(
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=9عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ) .
[ ص: 13 ]
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=9عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ) .
في الآية مسائل :
المسألة الأولى : في وجه النظم وجوه :
الأول : أنه تعالى لما حكى عنهم أنهم طلبوا آيات أخرى غير ما أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم بين
nindex.php?page=treesubj&link=28781أنه تعالى عالم بجميع المعلومات ، فيعلم من حالهم أنهم هل طلبوا الآية الأخرى للاسترشاد وطلب البيان ، أو لأجل التعنت والعناد؟ وهل ينتفعون بظهور تلك الآيات ، أو يزداد إصرارهم واستكبارهم؟ فلو علم تعالى أنهم طلبوا ذلك لأجل الاسترشاد وطلب البيان ومزيد الفائدة ، لأظهره الله تعالى وما منعهم عنه ، لكنه تعالى لما علم أنهم لم يقولوا ذلك إلا لأجل محض العناد ، لا جرم أنه تعالى منعهم عن ذلك وهو كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=20ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا ) [يونس : 20] وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=109قل إنما الآيات عند الله ) . [الأنعام : 109] .
والثاني : أن وجه النظم أنه تعالى لما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5وإن تعجب فعجب قولهم ) في إنكار البعث وذلك لأنهم أنكروا البعث بسبب أن أجزاء أبدان الحيوانات عند تفرقها وتفتتها يختلط بعضها ببعض ولا يبقى الامتياز ، فبين تعالى أنه إنما لا يبقي الامتياز في حق من لا يكون عالما بجميع المعلومات ، أما في حق من كان عالما بجميع المعلومات ، فإنه يبقي تلك الأجزاء بحيث يمتاز بعضها عن البعض ، ثم احتج على كونه تعالى عالما بجميع المعلومات بأنه يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام.
الثالث : أن هذا متصل بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=6ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة ) والمعنى : أنه تعالى عالم بجميع المعلومات ، فهو تعالى إنما ينزل العذاب بحسب ما يعلم كونه فيه مصلحة ، والله أعلم.
المسألة الثانية : لفظ "ما" في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد ] إما أن تكون موصولة وإما أن تكون مصدرية ، فإن كانت موصولة ، فالمعنى : أنه يعلم ما تحمله من الولد أنه من أي الأقسام ؛ أهو ذكر أم أنثى ، وتام أو ناقص ، وحسن أو قبيح وطويل أو قصير ، وغير ذلك من الأحوال الحاضرة والمترقبة فيه.
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8وما تغيض الأرحام ) والغيض هو النقصان سواء كان لازما أو متعديا ، يقال : غاض الماء وغضته أنا ، ومنه قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وغيض الماء ) [هود : 44] والمراد من الآية وما تغيضه الأرحام ، إلا أنه حذف الضمير الراجع ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8وما تزداد ) أي تأخذه زيادة ، تقول : أخذت منه حقي وازددت منه كذا ، ومنه قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=25وازدادوا تسعا ) [الكهف : 25]
ثم اختلفوا فيما تغيضه الرحم وتزداده على وجوه :
الأول : عدد الولد ، فإن الرحم قد يشتمل على واحد ، واثنين ، وعلى ثلاثة ، وأربعة ، يروى أن شريكا كان رابع أربعة في بطن أمه.
الثاني : الولد قد يكون مخدجا ، وقد يكون تاما.
الثالث : مدة ولادته قد تكون تسعة أشهر وأزيد عليها إلى سنتين عند
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة رحمه الله تعالى ، وإلى أربعة عند
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وإلى خمس عند
مالك ، وقيل : إن
الضحاك ولد لسنتين ،
nindex.php?page=showalam&ids=17234وهرم بن حيان بقي في بطن أمه أربع سنين ، ولذلك سمي هرما.
الرابع : الدم فإنه تارة يقل وتارة يكثر.
الخامس : ما ينقص بالسقط من غير أن يتم وما يزداد بالتمام.
السادس : ما ينقص بظهور دم الحيض ، وذلك لأنه إذا سال الدم في وقت الحمل ضعف الولد ونقص ، وبمقدار حصول ذلك النقصان يزداد أيام الحمل ، لتصير هذه الزيادة جابرة لذلك النقصان ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما : كلما سال الحيض في وقت
[ ص: 14 ] الحمل يوما زاد في مدة الحمل يوما ليحصل به الجبر ويعتدل الأمر .
السابع : أن دم الحيض فضلة تجتمع في بطن المرأة ، فإذا امتلأت عروقها من تلك الفضلات فاضت وخرجت ، وسالت من دواخل تلك العروق ، ثم إذا سالت تلك المواد امتلأت تلك العروق مرة أخرى ، هذا كله إذا قلنا : إن كلمة "ما" موصولة ، أما إذا قلنا : إنها مصدرية فالمعنى :
nindex.php?page=treesubj&link=28781_32688_32689أنه تعالى يعلم حمل كل أنثى ويعلم غيض الأرحام وازديادها ، لا يخفى عليه شيء من ذلك ولا من أوقاته وأحواله.
وأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8وكل شيء عنده بمقدار ) فمعناه : بقدر واحد لا يجاوزه ولا ينقص عنه ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49إنا كل شيء خلقناه بقدر ) [القمر : 49] وقوله في أول الفرقان : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=2وخلق كل شيء فقدره تقديرا ) [الفرقان : 2].
واعلم أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8وكل شيء عنده بمقدار ) يحتمل أن يكون المراد من العندية العلم ومعناه :
nindex.php?page=treesubj&link=28781أنه تعالى يعلم كمية كل شيء وكيفيته على الوجه المفصل المبين ، ومتى كان الأمر كذلك امتنع وقوع التغيير في تلك المعلومات ، ويحتمل أن يكون المراد من العندية أنه تعالى خصص كل حادث بوقت معين وحالة معينة بمشيئته الأزلية وإرادته السرمدية ، وعند حكماء الإسلام أنه تعالى وضع أشياء كلية وأودع فيها قوى وخواص ، وحركها بحيث يلزم من حركاتها المقدرة بالمقادير المخصوصة أحوال جزئية معينة ومناسبات مخصوصة مقدرة ، ويدخل في هذه الآية أفعال العباد وأحوالهم وخواطرهم ، وهو من أدل الدلائل على بطلان قول
المعتزلة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=9عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ) .
[ ص: 13 ]
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=9عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ) .
فِي الْآيَةِ مَسَائِلُ :
المسألة الْأُولَى : فِي وَجْهِ النَّظْمِ وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا حَكَى عَنْهُمْ أَنَّهُمْ طَلَبُوا آيَاتٍ أُخْرَى غَيْرَ مَا أَتَى بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيَّنَ
nindex.php?page=treesubj&link=28781أَنَّهُ تَعَالَى عَالِمٌ بِجَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ ، فَيَعْلَمُ مِنْ حَالِهِمْ أَنَّهُمْ هَلْ طَلَبُوا الْآيَةَ الْأُخْرَى لِلِاسْتِرْشَادِ وَطَلَبِ الْبَيَانِ ، أَوْ لِأَجْلِ التَّعَنُّتِ وَالْعِنَادِ؟ وَهَلْ يَنْتَفِعُونَ بِظُهُورِ تِلْكَ الْآيَاتِ ، أَوْ يَزْدَادُ إِصْرَارُهُمْ وَاسْتِكْبَارُهُمْ؟ فَلَوْ عَلِمَ تَعَالَى أَنَّهُمْ طَلَبُوا ذَلِكَ لِأَجْلِ الِاسْتِرْشَادِ وَطَلَبِ الْبَيَانِ وَمَزِيدِ الْفَائِدَةِ ، لَأَظْهَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَمَا مَنَعَهُمْ عَنْهُ ، لَكِنَّهُ تَعَالَى لَمَّا عَلِمَ أَنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا ذَلِكَ إِلَّا لِأَجَلِ مَحْضِ الْعِنَادِ ، لَا جَرَمَ أَنَّهُ تَعَالَى مَنَعَهُمْ عَنْ ذَلِكَ وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=20وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا ) [يُونُسَ : 20] وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=109قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ ) . [الْأَنْعَامِ : 109] .
