فصل
: خطبة يوم النحر وقد تقدمت ، والخطبة الثانية في أوسط أيام التشريق ، فقيل : هو ثاني يوم النحر وهو أوسطها ، أي خيارها ، واحتج من قال ذلك بحديث وخطب صلى الله عليه وسلم الناس بمنى خطبتين سراء بنت نبهان ، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( المدينة ، لم يلبث إلا قليلا حتى مات صلى الله عليه وسلم ) رواه أتدرون أي يوم هذا ؟ قالت : وهو اليوم الذي تدعون يوم الرءوس . قالوا : الله ورسوله أعلم . قال هذا أوسط أيام التشريق . هل تدرون أي بلد هذا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : هذا المشعر الحرام . ثم قال : إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ، ألا وإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، حتى تلقوا ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا فليبلغ أدناكم أقصاكم ألا هل بلغت ، فلما قدمنا أبو داود [ ص: 266 ] ويوم الرءوس هو ثاني يوم النحر بالاتفاق .
وذكر من حديث البيهقي موسى بن عبيدة الربذي ، عن صدقة بن يسار عن ، قال أنزلت هذه السورة ( ابن عمر إذا جاء نصر الله والفتح ) على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق ، وعرف أنه الوداع ، فأمر براحلته القصواء فرحلت ، واجتمع الناس فقال : " يا أيها الناس " ، ثم ذكر الحديث في خطبته .