قلت : الأحاديث والآثار مختلفة في
nindex.php?page=treesubj&link=32441_31760ذهاب الشمس بعد غروبها ; فأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=hadith&LINKID=16006273عن أبي ذر قال : " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس ، فقال : يا أبا ذر ، تدري أين تغرب الشمس؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش ، فذلك قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=38والشمس تجري لمستقر لها ) " . وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي بلفظ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006274فإنها تذهب حتى تنتهي تحت العرش عند ربها ، ثم تستأذن فيؤذن لها ، ويوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها وتطلب ، فإذا كان ذلك قيل لها : اطلعي من مكانك ، فذلك قول الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=38والشمس تجري لمستقر لها ) " وأخرج
عبد الرزاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=38والشمس تجري لمستقر لها ) قال : مستقرها أن تطلع ، فتردها ذنوب بني
آدم ، فإذا غربت سلمت وسجدت واستأذنت ، فيؤذن لها ، حتى إذا غربت سلمت وسجدت واستأذنت ، فلا يؤذن لها ، فتقول : إن السير بعيد ، وإني إن لا يؤذن لي لا أبلغ ، فتحبس ما شاء الله ثم يقال : اطلعي من حيث غربت .
[ ص: 370 ] قال
الحافظ ابن حجر في " شرح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " : لا تخالف بين هذا وبين قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=86وجدها تغرب في عين حمئة ) فإن المراد به نهاية مدرك البصر إليها حال الغروب ، وسجودها تحت العرش إنما هو بعد الغروب ، وقال
الخطابي : يحتمل أن يكون المراد باستقرارها تحت العرش أنها تستقر تحته استقرارا لا نحيط به نحن ، وليس في سجودها كل ليلة تحت العرش ما يعيق عن دورانها في سيرها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم في تفسيره ،
وأبو الشيخ في كتاب العظمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : الشمس بمنزلة الساقية تجري بالنهار في السماء في فلكها ، فإذا غربت جرت الليل في فلكها تحت الأرض حتى تطلع من مشرقها ، وكذلك القمر . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري قال : إذا غربت الشمس دارت في فلك السماء مما يلي دبر القبلة حتى ترجع إلى المشرق الذي تطلع منه ، وتجري في السماء من شرقها إلى غربها ، ثم ترجع إلى الأفق مما يلي دبر القبلة إلى شرقها ، كذلك هي مسخرة في فلكها ، وكذلك القمر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ عن
عكرمة قال : إن الشمس إذا غربت دخلت بحرا تحت العرش ، فتسبح الله ، حتى إذا هي أصبحت استعفت ربها من الخروج ، قال : ولم؟ قالت : إني إذا خرجت عبدت من دونك . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ بسند واه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : إن الشمس إذا غربت رفع بها إلى السماء السابعة في سرعة طيران الملائكة ، وتحبس تحت العرش ، فتستأذن من أين تؤمر بالطلوع ، ثم ينطلق بها ما بين السماء السابعة ، وبين أسفل درجات الجنان في سرعة طيران الملائكة ، فتنحدر حيال المشرق من سماء إلى سماء ، فإذا وصلت إلى هذه السماء فذلك حين ينفجر الصبح ، فإذا وصلت إلى هذا الوجه من السماء فذلك حين تطلع الشمس . وأخرج
ابن عساكر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006275أن خزيمة بن حكيم السلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن nindex.php?page=treesubj&link=31760_32441حر الماء في الشتاء وبرده في الصيف ، فقال : إن الشمس إذا سقطت تحت الأرض سارت حتى تطلع من مكانها ، فإذا طال الليل في الشتاء كثر لبثها في الأرض ، فيسخن الماء لذلك ، فإذا كان الصيف مرت مسرعة لا تلبث تحت الأرض ; لقصر الليل ، فثبت الماء على حاله باردا .
هذا مجموع ما وقفت عليه في هذه المسألة من الأحاديث والآثار .
وأما السؤال التاسع عشر : فقد تقدم في الحديث المرفوع
أن الشمس على قدر الدنيا [ ص: 371 ] ما بين مشارقها ومغاربها . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
عكرمة قال : الشمس سعة الأرض وزيادة ثلث والقمر على قدر سعة الأرض .
وأخرجا أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة قال : الشمس طولها ثمانون فرسخا في عرض ثمانين فرسخا . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ ، من طريق
الكلبي ، عن
أبي صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، أن رجلا قال له :
nindex.php?page=treesubj&link=31760كم طول الشمس وكم عرضها؟ قال : تسعمائة فرسخ في تسعمائة ، وطول الكواكب اثنا عشر فرسخا في اثني عشر فرسخا .
وأما السؤال العشرون : فقد ثبت في أحاديث أنه يخرج من قبل المشرق ، وأنه يبايع له
بمكة بين
الركن والمقام ، وأنه يسكن
بيت المقدس .
وأما السؤال الحادي والعشرون : فقد صح في
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث
النواس بن سمعان أنه ينزل عند
المنارة البيضاء شرقي
دمشق . قال
ابن كثير : هذا هو الأشهر في موضع نزوله ، وورد في بعض الأحاديث أنه ينزل
بيت المقدس ، وجمع بعض العلماء بينهما بأنه ينزل
بيت المقدس ،
وبيت المقدس هو شرقي
دمشق . وفي بعض الروايات أنه ينزل
بالأردن ، وفي رواية : بعسكر المسلمين .
وأما السؤال الثاني والعشرون ، والثالث والعشرون : فأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني بسند ضعيف عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006277nindex.php?page=treesubj&link=26391_33030أفضل الأيام يوم الجمعة ، nindex.php?page=treesubj&link=2333وأفضل الشهور شهر رمضان ، nindex.php?page=treesubj&link=26777وأفضل الليالي ليلة القدر " . ففي " كشف الأسرار " : أن يوم عرفة ويوم الجمعة -على خلاف فيهما- أفضل من سائر الأيام ; لما في يوم عرفة من تجلي الحق عز وجل ، ومباهاته الملائكة بالحاج ، وفيض عظيم عفوه ، وفضله ورحمته عليهم بالعتق من النار والمغفرة ; ولما حصل في يوم الجمعة من خلق
آدم ، وقبول توبته ، وإجابة الدعاء فيه في ساعة منه ، والإذن لأهل الجنة في زيارة الرب عز وجل- انتهى .
