قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) .
اعلم أن هذا هو النوع الثالث من دعاء المؤمنين ، وفيه مسائل :
المسألة الأولى : الطاقة اسم من الإطاقة ، كالطاعة من الإطاعة ، والجابة من الإجابة وهي توضع موضع المصدر .
المسألة الثانية : من الأصحاب من تمسك به في أن
nindex.php?page=treesubj&link=20715_20716تكليف ما لا يطاق جائز إذ لو لم يكن جائزا لما حسن طلبه بالدعاء من الله تعالى .
أجاب
المعتزلة عنه من وجوه :
الأول : أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286ما لا طاقة لنا به ) أي يشق فعله مشقة عظيمة وهو كما يقول الرجل : لا أستطيع أن أنظر إلى فلان إذا كان مستثقلا له . قال الشاعر :
إنك إن كلفتني ما لم أطق ساءك ما سرك مني من خلق
.
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المملوك : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16012052له طعامه وكسوته ولا يكلف من العمل ما لا يطيق " أي ما يشق عليه .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن الحصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16012053nindex.php?page=treesubj&link=1763المريض يصلي جالسا ، فإن لم يستطع فعلى جنب " ، فقوله : فإن لم يستطع ليس معناه عدم القوة على الجلوس ، بل كل الفقهاء يقولون : المراد منه إذا كان يلحقه في الجلوس مشقة عظيمة شديدة ، وقال الله تعالى في وصف الكفار (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20ما كانوا يستطيعون السمع ) [ هود : 20 ] أي كان يشق عليهم .
الوجه الثاني : أنه تعالى لم يقل : لا تكلفنا ما لا طاقة لنا به ، بل قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) والتحميل هو أن يضع عليه ما لا طاقة له به بتحمله فيكون المراد منه العذاب والمعنى لا تحملنا عذابك الذي لا نطيق احتماله فلو حملنا الآية على ذلك كان قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286ولا تحملنا ) حقيقة فيه ولو حملناه على التكليف كان قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286ولا تحملنا ) مجازا فيه ، فكان الأول أولى .
[ ص: 129 ] الوجه الثالث : هب أنهم سألوا الله تعالى أن لا يكلفهم بما لا قدرة لهم عليه لكن ذلك لا يدل على جواز أن يفعل خلافه ، لأنه لو دل على ذلك لدل قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=112رب احكم بالحق ) [ الأنبياء : 112 ] على جواز أن يحكم بباطل ، وكذلك يدل قول
إبراهيم عليه السلام (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=87ولا تخزني يوم يبعثون ) [ الشعراء : 87 ] على جواز أن يخزي الأنبياء ، وقال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=48ولا تطع الكافرين والمنافقين ) [ الأحزاب : 48 ] ولا يدل هذا على جواز أن يطيع الرسول الكافرين والمنافقين ، وكذا الكلام في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=65لئن أشركت ليحبطن عملك ) [ الزمر : 65 ] هذا جملة أجوبة
المعتزلة .
أجاب الأصحاب فقالوا :
أما الوجه الأول : فمدفوع من وجهين :
الأول : أنه لو كان قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) محمولا على أن لا يشدد عليهم في التكليف لكان معناه ومعنى الآية المتقدمة عليه وهو قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ) واحدا فتكون هذه الآية تكرارا محضا وذلك غير جائز .
الثاني : أنا بينا أن الطاقة هي الإطاقة والقدرة ، فقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) ظاهره لا تحملنا ما لا قدرة لنا عليه أقصى ما في الباب أنه جاء هذا اللفظ بمعنى الاستقبال في بعض وجوه الاستعمال على سبيل المجاز إلا أن الأصل حمل اللفظ على الحقيقة .
وأما الوجه الثاني : فجوابه أن التحمل مخصوص في عرف القرآن بالتكليف ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إنا عرضنا الأمانة على السماوات ) [ الأحزاب : 72 ] إلى قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72وحملها الإنسان ) [ الأحزاب : 72 ] ثم هب أنه لم يوجد هذا العرف إلا أن قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) عام في العذاب وفي التكليف فوجب إجراؤه على ظاهره أما التخصيص بغير حجة فإنه لا يجوز .
