ذكر بلك بن بهرام الرها وأسر صاحبها حصر
في هذه السنة سار بلك بن بهرام ، ولد أخي ، إلى مدينة إيلغازي الرها ، فحصرها وبها الفرنج ، بقي على حصرها مدة فلم يظفر بها ، فرحل عنها ، فجاءه إنسان تركماني وأعلمه أن جوسلين ، صاحب الرها وسروج ، قد جمع من عنده من الفرنج ، وهو عازم على كبسه ، وكان قد تفرق عن بلك أصحابه ، وبقي في أربعمائة فارس ، فوقف مستعدا لقتالهم .
[ ص: 672 ] وأقبل الفرنج ، فمن لطف الله تعالى بالمسلمين أن الفرنج وصلوا إلى أرض قد نضب عنها الماء ، فصارت وحلا وغاصت خيولهم فيه فلم تتمكن ، مع ثقل السلاح والفرسان ، من الإسراع والجري ، فرماهم أصحاب بلك بالنشاب ، فلم يفلت منهم أحد ، وأسر جوسلين ، وجعل في جلد جمل ، وخيط عليه ، وطلب منه أن يسلم الرها ، فلم يفعل ، وبذل في فداء نفسه أموالا جزيلة ، وأسرى كثيرة ، فلم يجبه إلى ذلك ، وحمله إلى قلعة خرتبرت فسجنه بها ، وأسر ابن خالته ، واسمه كليام ، وكان من شياطين الكفار ، وأسر أيضا جماعة من فرسانه المشهورين ، فسجنهم معه .