وأما السؤال الرابع والعشرون : فالذي أقوله استنباطا أن
جبل أحد nindex.php?page=treesubj&link=30791أفضل الجبال ; لقوله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006278أحد يحبنا ونحبه . وورد أنه على باب من أبواب الجنة ; ولأنه من جملة أرض
المدينة التي هي
nindex.php?page=treesubj&link=26423_30677أفضل البقاع ; ولأنه مذكور في القرآن باسمه في قراءة من قرأ : (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد) .
وأما السؤال الخامس والعشرون : فأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم في تفسيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن [ ص: 372 ] عمرو رضي الله عنهما قال : نيل
مصر سيد الأنهار ، سخر الله له كل نهر من المشرق والمغرب .
وأما السؤال السادس والعشرون : فقد اختلف الناس قديما وحديثا في ذلك ; فمنهم من فضل الفقير الصابر على الغني الشاكر ، ومنهم من عكس ، ومنهم من توسط ففضل الكفاف وهو المختار . قال صاحب الوحيد : ذهب
الجنيد إلى أن الفقير الصابر أفضل ، وهو الذي أراه ، وعلله بأن قال : ما من ألم نفسه كمن أراح نفسه . وذهب
ابن عطاء إلى أن الغني الشاكر أفضل ، واستدل بأن الغني صفة من صفات الله ، وهذا مشتق منه ، فقال له
الجنيد : إن غنى الله بذاته ، وهذا الغنى تمتد إليه يد السارق والغاصب فلا يشتق هذا منه ، وقال الشيخ
عز الدين بن عبد السلام في القواعد الكبرى : فإن قيل :
nindex.php?page=treesubj&link=29544أيما أفضل حال الأغنياء أم حال الفقراء ؟ فالجواب : إن الناس أقسام ; أحدهم من يستقيم على الغنى ويفسد حاله بالفقر ، ولا خلاف أن غنى هذا خير له من فقره . والثاني أن يستقيم على الفقر ، ويفسده الغنى ويحمله على الطغيان ، فلا خلاف أن فقر هذا خير له من غناه . الثالث : من إذا افتقر قام بجميع وظائف الفقر كالرضا والصبر ، وإن استغنى قام بجميع وظائف الغنى من البذل ، والإحسان ، وشكر الملك الديان ، فقد اختلف الناس في أي حال هذا أفضل ، فذهب قوم إلى أن الفقر أفضل . وقال آخرون : غناه أفضل ، وهو المختار ; لاستعاذته صلى الله عليه وسلم من الفقر ، ولا يجوز حمله على فقر النفس ; لأنه خلاف الظاهر بغير دليل ، وقد يستدل لهؤلاء بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أغلب أحواله الفقر إلى أن أغناه الله بحصول
خيبر وفدك والعوالي وأموال
بني النضير . والجواب عن هذا أن الأنبياء والأولياء لا يأتي عليهم يوم إلا كان أفضل من الذي قبله ، وقد ختم آخر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغنى ، ولم يخرجه غناه عما كان يتعاطاه في أيام فقره من البذل والإيثار والتقليل ، حتى أنه مات ودرعه مرهونة عند يهودي على آصع من الشعير ، وكيف لا يكون ذلك وهو صلى الله عليه وسلم يقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006279ابن آدم ، إنك إن تبذل الفضل خير لك ، وإن تمسك شر لك " . أراد بالفضل ما فضل عن الحاجة الماسة ، كما فعل صلى الله عليه وسلم ، فمن سلك من الأغنياء هذا الطريق فبذل الفضل كله مقتصرا على عيش مثل عيش النبي صلى الله عليه وسلم- فلا امتراء أن غنى هذا خير من فقره ، ويدل على ذلك حديث الصحيحين : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006280ذهب ذوو الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم " - الحديث ، وفيه (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) . وأما قوله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006281يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم وهو خمسمائة عام " وقوله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006282اطلعت على الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء " فإن ذلك محمول على الغالب من أحوال الأغنياء والفقراء ، إذ لا يتصف من الأغنياء بما ذكرناه من أن
[ ص: 373 ] يعيش عيش الفقراء أو يتقرب إلى الله بما فضل من عيشه مقدما لأفضل البذل ، فأفضله إلا الشذوذ النادرون الذين لا يكادون يوجدون ، والصابرون على الفقر قليل ما هم ، والراضون أقل من ذلك القليل . هذا كلام الشيخ
عز الدين ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال في حديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006283ذهب ذوو الأموال بالدرجات العلى " - : في هذا الحديث فضل الغنى نصا لا تأويلا إذا استوت أعمال الغني والفقير فيما افترض الله عليهما ، فللغني حينئذ فضل عمل البر من الصدقة ونحوها مما لا سبيل للفقير إليه . وقال
ابن دقيق العيد : ظاهر الحديث القريب من النص أنه فضل الغني ، وبعض الناس تأوله بتأويل مستكره ، قال : والذي يقتضيه النظر أنهما إن تساويا وفضلت العبادة المالية أن يكون الغني أفضل ، وهذا لا شك فيه ، وإنما النظر إذا تساويا وانفرد كل منهما بمصلحة ما هو فيه أيهما أفضل ؟ إن فسر الأفضل بزيادة الثواب فالقياس يقتضي أن المصالح المتعدية أفضل من القاصرة ، فيترجح الغنى ، وإن فسر بالأشرف بالنسبة إلى صفات النفس فالذي يحصل لها من التطهير بسبب الفقر أشرف ، فيترجح الفقر ، ومن ثم ذهب جمهور الصوفية إلى ترجيح الفقير الصابر ، وقال
القرطبي : في هذه المسألة للعلماء خمسة أقوال ، ثالثها : الأفضل الكفاف . رابعها : يختلف باختلاف الأشخاص . خامسها : التوقف .
وأما السؤال السابع والعشرون : ففي كشف الأسرار قال
النيسابوري : قال بعضهم :
nindex.php?page=treesubj&link=31745_31749_31742خلق الله أولا زمردة خضراء ، ويقال : اللوح والقلم ، ويقال : الوقت والزمان ، ويقال : العرش والكرسي ، ويقال : خلق أولا عاقلا أراد أن ينتفع بعقله غيره ، ويقال : خلق جوهرا متفرقا من الألوان والأطباع والهيئات ، ثم خلق الهيئات فركبها بين الأطباع والألوان ، وصارت بسيطة مؤلفة مطبوعة ، ويقال خلق أولا نقطة ثم نظر إليها بالهيبة ، فتضعضعت وتمايلت ، فصيرها الله تعالى ألفا .
وأما السؤال الثامن والعشرون : فأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم في تفسيره ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12007أبي زرعة عمرو بن جرير قال : إن
nindex.php?page=treesubj&link=31745أول شيء كتب : أنا التواب ، أتوب على من تاب .
وأما السؤال التاسع والعشرون : ففي كشف الأسرار قيل :
nindex.php?page=treesubj&link=28787_30433الحكمة في إدخال المؤمنين النار ليعرفوا قدر الجنة ومقدار ما دفع الله عنهم من عظيم النقمة ; لأن تعظيم النعمة واجب في الحكمة . وقيل : ليكون المؤمنون دليلا للكافرين كما أن
جبريل كان دليلا لفرعون في البحر ; لأن عباد الصنم يوم القيامة يؤمرون بدخول النار مع أصنامهم ، فيأبون ، فيقول الله للمؤمنين :
[ ص: 374 ] ادخلوا ، فيقولون : لبيك وسعديك إن أمرتنا ، فذلك قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=165والذين آمنوا أشد حبا لله ) وحينئذ يتبين للخلق أن بره في النار للعارفين أكثر من بره في الجنة للمطيعين . وقيل : أراد الله تعالى أن يطيب النار كما طيب بطن الحوت بإلقاء
يونس عليه السلام ; لأن النار شكت إلى ربها فقالت : يا رب ما عصيتك قط ، فلم جعلتني مأوى المتكبرين والجبارين؟ فقال : أريك الأنبياء والمطيعين . وقيل : ليرى المؤمنون عيانا ما أخبرهم به من نجاة
إبراهيم من نار
نمروذ فقال
لإبراهيم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=69يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ) وقال للمؤمنين : وردتموها وهي خامدة . وقيل : ليرى الكفرة جودة عنصر المؤمنين ; لأن الجوهر الأصلي لا تعمل فيه النار ولا تفسده ، فكذلك المؤمن . وقيل : ليظهر للخلق أنه جامع النور والظلمة ; لأنه هو المنجي من الظلمة والموقع فيها . وقيل : ليرى الخلق كمال قدرته ، فرقة يستغيثون من النار ، وفرقة تستغيث النار منهم ، وهذا كما جعل الماء رحمة على
موسى وعقوبة على قوم فرعون ، كذلك النار رحمة للمؤمنين ، نقمة للكافرين . وقيل : لأن الله تعالى وعد النار أن يملأها ، وهي لا تملأ بالكفرة ، فتقول : هل من مزيد ؟ فيورد المؤمنين فيها فتملأ وتقول قط .
وأما السؤال الثلاثون ) . ففي " كشف الأسرار " أن طاء شجرة طوبى ، وسين سدرة المنتهى ، وميم
محمد صلى الله عليه وسلم . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم في تفسيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=1طسم ) فإن الطاء من ذي الطول ، والسين من القدوس ، والميم من الرحمن ، والأقوال في فواتح السور كثيرة مشهورة ، والذي أختاره أنها من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله . أخرج
ابن المنذر في تفسيره ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي أنه سئل عن فواتح السور فقال : إن لكل كتاب سرا وإن سر هذا القرآن فواتح السور .
وأما السؤال الحادي والثلاثون : ففي كشف الأسرار قال
النيسابوري : سبعون ذرة تزن جناح بعوضة ، وسبعون جناح بعوضة تزن حبة .
وأما السؤال الثاني والثلاثون : فقال
السهروردي في " عوارف المعارف " : علم اليقين ما كان من طريق النظر والاستدلال ، وعين اليقين ما كان من طريق الكشوف والنوال ، وحق اليقين ما كان بتحقيق الانفصال عن لوث الصلصال بورود رائد الوصال . وقال
فارس : علم اليقين لا اضطراب فيه ، وعين اليقين هو العلم الذي أودعه الله للأسرار ، والعلم إذا تفرد من نعت اليقين كان علما بشبهة ، فإذا انضم إليه عين اليقين كان علما بلا شبهة ، وحق اليقين هو
[ ص: 375 ] حقيقة ما يشير إليه علم اليقين وعين اليقين . قال
الجنيد : حق اليقين ما يتحقق العبد بذلك ، وهو أن يشاهد الغيوب كما يشاهد المرئيات مشاهدة عيان ، ويحكم في الغيب فيخبر عنه بالصدق ، كما أخبر الصديق حين قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006284ماذا أبقيت لعيالك؟ قال : الله ورسوله . وقال بعضهم : علم اليقين حال المعرفة ، وعين اليقين حال الجمع ، وحق اليقين جمع الجمع بلسان التوحيد . وقيل : اليقين اسم ورسم وعلم وعين وحق ; فالاسم والرسم للعوام ، والعلم علم اليقين للأولياء ، وعين اليقين لخواص الأولياء ، وحق اليقين للأنبياء ، وحقيقة حق اليقين اختص به نبينا صلى الله عليه وسلم .
