[ ص: 348 ] ذكر عدة حوادث
وفي هذه السنة مساور الشاري ، وكان قد رحل من مات البوازيج يريد لقاء عسكر قد سار إليه من عند الخليفة ، فكتب أصحابه إلى محمد بن خرزاد ، وهو بشهرزور ليولوه أمرهم فامتنع ، وكان كثير العبادة ، فبايعوا أيوب بن حيان الوارقي البجلي ، فأرسل إليهم محمد بن خرزاد ليذكر لهم أنه نظر في أمره ، فلم يسعه إهمال الأمر ; لأن مساورا عهد إليه ، فقالوا له : قد بايعنا هذا الرجل ولا نغدر به ; فسار إليهم فيمن بايعه ، فقاتلهم ، فقتل أيوب بن حيان ، فبايعوا بعده محمد بن عبد الله بن يحيى الوارقي المعروف بالغلام ، فقتل أيضا ، فبايع أصحابه هارون بن عبد الله البجلي ، فكثر أتباعه ، وعاد عنه ، واستولى ابن خرزاد هارون على أعمال الموصل ، وجبى خراجه .
وفيها كانت موسى والأعراب ، فوجه وقعة بين الموفق ابنه في جماعة من قواده في طلب الأعراب . أبا العباس المعتضد
وفيها وثب الديراني بابن أوس ، فكبسه ليلا ، فتفرق عسكره ، ونهبه ، ومضى ابن أوس إلى واسط .
وفيها ظفر أصحاب يعقوب بن الليث بمحمد بن واصل ، فأسروه .
وفيها عبيد الله بن يحيى بن خاقان ، وزير المعتمد سقط بالميدان من صدمة خادم له ، فسال دماغه من منخريه ، وأذنه ، فمات لوقته ، وصلى عليه مات الموفق ، ومشى في جنازته ، واستوزر من الغد ، فقدم الحسن بن مخلد موسى بن بغا سامرا ، فاختفى الحسن ، واستوزر مكانه ، ودفعت دار سليمان بن وهب عبيد الله إلى كيغلغ .
وفيها أخرج ( أخو ) شركب الحسين بن طاهر عن نيسابور ، وغلب عليها ، وأخذ [ ص: 349 ] أهله بإعطائه ثلث أموالهم ، وسار الحسين إلى مرو وبها ابن خوارزم شاه يدعو لمحمد بن طاهر .
( وفيها سير محمد صاحب الأندلس ابنه المنذر في جيش كثير ، وجعل طريقه على ماردة ، فلما جاز ماردة إلى أرض العدو تبعه تسعمائة فارس من العسكر ، فخرج عليهم جمع كثير من المشركين قد استظهر ، فاقتتلوا قتالا كثيرا صبروا فيه ، وقتل من المشركين عدد كثير ، ثم استظهر ابن الجليقي ، ومن معه من المشركين على السبعمائة ، فوضعوا السيف فيهم فقتلوهم عن آخرهم ، أكرمهم الله بالشهادة .
وفيها إبراهيم أمير إفريقية ببناء مدينة رقادة ) . ابتدأ
[ الوفيات ] ( وفيها أخو أحمد بن حرب الطائي الموصلي علي بن حرب ، توفي توفي بآذنة من بلد الثغر ) .