ذكر ابن الصوفي بمصر ثانيا ظهور
وفيها عاد ابن الصوفي العلوي فظهر بمصر ، وقد ذكرنا سنة ست وخمسين [ ومائتين ] ظهوره وهربه إلى الواحات ، فأحم نفسه ، ودعا الناس إلى نفسه ، فتبعه خلق كثير ، وسار بهم إلى الأشمونين ، فوجه إليه جيش عليهم قائد يعرف بابن أبي الغيث ، فوجده قد أصعد إلى لقاء أبي عبد الرحمن العمري ، وسنذكر بعد هذا .
فلما وصل العلوي إلى العمري التقيا ، فكان بينهما قتال شديد ، أجلت الوقعة عن انهزام العلوي ، فولى منهزما إلى أسوان ، فعاث فيها ، وقطع كثيرا من نخلها .
فسير إليه جيشا ، وأمر بطلبه أين كان ، فسار الجيش في طلبه فولى هاربا إلى عيذاب ، وعبر البحر إلى ابن طولون مكة ، وتفرق أصحابه ، فلما وصل إلى مكة بلغ خبره إلى واليها ، فقبض عليه وحبسه ، ثم سيره إلى ، فلما وصل إلى ابن طولون مصر أمر به فطيف به في البلد ، ثم سجنه مدة وأطلقه ، ثم رجع إلى المدينة فأقام بها إلى أن مات .