أخبرنا
محمد بن الحسين قال : سمعت
أحمد بن علي ، سمعت
يعقوب ، سمعت
الحسن بن علي يقول : قال
أبو يزيد : "
nindex.php?page=treesubj&link=33677_29411المعرفة في ذات الحق جهل ، والعلم في حقيقة المعرفة جناية ، والإشارة من المشير شرك في الإشارة ، وقال : العارف همه ما يأمله ، والزاهد همه ما يأكله ، وقال : طوبى لمن كان همه هما واحدا ، ولم يشغل قلبه بما رأت عيناه وسمعت أذناه ، ومن عرف الله فإنه يزهد في كل شيء يشغله عنه " .
حدثنا
أحمد بن أبي عمران ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17156منصور بن عبد الله قال : سمعت
أبا عمران موسى بن عيسى يقول : سمعت أبي يقول : قال
أبو يزيد أو سئل ما
nindex.php?page=treesubj&link=18470علامة العارف ؟ فقال : " (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=34إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ) الآية وقال : عجبت لمن عرف الله كيف لا يعبده ! وقيل له : إنك من الأبدال السبعة الذين هم أوتاد الأرض ، فقال : أنا كل السبعة ، وسئل : متى يبلغ الرجل حد الرجال في هذا الأمر ؟ قال : إذا عرف عيوب نفسه ، فحينئذ يبلغ مبلغ الرجال ، وقال : إن لله عبادا لو حجبوا عنه طرفة عين ثم أعطوا الجنان كلها ما كان لهم إليها حاجة ، وكيف يركنون إلى الدنيا وزينتها " .
سمعت
الفضل بن جعفر يقول : سمعت
الحسن يقول : سمعت
عبيد بن عبد القاهر يقول : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12195أبو يزيد البسطامي : " إن الله تعالى ليرزق عبده الحلاوة ، فمن أجل فرحه يمنعه من حقائق القرب ، وسئل عن
nindex.php?page=treesubj&link=29411درجة العارف فقال : ليس هناك درجة ، بل أعلى فائدة العارف وجوده ربه ، وقال : عرفت الله بالله ، وعرفت ما دون الله بنور الله ، وسئل : بماذا يستعان على العبادة فقال : بالله إن كنت تعرفه ، وقال : أدل عليك بك ، وبك أصل إليك وقال : نسيان النفس ذكر بارئ النسيم .
[ ص: 38 ] وقال : من تكلم في الأزل يحتاج أن يكون معه سراج الأزل ، وقال : ما وجد الواجدون شيئا من الحضور إلا كانوا غائبين في حضورهم ، وكنت أنا المخبر عنهم في حضورهم " .
حدثنا
أحمد بن أبي عمران ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17156منصور بن عبد الله قال : سمعت
موسى يقول : سمعت أبي يقول : بينا أنا قاعد خلف
أبي يزيد يوما إذ شهق شهقة فرأيت أن شهقته تخرق الحجب بينه وبين الله ، فقلت : يا
أبا يزيد رأيت عجبا ، فقال : يا مسكين ، وما ذلك العجب ؟ فقلت : رأيت شهقتك تخرق الحجب حتى وصلت إلى الله تعالى ، فقال : يا مسكين ، إن الشهقة الجيدة هي التي إذا بدت لم يكن لها حجاب تخرقه ، وسأله رجل فقال : يا
أبا يزيد ،
nindex.php?page=treesubj&link=29411_29686العارف يحجبه شيء عن ربه ؟ فقال : " يا مسكين من كان هو حجابه أي شيء يحجبه " .
أخبرنا
أبو عمر بن حمدان قال : وجدت بخط أبي سمعت
أبا عثمان سعيد بن إسماعيل يقول : قال
أبو يزيد : "
nindex.php?page=treesubj&link=28276_30531من سمع الكلام ليتكلم مع الناس رزقه الله فهما يكلم به الناس ، ومن سمعه ليعامل الله رزقه الله فهما يناجي به ربه " .
