(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=51ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=51ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا )
اعلم أنه تعالى حكى عن
اليهود نوعا آخر من المكر ، وهو أنهم كانوا
nindex.php?page=treesubj&link=32424يفضلون عبدة الأصنام على المؤمنين ، ولا شك أنهم كانوا عالمين بأن ذلك باطل ، فكان إقدامهم على هذا القول لمحض العناد والتعصب ، وفي الآية مسائل :
المسألة الأولى : روي أن
حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف اليهوديين خرجا إلى
مكة مع جماعة من
اليهود يحالفون
قريشا على محاربة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : أنتم أهل كتاب ، وأنتم أقرب إلى
محمد منكم إلينا فلا نأمن مكركم ، فاسجدوا لآلهتنا حتى تطمئن قلوبنا ، ففعلوا ذلك . فهذا إيمانهم بالجبت والطاغوت ؛ لأنهم سجدوا للأصنام ، فقال
أبو سفيان : أنحن أهدى سبيلا أم
محمد ؟ فقال
كعب : ماذا يقول
محمد ؟ قالوا : يأمر بعبادة الله وحده ، وينهى عن عبادة الأصنام ، وترك دين آبائه ، وأوقع الفرقة . قال : وما دينكم ؟ قالوا : نحن ولاة البيت نسقي الحاج ونقري الضيف ونفك العاني . وذكروا أفعالهم ، فقال : أنتم أهدى سبيلا . فهذا هو المراد من قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=51للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ) [ النساء : 51 ] .
المسألة الثانية :
nindex.php?page=treesubj&link=28667اختلف الناس في الجبت والطاغوت ، وذكروا فيه وجوها :
الأول : قال أهل اللغة : كل معبود دون الله فهو جبت وطاغوت ، ثم زعم الأكثرون أن الجبت ليس له تصرف في اللغة . وحكى
القفال عن بعضهم أن الجبت أصله جبس ، فأبدلت السين تاء ، والجبس هو الخبيث الرديء ، وأما الطاغوت فهو مأخوذ من الطغيان ، وهو الإسراف في المعصية ، فكل من دعا إلى المعاصي الكبار لزمه هذا الاسم ، ثم توسعوا في هذا الاسم حتى أوقعوه على الجماد ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=35واجنبني وبني أن نعبد الأصنام nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=36رب إنهن أضللن كثيرا من الناس ) [ إبراهيم : 35] فأضاف الإضلال إلى الأصنام مع أنها جمادات .
الثاني : قال صاحب " الكشاف " : الجبت : الأصنام وكل ما عبد من دون الله ، والطاغوت : الشيطان .
الثالث : الجبت : الأصنام ، والطاغوت : تراجمة الأصنام ، يترجمون للناس عنها الأكاذيب فيضلونهم بها ، وهو منقول عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الرابع : روى
nindex.php?page=showalam&ids=16405علي بن أبي طلحة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : الجبت : الكاهن ، والطاغوت : الساحر .
الخامس : قال
الكلبي : الجبت في هذه
[ ص: 104 ] الآية
حيي بن أخطب ، والطاغوت
كعب بن الأشرف ، وكانت
اليهود يرجعون إليهما ، فسميا بهذين الاسمين لسعيهما في إغواء الناس وإضلالهم .
السادس : الجبت والطاغوت صنمان
لقريش ، وهما الصنمان اللذان سجد
اليهود لهما طلبا لمرضاة
قريش ، وبالجملة فالأقاويل كثيرة ، وهما كلمتان وضعتا علمين على من كان غاية في الشر والفساد .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ) فبين أن عليهم اللعن من الله وهو الخذلان والإبعاد ، وهو ضد ما للمؤمنين من القربة والزلفى ، وأخبر بعده بأن من يلعنه الله فلا ناصر له ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ) [ الأحزاب : 61 ] فهذا اللعن حاضر ، وما في الآخرة أعظم ، وهو يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ، وفيه وعد للرسول - صلى الله عليه وسلم - بالنصرة وللمؤمنين بالتقوية ، بالضد على الضد ، كما قال في الآيات المتقدمة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=45وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا ) [ النساء : 45 ] .
