(
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=9فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=10أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=11رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=9فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=10أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله ياأولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=11رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8وكأين من قرية ) الكلام في كأين قد مر ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8عتت عن أمر ربها ) وصف القرية بالعتو والمراد أهلها ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82واسأل القرية ) ( يوسف : 82 ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8عتت عن أمر ربها ) أي أعرضت عنه ، وقال
مقاتل : خالفت أمر ربها ، وخالفت رسله ، فحاسبناها حسابا شديدا ، فحاسبها الله بعملها في الدنيا فجازاها العذاب ، وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8وعذبناها عذابا نكرا ) أي عذابا منكرا عظيما ، فسر المحاسبة بالتعذيب . وقال
[ ص: 35 ] الكلبي : هذا على التقديم والتأخير ، يعني فعذبناها في الدنيا وحاسبناها في الآخرة حسابا شديدا ، والمراد حساب الآخرة وعذابها (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=9فذاقت وبال أمرها ) أي شدة أمرها وعقوبة كفرها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : عاقبة كفرها (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=9وكان عاقبة أمرها خسرا ) أي عاقبة عتوها خسارا في الآخرة ، وهو قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=10أعد الله لهم عذابا شديدا ) يخوف كفار
مكة أن يكذبوا
محمدا فينزل بهم ما نزل بالأمم قبلهم ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=10فاتقوا الله ياأولي الألباب ) خطاب لأهل الإيمان ، أي
nindex.php?page=treesubj&link=28750فاتقوا الله عن أن تكفروا به وبرسوله ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=10قد أنزل الله إليكم ذكرا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=11رسولا ) هو على وجهين :
أحدهما : أنزل الله إليكم ذكرا ، هو الرسول ، وإنما سماه ذكرا ؛ لأنه يذكر ما يرجع إلى دينهم وعقباهم .
وثانيهما : أنزل الله إليكم ذكرا ، وأرسل رسولا . وقال في "الكشاف" : ( رسولا ) هو
جبريل عليه السلام ، أبدل من ( ذكرا ) لأنه وصف بتلاوة آيات الله ، فكان إنزاله في معنى إنزال الذكر ، والذكر قد يراد به الشرف ، كما في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=44وإنه لذكر لك ولقومك ) ( الزخرف : 44 ) وقد يراد به القرآن ، كما في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44وأنزلنا إليك الذكر ) ( النحل : 44 ) وقرئ ( رسول ) على هو رسول ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=11يتلو عليكم آيات الله مبينات ) بالخفض والنصب ، والآيات هي الحجج فبالخفض ؛ لأنها تبين الأمر والنهي والحلال والحرام ، ومن نصب يريد أنه تعالى أوضح آياته وبينها أنها من عنده .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=11ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ) يعني من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان ومن ظلمة الشبهة إلى نور الحجة ، ومن ظلمة الجهل إلى نور العلم .
وفي الآية مباحث :
الأولى : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=10فاتقوا الله ياأولي الألباب ) يتعلق بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ) أم لا ؟ فنقول : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=10فاتقوا الله ) يؤكد قول من قال : المراد من (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8قرية ) أهلها ، لما أنه يدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=20741خطاب الله تعالى لا يكون إلا لذوي العقول فمن لا عقل له فلا خطاب عليه ، وقيل : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8وكأين من قرية ) مشتمل على الترهيب والترغيب .
الثاني : الإيمان هو التقوى في الحقيقة ، وأولو الألباب الذين آمنوا كانوا من المتقدمين بالضرورة ، فكيف يقال لهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=10فاتقوا الله ) ؟ نقول : للتقوى درجات ومراتب ، فالدرجة الأولى هي التقوى من الشرك والبواقي هي التقوى من المعاصي التي هي غير الشرك ، فأهل الإيمان إذا أمروا بالتقوى كان ذلك الأمر بالنسبة إلى الكبائر والصغائر لا بالنسبة إلى الشرك .
الثالث : كل من آمن بالله فقد خرج من الظلمات إلى النور ، وإذا كان كذلك فحق هذا الكلام وهو قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=11ليخرج الذين آمنوا ) أن يقال : ليخرج الذين كفروا ؟ نقول : يمكن أن يكون المراد : ليخرج الذين يؤمنون على ما جاز أن يراد من الماضي المستقبل كما في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116وإذ قال الله ياعيسى ) ( المائدة : 110 ) أي وإذ يقول الله ، ويمكن أن يكون : ليخرج الذين آمنوا من ظلمات تحدث لهم بعد إيمانهم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=9فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=10أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=11رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=9فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=10أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=11رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ ) الْكَلَامُ فِي كَأَيِّنْ قَدْ مَرَّ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا ) وَصَفَ الْقَرْيَةَ بِالْعُتُوِّ وَالْمُرَادُ أَهْلُهَا ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ) ( يُوسُفَ : 82 ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا ) أَيْ أَعْرَضَتْ عَنْهُ ، وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : خَالَفَتْ أَمْرَ رَبِّهَا ، وَخَالَفَتْ رُسُلَهُ ، فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا ، فَحَاسَبَهَا اللَّهُ بِعَمَلِهَا فِي الدُّنْيَا فَجَازَاهَا الْعَذَابَ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا ) أَيْ عَذَابًا مُنْكَرًا عَظِيمًا ، فَسَّرَ الْمُحَاسَبَةَ بِالتَّعْذِيبِ . وَقَالَ
[ ص: 35 ] الْكَلْبِيُّ : هَذَا عَلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ ، يَعْنِي فَعَذَّبْنَاهَا فِي الدُّنْيَا وَحَاسَبْنَاهَا فِي الْآخِرَةِ حِسَابًا شَدِيدًا ، وَالْمُرَادُ حِسَابُ الْآخِرَةِ وَعَذَابُهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=9فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا ) أَيْ شِدَّةَ أَمْرِهَا وَعُقُوبَةَ كُفْرِهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : عَاقِبَةَ كُفْرِهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=9وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا ) أَيْ عَاقِبَةُ عُتُوِّهَا خَسَارًا فِي الْآخِرَةِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=10أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ) يُخَوِّفُ كَفَّارَ
مَكَّةَ أَنْ يُكَذِّبُوا
مُحَمَّدًا فَيَنْزِلَ بِهِمْ مَا نَزَلَ بِالْأُمَمِ قَبْلَهُمْ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=10فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ) خِطَابٌ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ ، أَيْ
nindex.php?page=treesubj&link=28750فَاتَّقُوا اللَّهَ عَنْ أَنْ تَكْفُرُوا بِهِ وَبِرَسُولِهِ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=10قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=11رَسُولًا ) هُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ، هُوَ الرَّسُولُ ، وَإِنَّمَا سَمَّاهُ ذِكْرًا ؛ لِأَنَّهُ يَذْكُرُ مَا يَرْجِعُ إِلَى دِينِهِمْ وَعُقْبَاهُمْ .