وَالثَّانِي : أَنَّ وَجْهَ النَّظْمِ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ ) فِي إِنْكَارِ الْبَعْثِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ أَنْكَرُوا الْبَعْثَ بِسَبَبِ أَنَّ أَجْزَاءَ أَبْدَانِ الْحَيَوَانَاتِ عِنْدَ تَفَرُّقِهَا وَتَفَتُّتِهَا يَخْتَلِطُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ وَلَا يَبْقَى الِامْتِيَازُ ، فَبَيَّنَ تَعَالَى أَنَّهُ إِنَّمَا لَا يُبْقِي الِامْتِيَازَ فِي حَقِّ مَنْ لَا يَكُونُ عَالِمًا بِجَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ ، أَمَّا فِي حَقِّ مَنْ كَانَ عَالِمًا بِجَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ ، فَإِنَّهُ يُبْقِي تِلْكَ الْأَجْزَاءَ بِحَيْثُ يَمْتَازُ بَعْضُهَا عَنِ الْبَعْضِ ، ثُمَّ احْتَجَّ عَلَى كَوْنِهِ تَعَالَى عَالِمًا بِجَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ بِأَنَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ.
الثَّالِثُ : أَنَّ هَذَا مُتَّصِلٌ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=6وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ) وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ تَعَالَى عَالِمٌ بِجَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ ، فَهُوَ تَعَالَى إِنَّمَا يُنْزِلُ الْعَذَابَ بِحَسَبِ مَا يَعْلَمُ كَوْنَهُ فِيهِ مَصْلَحَةٌ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
المسألة الثَّانِيَةُ : لَفْظُ "مَا" فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ] إِمَّا أَنْ تَكُونَ مَوْصُولَةً وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً ، فَإِنْ كَانَتْ مَوْصُولَةً ، فَالْمَعْنَى : أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُهُ مِنَ الْوَلَدِ أَنَّهُ مِنْ أَيِّ الْأَقْسَامِ ؛ أَهُوَ ذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى ، وَتَامٌّ أَوْ نَاقِصٌ ، وَحَسَنٌ أَوْ قَبِيحٌ وَطَوِيلٌ أَوْ قَصِيرٌ ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَحْوَالِ الْحَاضِرَةِ وَالْمُتَرَقَّبَةِ فِيهِ.
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ ) وَالْغَيْضُ هُوَ النُّقْصَانُ سَوَاءٌ كَانَ لَازِمًا أَوْ مُتَعَدِّيًا ، يُقَالُ : غَاضَ الْمَاءُ وَغِضْتُهُ أَنَا ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَغِيضَ الْمَاءُ ) [هُودٍ : 44] وَالْمُرَادُ مِنَ الْآيَةِ وَمَا تَغِيضُهُ الْأَرْحَامُ ، إِلَّا أَنَّهُ حَذَفَ الضَّمِيرَ الرَّاجِعَ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8وَمَا تَزْدَادُ ) أَيْ تَأْخُذُهُ زِيَادَةً ، تَقُولُ : أَخَذْتُ مِنْهُ حَقِّي وَازْدَدْتُ مِنْهُ كَذَا ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=25وَازْدَادُوا تِسْعًا ) [الْكَهْفِ : 25]
ثُمَّ اخْتَلَفُوا فِيمَا تَغِيضُهُ الرَّحِمُ وَتَزْدَادُهُ عَلَى وُجُوهٍ :
الْأَوَّلُ : عَدَدُ الْوَلَدِ ، فَإِنَّ الرَّحِمَ قَدْ يَشْتَمِلُ عَلَى وَاحِدٍ ، وَاثْنَيْنِ ، وَعَلَى ثَلَاثَةٍ ، وَأَرْبَعَةٍ ، يُرْوَى أَنَّ شَرِيكًا كَانَ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ فِي بَطْنِ أُمِّهِ.
الثَّانِي : الْوَلَدُ قَدْ يَكُونُ مُخَدَّجًا ، وَقَدْ يَكُونُ تَامًّا.
الثَّالِثُ : مُدَّةُ وِلَادَتِهِ قَدْ تَكُونُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ وَأَزْيَدَ عَلَيْهَا إِلَى سَنَتَيْنِ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَإِلَى أَرْبَعَةٍ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ، وَإِلَى خَمْسٍ عِنْدَ
مَالِكٍ ، وَقِيلَ : إِنَّ
الضَّحَّاكَ وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17234وَهَرِمُ بْنُ حَيَّانَ بَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعَ سِنِينَ ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ هَرِمًا.
الرَّابِعُ : الدَّمُ فَإِنَّهُ تَارَةً يَقِلُّ وَتَارَةً يَكْثُرُ.
الْخَامِسُ : مَا يَنْقُصُ بِالسَّقْطِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتِمَّ وَمَا يَزْدَادُ بِالتَّمَامِ.