واعلم أن القوم إنما استحقوا هذا اللعن الشديد ؛ لأن الذي ذكروه من تفضيل عبدة الأوثان على الذين آمنوا
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - يجري مجرى المكابرة ، فمن يعبد غير الله كيف يكون أفضل حالا ممن لا يرضى بمعبود غير الله ، ومن كان دينه الإقبال بالكلية على خدمة الخالق والإعراض عن الدنيا والإقبال على الآخرة ، كيف يكون أقل حالا ممن كان بالضد في كل هذه الأحوال ، والله أعلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=51أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=51أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا )
اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى حَكَى عَنِ
الْيَهُودِ نَوْعًا آخَرَ مِنَ الْمَكْرِ ، وَهُوَ أَنَّهُمْ كَانُوا
nindex.php?page=treesubj&link=32424يُفَضِّلُونَ عَبَدَةَ الْأَصْنَامِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ كَانُوا عَالِمِينَ بِأَنَّ ذَلِكَ بَاطِلٌ ، فَكَانَ إِقْدَامُهُمْ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ لِمَحْضِ الْعِنَادِ وَالتَّعَصُّبِ ، وَفِي الْآيَةِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : رُوِيَ أَنَّ
حُيَيَّ بْنَ أَخْطَبَ وَكَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ الْيَهُودِيَّيْنِ خَرَجَا إِلَى
مَكَّةَ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ
الْيَهُودِ يُحَالِفُونَ
قُرَيْشًا عَلَى مُحَارَبَةِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا : أَنْتُمْ أَهْلُ كِتَابٍ ، وَأَنْتُمْ أَقْرَبُ إِلَى
مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ إِلَيْنَا فَلَا نَأْمَنُ مَكْرَكُمْ ، فَاسْجُدُوا لِآلِهَتِنَا حَتَّى تَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ . فَهَذَا إِيمَانُهُمْ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ؛ لِأَنَّهُمْ سَجَدُوا لِلْأَصْنَامِ ، فَقَالَ
أَبُو سُفْيَانَ : أَنْحَنُ أَهْدَى سَبِيلًا أَمْ
مُحَمَّدٌ ؟ فَقَالَ
كَعْبٌ : مَاذَا يَقُولُ
مُحَمَّدٌ ؟ قَالُوا : يَأْمُرُ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ ، وَيَنْهَى عَنْ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ ، وَتَرَكَ دِينَ آبَائِهِ ، وَأَوْقَعَ الْفُرْقَةَ . قَالَ : وَمَا دِينُكُمْ ؟ قَالُوا : نَحْنُ وُلَاةُ الْبَيْتِ نَسْقِي الْحَاجَّ وَنَقْرِي الضَّيْفَ وَنَفُكُّ الْعَانِي . وَذَكَرُوا أَفْعَالَهُمْ ، فَقَالَ : أَنْتُمْ أَهْدَى سَبِيلًا . فَهَذَا هُوَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=51لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ) [ النِّسَاءِ : 51 ] .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28667اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ، وَذَكَرُوا فِيهِ وُجُوهًا :
الْأَوَّلُ : قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : كُلُّ مَعْبُودٍ دُونَ اللَّهِ فَهُوَ جِبْتٌ وَطَاغُوتٌ ، ثُمَّ زَعَمَ الْأَكْثَرُونَ أَنَّ الْجِبْتَ لَيْسَ لَهُ تَصَرُّفٌ فِي اللُّغَةِ . وَحَكَى
الْقَفَّالُ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّ الْجِبْتَ أَصْلُهُ جِبْسٌ ، فَأُبْدِلَتِ السِّينُ تَاءً ، وَالْجِبْسُ هُوَ الْخَبِيثُ الرَّدِيءُ ، وَأَمَّا الطَّاغُوتُ فَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الطُّغْيَانِ ، وَهُوَ الْإِسْرَافُ فِي الْمَعْصِيَةِ ، فَكُلُّ مَنْ دَعَا إِلَى الْمَعَاصِي الْكِبَارِ لَزِمَهُ هَذَا الِاسْمُ ، ثُمَّ تَوَسَّعُوا فِي هَذَا الِاسْمِ حَتَّى أَوْقَعُوهُ عَلَى الْجَمَادِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=35وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=36رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ) [ إِبْرَاهِيمَ : 35] فَأَضَافَ الْإِضْلَالَ إِلَى الْأَصْنَامِ مَعَ أَنَّهَا جَمَادَاتٌ .