وَثَانِيهِمَا : أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ، وَأَرْسَلَ رَسُولًا . وَقَالَ فِي "الْكَشَّافِ" : ( رَسُولًا ) هُوَ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، أُبْدِلَ مِنْ ( ذِكْرًا ) لِأَنَّهُ وُصِفَ بِتِلَاوَةِ آيَاتِ اللَّهِ ، فَكَانَ إِنْزَالُهُ فِي مَعْنَى إِنْزَالِ الذِّكْرِ ، وَالذِّكْرُ قَدْ يُرَادُ بِهِ الشَّرَفُ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=44وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ) ( الزُّخْرُفِ : 44 ) وَقَدْ يُرَادُ بِهِ الْقُرْآنُ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ ) ( النَّحْلِ : 44 ) وَقُرِئَ ( رَسُولٌ ) عَلَى هُوَ رَسُولٌ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=11يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ ) بِالْخَفْضِ وَالنَّصْبِ ، وَالْآيَاتُ هِيَ الْحُجَجُ فَبِالْخَفْضِ ؛ لِأَنَّهَا تُبَيِّنُ الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ وَالْحَلَالَ وَالْحَرَامَ ، وَمَنْ نَصَبَ يُرِيدُ أَنَّهُ تَعَالَى أَوْضَحَ آيَاتِهِ وَبَيَّنَهَا أَنَّهَا مِنْ عِنْدِهِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=11لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) يَعْنِي مِنْ ظُلْمَةِ الْكُفْرِ إِلَى نُورِ الْإِيمَانِ وَمِنْ ظُلْمَةِ الشُّبْهَةِ إِلَى نُورِ الْحُجَّةِ ، وَمِنْ ظُلْمَةِ الْجَهْلِ إِلَى نُورِ الْعِلْمِ .
وَفِي الْآيَةِ مَبَاحِثُ :
الْأُولَى : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=10فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ) يَتَعَلَّقُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا ) أَمْ لَا ؟ فَنَقُولُ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=10فَاتَّقُوا اللَّهَ ) يُؤَكِّدُ قَوْلَ مَنْ قَالَ : الْمُرَادُ مِنْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8قَرْيَةٍ ) أَهْلُهَا ، لِمَا أَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=20741خِطَابَ اللَّهِ تَعَالَى لَا يَكُونُ إِلَّا لِذَوِي الْعُقُولِ فَمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ فَلَا خِطَابَ عَلَيْهِ ، وَقِيلَ : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=8وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ ) مُشْتَمِلٌ عَلَى التَّرْهِيبِ وَالتَّرْغِيبِ .
الثَّانِي : الْإِيمَانُ هُوَ التَّقْوَى فِي الْحَقِيقَةِ ، وَأُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا كَانُوا مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ بِالضَّرُورَةِ ، فَكَيْفَ يُقَالُ لَهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=10فَاتَّقُوا اللَّهَ ) ؟ نَقُولُ : لِلتَّقْوَى دَرَجَاتٌ وَمَرَاتِبُ ، فَالدَّرَجَةُ الْأُولَى هِيَ التَّقْوَى مِنَ الشِّرْكِ وَالْبَوَاقِي هِيَ التَّقْوَى مِنَ الْمَعَاصِي الَّتِي هِيَ غَيْرُ الشِّرْكِ ، فَأَهْلُ الْإِيمَانِ إِذَا أُمِرُوا بِالتَّقْوَى كَانَ ذَلِكَ الْأَمْرُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْكَبَائِرِ وَالصَّغَائِرِ لَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الشِّرْكِ .
الثَّالِثُ : كُلُّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ فَقَدْ خَرَجَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَحَقُّ هَذَا الْكَلَامِ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=11لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا ) أَنْ يُقَالَ : لِيُخْرِجَ الَّذِينَ كَفَرُوا ؟ نَقُولُ : يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ : لِيُخْرِجَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ عَلَى مَا جَازَ أَنْ يُرَادَ مِنَ الْمَاضِي الْمُسْتَقْبَلُ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ) ( الْمَائِدَةِ : 110 ) أَيْ وَإِذْ يَقُولُ اللَّهُ ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ : لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ تَحْدُثُ لَهُمْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ .