[ ص: 148 ] باب صلاة الاستسقاء ، ثابتة بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه ، رضي الله عنهم . ( 1474 ) مسألة ; قال صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة ، رحمه الله : ( وإذا أجدبت الأرض ، واحتبس القطر ، خرجوا مع الإمام ، فكانوا في خروجهم ، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم { أبو القاسم ، متذللا ، متضرعا إذا خرج إلى الاستسقاء ، خرج متواضعا ، متبذلا ، متخشعا } ) . ، أنه كان
وجملة ذلك أن السنة الخروج لصلاة الاستسقاء على هذه الصفة المذكورة ، متواضعا لله تعالى ، متبذلا ، أي في ثياب البذلة ، أي لا يلبس ثياب الزينة ، ولا يتطيب ، لأنه من كمال الزينة ، وهذا يوم تواضع واستكانة ، ويكون متخشعا في مشيه وجلوسه ، في خضوع ، متضرعا لله تعالى ، متذللا له ، راغبا إليه . قال { ابن عباس } . قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم للاستسقاء متبذلا ، متواضعا ، متخشعا ، متضرعا ، حتى أتى المصلى ، فلم يخطب كخطبتكم هذه ، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير ، وصلى ركعتين كما كان يصلي في العيد الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .
وما يقطع الرائحة ، ويستحب التنظيف بالماء ، واستعمال السواك ، وخروج من كان ذا دين وستر وصلاح ، والشيوخ أشد استحبابا ، لأنه أسرع للإجابة . فأما النساء فلا بأس بخروج العجائز ، ومن لا هيئة لها ، فأما الشواب وذوات الهيئة ، فلا يستحب لهن الخروج ، لأن الضرر في خروجهن أكثر من النفع . ويستحب الخروج لكافة الناس ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله . ولا يستحب إخراج البهائم
وإذا عزم الإمام على الخروج ، استحب أن يعد الناس يوما يخرجون فيه ، ويأمرهم بالتوبة من المعاصي ، والخروج من المظالم ، والصيام ، والصدقة ، وترك التشاحن ; ليكون أقرب لإجابتهم ، فإن المعاصي سبب الجدب ، والطاعة تكون سببا للبركات ، قال الله تعالى : { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون } .