(
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=12ويصلى سعيرا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=13إنه كان في أهله مسرورا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=14إنه ظن أن لن يحور )
أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=12ويصلى سعيرا ) ففيه مسألتان :
المسألة الأولى : يقال : صلى الكافر النار ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=10وسيصلون سعيرا ) [ النساء : 10 ] وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=115ونصله جهنم ) [ آل عمران : 115 ] وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=163إلا من هو صالي الجحيم ) [ الصافات : 163 ] وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=15لا يصلاها إلا الأشقى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=16الذي كذب وتولى ) [ الليل : 15 - 16 ] والمعنى أنه
nindex.php?page=treesubj&link=30351_30539_30356_30362إذا أعطي كتابه بشماله من وراء ظهره فإنه يدعو الثبور ثم يدخل النار ، وهو في النار أيضا يدعو ثبورا ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=13دعوا هنالك ثبورا ) [ الفرقان : 13 ] وأحدهما لا ينفي الآخر ، وإنما هو على اجتماعهما قبل دخول النار وبعد دخولها ، نعوذ بالله منها ومما قرب إليها من قول أو عمل .
[ ص: 98 ] المسألة الثانية : قرأ
عاصم وحمزة وأبو عمرو ويصلى بضم الياء والتخفيف كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=115ونصله جهنم ) [ النساء : 115 ] وهذه القراءة مطابقة للقراءة المشهورة ؛ لأنه يصلى فيصلى أي يدخل النار .
وقرأ
ابن عامر ونافع والكسائي بضم الياء مثقلة كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=94وتصلية جحيم ) [ الواقعة : 94 ] وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=31ثم الجحيم صلوه ) [ الحاقة : 31 ] .
أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=13إنه كان في أهله مسرورا ) فقد ذكر
القفال فيه وجهين :
أحدهما : أنه كان في أهله مسرورا أي منعما مستريحا من التعب بأداء العبادات واحتمال مشقة الفرائض من الصلاة والصوم والجهاد مقدما على المعاصي آمنا من الحساب والثواب والعقاب لا يخاف الله ولا يرجوه فأبدله الله بذلك السرور الفاني غما باقيا لا ينقطع ، وكان المؤمن الذي أوتي كتابه بيمينه متقيا من المعاصي غير آمن من العذاب ولم يكن في دنياه مسرورا في أهله فجعله الله في الآخرة مسرورا فأبدله الله تعالى بالغم الفاني سرورا دائما لا ينفذ .
الثاني : أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=13إنه كان في أهله مسرورا ) كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=31وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين ) [ المطففين : 31 ] أي متنعمين في الدنيا معجبين بما هو عليه من الكفر فكذلك هاهنا يحتمل أن يكون المعنى أنه كان في أهله مسرورا بما هم عليه من الكفر بالله والتكذيب بالبعث يضحك ممن آمن به وصدق بالحساب ، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16012427nindex.php?page=treesubj&link=29497_30550الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " .
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=14إنه ظن أن لن يحور ) فاعلم أن الحور هو الرجوع والمحار المرجع والمصير وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ما كنت أدري ما معنى يحور ، حتى سمعت أعرابية تقول لابنتها : حوري أي ارجعي ، ونقل
القفال عن بعضهم أن الحور هو الرجوع إلى خلاف ما كان عليه المرء كما قالوا : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013634نعوذ بالله من الحور بعد الكور " فعلى الوجه الأول معنى الآية أنه ظن أن لن يرجع إلى الآخرة أي لن يبعث ، وقال
مقاتل nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس : حسب أن لا يرجع إلى الله تعالى ، وعلى الوجه الثاني أنه ظن أن لن يرجع إلى خلاف ما هو عليه في الدنيا من السرور والتنعم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=12وَيَصْلَى سَعِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=13إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=14إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ )
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=12وَيَصْلَى سَعِيرًا ) فَفِيهِ مَسْأَلَتَانِ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : يُقَالُ : صَلَى الْكَافِرُ النَّارَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=10وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ) [ النِّسَاءِ : 10 ] وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=115وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 115 ] وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=163إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ ) [ الصَّافَّاتِ : 163 ] وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=15لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=16الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) [ اللَّيْلِ : 15 - 16 ] وَالْمَعْنَى أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=30351_30539_30356_30362إِذَا أُعْطِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ فَإِنَّهُ يَدْعُو الثُّبُورَ ثُمَّ يَدْخُلُ النَّارَ ، وَهُوَ فِي النَّارِ أَيْضًا يَدْعُو ثُبُورًا ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=13دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ) [ الْفُرْقَانِ : 13 ] وَأَحَدُهُمَا لَا يَنْفِي الْآخَرَ ، وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى اجْتِمَاعِهِمَا قَبْلَ دُخُولِ النَّارِ وَبَعْدَ دُخُولِهَا ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا وَمِمَّا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ .
[ ص: 98 ] الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : قَرَأَ
عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَأَبُو عَمْرٍو وَيُصْلَى بِضَمِّ الْيَاءِ وَالتَّخْفِيفِ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=115وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ) [ النِّسَاءِ : 115 ] وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ مُطَابِقَةٌ لِلْقِرَاءَةِ الْمَشْهُورَةِ ؛ لِأَنَّهُ يُصْلَى فَيَصْلَى أَيْ يَدْخُلُ النَّارَ .
وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ وَنَافِعٌ وَالْكِسَائِيُّ بِضَمِّ الْيَاءِ مُثَقَّلَةً كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=94وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) [ الْوَاقِعَةِ : 94 ] وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=31ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ) [ الْحَاقَّةِ : 31 ] .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=13إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ) فَقَدْ ذَكَرَ
الْقَفَّالُ فِيهِ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا أَيْ مُنَعَّمًا مُسْتَرِيحًا مِنَ التَّعَبِ بِأَدَاءِ الْعِبَادَاتِ وَاحْتِمَالِ مَشَقَّةِ الْفَرَائِضِ مِنَ الصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْجِهَادِ مُقَدَّمًا عَلَى الْمَعَاصِي آمِنًا مِنَ الْحِسَابِ وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ لَا يَخَافُ اللَّهَ وَلَا يَرْجُوهُ فَأَبْدَلَهُ اللَّهُ بِذَلِكَ السُّرُورِ الْفَانِي غَمًّا بَاقِيًا لَا يَنْقَطِعُ ، وَكَانَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ مُتَّقِيًا مِنَ الْمَعَاصِي غَيْرَ آمِنٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَمْ يَكُنْ فِي دُنْيَاهُ مَسْرُورًا فِي أَهْلِهِ فَجَعَلَهُ اللَّهُ فِي الْآخِرَةِ مَسْرُورًا فَأَبْدَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْغَمِّ الْفَانِي سُرُورًا دَائِمًا لَا يَنْفَذُ .
الثَّانِي : أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=13إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ) كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=31وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ ) [ الْمُطَفِّفِينَ : 31 ] أَيْ مُتَنَعِّمِينَ فِي الدُّنْيَا مُعْجَبِينَ بِمَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ فَكَذَلِكَ هَاهُنَا يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى أَنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا بِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ بِاللَّهِ وَالتَّكْذِيبِ بِالْبَعْثِ يَضْحَكُ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَ بِالْحِسَابِ ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16012427nindex.php?page=treesubj&link=29497_30550الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ " .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=14إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ ) فَاعْلَمْ أَنَّ الْحَوْرَ هُوَ الرُّجُوعُ وَالْمَحَارُ الْمَرْجِعُ وَالْمَصِيرُ وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : مَا كُنْتُ أَدْرِي مَا مَعْنَى يَحُورُ ، حَتَّى سَمِعْتُ أَعْرَابِيَّةً تَقُولُ لِابْنَتِهَا : حُورِي أَيِ ارْجِعِي ، وَنَقَلَ
الْقَفَّالُ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّ الْحَوْرَ هُوَ الرُّجُوعُ إِلَى خِلَافِ مَا كَانَ عَلَيْهِ الْمَرْءُ كَمَا قَالُوا : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013634نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ " فَعَلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ مَعْنَى الْآيَةِ أَنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْآخِرَةِ أَيْ لَنْ يُبْعَثَ ، وَقَالَ
مُقَاتِلٌ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ : حَسِبَ أَنْ لَا يَرْجِعَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَعَلَى الْوَجْهِ الثَّانِي أَنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَرْجِعَ إِلَى خِلَافِ مَا هُوَ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مِنَ السُّرُورِ وَالتَّنَعُّمِ .