(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=49قل إن الأولين والآخرين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=49قل إن الأولين والآخرين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ) فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=49قل ) إشارة إلى أن الأمر في غاية الظهور ، وذلك أن في الرسالة أسرارا لا تقال إلا للأبرار ، ومن جملتها تعيين وقت القيامة ؛ لأن العوام لو علموا لاتكلوا والأنبياء ربما اطلعوا على علاماتها أكثر مما بينوا وربما بينوا للأكابر من الصحابة علامات على ما نبين ، ففيه وجوه :
أولها قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=49قل ) يعني أن هذا من جملة الأمور التي بلغت في الظهور إلى حد يشترك فيه العوام والخواص ، فقال : قل قولا عاما وهكذا في كل موضع ، قال : قل كان الأمر ظاهرا ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد ) [ الإخلاص : 1 ] وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قل إنما أنا بشر مثلكم ) [ فصلت : 6 ] أي هذا هو الظاهر من أمر الروح وغيره خفي .
ثانيها : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=49إن الأولين والآخرين ) [ الواقعة : 49 ] بتقديم الأولين على الآخرين في جواب قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=48أوآباؤنا الأولون ) فإنهم أخروا ذكر الآباء لكون الاستبعاد فيهم أكثر ، فقال إن الأولين الذين تستبعدون بعثهم وتؤخرونهم يبعثهم الله في أمر مقدم على الآخرين ، يتبين منه إثبات حال من أخرتموه
[ ص: 151 ] مستبعدين ، إشارة إلى كون الأمر هينا .
ثالثها : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لمجموعون ) فإنهم أنكروا قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=47لمبعوثون ) فقال : هو واقع مع أمر زائد ، وهو أنهم
nindex.php?page=treesubj&link=30347_30337يحشرون ويجمعون في عرصة الحساب ، وهذا فوق البعث ، فإن من بقي تحت التراب مدة طويلة ثم حشر ربما لا يكون له قدرة على الحركة ، وكيف لو كان حيا محبوسا في قبره مدة لتعذرت عليه الحركة ، ثم إنه تعالى بقدرته يحركه بأسرع حركة ويجمعه بأقوى سير ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لمجموعون ) فوق قول القائل : مجموعون كما قلنا : إن قول القائل : إنه يموت في إفادة التوكيد دون قوله : إنه ميت .
رابعها : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50إلى ميقات يوم معلوم ) فإنه يدل على أن الله تعالى يجمعهم في يوم واحد معلوم ،
nindex.php?page=treesubj&link=30337_33679_30339واجتماع عدد من الأموات لا يعلم عددهم إلا الله تعالى في وقت واحد أعجب من نفس البعث وهذا كقوله تعالى في سورة والصافات : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=19فإنما هي زجرة واحدة ) [ الصافات : 19 ] أي أنتم تستبعدون نفس البعث ، والأعجب من هذا أنه يبعثهم بزجرة واحدة أي صيحة واحدة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=19فإذا هم ينظرون ) أي يبعثون مع زيادة أمر ، وهو فتح أعينهم ونظرهم ، بخلاف من نعس فإنه إذا انتبه يبقى ساعة ثم ينظر في الأشياء ، فأمر الإحياء عند الله تعالى أهون من تنبيه نائم . خامسها : حرف (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50إلى ) أدل على البعث من اللام ، ولنذكر هذا في جواب سؤال هو أن الله تعالى قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9يوم يجمعكم ليوم الجمع ) [ التغابن : 9 ] وقال هنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ) ولم يقل : لميقاتنا ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143ولما جاء موسى لميقاتنا ) [ الأعراف : 143 ] نقول : لما كان ذكر الجمع جوابا للمنكرين ذكر كلمة " إلى " الدالة على التحرك والانتقال لتكون أدل على فعل غير البعث ولا يجمع هناك قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9يوم يجمعكم ليوم ) ولا يفهم النشور من نفس الحرف وإن كان يفهم من الكلام ، ولهذا قال ههنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لمجموعون ) بلفظ التأكيد ، وقال هناك : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9يجمعكم ) وقال ههنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50إلى ميقات ) وهو مصير الوقت إليه ، وأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143ولما جاء موسى لميقاتنا ) فنقول : الموضع هناك لم يكن مطلوب
موسى عليه السلام ، وإنما كان مطلوبه الحضور ؛ لأن من وقت له وقت وعين له موضع كانت حركته في الحقيقة لأمر بالتبع إلى أمر وأما هناك فالأمر الأعظم الوقوف في موضعه لا زمانه فقال بكلمة دلالتها على الموضع والمكان أظهر .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=49قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=49قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=49قُلْ ) إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْأَمْرَ فِي غَايَةِ الظُّهُورِ ، وَذَلِكَ أَنَّ فِي الرِّسَالَةِ أَسْرَارًا لَا تُقَالُ إِلَّا لِلْأَبْرَارِ ، وَمِنْ جُمْلَتِهَا تَعْيِينُ وَقْتِ الْقِيَامَةِ ؛ لِأَنَّ الْعَوَامَّ لَوْ عَلِمُوا لَاتَّكَلُوا وَالْأَنْبِيَاءُ رُبَّمَا اطَّلَعُوا عَلَى عَلَامَاتِهَا أَكْثَرَ مِمَّا بَيَّنُوا وَرُبَّمَا بَيَّنُوا لِلْأَكَابِرِ مِنَ الصَّحَابَةِ عَلَامَاتٍ عَلَى مَا نُبَيِّنُ ، فَفِيهِ وُجُوهٌ :
أَوَّلُهَا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=49قُلْ ) يَعْنِي أَنَّ هَذَا مِنْ جُمْلَةِ الْأُمُورِ الَّتِي بَلَغَتْ فِي الظُّهُورِ إِلَى حَدٍّ يَشْتَرِكُ فِيهِ الْعَوَامُّ وَالْخَوَاصُّ ، فَقَالَ : قُلْ قَوْلًا عَامًّا وَهَكَذَا فِي كُلِّ مَوْضِعٍ ، قَالَ : قُلْ كَانَ الْأَمْرُ ظَاهِرًا ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) [ الْإِخْلَاصِ : 1 ] وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) [ فُصِّلَتْ : 6 ] أَيْ هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ مِنْ أَمْرِ الرُّوحِ وَغَيْرُهُ خَفِيٌّ .
ثَانِيهَا : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=49إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ) [ الْوَاقِعَةِ : 49 ] بِتَقْدِيمِ الْأَوَّلِينَ عَلَى الْآخَرِينَ فِي جَوَابِ قَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=48أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ ) فَإِنَّهُمْ أَخَّرُوا ذِكْرَ الْآبَاءِ لِكَوْنِ الِاسْتِبْعَادِ فِيهِمْ أَكْثَرَ ، فَقَالَ إِنَّ الْأَوَّلِينَ الَّذِينَ تَسْتَبْعِدُونَ بَعْثَهُمْ وَتُؤَخِّرُونَهُمْ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ فِي أَمْرٍ مُقَدَّمٍ عَلَى الْآخِرِينَ ، يَتَبَيَّنُ مِنْهُ إِثْبَاتُ حَالِ مَنْ أَخَّرْتُمُوهُ
[ ص: 151 ] مُسْتَبْعِدِينَ ، إِشَارَةً إِلَى كَوْنِ الْأَمْرِ هَيِّنًا .
ثَالِثُهَا : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لَمَجْمُوعُونَ ) فَإِنَّهُمْ أَنْكَرُوا قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=47لَمَبْعُوثُونَ ) فَقَالَ : هُوَ وَاقِعٌ مَعَ أَمْرٍ زَائِدٍ ، وَهُوَ أَنَّهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=30347_30337يُحْشَرُونَ وَيُجْمَعُونَ فِي عَرْصَةِ الْحِسَابِ ، وَهَذَا فَوْقَ الْبَعْثِ ، فَإِنَّ مَنْ بَقِيَ تَحْتَ التُّرَابِ مُدَّةً طَوِيلَةً ثُمَّ حُشِرَ رُبَّمَا لَا يَكُونُ لَهُ قُدْرَةٌ عَلَى الْحَرَكَةِ ، وَكَيْفَ لَوْ كَانَ حَيًّا مَحْبُوسًا فِي قَبْرِهِ مُدَّةً لَتَعَذَّرَتْ عَلَيْهِ الْحَرَكَةُ ، ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى بِقُدْرَتِهِ يُحَرِّكُهُ بِأَسْرَعِ حَرَكَةٍ وَيَجْمَعُهُ بِأَقْوَى سَيْرٍ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لَمَجْمُوعُونَ ) فَوْقَ قَوْلِ الْقَائِلِ : مَجْمُوعُونَ كَمَا قُلْنَا : إِنَّ قَوْلَ الْقَائِلِ : إِنَّهُ يَمُوتُ فِي إِفَادَةِ التَّوْكِيدِ دُونَ قَوْلِهِ : إِنَّهُ مَيِّتٌ .
