ولم يرمها من أعلاها كما يفعل الجهال ، ولا جعلها عن يمينه ، واستقبل البيت وقت الرمي كما ذكره غير واحد من الفقهاء . فلما أكمل الرمي رجع من فوره ، ولم يقف عندها ، فقيل : لضيق المكان بالجبل ، وقيل - وهو أصح : إن دعاءه كان في نفس العبادة قبل الفراغ منها ، فلما رمى جمرة العقبة ، فرغ الرمي ، ، وهذا كما كانت سنته في دعائه في الصلاة ؛ إذ كان يدعو في صلبها ، فأما بعد الفراغ منها ، فلم يثبت عنه أنه كان يعتاد الدعاء ، ومن روى عنه ذلك فقد غلط عليه ، وإن روي في غير الصحيح أنه كان أحيانا يدعو بدعاء عارض بعد السلام ، وفي صحته نظر . والدعاء في صلب العبادة قبل الفراغ منها أفضل منه بعد الفراغ منها
[ ص: 264 ] وبالجملة فلا ريب أن عامة أدعيته التي كان يدعو بها ، وعلمها الصديق إنما هي في صلب الصلاة ، وأما حديث : ( معاذ بن جبل ) فدبر الصلاة يراد به آخرها قبل السلام منها ، كدبر الحيوان ويراد به ما بعد السلام كقوله : ( لا تنس أن تقول دبر كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك وشكرك ، وحسن عبادتك ) الحديث . والله أعلم . تسبحون الله وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة