو حال من ضمير الفاعل في ( قالوا ) على معنى قالوا ذلك غير عالمين بأنهم يحملون يوم القيامة أوزار الضلال والإضلال وأيد بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=26وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون
من حيث إن حمل ما ذكر من أوزار الضلال والإضلال من قبيل إتيان العذاب من حيث لا يشعرون، ويرده أن الحمل المذكور كما هو صريح الآية إنما هو يوم القيامة والعذاب المذكور إنما هو العذاب الدنيوي كما ستسمعه إن شاء الله تعالى وجوز أن يكون حالا من الفاعل والمفعول كما قال ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=27فأتت به قومها تحمله [مريم: 27] وهو خلاف الظاهر، واستدل بالآية على أن
nindex.php?page=treesubj&link=22296المقلد يجب عليه أن يبحث ويميز بين المحق والمبطل ولا يعذر بالجهل، وهو ظاهر على ما قدمناه من الوجه الأوجه
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25ألا ساء ما يزرون أي بئس شيئا يزرونه ويرتكبونه من الإثم فعلهم المذكور.
nindex.php?page=treesubj&link=30351_30525_30530_30539_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25لِيَحْمِلُوا مُتَعَلِّقٌ- بِقَالُوا- كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ أَيْ قَالُوا ذَلِكَ لِأَنْ يَحْمِلُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25أَوْزَارَهُمْ أَيْ آثَامَهُمُ الْخَاصَّةَ بِهِمْ وَهِيَ آثَامُ ضَلَالِهِمْ، وَهُوَ جَمْعُ وِزْرٍ وَيُقَالُ لِلثِّقْلِ تَشْبِيهًا بِوِزْرِ الْجَبَلِ، وَيُعَبَّرُ بِكُلٍّ مِنْهُمَا عَنِ الْإِثْمِ كَمَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لِيَحْمِلُوا أَثْقَالَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25كَامِلَةً لَمْ يَنْقُصْ مِنْهَا شَيْءٌ وَلَمْ يَكْفُرْ بِنَحْوِ نَكْبَةٍ تُصِيبُهُمْ فِي الدُّنْيَا أَوْ طَاعَةٍ مَقْبُولَةٍ فِيهَا كَمَا تُكَفَّرُ بِذَلِكَ أَوْزَارُ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَالَ الْإِمَامُ: مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يُخَفَّفُ مِنْ عَذَابِهِمْ شَيْءٌ بَلْ يُوصَلُ إِلَيْهِمْ بِكُلِّيَّتِهِ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى قَدْ يُسْقِطُ بَعْضَ الْعِقَابِ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ لَوْ كَانَ هَذَا الْمَعْنَى حَاصِلًا لِلْكُلِّ لَمْ يَكُنْ لِتَخْصِيصِ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ بِهِ فَائِدَةٌ، وَحَمْلُ الْأَوْزَارِ مَجَازٌ عَنِ الْعِقَابِ عَلَيْهَا. وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّهُ بَلَّغَهُ أَنَّ الْكَافِرَ يَتَمَثَّلُ عَمَلُهُ فِي صُورَةِ أَقْبَحِ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهًا وَأَنْتَنَهُ رِيحًا فَيَجْلِسُ إِلَى جَنْبِهِ كُلَّمَا أَفْزَعَهُ شَيْءٌ زَادَهُ وَكُلَّمَا يَخَافُ شَيْئًا زَادَهُ خَوْفًا فَيَقُولُ: بِئْسَ الصَّاحِبُ أَنْتَ وَمَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: وَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: لَا. فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ كَانَ قَبِيحًا فَلِذَلِكَ تَرَانِي قَبِيحًا وَكَانَ مُنْتِنًا فَلِذَلِكَ تَرَانِي مُنْتِنًا طَاطِئْ إِلَيَّ أَرْكَبْكَ فَطَالَمَا رَكِبْتَنِي فِي الدُّنْيَا فَيَرْكَبُهُ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً) (يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَرْفٌ لِيَحْمِلُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ أَيْ وَبَعْضِ أَوْزَارِ مَنْ ضَلَّ
[ ص: 124 ] بِإِضْلَالِهِمْ عَلَى مَعْنَى وَمِثْلَ بَعْضِ أَوْزَارِهِمْ- فَمِنْ- تَبْعِيضِيَّةٌ لِأَنَّ مُقَابَلَتَهُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ( كَامِلَةً ) يُعَيِّنُ ذَلِكَ.
