كان بنو أمية يسبون أمير المؤمنين ، عليه السلام ، إلى أن ولي علي بن أبي طالب الخلافة ، فترك ذلك وكتب إلى العمال في الآفاق بتركه . عمر بن عبد العزيز
وكان سبب محبته عليا أنه قال : كنت بالمدينة أتعلم العلم وكنت ألزم ، فبلغه عني شيء من ذلك ، فأتيته يوما وهو يصلي ، فأطال الصلاة ، فقعدت أنتظر فراغه ، فلما فرغ من صلاته ، التفت إلي فقال لي : متى علمت أن الله غضب على أهل عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود بدر وبيعة الرضوان بعد أن رضي عنهم ؟ قلت : لم أسمع ذلك . قال : فما الذي بلغني عنك في علي ؟ فقلت : معذرة إلى الله وإليك ! وتركت ما كنت عليه ، وكان أبي إذا خطب فنال من علي ، رضي الله عنه ، تلجلج ، فقلت : يا أبه ، إنك تمضي في خطبتك فإذا أتيت على ذكر علي عرفت منك تقصيرا ؟ قال : أوفطنت لذلك ؟ قلت : نعم . فقال : يا بني إن الذين حولنا لو يعلمون من علي ما نعلم تفرقوا عنا إلى أولاده .
فلما ولي الخلافة لم يكن عنده من الرغبة في الدنيا ما يرتكب هذا الأمر العظيم [ ص: 99 ] لأجلها ، فترك ذلك ، وكتب بتركه ، وقرأ عوضه : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى الآية ، فحل هذا الفعل عند الناس محلا حسنا ، وأكثروا مدحه بسببه ، فمن ذلك قول : كثير عزة
وليت ولم تشتم عليا ولم تخف بريا ولم تتبع مقالة مجرم تكلمت بالحق المبين وإنما
تبين آيات الهدى بالتكلم وصدقت معروف الذي قلت بالذي
فعلت فأضحى راضيا كل مسلم ألا إنما يكفي الفتى بعد زيغه
من الأود البادي ثقاف المقوم