أخبرنا
محمد بن الحسين بن موسى قال : سمعت
أبا نصر الهروي يقول : سمعت
يعقوب بن إسحاق يقول : سمعت
إبراهيم الهروي يقول : سمعت
أبا يزيد يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=19985_19988هذا فرحي بك وأنا أخافك ، فكيف فرحي بك إذا أمنتك ؟ قال : وسمعت
أبا يزيد يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=32052رب أفهمني عنك فإني لا أفهم عنك إلا بك ، قال
أبو يزيد :
[ ص: 39 ] كفر أهل الهمة أسلم من إيمان أهل المنة ، وقال : ليت الخلق عرفوني فكفاهم من ذلك معرفتهم بأنفسهم ، وقال : وسئل
أبو يزيد :
nindex.php?page=treesubj&link=19882_18300بم نالوا المعرفة ؟ قال : بتضييع ما لهم ، والوقوف على ما له ، وقال : اطلع الله على قلوب أوليائه ، فمنهم من لم يكن يصلح لحمل المعرفة صرفا فشغلهم بالعبادة " .
سمعت
الفضل بن جعفر يقول : سمعت
محمد بن منصور يقول : سمعت
عبيد بن عبد القاهر يقول : قال
أبو يزيد : "
nindex.php?page=treesubj&link=29411العارف فوق ما يقول ، والعالم دون ما يقول ، والعارف ما فرح بشيء قط ولا خاف من شيء قط ، والعارف يلاحظ ربه والعالم يلاحظ نفسه بعلمه ، والعابد يعبده بالحال والعارف يعبده في الحال ، وثواب العارف من ربه هو ، وكمال العارف احترافه فيه له ، وقال رجل
لأبي يزيد : علمني اسم الله الأعظم . قال : ليس له حد محدود إنما هو فراغ قلبك لوحدانيته ، فإذا كنت كذلك فارفع إلى أي اسم شئت ، فإنك تصير به إلى المشرق والمغرب ثم تجيء وتصف " .
أَخْبَرَنَا
محمد بن الحسين قَالَ : سَمِعْتُ
أحمد بن علي ، سَمِعْتُ
يعقوب ، سَمِعْتُ
الحسن بن علي يَقُولُ : قَالَ
أبو يزيد : "
nindex.php?page=treesubj&link=33677_29411الْمَعْرِفَةُ فِي ذَاتِ الْحَقِّ جَهْلٌ ، وَالْعِلْمُ فِي حَقِيقَةِ الْمَعْرِفَةِ جِنَايَةٌ ، وَالْإِشَارَةُ مِنَ الْمُشِيرِ شِرْكٌ فِي الْإِشَارَةِ ، وَقَالَ : الْعَارِفُ هَمُّهُ مَا يَأْمُلُهُ ، وَالزَّاهِدُ هَمُّهُ مَا يَأْكُلُهُ ، وَقَالَ : طُوبَى لِمَنْ كَانَ هَمُّهُ هَمًّا وَاحِدًا ، وَلَمْ يَشْغَلْ قَلْبَهُ بِمَا رَأَتْ عَيْنَاهُ وَسَمِعَتْ أُذُنَاهُ ، وَمَنْ عَرَفَ اللَّهَ فَإِنَّهُ يَزْهَدُ فِي كُلِّ شَيْءٍ يَشْغَلُهُ عَنْهُ " .
حَدَّثَنَا
أحمد بن أبي عمران ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17156مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : سَمِعْتُ
أبا عمران موسى بن عيسى يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : قَالَ
أبو يزيد أَوْ سُئِلَ مَا
nindex.php?page=treesubj&link=18470عَلَامَةُ الْعَارِفِ ؟ فَقَالَ : " (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=34إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا ) الْآيَةَ وَقَالَ : عَجِبْتُ لِمَنْ عَرَفَ اللَّهَ كَيْفَ لَا يَعْبُدُهُ ! وَقِيلَ لَهُ : إِنَّكَ مِنَ الْأَبْدَالِ السَّبْعَةِ الَّذِينَ هُمْ أَوْتَادُ الْأَرْضِ ، فَقَالَ : أَنَا كُلُّ السَّبْعَةِ ، وَسُئِلَ : مَتَى يَبْلُغُ الرَّجُلُ حَدَّ الرِّجَالِ فِي هَذَا الْأَمْرِ ؟ قَالَ : إِذَا عَرَفَ عُيُوبَ نَفْسِهِ ، فَحِينَئِذٍ يَبْلُغُ مَبْلَغَ الرِّجَالِ ، وَقَالَ : إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَوْ حُجِبُوا عَنْهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ ثُمَّ أُعْطُوا الْجِنَانَ كُلَّهَا مَا كَانَ لَهُمْ إِلَيْهَا حَاجَةٌ ، وَكَيْفَ يَرْكَنُونَ إِلَى الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا " .
سَمِعْتُ
الفضل بن جعفر يَقُولُ : سَمِعْتُ
الحسن يَقُولُ : سَمِعْتُ
عبيد بن عبد القاهر يَقُولُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12195أَبُو يَزِيدَ الْبَسْطَامِيُّ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَرْزُقُ عَبْدَهُ الْحَلَاوَةَ ، فَمِنْ أَجْلِ فَرَحِهِ يَمْنَعُهُ مِنْ حَقَائِقِ الْقُرْبِ ، وَسُئِلَ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=29411دَرَجَةِ الْعَارِفِ فَقَالَ : لَيْسَ هُنَاكَ دَرَجَةٌ ، بَلْ أَعْلَى فَائِدَةِ الْعَارِفِ وُجُودُهُ رَبَّهُ ، وَقَالَ : عَرَفْتُ اللَّهَ بِاللَّهِ ، وَعَرَفْتُ مَا دُونَ اللَّهِ بِنُورِ اللَّهِ ، وَسُئِلَ : بِمَاذَا يُسْتَعَانُ عَلَى الْعِبَادَةِ فَقَالَ : بِاللَّهِ إِنْ كُنْتَ تَعْرِفُهُ ، وَقَالَ : أَدُلُّ عَلَيْكَ بِكَ ، وَبِكَ أَصِلُ إِلَيْكَ وَقَالَ : نِسْيَانُ النَّفْسِ ذِكْرُ بَارِئِ النَّسِيمِ .
[ ص: 38 ] وَقَالَ : مَنْ تَكَلَّمُ فِي الْأَزَلِ يَحْتَاجُ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ سِرَاجُ الْأَزَلِ ، وَقَالَ : مَا وَجَدَ الْوَاجِدُونَ شَيْئًا مِنَ الْحُضُورِ إِلَّا كَانُوا غَائِبِينَ فِي حُضُورِهِمْ ، وَكُنْتُ أَنَا الْمُخْبِرَ عَنْهُمْ فِي حُضُورِهِمْ " .
حَدَّثَنَا
أحمد بن أبي عمران ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17156مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : سَمِعْتُ
موسى يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : بَيْنَا أَنَا قَاعِدٌ خَلْفَ
أبي يزيد يَوْمًا إِذْ شَهِقَ شَهْقَةً فَرَأَيْتُ أَنَّ شَهْقَتَهُ تَخْرِقُ الْحُجُبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ ، فَقُلْتُ : يَا
أبا يزيد رَأَيْتُ عَجَبًا ، فَقَالَ : يَا مِسْكِينُ ، وَمَا ذَلِكَ الْعَجَبُ ؟ فَقُلْتُ : رَأَيْتُ شَهْقَتَكَ تَخْرِقُ الْحُجُبَ حَتَّى وَصَلَتْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، فَقَالَ : يَا مِسْكِينُ ، إِنَّ الشَّهْقَةَ الْجَيِّدَةَ هِيَ الَّتِي إِذَا بَدَتْ لَمْ يَكُنْ لَهَا حِجَابٌ تَخْرِقُهُ ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا
أبا يزيد ،
nindex.php?page=treesubj&link=29411_29686الْعَارِفُ يَحْجُبُهُ شَيْءٌ عَنْ رَبِّهِ ؟ فَقَالَ : " يَا مِسْكِينُ مَنْ كَانَ هُوَ حِجَابُهُ أَيُّ شَيْءٍ يَحْجُبُهُ " .