وأما الوجه الثالث : فجوابه أن فعل الشيء إذا كان ممتنعا لم يجز طلب الامتناع منه على سبيل الدعاء والتضرع ، ويصير ذلك جاريا مجرى من يقول في دعائه وتضرعه : ربنا لا تجمع بين الضدين ولا تقلب القديم محدثا ، كما أن ذلك غير جائز ، فكذا ما ذكرتم .
إذا ثبت هذا فنقول : هذا هو الأصل فإذا صار ذلك متروكا في بعض الصور لدليل مفصل لم يجب تركه في سائر الصور بغير دليل وبالله التوفيق .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ) .
اعْلَمْ أَنَّ هَذَا هُوَ النَّوْعُ الثَّالِثُ مِنْ دُعَاءِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : الطَّاقَةُ اسْمٌ مِنَ الْإِطَاقَةِ ، كَالطَّاعَةِ مِنَ الْإِطَاعَةِ ، وَالْجَابَةِ مِنَ الْإِجَابَةِ وَهِيَ تُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : مِنَ الْأَصْحَابِ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ فِي أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=20715_20716تَكْلِيفَ مَا لَا يُطَاقُ جَائِزٌ إِذْ لَوْ لَمْ يَكُنْ جَائِزًا لَمَا حَسُنَ طَلَبُهُ بِالدُّعَاءِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى .
أَجَابَ
الْمُعْتَزِلَةَ عَنْهُ مِنْ وُجُوهٍ :
الْأَوَّلُ : أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ) أَيْ يَشُقُّ فِعْلُهُ مَشَقَّةً عَظِيمَةً وَهُوَ كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ : لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى فُلَانٍ إِذَا كَانَ مُسْتَثْقِلًا لَهُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
إِنَّكَ إِنْ كَلَّفْتَنِي مَا لَمْ أُطِقْ سَاءَكَ مَا سَرَّكَ مِنِّي مِنْ خُلُقْ
.
وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْمَمْلُوكِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16012052لَهُ طَعَامُهُ وَكُسْوَتُهُ وَلَا يُكَلَّفُ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَا يُطِيقُ " أَيْ مَا يَشُقُّ عَلَيْهِ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=40عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16012053nindex.php?page=treesubj&link=1763الْمَرِيضُ يُصَلِّي جَالِسًا ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ " ، فَقَوْلُهُ : فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ لَيْسَ مَعْنَاهُ عَدَمَ الْقُوَّةِ عَلَى الْجُلُوسِ ، بَلْ كُلُّ الْفُقَهَاءِ يَقُولُونَ : الْمُرَادُ مِنْهُ إِذَا كَانَ يَلْحَقُهُ فِي الْجُلُوسِ مَشَقَّةٌ عَظِيمَةٌ شَدِيدَةٌ ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي وَصْفِ الْكُفَّارِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ ) [ هُودٍ : 20 ] أَيْ كَانَ يَشُقُّ عَلَيْهِمْ .
الْوَجْهُ الثَّانِي : أَنَّهُ تَعَالَى لَمْ يَقُلْ : لَا تُكَلِّفْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ، بَلْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ) وَالتَّحْمِيلُ هُوَ أَنْ يَضَعَ عَلَيْهِ مَا لَا طَاقَةَ لَهُ بِهِ بِتَحَمُّلِهِ فَيَكُونَ الْمُرَادُ مِنْهُ الْعَذَابَ وَالْمَعْنَى لَا تُحَمِّلْنَا عَذَابَكَ الَّذِي لَا نُطِيقُ احْتِمَالَهُ فَلَوْ حَمَلْنَا الْآيَةَ عَلَى ذَلِكَ كَانَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286وَلَا تُحَمِّلْنَا ) حَقِيقَةً فِيهِ وَلَوْ حَمَلْنَاهُ عَلَى التَّكْلِيفِ كَانَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286وَلَا تُحَمِّلْنَا ) مَجَازًا فِيهِ ، فَكَانَ الْأَوَّلُ أَوْلَى .
