الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
قال المصنف - رحمه الله تعالى - ( وتجوز nindex.php?page=treesubj&link=1710الصلاة خلف الفاسق لقوله صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=20846صلوا خلف من قال : لا إله إلا الله ، وعلى من قال : لا إله إلا الله } ولأن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما صلى خلف nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج مع فسقه ) .
( الشرح ) هذا الحديث ضعيف رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر بإسناد ضعيف ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني من طرق كثيرة ثم قال : وليس منها شيء يثبت .
وأما صلاة nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر خلف nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج بن يوسف فثابتة في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وغيره في الصحيح أحاديث كثيرة تدل على صحة nindex.php?page=treesubj&link=1710_22760_1709الصلاة وراء الفساق والأئمة الجائرين قال أصحابنا : الصلاة وراء الفاسق صحيحة ليست محرمة ، لكنها مكروهة ، وكذا تكره وراء المبتدع الذي لا يكفر ببدعته ، وتصح ، فإن كفر ببدعته فقد قدمنا أنه لا تصح الصلاة وراءه كسائر الكفار ، ونص nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في المختصر على كراهة الصلاة خلف الفاسق والمبتدع ، فإن فعلها صحت ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=0016867مالك : لا تصح وراء فاسق بغير تأويل كشارب الخمر والزاني ، وذهب جمهور العلماء إلى صحتها .
( فرع ) قد ذكرنا أن من يكفر ببدعته لا تصح الصلاة وراءه ، ومن لا يكفر تصح ، فممن يكفر من يجسم تجسيما صريحا ، ومن ينكر العلم بالجزئيات ، وأما من يقول بخلق القرآن فهو مبتدع .
واختلف أصحابنا في تكفيره فأطلق nindex.php?page=showalam&ids=12094أبو علي الطبري في الإفصاح والشيخ nindex.php?page=showalam&ids=11976أبو حامد الإسفراييني ومتابعوه القول بأنه كافر .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11976أبو حامد ومتابعوه : المعتزلة كفار ، والخوارج ليسوا بكفار ، ونقل المتولي تكفير من يقول بخلق القرآن عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
[ ص: 151 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=15021القفال وكثيرون من الأصحاب : يجوز الاقتداء بمن يقول بخلق القرآن وغيره من أهل البدع ، قال صاحب العدة : هذا هو المذهب ( قلت ) : وهذا هو الصواب فقد قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله : أقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية ; لأنهم يرون الشهادة بالزور لموافقيهم ولم يزل السلف والخلف يرون الصلاة وراء المعتزلة ونحوهم ومناكحتهم وموارثتهم وإجراء سائر الأحكام عليهم .
وقد تأول الإمام الحافظ الفقيه nindex.php?page=showalam&ids=13933أبو بكر البيهقي وغيره من أصحابنا المحققين ما نقل عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وغيره من العلماء من تكفير القائل بخلق القرآن ، على أن المراد كفران النعمة لا بكفران الخروج عن الملة ، وحملهم على هذا التأويل ما ذكرته من إجراء أحكام الإسلام عليهم .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر : أجاز nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي الصلاة خلف من أقامها ، يعني من أهل البدع ، وإن كان غير محمود في دينه [ أي ] أن أبلغ في مخالفة حد الدين هذا لفظه ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر : إن كفر ببدعة لم تجز الصلاة وراءه ، وإلا فتجوز وغيره أولى .