وَالْمُرَادُ بِهَذَا الْبَعْضِ حِصَّةُ التَّسَبُّبِ فَالْمُضِلُّ وَالضَّالُّ شَرِيكَانِ هَذَا يُضِلُّهُ وَهَذَا يُطَاوِعُهُ فَيَتَحَامَلَانِ الْوِزْرَ وَلِلضَّالِّ أَوْزَارٌ غَيْرُ ذَلِكَ وَلَيْسَتْ تِلْكَ مَحْمُولَةً، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشُ : إِنَّ ( مِنْ ) زَائِدَةٌ أَيْ وَأَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُمْ يُعَاقَبُونَ عِقَابًا يَكُونُ مُسَاوِيًا لِعِقَابِ كُلِّ مَنِ اقْتَدَى بِهِمْ، وَإِلَى الزِّيَادَةِ ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ وَاعْتَرَضَ عَلَى التَّبْعِيضِ بِأَنَّهُ يَقْتَضِي أَنَّ الْمُضِلَّ غَيْرُ حَامِلٍ كُلَّ أَوْزَارِ الضَّالِّ وَهُوَ مُخَالِفٌ لِلْمَأْثُورِ: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=668768مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا »
وَفِيهِ أَنَّ الْمَأْثُورَ يَدُلُّ عَلَى التَّبْعِيضِ لَا أَنَّ بَيْنَهُمَا مُخَالَفَةً كَمَا لَا يَخْفَى، وَلِتَوَهُّمِ هَذِهِ الْمُخَالَفَةِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15466الْوَاحِدِيُّ : إِنَّ مِنْ لِلْجِنْسِ أَيْ لِيَحْمِلُوا مِنْ جِنْسِ أَوْزَارِ الِاتِّبَاعِ، وَتَعَقَّبَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ بِأَنَّ مِنَ الَّتِي لِبَيَانِ الْجِنْسِ لَا تُقَدَّرُ بِمَا ذُكِرَ وَإِنَّمَا تُقَدَّرُ بِقَوْلِنَا الْأَوْزَارُ الَّتِي هِيَ أَوْزَارُ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ فَيُؤَوَّلُ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى إِلَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشِ وَإِنِ اخْتَلَفَا فِي التَّقْدِيرِ، وَلَامُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25لِيَحْمِلُوا لِلْعَاقِبَةِ لِأَنَّ الْحَمْلَ مُتَرَتِّبٌ عَلَى فِعْلِهِمْ وَلَيْسَ بَاعِثًا وَلَا غَرَضًا لَهُمْ، وَعَنِ ابْنِ عَطِيَّةَ أَنَّهَا تَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ لَامَ التَّعْلِيلِ وَمُتَعَلِّقَةٌ بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ لَا بِقَالُوا أَيْ قَدَّرَ صُدُورَ ذَلِكَ لِيَحْمِلُوا، وَيَجِيءُ حَدِيثُ تَعْلِيلِ أَفْعَالِ اللَّهِ تَعَالَى بِالْأَغْرَاضِ وَأَنْتِ تَدْرِي أَنَّ فِيهِ خِلَافًا.
وَجُوِّزَ فِي الْبَحْرِ كَوْنُهَا لَامَ الْأَمْرِ الْجَازِمَةَ عَلَى مَعْنَى أَنَّ ذَلِكَ الْحَمْلَ مُتَحَتِّمٌ عَلَيْهِمْ فَيَتِمُّ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=24أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ وَالظَّاهِرُ الْعَاقِبَةُ، وَصِيغَةُ الِاسْتِقْبَالِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25يُضِلُّونَهُمْ لِلدَّلَالَةِ عَلَى اسْتِمْرَارِ الْإِضْلَالِ أَوْ بِاعْتِبَارِ حَالِ قَوْلِهِمْ لَا حَالِ الْحَمْلِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25بِغَيْرِ عِلْمٍ حَالٌ مِنَ الْمَفْعُولِ كَأَنَّهُ قِيلَ: يُضِلُّونَ مَنْ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُمْ ضُلَّالٌ عَلَى الْبَاطِلِ، وَفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ كَيْدَهُمْ لَا يَرُوجُ عَلَى ذِي لُبٍّ وَإِنَّمَا يُقَلِّدُهُمُ الْجَهَلَةُ الْأَغْبِيَاءُ وَفِيهِ زِيَادَةُ تَعْيِيرٍ لَهُمْ وَذَمٌّ إِذْ كَانَ عَلَيْهِمْ إِرْشَادُ الْجَاهِلِينَ لَا إِضْلَالُهُمْ، وَقِيلَ: إِنَّهُ حَالٌ مِنَ الْفَاعِلِ أَيْ يُضِلُّونَ غَيْرَ عَالِمِينَ بِأَنَّ مَا يَدْعُونَ إِلَيْهِ طَرِيقُ الضَّلَالِ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى حِينَئِذٍ يُضِلُّونَ جَهْلًا مِنْهُمْ بِمَا يَسْتَحِقُّونَهُ مِنَ الْعَذَابِ الشَّدِيدِ عَلَى ذَلِكَ الْإِضْلَالِ، وَنُقِلَ الْقَوْلُ بِالْحَالِيَّةِ عَنِ الْفَاعِلِ بِنَحْوِ هَذَا الْمَعْنَى عَنِ الْوَاحِدِيِّ، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ الْوَجْهُ لَا الْحَالِيَّةُ مِنَ الْمَفْعُولِ، وَأُيِّدَ بِأَنَّ التَّذْيِيلَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=26مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ يُقَوِّيهِ، وَلَيْسَ بِذَاكَ، وَمَا ذُكِرَ ظُنَّ مِنْ هَذَا الْمُؤَيِّدِ أَنَّهُ إِذَا جُعِلَ حَالًا مِنَ الْمَفْعُولِ لَمْ يَكُنْ لَهُ تَعَلُّقٌ بِمَا سِيقَ لَهُ الْكَلَامُ مِنْ حَالِ الْمُضِلِّينَ وَقَدْ هُدِيتَ إِلَى وَجْهِهِ.
وَرَجَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ بِأَنَّ الْمُحَدَّثَ عَنْهُ هُوَ الْمُسْنَدُ إِلَيْهِ الْإِضْلَالُ عَلَى جِهَةِ الْفَاعِلِيَّةِ فَاعْتِبَارُهُ ذَا الْحَالِ أَوْلَى، وَيَرُدُّ عَلَيْهِ مَعَ مَا يَعْلَمُ مِمَّا ذُكِرَ أَنَّ الْقُرْبَ يُعَارِضُهُ فَلَا يَصْلُحُ مُرَجِّحًا، وَقِيلَ: هُوَ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ فِي ( قَالُوا ) عَلَى مَعْنَى قَالُوا ذَلِكَ غَيْرَ عَالِمَيْنِ بِأَنَّهُمْ يَحْمِلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْزَارَ الضَّلَالِ وَالْإِضْلَالِ وَأُيِّدَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=26وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ
مِنْ حَيْثُ إِنَّ حَمْلَ مَا ذُكِرَ مِنْ أَوْزَارِ الضَّلَالِ وَالْإِضْلَالِ مِنْ قَبِيلِ إِتْيَانِ الْعَذَابِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ، وَيَرُدُّهُ أَنَّ الْحَمْلَ الْمَذْكُورَ كَمَا هُوَ صَرِيحُ الْآيَةِ إِنَّمَا هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالْعَذَابُ الْمَذْكُورُ إِنَّمَا هُوَ الْعَذَابُ الدُّنْيَوِيُّ كَمَا سَتَسْمَعُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ كَمَا قَالَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّيٍّ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=27فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ [مَرْيَمَ: 27] وَهُوَ خِلَافُ الظَّاهِرِ، وَاسْتُدِلَّ بِالْآيَةِ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=22296الْمُقَلِّدَ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَبْحَثَ وَيُمَيِّزَ بَيْنَ الْمُحِقِّ وَالْمُبْطِلِ وَلَا يُعْذُرَ بِالْجَهْلِ، وَهُوَ ظَاهِرٌ عَلَى مَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ الْوَجْهِ الْأَوْجَهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ أَيْ بِئْسَ شَيْئًا يَزِرُونَهُ وَيَرْتَكِبُونَهُ مِنَ الْإِثْمِ فِعْلُهُمُ الْمَذْكُورُ.