والرب في الأصل مصدر بمعنى التربية وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا ، ثم سمي به المالك ; لأنه يحفظ ما يملكه ويربيه ولا يطلق على غيره تعالى إلا مقيدا قال القرطبي في تفسير سورة الفاتحة لأنها للعهد وإن حذفت صار مشتركا بين الله تعالى وبين عباده انتهى والضمير في ربه [ ص: 13 ] عائد إلى اللام الداخلة على المضطر لأنها موصول . وعبر عن المسكنة اللازمة للاضطرار بقوله : المنكسر خاطره ، والخاطر ما يخطر بالقلب من تدبير أوامر ونحوه وقد يطلق على محل ذلك الذي هو القلب وهو المراد هنا وعلل انكسار خاطره بقلة العمل والتقوى تواضعا منه رحمه الله تعالى أو لأنه لشدة مراقبته لنفسه ومحاسبته لها لم يرض عنها ووصفها بما قال كما هو حال العارفين جعلنا الله منهم . متى دخلت اللام والألف على رب اختص بالله تعالى
والتقوى من الوقاية بمعنى الصيانة وهي في عرف الشرع اسم لما يقي به الإنسان نفسه مما يضره في الآخرة وهي ثلاثة مراتب الأولى التوقي عن العذاب المخلد بالتبري عن الشرك والثانية تجنب ما يقتضي الإثم من فعل أو ترك والثالثة تجنب ما يشغل السر عن الحق تعالى .