الثَّانِي : قَالَ صَاحِبُ " الْكَشَّافِ " : الْجِبْتُ : الْأَصْنَامُ وَكُلُّ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، وَالطَّاغُوتُ : الشَّيْطَانُ .
الثَّالِثُ : الْجِبْتُ : الْأَصْنَامُ ، وَالطَّاغُوتُ : تَرَاجِمَةُ الْأَصْنَامِ ، يُتَرْجِمُونَ لِلنَّاسِ عَنْهَا الْأَكَاذِيبَ فَيُضِلُّونَهُمْ بِهَا ، وَهُوَ مَنْقُولٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
الرَّابِعُ : رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16405عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْجِبْتُ : الْكَاهِنُ ، وَالطَّاغُوتُ : السَّاحِرُ .
الْخَامِسُ : قَالَ
الْكَلْبِيُّ : الْجِبْتُ فِي هَذِهِ
[ ص: 104 ] الْآيَةِ
حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ ، وَالطَّاغُوتُ
كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ ، وَكَانَتِ
الْيَهُودُ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِمَا ، فَسُمِّيَا بِهَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ لِسَعْيِهِمَا فِي إِغْوَاءِ النَّاسِ وَإِضْلَالِهِمْ .
السَّادِسُ : الْجِبْتُ وَالطَّاغُوتُ صَنَمَانِ
لِقُرَيْشٍ ، وَهُمَا الصَّنَمَانِ اللَّذَانِ سَجَدَ
الْيَهُودُ لَهُمَا طَلَبًا لِمَرْضَاةِ
قُرَيْشٍ ، وَبِالْجُمْلَةِ فَالْأَقَاوِيلُ كَثِيرَةٌ ، وَهُمَا كَلِمَتَانِ وُضِعَتَا عَلَمَيْنِ عَلَى مَنْ كَانَ غَايَةً فِي الشَّرِّ وَالْفَسَادِ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ) فَبَيَّنَ أَنَّ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ الْخِذْلَانُ وَالْإِبْعَادُ ، وَهُوَ ضِدُّ مَا لِلْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْقُرْبَةِ وَالزُّلْفَى ، وَأَخْبَرَ بَعْدَهُ بِأَنَّ مَنْ يَلْعَنُهُ اللَّهُ فَلَا نَاصِرَ لَهُ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ) [ الْأَحْزَابِ : 61 ] فَهَذَا اللَّعْنُ حَاضِرٌ ، وَمَا فِي الْآخِرَةِ أَعْظَمُ ، وَهُوَ يَوْمٌ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ، وَفِيهِ وَعْدٌ لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالنُّصْرَةِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ بِالتَّقْوِيَةِ ، بِالضِّدِّ عَلَى الضِّدِّ ، كَمَا قَالَ فِي الْآيَاتِ الْمُتَقَدِّمَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=45وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا ) [ النِّسَاءِ : 45 ] .
وَاعْلَمْ أَنَّ الْقَوْمَ إِنَّمَا اسْتَحَقُّوا هَذَا اللَّعْنَ الشَّدِيدَ ؛ لِأَنَّ الَّذِي ذَكَرُوهُ مِنْ تَفْضِيلِ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا
بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَجْرِي مَجْرَى الْمُكَابَرَةِ ، فَمَنْ يَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ كَيْفَ يَكُونُ أَفْضَلَ حَالًا مِمَّنْ لَا يَرْضَى بِمَعْبُودٍ غَيْرِ اللَّهِ ، وَمَنْ كَانَ دِينُهُ الْإِقْبَالُ بِالْكُلِّيَّةِ عَلَى خِدْمَةِ الْخَالِقِ وَالْإِعْرَاضُ عَنِ الدُّنْيَا وَالْإِقْبَالُ عَلَى الْآخِرَةِ ، كَيْفَ يَكُونُ أَقَلَّ حَالًا مِمَّنْ كَانَ بِالضِّدِّ فِي كُلِّ هَذِهِ الْأَحْوَالِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .