ويا : وي : كلمة تعجب ، وفي المحكم : وي حرف معناه التعجب . يقال : وي كأنه ، ويقال : وي بك يا فلان ، تهديد ، ويقال : ويك ووي لعبد الله كذلك ; وأنشد الأزهري :
وي لامها من دوي الجو طالبة ولا كهذا الذي في الأرض مطلوب
ولقد شفى نفسي وأذهب سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
الجوهري : وقد تدخل وى على كأن المخففة والمشددة تقول وي كأن ، قال الخليل : هي مفصولة ، تقول وي ثم تبتدئ ، فتقول كأن ، وأما قوله تعالى : ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء ; فزعم أنها وي مفصولة من كأن ، قال : والمعنى وقع على أن القوم انتبهوا فتكلموا على قدر علمهم أو نبهوا ، فقيل لهم إنما يشبه أن يكون عندكم هذا هكذا ، والله أعلم ; قال : وأما المفسرون فقالوا ألم تر ; وأنشد سيبويه لزيد بن عمرو بن نفيل ، ويقال لنبيه بن الحجاج :
وي كأن من يكن له نشب يح بب ومن يفتقر يعش عيش ضر
[ ص: 298 ] وحكى أبو زيد عن العرب : ويك بمعنى ويلك ، فهذا يقوي ما رواه ثعلب ، وقال الفراء في تفسير الآية : ويكأن في كلام العرب تقرير كقول الرجل أما ترى إلى صنع الله وإحسانه . قال : وأخبرني شيخ من أهل البصرة أنه سمع أعرابية تقول لزوجها أين ابنك ويلك ! فقال : ويكأنه وراء البيت معناه أما ترينه وراء البيت ; قال الفراء : وقد يذهب بها بعض النحويين إلى أنها كلمتان يريدون ويك أنهم أرادوا ويلك فحذفوا اللام ، وتجعل أن مفتوحة بفعل مضمر كأنه قال : ويلك اعلم أنه وراء البيت فأضمر اعلم ; قال الفراء : ولم نجد العرب تعمل الظن مضمرا ولا العلم ولا أشباهه في ذلك ، وأما حذف اللام من قوله ويلك حتى يصير ويك فقد تقوله العرب لكثرتها . وقال أبو الحسن النحوي في قوله تعالى : ويكأنه لا يفلح الكافرون ، وقال بعضهم أما ترى أنه لا يفلح الكافرون ، قال : وقال بعض النحويين معناه ويلك أنه لا يفلح الكافرون ، فحذف اللام وبقي ويك ، قال : وهذا خطأ ، لو كانت كما قال لكانت ألف إنه مكسورة ، كما تقول ويلك إنه قد كان كذا وكذا ; قال أبو إسحاق : والصحيح في هذا ما ذكره عن سيبويه الخليل ويونس ، قال : سألت الخليل عنها فزعم أن وي مفصولة من كأن ، وأن القوم تنبهوا فقالوا وي متندمين على ما سلف منهم . وكل من تندم أو ندم فإظهار ندامته أو تندمه أن يقول وي ، كما تعاتب الرجل على ما سلف ، فتقول : كأنك قصدت مكروهي ، فحقيقة الوقوف عليها وي هو أجود . وفي كلام العرب : وي معناه التنبيه والتندم ، قال : وتفسير الخليل مشاكل لما جاء في التفسير ; لأن قول المفسرين أما ترى هو تنبيه . قال أبو منصور : وقد ذكر الفراء في كتابه قول الخليل ، وقال : وي كأن مفصولة كقولك للرجل وي ، أما ترى ما بين يديك ، فقال وي ، ثم استأنف كأن الله يبسط الرزق ، وهو تعجب ، وكأن في المعنى الظن والعلم ; قال الفراء : وهذا وجه يستقيم ولو تكتبها العرب منفصلة ، ويجوز أن يكون كثر بها الكلام فوصلت بما ليس منه كما اجتمعت العرب كتاب يابنؤم ، فوصلوها لكثرتها ; قال أبو منصور : وهذا صحيح ، والله أعلم .