ذكر الفتنة بدمشق
لما مات المعتصم ثارت القيسية بدمشق ، وعاثوا ، وأفسدوا ، وحصروا أميرهم ، فبعث الواثق إليهم رجاء بن أيوب الحضاري ، وكانوا معسكرين بمرج راهط ، فنزل رجاء بدير مران ، ودعاهم إلى الطاعة ، فلم يرجعوا ، فواعدهم الحرب بدومة يوم الاثنين .
فلما كان يوم الأحد ، وقد تفرقت ، سار رجاء إليهم ، فوافاهم وقد سار بعضهم إلى دومة ، وبعضهم في حوائجه ، فقاتلهم ، فهزمهم ، وقتل منهم نحو ألف وخمسمائة ، وقتل من أصحابه نحو ثلاثمائة ، وهرب مقدمهم ابن بيهس ، وصلح أمر دمشق .
وسار رجاء إلى فلسطين إلى قتال أبي حرب المبرقع الخارج بها ، فقاتله ، فانهزم [ ص: 80 ] المبرقع وأخذ أسيرا على ما ذكرناه .