[ ص: 129 ] الْوَجْهُ الثَّالِثُ : هَبْ أَنَّهُمْ سَأَلُوا اللَّهَ تَعَالَى أَنْ لَا يُكَلِّفَهُمْ بِمَا لَا قُدْرَةَ لَهُمْ عَلَيْهِ لَكِنَّ ذَلِكَ لَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ أَنْ يَفْعَلَ خِلَافَهُ ، لِأَنَّهُ لَوْ دَلَّ عَلَى ذَلِكَ لَدَلَّ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=112رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ) [ الْأَنْبِيَاءِ : 112 ] عَلَى جَوَازِ أَنْ يَحْكُمَ بِبَاطِلٍ ، وَكَذَلِكَ يَدُلُّ قَوْلُ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=87وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ) [ الشُّعَرَاءِ : 87 ] عَلَى جَوَازِ أَنْ يُخْزِيَ الْأَنْبِيَاءَ ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=48وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ) [ الْأَحْزَابِ : 48 ] وَلَا يَدُلُّ هَذَا عَلَى جَوَازِ أَنْ يُطِيعَ الرَّسُولُ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ، وَكَذَا الْكَلَامُ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=65لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) [ الزُّمَرِ : 65 ] هَذَا جُمْلَةُ أَجْوِبَةِ
الْمُعْتَزِلَةِ .
أَجَابَ الْأَصْحَابُ فَقَالُوا :
أَمَّا الْوَجْهُ الْأَوَّلُ : فَمَدْفُوعٌ مِنْ وَجْهَيْنِ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ لَوْ كَانَ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ) مَحْمُولًا عَلَى أَنْ لَا يُشَدِّدَ عَلَيْهِمْ فِي التَّكْلِيفِ لَكَانَ مَعْنَاهُ وَمَعْنَى الْآيَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ عَلَيْهِ وَهُوَ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ) وَاحِدًا فَتَكُونُ هَذِهِ الْآيَةُ تَكْرَارًا مَحْضًا وَذَلِكَ غَيْرُ جَائِزٍ .
الثَّانِي : أَنَّا بَيَّنَّا أَنَّ الطَّاقَةَ هِيَ الْإِطَاقَةُ وَالْقُدْرَةُ ، فَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ) ظَاهِرُهُ لَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا قُدْرَةَ لَنَا عَلَيْهِ أَقْصَى مَا فِي الْبَابِ أَنَّهُ جَاءَ هَذَا اللَّفْظُ بِمَعْنَى الِاسْتِقْبَالِ فِي بَعْضِ وُجُوهِ الِاسْتِعْمَالِ عَلَى سَبِيلِ الْمَجَازِ إِلَّا أَنَّ الْأَصْلَ حَمْلُ اللَّفْظِ عَلَى الْحَقِيقَةِ .
وَأَمَّا الْوَجْهُ الثَّانِي : فَجَوَابُهُ أَنَّ التَّحَمُّلَ مَخْصُوصٌ فِي عُرْفِ الْقُرْآنِ بِالتَّكْلِيفِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ ) [ الْأَحْزَابِ : 72 ] إِلَى قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ) [ الْأَحْزَابِ : 72 ] ثُمَّ هَبْ أَنَّهُ لَمْ يُوجَدْ هَذَا الْعُرْفُ إِلَّا أَنَّ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ) عَامٌّ فِي الْعَذَابِ وَفِي التَّكْلِيفِ فَوَجَبَ إِجْرَاؤُهُ عَلَى ظَاهِرِهِ أَمَّا التَّخْصِيصُ بِغَيْرِ حُجَّةٍ فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ .
وَأَمَّا الْوَجْهُ الثَّالِثُ : فَجَوَابُهُ أَنَّ فِعْلَ الشَّيْءِ إِذَا كَانَ مُمْتَنِعًا لَمْ يَجُزْ طَلَبُ الِامْتِنَاعِ مِنْهُ عَلَى سَبِيلِ الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ ، وَيَصِيرُ ذَلِكَ جَارِيًا مَجْرَى مَنْ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ وَتَضَرُّعِهِ : رَبَّنَا لَا تَجْمَعْ بَيْنَ الضِّدَّيْنِ وَلَا تَقْلِبِ الْقَدِيمَ مُحْدَثًا ، كَمَا أَنَّ ذَلِكَ غَيْرُ جَائِزٍ ، فَكَذَا مَا ذَكَرْتُمْ .
إِذَا ثَبَتَ هَذَا فَنَقُولُ : هَذَا هُوَ الْأَصْلُ فَإِذَا صَارَ ذَلِكَ مَتْرُوكًا فِي بَعْضِ الصُّوَرِ لِدَلِيلٍ مُفَصَّلٍ لَمْ يَجِبْ تَرْكُهُ فِي سَائِرِ الصُّوَرِ بِغَيْرِ دَلِيلٍ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ .