( قال : ) ولا بلغنا ذلك عن رضاع بعد الفصال علي رضي الله عنهما ، وهكذا رواه وابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { جابر } والكلام هنا في فصول أحدها أن الحرمة لا تثبت بإرضاع الكبير عندنا ، وعلى قول بعض الناس تثبت الحرمة لحديث { لا رضاع بعد الفصال ، ولا يتم بعد الحلم ، ولا صمات يوم إلى الليل ، ولا وصال في صيام ، ولا طلاق قبل النكاح ، ولا عتق قبل الملك ، ولا وفاء في نذر في معصية ، ولا يمين في قطيعة رحم ، ولا تغرب بعد الهجرة ، ولا هجرة بعد الفتح سهلة امرأة أبي حذيفة رضي الله عنهما ، فإنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما انتسخ حكم التبني بقوله تعالى : { ادعوهم لآبائهم } فقالت : يا رسول الله إن أبا حذيفة تبنى سالما فكنا نعده ولدا له ، وإن لنا بيتا واحدا فماذا ترى في شأنه } وفي رواية { أبي حذيفة رضي الله عنه ، فقال صلى الله عليه وسلم : أرضعي سالما خمسا تحرمين بها عليه } وبهذا الحديث أخذت وإنه يدخل علي وأنا أرى الكراهة في وجه رضي الله عنها حتى كان إذا أراد أن يدخل عليها أحد من الرجال أمرت أختها عائشة أم كلثوم رضي الله عنها أو بعض بنات أختها أن ترضعه خمسا ، ثم كان يدخل عليها إلا أن غيرها من نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كن يأبين ذلك ويقلن لا نرى هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا رخصة لسهلة خاصة ، ثم هذا الحكم انتسخ بقوله صلى الله عليه وسلم : { } وذلك في الكبير لا يحصل ، وقال صلى الله عليه وسلم : { الرضاع ما أنبت اللحم وأنشز العظم } يعني ما يرد الجوع ، وذلك بإرضاع الكبير لا يحصل ، وفي حديث الرضاعة من المجاعة رضي الله عنه قال : { أبي هريرة } والصحابة رضي الله عنهم [ ص: 136 ] اتفقوا على هذا ، فقد ذكر في الكتاب عن الرضاع ما فتق الأمعاء وكان قبل الطعام علي رضي الله عنهم قالا : لا رضاع بعد الفصال ، وروي أن أعرابيا ولدت امرأته ومات الولد فانتفخ ثديها من اللبن فجعل يمصه ويمج ، فدخل بعض اللبن في حلقه فجاء إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وسأله عن ذلك ، فقال : حرمت عليك ، فجاء إلى وابن مسعود رضي الله عنه وسأله عن ذلك فقال : هي حلال لك ، فأخبره بفتوى ابن مسعود فقام معه إلى أبي موسى ثم أخذ بأذنه وهو يقول : أرضيع فيكم هذا للحياني ، فقال أبي موسى رضي الله عنه لا تسألوني عن شيء مادام هذا الحبر بين أظهركم وجاء رجل إلى أبو موسى رضي الله عنه فقال : إن لي جارية فأرضعتها امرأتي فدخلت البيت فقالت : خذها دونك فقد والله أرضعتها ، فقال عمر رضي الله تعالى عنه عزمت عليك أن تأتي امرأتك فتضربها ثم تأتي جاريتك فتطأها ، وروي نحو هذا عن عمر رضي الله عنهما فثبت بهذه الآثار انتساخ حكم إرضاع الكبير ابن عمر