487 - مسألة :
والأفضل أن وإن كان أنقص فضلا . [ ص: 122 ] يؤم الجماعة في الصلاة أقرؤهم للقرآن
فإن استووا في القراءة فأفقههم .
فإن استووا في الفقه والقراءة فأقدمهم صلاحا فإن حضر السلطان الواجبة طاعته أو أميره على الصلاة فهو أحق بالصلاة على كل حال
فإن كانوا في منزل إنسان فصاحب المنزل أحق بالإمامة على كل حال إلا من السلطان .
وإن استووا في كل ما ذكرنا فأسنهم ؟ فإن أم أحد بخلاف ما ذكرنا أجزأ ذلك ، إلا من تقدم بغير أمر السلطان على السلطان ، أو بغير أمر صاحب المنزل على صاحب المنزل ، فلا يجزئ هذين ولا تجزئهم ؟ وقد ذكرنا حديث مالك بن الحويرث : { } وكانا في القراءة والفقه والهجرة سواء ؟ حدثنا وليؤمكما أكبركما عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج محمد بن بشار ثنا - ثنا يحيى بن سعيد هو القطان عن شعبة عن قتادة عن أبي نضرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أبي سعيد الخدري } . إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم ، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم
ورويناه - أيضا من طريق عن عبد الله بن المبارك عن الجريري عن أبي نضرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي سعيد الخدري
وبه إلى مسلم : ثنا ، أبو سعيد الأشج . قال ومحمد بن المثنى الأشج : عن عن أبي خالد الأحمر . وقال الأعمش ابن المثنى : ثنا عن محمد بن جعفر . ثم اتفق شعبة شعبة عن والأعمش إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود ؟ [ ص: 123 ] قال : سمعت شعبة أوس بن ضمعج يقول : سمعت - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أبا مسعود هو البدري } . يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما ، ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه
قال : وقد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة الباقية أبدا كما حدثنا علي عبد الرحمن بن عبد الله الهمداني ثنا إبراهيم بن أحمد ثنا الفربري ثنا ثنا البخاري آدم ثنا عن شعبة عبد الله بن أبي السفر عن وإسماعيل بن أبي خالد الشعبي عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { عبد الله بن عمرو } قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه : وقال علي : يؤم الأفضل وإن كان أقل قراءة - وهذا خطأ ، لأنه خلاف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم - : حدثنا مالك حمام ثنا ثنا ابن مفرج ثنا ابن الأعرابي الدبري عن عن عبد الرزاق أنا ابن جريج أنه سمع نافع يقول " كان ابن عمر سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنصار في مسجد قباء ، فيهم : ، أبو بكر ، وعمر وأبو سلمة ، وزيد بن حارثة " . قال وعامر بن ربيعة : وحدثناه علي عبد الرحمن بن عبد الله ثنا إبراهيم بن أحمد ثنا الفربري ثنا ثنا البخاري ثنا إبراهيم بن المنذر أنس بن عياض عن عن عبيد الله بن عمر عن نافع قال " لما قدم ابن عمر المهاجرون الأولون العصبة موضعا بقباء قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 124 ] كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا " . قال : فهذا فعل الصحابة رضي الله عنهم بعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مخالف لهم من الصحابة في ذلك . علي
فإن قيل : إن قدم عمر ؟ قلنا : نعم ، وصار صهيبا أميرا مستخلفا من قبل الإمام ، فهو أحق الناس يومئذ لأنه سلطان ؟ قال صهيب : وروينا عن علي أبي سلمة بن عبد الرحمن فقال وسعيد بن جبير : قال النبي صلى الله عليه وسلم : { أبو سلمة } . إذا كانوا ثلاثة في سفر فليؤمهم أقرؤهم ، وإن كان أصغرهم سنا ، فإذا أمهم فهو أميرهم
وقال : فذاك أمير أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما أجزنا إمامة من أم بخلاف ذلك - : لما حدثناه أبو سلمة عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن معاوية ثنا أحمد بن شعيب أنا ثنا محمد بن المثنى بكر بن عيسى قال سمعت يذكر عن شعبة نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن عن مسروق أم المؤمنين { عائشة صلى للناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف أبا بكر الصديق } . أن