قُلْتُ : الْأَحَادِيثُ وَالْآثَارُ مُخْتَلِفَةٌ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=32441_31760ذَهَابِ الشَّمْسِ بَعْدَ غُرُوبِهَا ; فَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ nindex.php?page=hadith&LINKID=16006273عَنْ أبي ذر قَالَ : " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ ، فَقَالَ : يَا أبا ذر ، تَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=38وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ) " . وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ بِلَفْظِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006274فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَنْتَهِيَ تَحْتَ الْعَرْشِ عِنْدَ رَبِّهَا ، ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ فَيُؤْذَنُ لَهَا ، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا وَتُطْلَبَ ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ قِيلَ لَهَا : اطْلُعِي مِنْ مَكَانِكِ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=38وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ) " وَأَخْرَجَ
عبد الرزاق ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=38وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ) قَالَ : مُسْتَقَرُّهَا أَنْ تَطْلُعَ ، فَتَرُدَّهَا ذُنُوبُ بَنِي
آدَمَ ، فَإِذَا غَرَبَتْ سَلَّمَتْ وَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ ، فَيُؤْذَنُ لَهَا ، حَتَّى إِذَا غَرَبَتْ سَلَّمَتْ وَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ ، فَلَا يُؤْذَنُ لَهَا ، فَتَقُولُ : إِنِ السَّيْرَ بَعِيدٌ ، وَإِنِّي إِنْ لَا يُؤْذَنْ لِي لَا أَبْلُغُ ، فَتُحْبَسُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُقَالُ : اطْلُعِي مِنْ حَيْثُ غَرَبْتِ .
[ ص: 370 ] قَالَ
الحافظ ابن حجر فِي " شَرْحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ " : لَا تَخَالُفَ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=86وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ) فَإِنَّ الْمُرَادَ بِهِ نِهَايَةُ مَدْرَكِ الْبَصَرِ إِلَيْهَا حَالَ الْغُرُوبِ ، وَسُجُودُهَا تَحْتَ الْعَرْشِ إِنَّمَا هُوَ بَعْدَ الْغُرُوبِ ، وَقَالَ
الخطابي : يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِاسْتِقْرَارِهَا تَحْتَ الْعَرْشِ أَنَّهَا تَسْتَقِرُّ تَحْتَهُ اسْتِقْرَارًا لَا نُحِيطُ بِهِ نَحْنُ ، وَلَيْسَ فِي سُجُودِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ تَحْتَ الْعَرْشِ مَا يُعِيقُ عَنْ دَوَرَانِهَا فِي سَيْرِهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيرِهِ ،
وأبو الشيخ فِي كِتَابِ الْعَظَمَةِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الشَّمْسُ بِمَنْزِلَةِ السَّاقِيَةِ تَجْرِي بِالنَّهَارِ فِي السَّمَاءِ فِي فَلَكِهَا ، فَإِذَا غَرَبَتْ جَرَتِ اللَّيْلَ فِي فَلَكِهَا تَحْتَ الْأَرْضِ حَتَّى تَطْلُعَ مِنْ مَشْرِقِهَا ، وَكَذَلِكَ الْقَمَرُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11868أَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ : إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ دَارَتْ فِي فَلَكِ السَّمَاءِ مِمَّا يَلِي دُبُرَ الْقِبْلَةِ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى الْمَشْرِقِ الَّذِي تَطْلُعُ مِنْهُ ، وَتَجْرِي فِي السَّمَاءِ مِنْ شَرْقِهَا إِلَى غَرْبِهَا ، ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَى الْأُفُقِ مِمَّا يَلِي دُبُرَ الْقِبْلَةِ إِلَى شَرْقِهَا ، كَذَلِكَ هِيَ مُسَخَّرَةٌ فِي فَلَكِهَا ، وَكَذَلِكَ الْقَمَرُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11868أَبُو الشَّيْخِ عَنْ
عكرمة قَالَ : إِنَّ الشَّمْسَ إِذَا غَرَبَتْ دَخَلَتْ بَحْرًا تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَتُسَبِّحُ اللَّهَ ، حَتَّى إِذَا هِيَ أَصْبَحَتِ اسْتَعْفَتْ رَبَّهَا مِنَ الْخُرُوجِ ، قَالَ : وَلِمَ؟ قَالَتْ : إِنِّي إِذَا خَرَجْتُ عُبِدْتُ مِنْ دُونِكَ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11868أَبُو الشَّيْخِ بِسَنَدٍ وَاهٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ الشَّمْسَ إِذَا غَرَبَتْ رُفِعَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فِي سُرْعَةِ طَيَرَانِ الْمَلَائِكَةِ ، وَتُحْبَسُ تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَتَسْتَأْذِنُ مِنْ أَيْنَ تُؤْمَرُ بِالطُّلُوعِ ، ثُمَّ يُنْطَلَقُ بِهَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، وَبَيْنَ أَسْفَلِ دَرَجَاتِ الْجِنَانِ فِي سُرْعَةِ طَيَرَانِ الْمَلَائِكَةِ ، فَتَنْحَدِرُ حِيَالَ الْمَشْرِقِ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ، فَإِذَا وَصَلَتْ إِلَى هَذِهِ السَّمَاءِ فَذَلِكَ حِينَ يَنْفَجِرُ الصُّبْحُ ، فَإِذَا وَصَلَتْ إِلَى هَذَا الْوَجْهِ مِنَ السَّمَاءِ فَذَلِكَ حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ . وَأَخْرَجَ
ابن عساكر ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006275أَنَّ خزيمة بن حكيم السلمي سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ nindex.php?page=treesubj&link=31760_32441حَرِّ الْمَاءِ فِي الشِّتَاءِ وَبَرْدِهِ فِي الصَّيْفِ ، فَقَالَ : إِنَّ الشَّمْسَ إِذَا سَقَطَتْ تَحْتَ الْأَرْضِ سَارَتْ حَتَّى تَطْلُعَ مِنْ مَكَانِهَا ، فَإِذَا طَالَ اللَّيْلُ فِي الشِّتَاءِ كَثُرَ لُبْثُهَا فِي الْأَرْضِ ، فَيَسْخَنُ الْمَاءُ لِذَلِكَ ، فَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ مَرَّتْ مُسْرِعَةً لَا تَلْبَثُ تَحْتَ الْأَرْضِ ; لِقِصَرِ اللَّيْلِ ، فَثَبَتَ الْمَاءُ عَلَى حَالِهِ بَارِدًا .
هَذَا مَجْمُوعُ مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مِنَ الْأَحَادِيثِ وَالْآثَارِ .
وَأَمَّا السُّؤَالُ التَّاسِعُ عَشَرَ : فَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ
أَنَّ الشَّمْسَ عَلَى قَدْرِ الدُّنْيَا [ ص: 371 ] مَا بَيْنَ مَشَارِقِهَا وَمَغَارِبِهَا . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وأبو الشيخ ، عَنْ
عكرمة قَالَ : الشَّمْسُ سِعَةُ الْأَرْضِ وَزِيَادَةُ ثُلُثٍ وَالْقَمَرُ عَلَى قَدْرِ سِعَةِ الْأَرْضِ .
