ذكر . ملك السلطان ملكشاه
لما جرح السلطان ألب أرسلان أوصى بالسلطنة لابنه ملكشاه ، وكان معه ، وأمر أن يحلف له العسكر ، فحلفوا جميعهم ، وكان المتولي للأمر في ذلك نظام الملك ، وأرسل ملكشاه إلى بغداذ يطلب الخطبة له ، فخطب له على منابرها ، وأوصى ألب [ ص: 234 ] أرسلان ابنه ملكشاه أيضا أن يعطي أخاه قاورت بك بن داود أعمال فارس وكرمان ، وشيئا عينه من المال ، وأن يزوج بزوجته ، وكان قاورت بك بكرمان ، وأوصى أن يعطى ابنه إياز بن ألب أرسلان ما كان لأبيه داود ، وهو خمسمائة ألف دينار ، وقال : كل من لم يرض بما أوصيت له فقاتلوه ، واستعينوا بما جعلته له على حربه .
وعاد ملكشاه من بلاد ما وراء النهر ، فعبر العسكر الذي قطع النهر في نيف وعشرين يوما في ثلاثة أيام ، وقام بوزارة ملكشاه نظام الملك ، وزاد الأجناد في معايشهم سبع مائة ألف دينار ، وعادوا إلى خراسان ، وقصدوا نيسابور ، وراسل ملكشاه جماعة الملوك أصحاب الأطراف يدعوهم إلى الخطبة له والانقياد إليه ، وأقام إياز أرسلان ببلخ وسار السلطان ملكشاه في عساكره من نيسابور إلى الري .