السَّادِسُ : مَا يَنْقُصُ بِظُهُورِ دَمِ الْحَيْضِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ إِذَا سَالَ الدَّمُ فِي وَقْتِ الْحَمْلِ ضَعُفَ الْوَلَدُ وَنَقَصَ ، وَبِمِقْدَارِ حُصُولِ ذَلِكَ النُّقْصَانِ يَزْدَادُ أَيَّامَ الْحَمْلِ ، لِتَصِيرَ هَذِهِ الزِّيَادَةُ جَابِرَةً لِذَلِكَ النُّقْصَانِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : كُلَّمَا سَالَ الْحَيْضُ فِي وَقْتِ
[ ص: 14 ] الْحَمْلِ يَوْمًا زَادَ فِي مُدَّةِ الْحَمْلِ يَوْمًا لِيَحْصُلَ بِهِ الْجَبْرُ وَيَعْتَدِلَ الْأَمْرُ .
السَّابِعُ : أَنَّ دَمَ الْحَيْضِ فَضْلَةٌ تَجْتَمِعُ فِي بَطْنِ الْمَرْأَةِ ، فَإِذَا امْتَلَأَتْ عُرُوقُهَا مِنْ تِلْكَ الْفَضَلَاتِ فَاضَتْ وَخَرَجَتْ ، وَسَالَتْ مِنْ دَوَاخِلِ تِلْكَ الْعُرُوقِ ، ثُمَّ إِذَا سَالَتْ تِلْكَ الْمَوَادُّ امْتَلَأَتْ تِلْكَ الْعُرُوقُ مَرَّةً أُخْرَى ، هَذَا كُلُّهُ إِذَا قُلْنَا : إِنَّ كَلِمَةَ "مَا" مَوْصُولَةٌ ، أَمَّا إِذَا قُلْنَا : إِنَّهَا مَصْدَرِيَّةٌ فَالْمَعْنَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28781_32688_32689أَنَّهُ تَعَالَى يَعْلَمُ حَمْلَ كُلِّ أُنْثَى وَيَعْلَمُ غَيْضَ الْأَرْحَامِ وَازْدِيَادَهَا ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ وَلَا مِنْ أَوْقَاتِهِ وَأَحْوَالِهِ.
وَأما قوله تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ) فَمَعْنَاهُ : بِقَدَرٍ وَاحِدٍ لَا يُجَاوِزُهُ وَلَا يَنْقُصُ عَنْهُ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) [الْقَمَرِ : 49] وَقَوْلُهُ فِي أَوَّلِ الْفُرْقَانِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=2وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ) [الْفُرْقَانِ : 2].
وَاعْلَمْ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ) يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مِنَ الْعِنْدِيَّةِ الْعِلْمَ وَمَعْنَاهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28781أَنَّهُ تَعَالَى يَعْلَمُ كَمِّيَّةَ كُلِّ شَيْءٍ وَكَيْفِيَّتَهُ عَلَى الوجه الْمُفَصَّلِ الْمُبَيَّنِ ، وَمَتَى كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ امْتَنَعَ وُقُوعُ التَّغْيِيرِ فِي تِلْكَ الْمَعْلُومَاتِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مِنَ الْعِنْدِيَّةِ أَنَّهُ تَعَالَى خَصَّصَ كُلَّ حَادِثٍ بِوَقْتٍ مُعَيَّنٍ وَحَالَةٍ مُعَيَّنَةٍ بِمَشِيئَتِهِ الْأَزَلِيَّةِ وَإِرَادَتِهِ السَّرْمَدِيَّةِ ، وَعِنْدَ حُكَمَاءِ الْإِسْلَامِ أَنَّهُ تَعَالَى وَضَعَ أَشْيَاءَ كُلِّيَّةً وَأَوْدَعَ فِيهَا قُوًى وَخَوَاصَّ ، وَحَرَّكَهَا بِحَيْثُ يَلْزَمُ مِنْ حَرَكَاتِهَا الْمُقَدَّرَةِ بِالْمَقَادِيرِ الْمَخْصُوصَةِ أَحْوَالٌ جُزْئِيَّةٌ مُعَيَّنَةٌ وَمُنَاسَبَاتٌ مَخْصُوصَةٌ مُقَدَّرَةٌ ، وَيَدْخُلُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَفْعَالُ الْعِبَادِ وَأَحْوَالُهُمْ وَخَوَاطِرُهُمْ ، وَهُوَ مِنْ أَدَلِّ الدَّلَائِلِ عَلَى بُطْلَانِ قَوْلِ
الْمُعْتَزِلَةِ .