رَابِعُهَا : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَجْمَعُهُمْ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مَعْلُومٍ ،
nindex.php?page=treesubj&link=30337_33679_30339وَاجْتِمَاعُ عَدَدٍ مِنَ الْأَمْوَاتِ لَا يَعْلَمُ عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ أَعْجَبُ مِنْ نَفْسِ الْبَعْثِ وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ وَالصَّافَّاتِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=19فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ) [ الصَّافَّاتِ : 19 ] أَيْ أَنْتُمْ تَسْتَبْعِدُونَ نَفْسَ الْبَعْثِ ، وَالْأَعْجَبُ مِنْ هَذَا أَنَّهُ يَبْعَثُهُمْ بِزَجْرَةٍ وَاحِدَةٍ أَيْ صَيْحَةٍ وَاحِدَةٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=19فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ ) أَيْ يُبْعَثُونَ مَعَ زِيَادَةِ أَمْرٍ ، وَهُوَ فَتْحُ أَعْيُنِهِمْ وَنَظَرُهُمْ ، بِخِلَافِ مَنْ نَعَسَ فَإِنَّهُ إِذَا انْتَبَهَ يَبْقَى سَاعَةً ثُمَّ يَنْظُرُ فِي الْأَشْيَاءِ ، فَأَمْرُ الْإِحْيَاءِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى أَهْوَنُ مِنْ تَنْبِيهِ نَائِمٍ . خَامِسُهَا : حَرْفُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50إِلَى ) أَدَلُّ عَلَى الْبَعْثِ مِنَ اللَّامِ ، وَلْنَذْكُرْ هَذَا فِي جَوَابِ سُؤَالٍ هُوَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ) [ التَّغَابُنِ : 9 ] وَقَالَ هُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) وَلَمْ يَقُلْ : لِمِيقَاتِنَا ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا ) [ الْأَعْرَافِ : 143 ] نَقُولُ : لَمَّا كَانَ ذِكْرُ الْجَمْعِ جَوَابًا لِلْمُنْكِرِينَ ذَكَرَ كَلِمَةَ " إِلَى " الدَّالَّةِ عَلَى التَّحَرُّكِ وَالِانْتِقَالِ لِتَكُونَ أَدَلَّ عَلَى فِعْلٍ غَيْرِ الْبَعْثِ وَلَا يَجْمَعُ هُنَاكَ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ) وَلَا يُفْهَمُ النُّشُورُ مِنْ نَفْسِ الْحَرْفِ وَإِنْ كَانَ يُفْهَمُ مِنَ الْكَلَامِ ، وَلِهَذَا قَالَ هَهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لَمَجْمُوعُونَ ) بِلَفْظِ التَّأْكِيدِ ، وَقَالَ هُنَاكَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9يَجْمَعُكُمْ ) وَقَالَ هَهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50إِلَى مِيقَاتِ ) وَهُوَ مَصِيرُ الْوَقْتِ إِلَيْهِ ، وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا ) فَنَقُولُ : الْمَوْضِعُ هُنَاكَ لَمْ يَكُنْ مَطْلُوبَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَإِنَّمَا كَانَ مَطْلُوبُهُ الْحُضُورَ ؛ لِأَنَّ مَنْ وُقِّتَ لَهُ وَقْتٌ وَعُيِّنَ لَهُ مَوْضِعٌ كَانَتْ حَرَكَتُهُ فِي الْحَقِيقَةِ لِأَمْرٍ بِالتَّبَعِ إِلَى أَمْرٍ وَأَمَّا هُنَاكَ فَالْأَمْرُ الْأَعْظَمُ الْوُقُوفُ فِي مَوْضِعِهِ لَا زَمَانِهِ فَقَالَ بِكَلِمَةٍ دَلَالَتُهَا عَلَى الْمَوْضِعِ وَالْمَكَانِ أَظْهَرُ .