وبه إلى أحمد بن شعيب - : أنا ثنا علي بن حجر - ثنا إسماعيل هو ابن علية حميد عن قال { أنس أبي بكر } . آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع القوم : صلى في ثوب واحد متوشحا به خلف
حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج محمد بن رافع وحسن بن علي الحلواني جميعا عن أنا عبد الرزاق حدثني ابن جريج ابن شهاب عن حديث عباد بن زياد أن عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره أن أخبره - فذكر حديثا وفيه [ ص: 125 ] قال { المغيرة بن شعبة فصلى لهم ، فأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى الركعتين ، فصلى عليه السلام مع الناس الركعة الآخرة ، فلما سلم عبد الرحمن بن عوف قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته فأفزع ذلك المسلمين ، فأكثروا التسبيح ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل عليهم فقال : أحسنتم ، أو قد أصبتم ، يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها عبد الرحمن بن عوف } . فأقبلت معه - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - حتى نجد الناس قد قدموا
وبهذا الإسناد إلى ابن شهاب - : عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن حمزة بن المغيرة بن شعبة نحو هذا الحديث ، وفيه قال المغيرة : { فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه عبد الرحمن بن عوف } . أردت تأخير
قال : فبهذين الخبرين علمنا أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم { علي } : ندب لا فرض ; لأنه عليه السلام أقرأ من يؤم القوم أقرؤهم ، فإن استووا فأفقههم ، فإن استووا فأقدمهم هجرة ، فإن استووا ، فأقدمهم سنا ، أبي بكر ، وأفقه منهما ، وأقدم هجرة ، إلى الله تعالى منهما وأسن منهما ؟ وبهذين الأثرين جازت الصلاة خلف كل مسلم ، وإن كان في غاية النقصان ، لأنه لا مسلم إلا ونسبته في الفضل والدين إلى أفضل المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم - : أقرب من نسبة وعبد الرحمن أبي بكر - وهما من أفضل المسلمين رضي الله عنهما - [ ص: 126 ] في الفضل والدين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج هذا بدليله ؟ ولم نجد في التقدم على السلطان وعلى صاحب المنزل أثرا يخرجهما عن الوجوب إلى الندب ، فبقي على الوجوب . وعبد الرحمن بن عوف
بل وجدنا ما يشد وجوب ذلك - : كما حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن إسحاق بن السليم ثنا ثنا ابن الأعرابي أبو داود ثنا ثنا عبد الله بن محمد النفيلي محمد بن سلمة عن حدثني محمد بن إسحاق الزهري حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة قال : { إلى الصلاة ، فقال : مروا من يصلي بالناس فخرج بلال عبد الله بن زمعة فإذا في الناس ، وكان عمر غائبا ، فقال : قم يا أبو بكر فصل بالناس ، فتقدم وكبر ، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته - وكان عمر رجلا مجهرا - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين عمر ؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ، فبعث إلى أبو بكر فجاء بعد أن صلى أبي بكر تلك الصلاة فصلى بالناس عمر } . لما استعز برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه
حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا عبد الله بن محمد بن عثمان ثنا ثنا أحمد بن خالد ثنا علي بن عبد العزيز الحجاج بن المنهال ثنا ثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة أبي سعيد مولى أبي أسيد قال : تزوجت امرأة فكان عندي ليلة زفاف امرأتي نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما حضرت الصلاة أراد أن يتقدم فيصلي ، فجذبه أبو ذر وقال : رب البيت أحق بالصلاة ، فقال حذيفة : أكذلك ؟ قال : نعم قال لابن مسعود أبو سعيد : فتقدمت فصليت بهم وأنا يومئذ عبد ؟ وعن عن ابن جريج - في القوم يتنازلون فيهم القرشي والعربي والمولى والأعرابي والعبد ، لكل امرئ منهم فسطاط ، فانطلق أحدهم إلى فسطاط أحدهم فحانت الصلاة ، قال - : صاحب الرحل يؤمهم هو ، حقه يعطيه من يشاء . عطاء