( فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم ) .
قوله تعالى : ( فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم ) .
اعلم أنه تعالى لما ذكر أمر الوصية ووجوبها ، وعظم أمرها ، أتبعه بما يجري مجرى الوعيد في تغييرها .
أما قوله تعالى : ( فمن بدله ) ففيه مسائل :
المسألة الأولى : هذا المبدل من هو ؟ فيه قولان :
أحدهما : وهو المشهور أنه هو الوصي أو الشاهد أو سائر الناس ، أما الوصي فبأن يغير الوصي الوصية إما في الكتابة وإما في قسمة الحقوق ، وأما الشاهد فبأن يغير شهادة أو يكتمها ، وأما غير الوصي والشاهد فبأن يمنعوا من وصل ذلك المال إلى مستحقه ، فهؤلاء كلهم داخلون تحت قوله تعالى : ( فمن بدله ) .
والقول الثاني : أن المنهي عن التغيير هو الموصي نهى عن وذلك لأنا بينا أنهم كانوا في الجاهلية يوصون للأجانب ويتركون الأقارب في الجوع والضر ، فالله تعالى أمرهم بالوصية للأقربين ، ثم زجر بقوله : ( تغيير الوصية عن المواضع التي بين الله تعالى بالوصية إليها فمن بدله بعدما سمعه ) من أعرض عن هذا التكليف .