[ ص: 95 ] ذكر الراشد بالله لما وصل قتل الراشد بالله إلى همذان وبها الملك داود وبوازبة ، ومن معهما من الأمراء والعساكر بعد انهزام السلطان مسعود ، وتفرق العساكر ، على ما تقدم ذكره ، سار الراشد بالله إلى خوزستان مع الملك داود ، ومعهما خوارزم شاه ، فقاربا الحويزة ، فسار مسعود إلى بغداد ليمنعهم عن العراق ، فعاد الملك داود إلى فارس ، وعاد خوارزم شاه إلى بلاده ، وبقي الراشد وحده ، فلما أيس من عساكر العجم سار إلى أصفهان .
فلما كان الخامس والعشرون من رمضان وثب عليه نفر من الخراسانية الذين كانوا في خدمته ، فقتلوه وهو يريد القيلولة ، وكان في أعقاب مرض وقد برئ منه ، ودفن بظاهر أصفهان بشهرستان ، فركب من معه فقتلوا الباطنية .
ولما وصل الخبر إلى بغداد جلسوا للعزاء به في بيت النوبة يوما واحدا ، وكان أبيض أشقر حسن اللون مليح الصورة ، مهيبا شديد القوة والبطش .
قال : أبو بكر الصولي
الناس يقولون إن كل سادس يقوم بأمر الناس من أول الإسلام لا بد من أن يخلع ، وربما قتل ، قال :
فتأملت ذلك ، فرأيته كما قيل ، فإن أول من قام بأمر هذه الأمة محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، والحسن - رضي الله عنهم - فخلع ، ثم معاوية ويزيد ابنه ، ، ومعاوية بن يزيد ومروان ، ، وعبد الملك بن مروان ، فخلع وقتل ، ثم وعبد الله بن الزبير وأخوه الوليد بن عبد الملك سليمان ، ، وعمر بن عبد العزيز ويزيد وهشام ابنا عبد الملك ، ، فخلع وقتل ، ثم لم ينتظم أمر والوليد بن يزيد بن عبد الملك بني أمية ، ثم ولي ، السفاح والمنصور ، والمهدي ، والهادي ، والرشيد ، والأمين فخلع وقتل ، والمأمون والمعتصم ، والواثق ، والمتوكل ، والمنتصر ، والمستعين فخلع وقتل ، والمعتز ، والمهتدي ، والمعتمد ، والمعتضد ، والمكتفي فخلع ثم رد ، ثم قتل ، ثم القاهر ، والراضي ، والمتقي ، والمستكفي ، والمطيع ، والطائع فخلع ، ثم القادر ، والقائم ، والمقتدي ، والمستظهر ، والمسترشد والراشد ، فخلع وقتل .
[ ص: 96 ] قلت : وفي هذا نظر ؛ لأن البيعة لابن الزبير كانت قبل البيعة ، وكونه جعله بعده لا وجه له ، والصولي إنما ذكر إلى أيام لعبد الملك بن مروان المقتدر بالله ، ومن بعده ذكره غيره .