وَأَخْرَجَا أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ قَالَ : الشَّمْسُ طُولُهَا ثَمَانُونَ فَرْسَخًا فِي عَرْضِ ثَمَانِينَ فَرْسَخًا . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11868أَبُو الشَّيْخِ ، مِنْ طَرِيقِ
الكلبي ، عَنْ
أبي صالح ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=31760كَمْ طُولُ الشَّمْسِ وَكَمْ عَرَضُهَا؟ قَالَ : تِسْعُمِائَةِ فَرْسَخٍ فِي تِسْعِمِائَةٍ ، وَطُولُ الْكَوَاكِبِ اثْنَا عَشَرَ فَرْسَخًا فِي اثْنَيْ عَشَرَ فَرْسَخًا .
وَأَمَّا السُّؤَالُ الْعِشْرُونَ : فَقَدْ ثَبَتَ فِي أَحَادِيثَ أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ، وَأَنَّهُ يُبَايَعُ لَهُ
بِمَكَّةَ بَيْنَ
الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، وَأَنَّهُ يَسْكُنُ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ .
وَأَمَّا السُّؤَالُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ : فَقَدْ صَحَّ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ
النواس بن سمعان أَنَّهُ يَنْزِلُ عِنْدَ
الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ
دِمَشْقَ . قَالَ
ابن كثير : هَذَا هُوَ الْأَشْهَرُ فِي مَوْضِعِ نُزُولِهِ ، وَوَرَدَ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ أَنَّهُ يَنْزِلُ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، وَجَمَعَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ بَيْنَهُمَا بِأَنَّهُ يَنْزِلُ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ ،
وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ هُوَ شَرْقِيَّ
دِمَشْقَ . وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ أَنَّهُ يَنْزِلُ
بِالْأُرْدُنِّ ، وَفِي رِوَايَةٍ : بِعَسْكَرِ الْمُسْلِمِينَ .
وَأَمَّا السُّؤَالُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ ، وَالثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ : فَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006277nindex.php?page=treesubj&link=26391_33030أَفْضَلُ الْأَيَّامِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، nindex.php?page=treesubj&link=2333وَأَفْضَلُ الشُّهُورِ شَهْرُ رَمَضَانَ ، nindex.php?page=treesubj&link=26777وَأَفْضَلُ اللَّيَالِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ " . فَفِي " كَشْفِ الْأَسْرَارِ " : أَنْ يَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ -عَلَى خِلَافٍ فِيهِمَا- أَفْضَلُ مِنْ سَائِرِ الْأَيَّامِ ; لِمَا فِي يَوْمِ عَرَفَةَ مِنْ تَجَلِّي الْحَقِّ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمُبَاهَاتِهِ الْمَلَائِكَةَ بِالْحَاجِّ ، وَفَيْضُ عَظِيمِ عَفْوِهِ ، وَفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ عَلَيْهِمْ بِالْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَالْمَغْفِرَةِ ; وَلِمَا حَصَلَ فِي يَوْمِ الْجُمْعَةِ مِنْ خَلْقِ
آدَمَ ، وَقَبُولِ تَوْبَتِهِ ، وَإِجَابَةِ الدُّعَاءِ فِيهِ فِي سَاعَةٍ مِنْهُ ، وَالْإِذْنِ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ فِي زِيَارَةِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ- انْتَهَى .
وَأَمَّا السُّؤَالُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ : فَالَّذِي أَقُولُهُ اسْتِنْبَاطًا أَنَّ
جَبَلَ أُحُدٍ nindex.php?page=treesubj&link=30791أَفْضَلُ الْجِبَالِ ; لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006278أُحُدٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ . وَوَرَدَ أَنَّهُ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ; وَلِأَنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ أَرْضِ
الْمَدِينَةِ الَّتِي هِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=26423_30677أَفْضَلُ الْبِقَاعِ ; وَلِأَنَّهُ مَذْكُورٌ فِي الْقُرْآنِ بِاسْمِهِ فِي قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ : (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أُحُدٍ) .
وَأَمَّا السُّؤَالُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ : فَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [ ص: 372 ] عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : نِيلُ
مِصْرَ سَيِّدُ الْأَنْهَارِ ، سَخَّرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ نَهْرٍ مِنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ .
وَأَمَّا السُّؤَالُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ : فَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ قَدِيمًا وَحَدِيثًا فِي ذَلِكَ ; فَمِنْهُمْ مَنْ فَضَّلَ الْفَقِيرَ الصَّابِرَ عَلَى الْغَنِيِّ الشَّاكِرِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ عَكَسَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَوَسَّطَ فَفَضَّلَ الْكَفَافَ وَهُوَ الْمُخْتَارُ . قَالَ صَاحِبُ الْوَحِيدِ : ذَهَبَ
الجنيد إِلَى أَنَّ الْفَقِيرَ الصَّابِرَ أَفْضَلُ ، وَهُوَ الَّذِي أَرَاهُ ، وَعَلَّلَهُ بِأَنْ قَالَ : مَا مَنْ أَلَّمَ نَفْسَهُ كَمَنْ أَرَاحَ نَفْسَهُ . وَذَهَبَ
ابن عطاء إِلَى أَنَّ الْغَنِيَّ الشَّاكِرَ أَفْضَلُ ، وَاسْتَدَلَّ بِأَنَّ الْغَنِيَّ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ ، وَهَذَا مُشْتَقٌّ مِنْهُ ، فَقَالَ لَهُ
الجنيد : إِنَّ غِنَى اللَّهِ بِذَاتِهِ ، وَهَذَا الْغِنَى تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُ السَّارِقِ وَالْغَاصِبِ فَلَا يُشْتَقُّ هَذَا مِنْهُ ، وَقَالَ الشَّيْخُ
عز الدين بن عبد السلام فِي الْقَوَاعِدِ الْكُبْرَى : فَإِنْ قِيلَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29544أَيُّمَا أَفْضَلُ حَالُ الْأَغْنِيَاءِ أَمْ حَالُ الْفُقَرَاءِ ؟ فَالْجَوَابُ : إِنَّ النَّاسَ أَقْسَامٌ ; أَحَدُهُمْ مَنْ يَسْتَقِيمُ عَلَى الْغِنَى وَيَفْسُدُ حَالُهُ بِالْفَقْرِ ، وَلَا خِلَافَ أَنَّ غِنَى هَذَا خَيْرٌ لَهُ مِنْ فَقْرِهِ . وَالثَّانِي أَنْ يَسْتَقِيمَ عَلَى الْفَقْرِ ، وَيُفْسِدُهُ الْغِنَى وَيَحْمِلُهُ عَلَى الطُّغْيَانِ ، فَلَا خِلَافَ أَنَّ فَقْرَ هَذَا خَيْرٌ لَهُ مِنْ غِنَاهُ . الثَّالِثُ : مَنْ إِذَا افْتَقَرَ قَامَ بِجَمِيعِ وَظَائِفِ الْفَقْرِ كَالرِّضَا وَالصَّبْرِ ، وَإِنِ اسْتَغْنَى قَامَ بِجَمِيعِ وَظَائِفِ الْغِنَى مِنَ الْبَذْلِ ، وَالْإِحْسَانِ ، وَشُكْرِ الْمَلِكِ الدَّيَّانِ ، فَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي أَيِّ حَالٍ هَذَا أَفْضَلُ ، فَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ الْفَقْرَ أَفْضَلُ . وَقَالَ آخَرُونَ : غِنَاهُ أَفْضَلُ ، وَهُوَ الْمُخْتَارُ ; لِاسْتِعَاذَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْفَقْرِ ، وَلَا يَجُوزُ حَمْلُهُ عَلَى فَقْرِ النَّفْسِ ; لِأَنَّهُ خِلَافُ الظَّاهِرِ بِغَيْرِ دَلِيلٍ ، وَقَدْ يُسْتَدَلُّ لِهَؤُلَاءِ بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَغْلَبَ أَحْوَالِهِ الْفَقْرُ إِلَى أَنْ أَغْنَاهُ اللَّهُ بِحُصُولِ
خَيْبَرَ وَفْدَكٍ وَالْعَوَالِي وَأَمْوَالِ
بَنِي النَّضِيرِ . وَالْجَوَابُ عَنْ هَذَا أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَالْأَوْلِيَاءَ لَا يَأْتِي عَلَيْهِمْ يَوْمٌ إِلَّا كَانَ أَفْضَلَ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ ، وَقَدْ خُتِمَ آخِرُ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْغِنَى ، وَلَمْ يُخْرِجْهُ غِنَاهُ عَمَّا كَانَ يَتَعَاطَاهُ فِي أَيَّامِ فَقْرِهِ مِنَ الْبَذْلِ وَالْإِيثَارِ وَالتَّقْلِيلِ ، حَتَّى أَنَّهُ مَاتَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ عَلَى آصُعٍ مِنَ الشَّعِيرِ ، وَكَيْفَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006279ابْنَ آدَمَ ، إِنَّكَ إِنْ تَبْذُلِ الْفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ ، وَإِنْ تُمْسِكْ شَرٌّ لَكَ " . أَرَادَ بِالْفَضْلِ مَا فَضَلَ عَنِ الْحَاجَةِ الْمَاسَّةِ ، كَمَا فَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَنْ سَلَكَ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ هَذَا الطَّرِيقَ فَبَذَلَ الْفَضْلَ كُلَّهُ مُقْتَصِرًا عَلَى عَيْشٍ مِثْلِ عَيْشِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَا امْتِرَاءَ أَنَّ غِنَى هَذَا خَيْرٌ مِنْ فَقْرِهِ ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ حَدِيثُ الصَّحِيحَيْنِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006280ذَهَبَ ذَوُو الْأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ " - الْحَدِيثَ ، وَفِيهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ) . وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006281يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِنِصْفِ يَوْمٍ وَهُوَ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ " وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006282اطَّلَعْتُ عَلَى الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ " فَإِنَّ ذَلِكَ مَحْمُولٌ عَلَى الْغَالِبِ مِنْ أَحْوَالِ الْأَغْنِيَاءِ وَالْفُقَرَاءِ ، إِذْ لَا يَتَّصِفُ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ بِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَنْ
[ ص: 373 ] يَعِيشَ عَيْشَ الْفُقَرَاءِ أَوْ يَتَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ بِمَا فَضَلَ مِنْ عَيْشِهِ مُقَدِّمًا لِأَفْضَلِ الْبَذْلِ ، فَأَفْضَلُهُ إِلَّا الشُّذُوذُ النَّادِرُونَ الَّذِينَ لَا يَكَادُونَ يُوجَدُونَ ، وَالصَّابِرُونَ عَلَى الْفَقْرِ قَلِيلٌ مَا هُمْ ، وَالرَّاضُونَ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ الْقَلِيلِ . هَذَا كَلَامُ الشَّيْخِ
عز الدين ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12997ابْنُ بَطَّالٍ فِي حَدِيثِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006283ذَهَبَ ذَوُو الْأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى " - : فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَضَّلَ الْغِنَى نَصًّا لَا تَأْوِيلًا إِذَا اسْتَوَتْ أَعْمَالُ الْغَنِيِّ وَالْفَقِيرِ فِيمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ، فَلِلْغَنِيِّ حِينَئِذٍ فَضْلُ عَمَلِ الْبِرِّ مِنَ الصَّدَقَةِ وَنَحْوِهَا مِمَّا لَا سَبِيلَ لِلْفَقِيرِ إِلَيْهِ . وَقَالَ
ابن دقيق العيد : ظَاهِرُ الْحَدِيثِ الْقَرِيبُ مِنَ النَّصِّ أَنَّهُ فَضَّلَ الْغَنِيَّ ، وَبَعْضُ النَّاسِ تَأَوَّلَهُ بِتَأْوِيلٍ مُسْتَكْرَهٍ ، قَالَ : وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ النَّظَرُ أَنَّهُمَا إِنْ تُسَاوَيَا وَفُضِّلَتِ الْعِبَادَةُ الْمَالِيَّةُ أَنْ يَكُونَ الْغَنِيُّ أَفْضَلَ ، وَهَذَا لَا شَكَّ فِيهِ ، وَإِنَّمَا النَّظَرُ إِذَا تَسَاوَيَا وَانْفَرَدَ كُلٌّ مِنْهُمَا بِمَصْلَحَةِ مَا هُوَ فِيهِ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ ؟ إِنْ فُسِّرَ الْأَفْضَلُ بِزِيَادَةِ الثَّوَابِ فَالْقِيَاسُ يَقْتَضِي أَنَّ الْمَصَالِحَ الْمُتَعَدِّيَةَ أَفْضَلُ مِنَ الْقَاصِرَةِ ، فَيَتَرَجَّحُ الْغِنَى ، وَإِنْ فُسِّرَ بِالْأَشْرَفِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى صِفَاتِ النَّفْسِ فَالَّذِي يَحْصُلُ لَهَا مِنَ التَّطْهِيرِ بِسَبَبِ الْفَقْرِ أَشْرَفُ ، فَيَتَرَجَّحُ الْفَقْرُ ، وَمِنْ ثَمَّ ذَهَبَ جُمْهُورُ الصُّوفِيَّةِ إِلَى تَرْجِيحِ الْفَقِيرِ الصَّابِرِ ، وَقَالَ
القرطبي : فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ لِلْعُلَمَاءِ خَمْسَةُ أَقْوَالٍ ، ثَالِثُهَا : الْأَفْضَلُ الْكَفَافُ . رَابِعُهَا : يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَشْخَاصِ . خَامِسُهَا : التَّوَقُّفُ .