أَخْبَرَنَا
أبو عمر بن حمدان قَالَ : وَجَدْتُ بِخَطِّ أَبِي سَمِعْتُ
أبا عثمان سعيد بن إسماعيل يَقُولُ : قَالَ
أبو يزيد : "
nindex.php?page=treesubj&link=28276_30531مَنْ سَمِعَ الْكَلَامَ لِيَتَكَلَّمَ مَعَ النَّاسِ رَزَقَهُ اللَّهُ فَهْمًا يُكَلِّمُ بِهِ النَّاسَ ، وَمَنْ سَمِعَهُ لِيُعَامِلَ اللَّهَ رَزَقَهُ اللَّهُ فَهْمًا يُنَاجِي بِهِ رَبَّهُ " .
أَخْبَرَنَا
محمد بن الحسين بن موسى قَالَ : سَمِعْتُ
أبا نصر الهروي يَقُولُ : سَمِعْتُ
يعقوب بن إسحاق يَقُولُ : سَمِعْتُ
إبراهيم الهروي يَقُولُ : سَمِعْتُ
أبا يزيد يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=19985_19988هَذَا فَرَحِي بِكَ وَأَنَا أَخَافُكَ ، فَكَيْفَ فَرَحِي بِكَ إِذَا أَمِنْتُكَ ؟ قَالَ : وَسَمِعْتُ
أبا يزيد يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=32052رَبِّ أَفْهِمْنِي عَنْكَ فَإِنِّي لَا أَفْهَمُ عَنْكَ إِلَّا بِكَ ، قَالَ
أبو يزيد :
[ ص: 39 ] كُفْرُ أَهْلِ الْهِمَّةِ أَسْلَمُ مِنْ إِيمَانِ أَهْلِ الْمِنَّةِ ، وَقَالَ : لَيْتَ الْخَلْقَ عَرَفُونِي فَكَفَاهُمْ مِنْ ذَلِكَ مَعْرِفَتُهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ ، وَقَالَ : وَسُئِلَ
أبو يزيد :
nindex.php?page=treesubj&link=19882_18300بِمَ نَالُوا الْمَعْرِفَةَ ؟ قَالَ : بِتَضْيِيعِ مَا لَهُمْ ، وَالْوُقُوفِ عَلَى مَا لَهُ ، وَقَالَ : اطَّلَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ أَوْلِيَائِهِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَصْلُحُ لِحَمْلِ الْمَعْرِفَةِ صَرْفًا فَشَغَلَهُمْ بِالْعِبَادَةِ " .
سَمِعْتُ
الفضل بن جعفر يَقُولُ : سَمِعْتُ
محمد بن منصور يَقُولُ : سَمِعْتُ
عبيد بن عبد القاهر يَقُولُ : قَالَ
أبو يزيد : "
nindex.php?page=treesubj&link=29411الْعَارِفُ فَوْقَ مَا يَقُولُ ، وَالْعَالِمُ دُونَ مَا يَقُولُ ، وَالْعَارِفُ مَا فَرِحَ بِشَيْءٍ قَطُّ وَلَا خَافَ مِنْ شَيْءٍ قَطُّ ، وَالْعَارِفُ يُلَاحِظُ رَبَّهُ وَالْعَالِمُ يُلَاحِظُ نَفْسَهُ بِعِلْمِهِ ، وَالْعَابِدُ يَعْبُدُهُ بِالْحَالِ وَالْعَارِفُ يَعْبُدُهُ فِي الْحَالِ ، وَثَوَابُ الْعَارِفِ مِنْ رَبِّهِ هُوَ ، وَكَمَالُ الْعَارِفِ احْتِرَافُهُ فِيهِ لَهُ ، وَقَالَ رَجُلٌ
لأبي يزيد : عَلِّمْنِي اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ . قَالَ : لَيْسَ لَهُ حَدٌّ مَحْدُودٌ إِنَّمَا هُوَ فَرَاغُ قَلْبِكَ لِوَحْدَانِيَّتِهِ ، فَإِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ فَارْفَعْ إِلَى أَيِّ اسْمٍ شِئْتَ ، فَإِنَّكَ تَصِيرُ بِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ثُمَّ تَجِيءُ وَتَصِفُ " .