قال ( ومن أعاد الوضوء ) ; لأن البول سال منه ، وهو ناقض للوضوء ، وإنما قال رآه سائلا ; لأن مجرد البلة محتملة أن تكون من ماء الطهارة فإن علم أنه بول ظهر عليه فعليه الوضوء ، وإن لم يكن سائلا ، وإن كان الشيطان يريه ذلك كثيرا ، ولا يعلم أنه بول ، أو ماء مضى على صلاته ; لأنه من جملة الوساوس فلا يلتفت إليها لقوله صلى الله عليه وسلم { توضأ ، ثم رأى البلل سائلا عن ذكره } ، وفي الحديث { إن الشيطان يأتي أحدكم فينفخ بين أليتيه ، ويقول أحدثت أحدثت فلا ينصرف حتى يسمع صوتا ، أو يجد ريحا } فلا يلتفت إلى ذلك ، وينبغي أن ينضح فرجه ، وإزاره بالماء إذا توضأ قطعا لهذه الوسوسة حتى إذا أحس بشيء من ذلك أحاله على ذلك الماء ، وقد روى أن شيطانا يقال له الولهان لا شغل له إلا الوسوسة في الوضوء رضي الله تعالى عنه { أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينضح إزاره بالماء إذا توضأ } ، وفي بعض الروايات قال { نزل علي جبريل عليه السلام ، وأمرني بذلك } . .