وَأَمَّا السُّؤَالُ السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ : فَفِي كَشْفِ الْأَسْرَارِ قَالَ
النيسابوري : قَالَ بَعْضُهُمْ :
nindex.php?page=treesubj&link=31745_31749_31742خَلَقَ اللَّهُ أَوَّلًا زُمُرُّدَةً خَضْرَاءَ ، وَيُقَالُ : اللَّوْحَ وَالْقَلَمَ ، وَيُقَالُ : الْوَقْتَ وَالزَّمَانَ ، وَيُقَالُ : الْعَرْشَ وَالْكُرْسِيَّ ، وَيُقَالُ : خَلَقَ أَوَّلًا عَاقِلًا أَرَادَ أَنْ يَنْتَفِعَ بِعَقْلِهِ غَيْرُهُ ، وَيُقَالَ : خَلَقَ جَوْهَرًا مُتَفَرِّقًا مِنَ الْأَلْوَانِ وَالْأَطْبَاعِ وَالْهَيْئَاتِ ، ثُمَّ خَلَقَ الْهَيْئَاتِ فَرَكَّبَهَا بَيْنَ الْأَطْبَاعِ وَالْأَلْوَانِ ، وَصَارَتْ بَسِيطَةً مُؤَلَّفَةً مَطْبُوعَةً ، وَيُقَالُ خَلَقَ أَوَّلًا نُقْطَةً ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهَا بِالْهَيْبَةِ ، فَتَضَعْضَعَتْ وَتَمَايَلَتْ ، فَصَيَّرَهَا اللَّهُ تَعَالَى أَلْفًا .
وَأَمَّا السُّؤَالُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ : فَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيرِهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12007أَبِي زُرْعَةَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ قَالَ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31745أَوَّلَ شَيْءٍ كَتَبَ : أَنَا التَّوَّابُ ، أَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ .
وَأَمَّا السُّؤَالُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ : فَفِي كَشْفِ الْأَسْرَارِ قِيلَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28787_30433الْحِكْمَةُ فِي إِدْخَالِ الْمُؤْمِنِينَ النَّارَ لِيَعْرِفُوا قَدْرَ الْجَنَّةِ وَمِقْدَارَ مَا دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنْ عَظِيمِ النِّقْمَةِ ; لِأَنَّ تَعْظِيمَ النِّعْمَةِ وَاجِبٌ فِي الْحِكْمَةِ . وَقِيلَ : لِيَكُونَ الْمُؤْمِنُونَ دَلِيلًا لِلْكَافِرِينَ كَمَا أَنَّ
جِبْرِيلَ كَانَ دَلِيلًا لِفِرْعَوْنَ فِي الْبَحْرِ ; لِأَنَّ عُبَّادَ الصَّنَمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُؤْمَرُونَ بِدُخُولِ النَّارِ مَعَ أَصْنَامِهِمْ ، فَيَأْبَوْنَ ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِينَ :
[ ص: 374 ] ادْخُلُوا ، فَيَقُولُونَ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ إِنْ أَمَرْتَنَا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=165وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ) وَحِينَئِذٍ يَتَبَيَّنُ لِلْخَلْقِ أَنَّ بِرَّهُ فِي النَّارِ لِلْعَارِفِينَ أَكْثَرُ مِنْ بِرِّهِ فِي الْجَنَّةِ لِلْمُطِيعِينَ . وَقِيلَ : أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يُطَيِّبَ النَّارَ كَمَا طَيَّبَ بَطْنَ الْحُوتِ بِإِلْقَاءِ
يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ; لِأَنَّ النَّارَ شَكَتْ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ : يَا رَبِّ مَا عَصَيْتُكَ قَطُّ ، فَلِمَ جَعَلْتَنِي مَأْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ وَالْجَبَّارِينَ؟ فَقَالَ : أُرِيكِ الْأَنْبِيَاءَ وَالْمُطِيعِينَ . وَقِيلَ : لِيَرَى الْمُؤْمِنُونَ عِيَانًا مَا أَخْبَرَهُمْ بِهِ مِنْ نَجَاةِ
إِبْرَاهِيمَ مِنْ نَارِ
نمروذ فَقَالَ
لِإِبْرَاهِيمَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=69يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) وَقَالَ لِلْمُؤْمِنِينَ : وَرَدْتُمُوهَا وَهِيَ خَامِدَةٌ . وَقِيلَ : لِيَرَى الْكَفَرَةُ جَوْدَةَ عُنْصُرِ الْمُؤْمِنِينَ ; لِأَنَّ الْجَوْهَرَ الْأَصْلِيَّ لَا تَعْمَلُ فِيهِ النَّارُ وَلَا تُفْسِدُهُ ، فَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ . وَقِيلَ : لِيُظْهِرَ لِلْخَلْقِ أَنَّهُ جَامِعُ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ ; لِأَنَّهُ هُوَ الْمُنَجِّي مِنَ الظُّلْمَةِ وَالْمَوْقِعُ فِيهَا . وَقِيلَ : لِيَرَى الْخَلْقُ كَمَالَ قُدْرَتِهِ ، فِرْقَةٌ يَسْتَغِيثُونَ مِنَ النَّارِ ، وَفِرْقَةٌ تَسْتَغِيثُ النَّارُ مِنْهُمْ ، وَهَذَا كَمَا جُعِلَ الْمَاءُ رَحْمَةً عَلَى
مُوسَى وَعُقُوبَةً عَلَى قَوْمِ فِرْعَوْنَ ، كَذَلِكَ النَّارُ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ، نِقْمَةٌ لِلْكَافِرِينَ . وَقِيلَ : لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَعَدَ النَّارَ أَنْ يَمْلَأَهَا ، وَهِيَ لَا تُمْلَأُ بِالْكَفَرَةِ ، فَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ؟ فَيُورِدُ الْمُؤْمِنِينَ فِيهَا فَتُمْلَأُ وَتَقُولُ قَطْ .
وَأَمَّا السُّؤَالُ الثَّلَاثُونَ ) . فَفِي " كَشْفِ الْأَسْرَارِ " أَنَّ طَاءَ شَجَرَةُ طُوبَى ، وَسِينَ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى ، وَمِيمَ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=1طسم ) فَإِنَّ الطَّاءَ مِنْ ذِي الطَّوْلِ ، وَالسِّينَ مِنَ الْقُدُّوسِ ، وَالْمِيمَ مِنَ الرَّحْمَنِ ، وَالْأَقْوَالُ فِي فَوَاتِحِ السُّوَرِ كَثِيرَةٌ مَشْهُورَةٌ ، وَالَّذِي أَخْتَارُهُ أَنَّهَا مِنَ الْمُتَشَابِهِ الَّذِي لَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ . أَخْرَجَ
ابن المنذر فِي تَفْسِيرِهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ فَوَاتِحِ السُّوَرِ فَقَالَ : إِنَّ لِكُلِّ كِتَابٍ سِرًّا وَإِنَّ سِرَّ هَذَا الْقُرْآنِ فَوَاتِحُ السُّوَرِ .
وَأَمَّا السُّؤَالُ الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ : فَفِي كَشْفِ الْأَسْرَارِ قَالَ
النيسابوري : سَبْعُونَ ذَرَّةً تَزِنُ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ ، وَسَبْعُونَ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ تَزِنُ حَبَّةً .
وَأَمَّا السُّؤَالُ الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ : فَقَالَ
السهروردي فِي " عَوَارِفِ الْمَعَارِفِ " : عِلْمُ الْيَقِينِ مَا كَانَ مِنْ طَرِيقِ النَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَالِ ، وَعَيْنُ الْيَقِينِ مَا كَانَ مِنْ طَرِيقِ الْكُشُوفِ وَالنَّوَالِ ، وَحَقُّ الْيَقِينِ مَا كَانَ بِتَحْقِيقِ الِانْفِصَالِ عَنْ لَوْثِ الصَّلْصَالِ بِوُرُودِ رَائِدِ الْوِصَالِ . وَقَالَ
فارس : عَلِمُ الْيَقِينِ لَا اضْطِرَابَ فِيهِ ، وَعَيْنُ الْيَقِينِ هُوَ الْعِلْمُ الَّذِي أَوْدَعَهُ اللَّهُ لِلْأَسْرَارِ ، وَالْعِلْمُ إِذَا تَفَرَّدَ مِنْ نَعْتِ الْيَقِينِ كَانَ عِلْمًا بِشُبْهَةٍ ، فَإِذَا انْضَمَّ إِلَيْهِ عَيْنُ الْيَقِينِ كَانَ عِلْمًا بِلَا شُبْهَةٍ ، وَحَقُّ الْيَقِينِ هُوَ
[ ص: 375 ] حَقِيقَةُ مَا يُشِيرُ إِلَيْهِ عِلْمُ الْيَقِينِ وَعَيْنُ الْيَقِينِ . قَالَ
الجنيد : حَقُّ الْيَقِينِ مَا يَتَحَقَّقُ الْعَبْدُ بِذَلِكَ ، وَهُوَ أَنْ يُشَاهِدَ الْغُيُوبَ كَمَا يُشَاهِدُ الْمَرْئِيَّاتِ مُشَاهَدَةَ عِيَانٍ ، وَيَحْكُمُ فِي الْغَيْبِ فَيُخْبِرُ عَنْهُ بِالصِّدْقِ ، كَمَا أَخْبَرَ الصِّدِّيقُ حِينَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006284مَاذَا أَبْقَيْتَ لِعِيَالِكَ؟ قَالَ : اللَّهَ وَرَسُولَهُ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : عِلْمُ الْيَقِينِ حَالُ الْمَعْرِفَةِ ، وَعَيْنُ الْيَقِينِ حَالُ الْجَمْعِ ، وَحَقُّ الْيَقِينِ جَمْعُ الْجَمْعِ بِلِسَانِ التَّوْحِيدِ . وَقِيلَ : الْيَقِينُ اسْمٌ وَرَسْمٌ وَعِلْمٌ وَعَيْنٌ وَحَقٌّ ; فَالِاسْمُ وَالرَّسْمُ لِلْعَوَامِّ ، وَالْعِلْمُ عِلْمُ الْيَقِينِ لِلْأَوْلِيَاءِ ، وَعَيْنُ الْيَقِينِ لِخَوَاصِّ الْأَوْلِيَاءِ ، وَحَقُّ الْيَقِينِ لِلْأَنْبِيَاءِ ، وَحَقِيقَةُ حَقِّ الْيَقِينِ اخْتُصَّ بِهِ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .